حكاية داليا.. تعمل في النجارة والتنجيد والخياطة منذ عامين
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
بدأت منذ عامين العمل في مهنة النجارة، ولم يعارضها أهلها ولا أفراد أسرتها، بل كانوا أبرز الداعمين لها، واختارت العمل في ورشة بمنزلها لتكون قريبة من طفلها المريض، وتقدر على رعايته، كما تعمل داليا عيد، في النجارة والتنجيد، وتتعلم أيضًا الخياطة، وتبدأ عملها صباحًا، وتنتهي حسب حاجتها وحجم العمل لديها.
داليا عيد من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ولديها 3 أبناء، الأول عمره 18 عامًا، والثاني 13 عامًا، وطفلها الصغير يبلغ من العمر 8 سنوات، ويساعدها أولادها في العمل بالورشة، إذا احتاجت إليهم في بعض المهم.
لقراءة قصة «داليا»، اضغط على الرابط التالي: «داليا» متعددة المهام.. تعمل بالنجارة والتنجيد وتتعلم الخياطة بالدقهلية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجارة قصة كفاح المنصورة
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.