#الحل_الوحيد
د. #هاشم_غرايبه
التاريخ كتاب مفتوح لمن شاء أن يقرأه ويستفيد منه، صحيح أن مساره في اتجاه واحد دائما، فهو لا يعيد نفسه، إنما ما يوحي بذلك أن الأحداث ليست عشوائية، بل هي نتاج لتفاعل الثابت مع المتغير، الثابت هو السنن الكونية التي وضعها الخالق، والمتغير هو الإرادة البشرية.
السنن الكونية هي قواعد ثابتة أساسها أن المخرجات مرتبطة جذريا بالمدخلات، ما يعدل إيجابيا أو سلبيا في المخرجات وليس جذريا هي أرادة البشر.
لو تناولنا إحدى هذه السنن، وهي أن نتيجة أي صراع عسكري بين طرفين ليست خاضعة للحظ أو لعامل الصدفة، بل هي لصالح الأقوى، فمن يتجهز تسليحا ويعد نفسه جيدا تدريبا ويضع الخطط الذكية ينتصر على الطرف الأقل تهيؤا، كما تحكم نتيجته النهائية قاعدة ان الصراعات بين باطل وباطل تدوم وتطول وتبقى سجالا لكنها لا تنتهي، وأما بين حق وباطل فقد تقصر أو تطول بحسب همة أهل الحق، لكن نتيجتها محسومة في نهاية المطاف لصالح الحق، أما مرحليا فلا يمكن أن يغير هذه النتيجة سوى أمرين : الإرادة الإلهية والإرادة البشرية.
فأذا أراد الله أن يجري بنتيجة هذا الصراع سنة أخرى، فهو يتدخل فيغير منتج الصراع، ومثال على ذلك حروب الروم والفرس التي دامت قرونا، وكانت سجالا، وتصادف أنه في عصر فجر الدعوة هزم الروم في غور الأردن، فحزن المسلمون، لكن الله طمأنهم أنهم سينتصرون على الفرس قريبا (في بضع سنين)، إذاً هنا تدخلت إرادة الله، ليست طبعا لأجل أن يفرح المسلمون، بل ربما ليحقق حالة من توازن القوى بين الفرس والروم، قبيل قدوم جيوش الفتح الاسلامي.
أما أرادة البشر فهي إيمانية،عندما تهديهم عقولهم الى اتباع منهج الله ويخبتون الى خالقهم، عندها ينالوا رعايته وعنايته، فلا يجعل للكافرين إليهم سبيلا، وبالتالي تتعطل هنا السنة الأساسية التي تعطي الغلبة للأقوى، فاذا أراد الله للمؤمنين النصر ينتصرون، وذلك بعد أن يحققوا (وبإرادتهم الحرة) المتطلبات الايمانية.
ومن سنن الله الكونية أنه تكفل بتوفير جميع متطلبات العيش لكل مخلوقاته، فلا يقصره على من أطاعه ولا يحجبه عمن عصاه، لكنه يمنح محبته للمؤمنين به ويكرم من أطاعه فاتبع منهجه، فيبارك لهم ويغدق عليهم رحماته في الدنيا قبل الآخرة، فتكون محصلة السعادة لديهم أعلى، وتكون محصلة الضنك لدى المعرضين عن منهجه أكثر، حتى ولو نالوا رزقا اوفر.
ومن محبته للمؤمنين أنه أنزل إليهم كتابه الكريم دليلا هاديا فيه كل ما يحقق لهم هذه السعادة، وبين فيه كثيرا من سننه الكونية، ومنها أنه أرشدهم الى ضرورة دوام التهيؤ والاستعداد العسكري: “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، لأنهم بذلك يرهبون عدو الله والذي هو سيبقى عدوهم الى يوم الدين، لأن من يعادي منهجه سيداوم العدوان على من يتبعه، ولا تشكمه معاهدات سلام ولا تطبيع، بل ما يرهبه عزيمة المؤمن وعلو همته، وطمأنهم الى أن لا يوقفهم عن ذلك امتلاك العدو لوسائل عسكرية متقدمة ولا ترسانات هائلة، بل ما عليهم الا اعداد ما يستطيعون، وهو يتكفل بنصرهم.
لو راجعنا كل معارك التاريخ الفاصلة وجميع فصول الصراعات، لوجدنا أن نتائجها النهائية منضبطة تماما مع ما سلف من سنن كونية، فالصراعات بين أهل الباطل لم تنقطع في اي عصر، وكان حصادها وبالا على الطرفين ونتائجها سجالا، بدليل أنها ظلت على الدوام متجددة.
والصراعات بين الحق والباطل كانت نتائجها العسكرية في المحصلة العامة لصالح المؤمنين، رغم انه لم يكونوا الأقوى عسكريا، ولا الأكثر عديدا، وما انهزموا إلا حينما فشلوا في تحقيق المتطلبات الإيمانية.
بعد هذا الجلاء والوضوح الذي يبينه استقراء مجريات التاريخ، لا يبقى لمن يتساءل عن سر انهزامنا في هذا العصر غموض ولا اندهاش.
فالوصفة للنصر واضحة، وتتلخص بأمرين بمقدور الصادق النية تأمينهما:
فلتحقيق وعد الله بنصر المؤمنين يجب عليهم أولا أن ينصروه، أي يتبعوا منهجه ويستقيموا على أمره ونهيه.
فكيف إن كانوا يعادون منهجه ويتبعون منهج أعدائه، بل ويحاربون من يدعو له ويعتبرونه ارهابيا!؟.
وعليهم ثانيا أن يعدوا ما يستطيعون من قوة، فكيف ان اختاروا الاستسلام بالتطبيع!؟.
لذا فالحل ليس بالدعاء، بل بالعودة للحكم بموجب منهج الله. مقالات ذات صلة مشروع وقوة ترامب المُسيطر كونيا…نتاج لأيدلوجيا ام لتكنولوجيا..؟..رؤية تفكرية واخزة.. 2025/04/09
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحل الوحيد هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
النظام الغذائي المتوسطي.. الحلّ الأمثل لأوجاع العظام
وجدت دراسة جديدة أن “النساء الأكبر سناً اللواتي اتبعن نظامًا غذائيًا متوسطيًا منخفض السعرات الحرارية، إلى جانب ممارسة المشي وتمارين المقاومة لمدة 3 سنوات، شهدن تحسنًا ملحوظًا في كثافة عظامهن، خصوصًا في منطقة أسفل الظهر”.
وأوضح خيسوس فرنسيسكو غارسيا-غافيلان، الباحث المشارك في الدراسة وكبير الإحصائيين الحيويين بجامعة “روفيرا إي فيرجيلي” في تاراغونا، إسبانيا، “أن النسخة المعدلة من النظام الغذائي المتوسطي التي تم اعتمادها في هذه الدراسة تضمنت تقليل السعرات الحرارية بنسبة 30% تقريبًا عن المعدل المعتاد”.
وتابع غارسيا-غافيلان “أن الدراسة التي شملت نساء تراوحت أعمارهن بين 55 و75 عامًا، أظهرت أن اتباع هذا النظام الغذائي ساعدهن في تجنب تدهور العظام الذي يحدث عادة أثناء فقدان الوزن”. وأشار إلى أن “النظام الغذائي وحده قد يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام، مما يعرض كبار السن لمخاطر صحية، كما أن الرياضة وحدها لا تمنع تدهور العظام دائمًا”.
وأضاف غارسيا-غافيلان “أن الجمع بين نظام غذائي متوسطي متوازن ومنخفض السعرات الحرارية مع النشاط البدني يعد اكتشافًا مهمًا لأنه يمنع فقدان العظام حتى أثناء فقدان الوزن. وأكد أن نوع النظام الغذائي لا يقل أهمية عن تقليل السعرات الحرارية فقط أثناء فقدان الوزن”.
من جانبه، قال الدكتور أندرو فريمان، مدير قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز طبي في دنفر، “إن نتائج الدراسة لم تكن مفاجئة”، موضحًا “أن ممارسة نمط حياة يتسم بالكثير من الحركة وتناول الأطعمة البسيطة القائمة على النباتات يمكن أن يحسن العديد من الأنظمة الصحية، بما في ذلك صحة العظام”.
كيف يساعد النظام الغذائي المتوسطي في الحفاظ على صحة العظام؟
يتميز النظام الغذائي المتوسطي “بتركيزه على الأطعمة القائمة على النباتات، مثل الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، البقوليات، والمكسرات، مع استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز كمصدر رئيسي للدهون. وقد ثبت أن هذا النظام يعزز صحة العظام بفضل العناصر الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين د، الموجودة في المكسرات ومنتجات الألبان”.
وذكر غارسيا-غافيلان أن “الدهون الصحية مثل زيت الزيتون تقلل الالتهابات، في حين أن مضادات الأكسدة مثل فيتامين “ج” الموجود في الفواكه والخضراوات قد تساعد في حماية خلايا العظام. كما تلعب فيتامينات أخرى مثل فيتامين “ك” الموجود في السبانخ دورًا في تقوية العظام”.
وأشار غارسيا-غافيلان إلى أن “هذه العناصر الغذائية المتكاملة تعمل معًا للحد من خطر فقدان العظام، خاصة مع تقدم العمر، مما يساعد في الحفاظ على جودة الحياة على المدى الطويل”.
لذلك “يعد النظام الغذائي المتوسطي لا يساهم فقط في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وداء السكري، بل يعد حلاً فعالًا أيضًا للحفاظ على صحة العظام، خاصة لدى النساء الأكبر سناً”.