بقلم الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

شهد العراق خلال العقود الخمسة الماضية تحولات كبرى على الصعيدين الاقتصادي والسياسي إلا أن هذه التحولات لم تنعكس بشكل فعلي على مستوى التنمية أو البنية التحتية أو الاستقرار الاقتصادي، رغم دخول مئات المليارات من الدولارات إلى خزينة الدولة.
فيما يلي مقارنة تفصيلية بين الإيرادات المالية التي دخلت للعراق قبل وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 مع تحليل لأسباب غياب الإنجازات الاستراتيجية.

أولًا
الإيرادات المالية من 1972 إلى 2003

1- فترة ما قبل الحرب (1972–1980)
• شهدت هذه الفترة نموا ملحوظاً في الإيرادات النفطية، من ( 219 مليون دينار عراقي ) إلى ( 8.9 مليار دينار )
• بمتوسط سنوي تقريبي قدره 5 مليار دولار، بلغ مجموع الإيرادات خلال هذه الفترة: 45 مليار دولار

فترة الحرب العراقية–الإيرانية (1980–1988):
• رغم الحرب، استمرت الإيرادات ولكن بشكل متذبذب.
• بمتوسط تقديري ( 10 مليار دولار سنوياً ) مجموع ( 90 مليار دولار ) الفترة ما قبل الحصار (1989–1990)
• شهدت الدولة تحسنًا نسبيًا بالإيرادات ، قُدّرت بنحو 15 مليار دولار. فترة الحصار والنفط مقابل الغذاء (1991–2003)
• في البداية كانت الإيرادات شحيحة ، ثم تحسنت مع برنامج النفط مقابل الغذاء و كان مجموع الإيرادات في هذه الفترة قُدّر بـ: 70 مليار دولار.

الإجمالي من 1972 إلى 2003:
≈ 220 مليار دولار أمريكي

ثانيًا
الإيرادات المالية من 2004 إلى 2024

اعتمدت الإيرادات العراقية في هذه الفترة بشكل شبه كلي على صادرات النفط ، مع غياب شبه تام للتنويع الاقتصادي وفيما يلي تقدير الإيرادات سنويًا

متوسط الإيرادات السنوية تراوح بين 18 مليار دولار في عام 2004 إلى أكثر من 115 مليار دولار في عام 2022.

المجموع التراكمي خلال 21 عامًا ( 1.476 تريليون دولار أمريكي )

ثالثًا
التحليل والمقارنة
المؤشر ما قبل الاحتلال (1972–2003) ما بعد الاحتلال (2004–2024)
مجموع الإيرادات 220 مليار دولار 1.476 تريليون دولار
عدد السنوات 31 سنة 21 سنة
متوسط سنوي تقريبي 7.1 مليار دولار 70 مليار دولار

ملاحظات مهمة
ــــــــــــــــــــــ
رغم الفارق الهائل في الإيرادات بعد 2003 ، إلا أن العراق لم يشهد نقلة نوعية في البنية التحتية ، أو تحسنًا ملموسًا في الخدمات العامة ، أو بناء مؤسسات حقيقية فاعلة.

رابعًا
الأسباب الرئيسة لضياع هذه الثروات
1. الفساد الإداري والمالي
• العراق احتل مراكز متقدمة في مؤشرات الفساد العالمية.
• مئات المليارات أهدرت في عقود وهمية ، ومشاريع غير مكتملة ، ورواتب فضائية

2. غياب الرؤية الاستراتيجية

• لم تتبنَ الحكومات المتعاقبة خططًا طويلة الأمد للتنمية أو تنويع الاقتصاد
• التركيز اقتصر على التوظيف الحكومي والاستهلاك ، دون بناء قطاعات منتجة.

3. المحاصصة والطائفية

نظام الحكم ما بعد 2003 بني على أسس طائفية ومحاصصة حزبية أدى ذلك إلى توزيع المناصب والثروات وفق الولاء السياسي وليس الكفاءة

4. الأزمات الأمنية والحروب الداخلية

• الاحتلال ، الإرهاب ، الحروب الطائفية ، ومعركة داعش كلّها استنزفت الدولة ماليًا وأمنيًا.
• ملايين المهجرين وأضرار البنية التحتية كبّدت الدولة خسائر فادحة.

الخلاصة

من المؤلم أن تُهدر أكثر من 1.5 تريليون دولار خلال عقدين دون أن تترك أثرًا حقيقيًا في حياة المواطن العراقي أو مستقبل الأجيال.
إن هذا الفشل ليس اقتصاديًا فقط ، بل هو فشل سياسي وإداري وأخلاقي يتطلب مراجعة شاملة لمنظومة الحكم ، وبناء مشروع وطني جامع يعيد توجيه الثروة نحو البناء لا الخراب

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات ملیار دولار هذه الفترة

إقرأ أيضاً:

البترول: 2.53 مليار جنيه صافي أرباح "سيدي كرير للبتروكيماويات" في 2024

أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، خلال الجمعية العامة لشركة سيدي كرير للبتروكيماويات "سيدبك" لاعتماد نتائج أعمال عام 2024، أن الشركة تمتلك فرصًا واعدة لتحقيق المزيد من النجاحات وزيادة العائدات، حيث وصل صافي أرباح الشركة إلى 2.539 مليار جنيه في 2024، بنمو قدره 3% عن عام 2023

وأشار الوزير إلى أن "سيدبك" تعد كيانًا صناعيًا بتروليًا رائدًا، يسهم بفاعلية في تعظيم القيمة المضافة، وزيادة الصادرات، والعوائد الدولارية، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد القومي، مضيفًا أن الوزارة حريصة على دعم النجاحات التي تحققها الشركة، وتشجيع خططها التوسعية، واستغلال البنية التحتية والأصول المتاحة بالشكل الأمثل.

وأوضح الوزير أن الشركة تلعب دورًا محوريًا في توطين الصناعة المحلية، من خلال توفير خامات البتروكيماويات اللازمة للقطاعات الصناعية المختلفة، وهو ما يساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وخفض فاتورته، بما يتماشى مع خطط الدولة الطموحة لدعم القطاع الصناعي.

وأشاد الوزير بالمبادرات الناجحة التي تنفذها "سيدبك" في إطار المشاركة المجتمعية، مؤكدًا أهمية استمرار هذه الجهود لما لها من أثر إيجابي ومردود ملموس على المجتمع المحلي.

ووجه الوزير الشكر للعاملين بقطاع البتروكيماويات بصفة عامة و شركة سيدبك بصفة خاصة وإدارة الشركة على الجهود المبذولة والنتائج الإيجابية، مؤكدًا أن العنصر البشري هو الكنز الحقيقي للقطاع.

وخلال استعراضه لأبرز الإنجازات في 2024 والمشروعات الجديدة، أكد المهندس محمد إبراهيم، رئيس شركة سيدي كرير للبتروكيماويات "سيدبك"، أن الشركة نجحت في مواصلة مسيرتها المتميزة خلال عام 2024، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

وأوضح أن الشركة حافظت على مركزها المالي القوي بفضل استراتيجية واضحة تنفذها وزارة البترول والثروة المعدنية، تهدف إلى تعظيم القيمة المضافة من مشروعات البتروكيماويات، وذلك في إطار المحور الثاني من الاستراتيجية المتكاملة للوزارة. علاوة على الدعم والمتابعة المستمرين من الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات.

وأشار رئيس الشركة إلى أن سيدبك تمكنت من تخطي التحديات بمرونة وكفاءة إذ واجهت تقلبات في الأسعار العالمية، فضلاً عن تغيرات الطلب المحلي والعالمي وتعقيدات سلاسل الإمداد.

وعلى صعيد الأداء الإنتاجي، أوضح المهندس محمد إبراهيم أن سيدبك نجحت في إنتاج 228 ألف طن من الإيثيلين، منها 33 ألف طن لتغطية احتياجات مصانع شركة البتروكيماويات المصرية. كما أنتجت 38 ألف طن من البوتاجاز غير المعالج، إلى جانب 4 آلاف طن نافتا عالية الأوكتان.

وفيما يتعلق بالبولي إيثيلين الذي يمثل المنتج النهائي، بلغ إجمالي الإنتاج 185 ألف طن، تم تصدير مايقرب من 60% منه لتحقيق عوائد دولارية، وبيع 80 ألف طن في السوق المحلي. كما ساهمت أنشطة الشركة التجارية في بيع 28 ألف طن من البوليمرات المختلفة لتلبية احتياجات السوق المصري.

وفي إطار توجه الشركة لتعزيز ريادتها، أوضح رئيس سيدبك أنها أطلقت عددا من المشروعات الكبرى، من بينها مشروع استيراد غاز الإيثان، لتأمين مدخلات الإنتاج وضمان استقرار التشغيل ودعم التوسعات المستقبلية، وذلك من خلال تأسيس شركة "الإسكندرية لسلاسل الإمداد" بالتعاون مع الشركات الوطنية.

كما تم إطلاق مشروع لإنتاج سيانيد الصوديوم بالشراكة مع شركة دراسكيم باستثمارات أجنبية مباشرة بما يرفع القيمة المضافة من المجمع الصناعي لسيدبك بمنطقة النهضة، وفي مجال الطاقة، أطلقت سيدبك مشروع الإنتاج المشترك للكهرباء والبخار (CHP)، الذى يعد أفضل مشروع لرفع كفاءة استهلاك الطاقة في القطاع الصناعى وخفض الانبعاثات الكربونية مع زيادة انتاج الكهرباء ذاتياً بما يعزز من التنمية المستدامة.

ونفذت سيدبك عددًا من المشاريع والمبادرات التي عززت مكانتها كشركة رائدة في صناعة البتروكيماويات، من خلال التزامها بالمواصفات القياسية لنظم إدارة الجودة والطاقة والمعرفة، واجتيازها بنجاح المراجعة الخارجية للحصول على شهادات ISO 9001:2015، ISO 50001:2019، و ISO 30401:2018. وتنفيذ مبادرات تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في صناعة البتروكيماويات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، بما يدعم استدامة الصناعة وتقليل البصمة الكربونية.

وشدد رئيس الشركة على أن سيدبك تولي أهمية كبيرة للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، حيث تم تحقيق 13.885 مليون ساعة عمل آمنة، إلى جانب تبني منهجية إعادة تدوير المخلفات وتحديث أنظمة الإدارة البيئية والصحية بحصولها على شهادات ISO14001:2015 وISO45001:2018 حتى عام 2027، وحرصت على تفعيل الزيارات الميدانية، فضلاً عن مشاركتها في اللجنة الجغرافية بالإسكندرية لتطوير منظومة السلامة بالمنطقة.

وفي مجال المسؤولية المجتمعية، واصلت سيدبك التزامها تجاه المجتمع، من خلال رعاية "مدرسة سيدبك للتكنولوجيا التطبيقية" لإعداد كوادر فنية مؤهلة لقطاع البتروكيماويات والصناعة، إلى جانب تطبيق بروتوكول طبي لعلاج غير القادرين من سكان المناطق المجاورة، والمساهمة في تجهيزات تطوير وحدة العناية المركزة بالمستشفي القبطي بالأسكندرية التابع للمؤسسة العلاجية وانشاء وحدة سمعيات واتزان بالمستشفي والمشاركة في المناسبات المجتمعية والتبرع لتطويرالمجتمع المحلي.

وتماشياً مع التوجه الوطني للتحول الرقمي، قامت سيدبك بتطبيق أحدث تقنيات التحكم الآلي والمحاكاة والتوأمة الرقمية.

وأشاد إبراهيم بدور العاملين بالشركة، مؤكدًا أن العنصر البشري يظل السبب الحقيقي في جميع النجاحات التي تحققت، فقد كانت هناك فرق عمل تعمل بجد في مواجهة التحديات وكان العاملون في مواقع الإنتاج يعملون على مدار الساعة لضمان استمرارية العمليات فهم الأبطال الحقيقيون والقوة الدافعة وراء كل إنجاز حققته الشركة.

وأقرت الجمعية العامة لشركة سيدي كرير للبتروكيماويات ( سيدبك ) صرف كوبون نقدي بقيمة جنيه واحد لكل سهم علي دفعتين، وتوزيع أسهم مجانية بواقع سهم واحد مجاني لكل 4 أسهم.

مقالات مشابهة

  • الإحصاء: 1.7 مليار دولار قيمة التبادل التجارى بين مصر واندونيسيا خلال 2024
  • الإحصاء: 1.7 مليار دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وإندونيسيا خلال 2024
  • 70 مليار درهم تداولات الأجانب في «سوق أبوظبي» خلال الربع الأول
  • سفير باكستان: 10.9 مليار دولار حجم التجارة مع الإمارات في 2023-2024
  • البترول: 2.53 مليار جنيه صافي أرباح "سيدي كرير للبتروكيماويات" في 2024
  • تعزيز التعاون مع العراق بمجال «الرقابة المالية»
  • بغداد للمشروبات الغازية: نمو الإيرادات يتراوح بين 10% و 14% سنوياً بفضل توسع خطوط الإنتاج
  • النواب يناقش الحسابات الختامية للسنة المالية «2023 - 2024» الأسبوع المقبل
  • مجلس النواب يناقش الحسابات الختامية للسنة المالية ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤ الأسبوع القادم
  • العراق العاشر عربياً بأنظف مياه الشرب لعام 2024