تؤدي بداية الطقس المعتدل في الصيف داخل مصر إلى تأخير الحاجة لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال، وترك المزيد من الوقود متاحا لأوروبا قبل موسم التخزين الحاسم.

وفقًا لبيانات من Atmospheric G2، من المرجح أن تنخفض درجات الحرارة المتوسطة في مصر بمقدار 4 درجات مئوية عن المعدل الطبيعي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وتقلص عدد أيام درجات التبريد بنحو الثلث في الأسابيع الثلاثة الأولى من أبريل مقارنة بعام 2024.

سيُخفّض الطقس البارد غير المعتاد الطلب على الطاقة في مصر ويُقلّل من شهيتها للغاز الطبيعي المُسال، بعدما تحوّلت البلاد إلى مستورد رئيسي العام الماضي بعد أن كانت مُصدّرًا صافيًا سابقاً، إذ أدّى انخفاض إنتاج الغاز المحلي وارتفاع الطلب إلى نقص الطاقة وانقطاعها، وفقاً لوكالة بلومبيرج الأمريكية.

توقعات الطقس الأكثر برودة في مصر 2025

وأشارت بلومبيرج في تقرير لها إلى أن هذا التحول سيُفاقم من انكماش سوق الغاز الطبيعي المُسال العالمي، المُنهك أصلًا بسبب تراجع الاستهلاك في آسيا، مما يُتيح لأوروبا حرية شراء شحنات لملء مواقع التخزين المُستنزفة.

يُقدّر المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى تسجيل 72 يومًا من أيام انخفاض درجات الحرارة في مصر هذا العام حتى يوم 22 أبريل، وهو أقل من متوسط عشر سنوات، كما تُشير البيانات إلى تسجيل حوالي 102 يوما من هذا القبيل في الفترة نفسها من العام الماضي.

تُستخدم أيام انخفاض درجات الحرارة للتنبؤ بالطلب على الطاقة من خلال قياس مدى تجاوز متوسط درجة الحرارة اليومية 18 درجة مئوية.

وقال عالم الأرصاد الجوية مات دوبسون من ميت ديسك، «إن التحول في الطقس في أبريل 2025 قد يكون ناجمًا عن تيار نفاث جنوبي ونظام ضغط مرتفع وظروف جوية أخرى بدأت في الشهر الماضي والتي حملت النرد لصالح هذا التدفق الشمالي البارد القوي" من الهواء القطبي الشمالي.»

هذا ويرجح أن يكون لاعتدال الطقس وضعف الطلب دور في استئناف تدفقات الغاز لفترة وجيزة إلى محطتي تصدير الغاز الطبيعي المُسال في مصر مؤخرًا.

مع ذلك، يرجَّح أن يكون ذلك لأجل قصير، إذ ستظل البلاد بحاجة إلى مشتريات الغاز الطبيعي المُسال طوال فصل الصيف، ذلك وسط قيام مصر بتعزيز بنيتها التحتية وخططها لاستئجار محطات استيراد عائمة إضافية.

وفي ذات الحين اشترت مصر أيضًا الغاز الطبيعي المسال خلال فصل الشتاء الماضي مع استمرار تراجع الإنتاج المحلي، حيث يرتفع الطلب بشكل عام خلال الصيف.

طرحت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) في 2024 مناقصات فورية ضخمة لشراء الغاز الطبيعي المسال، مما ساهم في رفع الأسعار. ومع ذلك، أبرمت الدولة هذا العام صفقات توريد ثنائية، مما قلل في الوقت الحالي من الحاجة إلى الشراء من السوق الفورية.

اقرأ أيضاًوزير البترول يتفقد مشروع استقبال الغاز الطبيعي وتوسعة شبكة الأنابيب بميناء العين السخنة

«الدفاع الروسية»: القوات الأوكرانية تستهدف محطة توزيع غاز في منطقة بيلجورود جنوب غربي البلاد

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الطقس في مصر الغاز الطبيعي المسال واردات مصر من الغاز الطبيعي سوق الغاز الطبيعي المسال الغاز الطبیعی المسال الغاز الطبیعی الم الطبیعی الم سال فی مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر

الاقتصاد نيوز - متابعة

في ظل تغيّرات عالمية متسارعة على صعيدي الطاقة والتجارة، استقبل محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وزير الطاقة الأميركي كريس رايت في قصر الشاطئ بأبوظبي، في لقاء وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه امتداد للعلاقات "الاستراتيجية" بين الإمارات والولايات المتحدة.

هذه الزيارة، التي تأتي ضمن جولة إقليمية لرايت في الشرق الأوسط، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حملت في طياتها رسائل اقتصادية ترتبط بأجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصًا في ما يتعلّق بالتجارة والطاقة وإعادة تموضع واشنطن في الأسواق العالمية.

أجندة ترامب: تصدير لا استيراد فقط

كريس رايت، لخص بدقة الرؤية التجارية للرئيس دونالد ترامب، حيث قال: "أجندة الرئيس ترامب التجارية مدفوعة بأمرين. أولًا، الولايات المتحدة تُرحّب بشدة بالواردات... لكن معظم شركائنا التجاريين لم يرحبوا بالصادرات الأميركية بنفس القدر".

كيف تهدد الرسوم الجمركية أكبر اقتصاد في أوروبا؟

بهذا التصريح، يوضح رايت أن ترامب لا يسعى لإغلاق السوق الأميركية، بل لتكافؤ الفرص. فمرحلة "أميركا المستوردة" قد انتهت في رؤيته، وحان وقت إعادة التوازن، عبر فرض رسوم جمركية تهدف، من وجهة نظره، إلى تشجيع الشركاء التجاريين على فتح أسواقهم أمام المنتجات الأميركية، وإعادة توطين الصناعات الثقيلة داخل الولايات المتحدة.

إعادة التصنيع.. جوهر الاستراتيجية الاقتصادية

أشار رايت خلال حديثه إلى التحول الجذري الذي يسعى إليه ترامب في السياسة الاقتصادية: "على مدى 20 أو 25 عامًا، غادرت الكثير من الصناعات الثقيلة الولايات المتحدة... لديه شغف كبير بإعادة تلك الوظائف، ورفع الأجور الأميركية، وتعزيز الأمن الأميركي".

هذه الاستراتيجية، وإن كانت تصطدم بأعراف السوق الحرة، تنطوي على أهداف أمنية واقتصادية، وتصب في إطار ما يسمى "السيادة التصنيعية". فإعادة المصانع تعني استرجاع الوظائف، وتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة في القطاعات الاستراتيجية كالتكنولوجيا والطاقة.

أسعار الطاقة: التوازن المستحيل؟

مفارقة لافتة أشار إليها رايت عندما تطرّق إلى محاولة ترامب خفض أسعار الطاقة للمستهلك، بالتزامن مع رفع الإنتاج المحلي: "هناك نوع من التناقض. كيف يمكن وضع خطة للتوفيق بين المطلبين؟... السوق هو الذي يُحدد الأسعار".

هنا تكمن معضلة أساسية في أجندة ترامب. إذ أن زيادة الإنتاج تعني بالضرورة انخفاض الأسعار، مما قد يضر بربحية الشركات. لكن من جهة أخرى، فإن ذلك يدعم الاقتصاد الأميركي من حيث تخفيض تكلفة المعيشة وتعزيز التنافسية.

هذه المعادلة المعقّدة تتطلب تدخلًا محدودًا من الحكومة، وفق النظام الأميركي القائم على السوق، لكنها تُبقي على ضرورة تحسين البنية التحتية للطاقة وتبسيط الحصول على التصاريح.

المستقبل: الذكاء الاصطناعي والطلب على الطاقة

في دلالة على استشراف طويل المدى، قال رايت: "الذكاء الاصطناعي نفسه، خلال السنوات الخمس المقبلة، سيشهد نموًا ملحوظًا في الطلب، لا سيما على الغاز الطبيعي والكهرباء".

هذا التصريح يعكس إدراكًا للتحولات المقبلة، حيث سيقود الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتقدمة النمو الاقتصادي، ما يعني أن الحاجة إلى طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة ستكون أكثر إلحاحًا. وهنا تتلاقى الرؤية الإماراتية في الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الأجندة الأميركية.

امتلاك إيران سلاح نووي سيء للشرق الأوسط وللعالم

لم تغب السياسة عن تصريحات رايت، حيث اعتبر أن: "أفضل طريقة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني هي المفاوضات... لكن هذا يتطلب بعض الضغط".

كما أكد أن المفاوضات مع الصين "في مراحلها الأولى"، معيدًا التذكير بأن "السنوات الأربع الماضية لم تكن عظيمةً على صعيد الفرص الاقتصادية".

هذه الرؤية تعني أن ملفات الجغرافيا السياسية من الملف النووي الإيراني إلى العلاقات الاقتصادية مع الصين ستكون محورية لدى إدارة ترامب ، وستُستخدم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على استهلاك الطاقة العالمية؟
  • طريقة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي بعد زيادة أسعار البنزين والسولار
  • «ميناء خليفة» يستقبل أول سفينة تعمل بالغاز الطبيعي المسال
  • وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر
  • مجموعة موانئ أبوظبي تستقبل أول ناقلة سيارات وشاحنات لها تعمل بالغاز الطبيعي المسال في ميناء خليفة
  • بعد زيادة أسعار البنزين والسولار .. كيفية تحويل عربيتك غاز الطبيعي
  • عودة التوقيت الصيفي رسميًا.. قدم ساعتك 60 دقيقة في هذا الموعد
  • الوكالة الدولية للطاقة: الـ AI سيضاعف الطلب على الكهرباء
  • وكالة أميركية: عقود الشراكة مع العراق تعد الأكبر والأحدث
  • ننزل الصيفي؟.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس في الأيام المقبلة