تعرف على حديث الراهبة الإيطالية الناشطة في سورية مارتا لويزا فانياني على هامش لقاء الصداقة بين الشعوب
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
على هامش "لقاء الصداقة بين الشعوب" والذي تنظمه سنوياً في مدينة ريميني الإيطالية حركة "شركة وتحرر" أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الراهبة الإيطالية مارتا لويزا فانياني والتي تخدم في مدينة حمص السورية، معتبرة أن الأوضاع غير المستقرة والراهنة على الصعيد العالمي حدّت من اهتمام الجماعة الدولية حيال سورية، مؤكدة أن الكنيسة حاضرة في البلاد منذ زمن بعيد وهي تنشط في مجال الحوار مع المسلمين، ولافتة إلى أن التطرف يُغذى من الخارج.
في حديثها لموقعنا الإلكتروني حاولت الراهبة الإيطالية أن تقدّم صورة عن بلد أنهكته العقوبات والحرب وما يزال يعاني لغاية اليوم من نتائج الهزة الأرضية التي ضربت مناطقه الشمالية في السادس من شباط فبراير الماضي. الأخت فانياني، التي تنتمي إلى رهبنة الـ"ترابيست"، جاءت من حمص خصيصاً للمشاركة في لقاء الصداقة بين الشعوب في ريميني. وشاءت أن تُطلق نداء إلى الغرب مطالبة إياه بعدم نسيان سورية.
ولفتت إلى أن العقوبات الدولية تُلقي بثقلها على السكان، في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى أن تسعة مواطنين سوريين من أصل عشرة يعيشون في حالة من الفقر. وأكدت في هذا السياق أن الكنيسة حاضرة في البلد العربي وهي تساعد الجميع ولا تميّز بين مسيحي ومسلم.
في معرض حديثها عن الأوضاع الراهنة اليوم في سورية تحدثت الراهبة الإيطالية عن تظاهرات تشهدها مناطق عدة في جنوب البلاد احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، في بلد يمر بأسوأ أزمة مالية في تاريخه وفقاً للخبراء: أزمة زادت من تفاقمها نتائج الحرب الدائرة في سورية منذ اثنتي عشرة سنة، فضلا عن العقوبات الغربية وانهيار النظام المصرفي في لبنان المجاور. وقد تحدثت وسائل إعلام إقليمية عن تظاهرات احتجاجية يشارك فيها مئات الأشخاص في مدينتي السويداء ودرعا.
في غضون ذلك تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الروسية، حليفة النظام السوري، في بعض المناطق التي ما تزال خاضعة لسيطرة الجهاديين. وغالباً ما يدفع المدنيون ثمن هذه الهجمات. الأخت فانياني ألقت كلمة أمام المشاركين في لقاء ريميني وأكدت أنه ينبغي ألا ننسى أن سورية تشهد حرباً منذ أكثر من إحدى عشر سنة ولدت الكثير من الدمار. وجاءت بعدها الهزة الأرضية في السادس من شباط فبراير الماضي، وفي بعض المناطق السورية تفشى داء الكوليرا.
وقالت إن كل تلك الأزمات جاءت لتزيد الطين بلة، كما أن الوضع الراهن على الصعيد العالمي لم يساهم في حل المشاكل، ومع ذلك تمكنت الجماعات السورية من الصمود والبقاء على قيد الحياة بفضل سخاء العديد من الأشخاص والمساعدات التي جاءت من خارج البلاد.
واعتبرت الراهبة الإيطالية أن هذا الأمر ليس كافياً إذ إن انعدام الاستقرار على الصعيد العالمي حد من اهتمام الجماعة الدولية حيال سورية، ولم تعد وسائل الإعلام تتطرق إلى الأوضاع في هذا البلد. وشددت أيضا على ضرورة ألا ننسى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من آب أغسطس ٢٠٢٠، والذي زاد من عزلة سورية.
لم تخل كلمات الأخت فانياني من الحديث عن أوضاع الجماعات المسيحية، وقال إن المسيحيين هم أقلية صغيرة في سورية لافتة إلى أن الصعوبات الراهنة في هذا البلد شجعت الكثير من أبنائه المسيحيين على الهجرة. مع ذلك أكدت أن الجماعة الكاثوليكية في حمص تبقى حية وناشطة. وأشارت إلى أن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين جيدة، كما كانت دائماً منذ البدء، مضيفة أن راهبات الـ"ترابيست" موجودات في سورية منذ العام ٢٠٠٥ ومنذ ذلك التاريخ أقمن حواراً رائقاً مع باقي السكان المسلمين.
ولفتت إلى أنه في سورية لا تُقام نقاشات لاهوتية عميقة إذ يكتفي الناس بالعيش المشترك. وقالت: مما لا شك فيه أن الحرب فاقمت الجراح وثمة العديد من الأطفال الذين وُلدوا وكبروا في ظل الحرب وشاهدوا الأعمال الوحشية، لكن العيش المشترك يبقى ممكنا.
ختمت الراهبة الإيطالية مارتا لويزا فانياني حديثها لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، على هامش لقاء الصداقة بين الشعوب في ريميني، متطرقة إلى الأصولية والتطرف وقالت إن الأصولية وجدت تربة خصبة لها في بعض المناطق السورية، لاسيما تلك النائية، لافتة إلى أن هذه الظاهرة حظيت بدعم من الخارج، وتم استخدمها كأداة. وذكرت في هذا السياق بأن سورية لم تكن قط دولة أصولية ومتطرفة، ولا شك أن السوريين يريدون أن يعيشوا كمواطنين في دولة لا تعرف التطرف ولا الأصولية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط فی سوریة فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يشهد اتفاقية تعاون بين مركز الفضاء و'تاليس' الإيطالية
دبي: 'الخليج'
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التوقيع على اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة تاليس ألينيا سبيس، بصفتها الشريك الاستراتيجي في مشروع محطة الفضاء القمرية، من خلال تطوير وحدة معادلة الضغط ضمن المحطة القمرية، وذلك في قصر الوطن بأبوظبي.
جاء ذلك بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: 'سعدنا اليوم بحضور اتفاقية التعاون مع شركة الفضاء الإيطالية تاليس ألينيا وبحضور رئيس وكالة الفضاء الإيطالية لتكون الشريك الاستراتيجي في مساهمة الإمارات في بناء المشروع الدولي العلمي الجديد (محطة الفضاء القمرية)'.
وأضاف سموه: 'محطة الفضاء القمرية تمثل حدوداً جديدة للتقدم البشري في مجال الفضاء وسنرسل أول رائد فضاء إماراتي عربي لمدار القمر بعد اكتمال المحطة'.
كما قال سموه: 'مركز محمد بن راشد للفضاء يقود اليوم مشاركة الدولة في هذا المشروع الجديد للبشرية والذي يمثل خطوة متقدمة لتواجد بشري على سطح القمر تعقبه رحلات كونية لكواكب أخرى.. طموح جديد للبشر تفخر الإمارات بالمشاركة فيه مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي. وقادمنا العلمي أفضل وأعظم بإذن الله'.
وقع الاتفاقية كل من سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وجيامبيرو دي باولو، نائب الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس الأول للمراقبة والاستكشاف والملاحة في شركة تاليس ألينيا سبيس، وذلك بحضور حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، ولورينزو فانارا، السفير الإيطالي لدى دولة الإمارات، والبروفيسور روبيرتو باتيستون رئيس وكالة الفضاء الإيطالية.
مهام غير مسبوقة
قال طلال حميد بالهول الفلاسي، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: 'يعكس هذا النجاح الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع الفضاء الوطني، بتوفير بيئة محفزة تحوّل الطموحات لإنجازات ملموسة، حيث يرسخ استمرار الإمارات في الإسهام في مهام فضائية عالمية غير مسبوقة مكانتها كمحرك رئيسي لاستكشاف الفضاء، مما يعزز ريادتها العلمية والتكنولوجية على الصعيد العالمي'.
فيما قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: 'تطوير دولة الإمارات لوحدة معادلة الضغط على متن محطة الفضاء القمرية، يضمن استدامة مشاركتنا في أهم المشاريع الفضائية العالمية، التي ستمكن الأجيال القادمة من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا القطاع الحيوي، كما يمثل فرصة لإبراز المهارات التقنية التي تتمتع بها الكوادر الوطنية في الدولة في مجال استكشاف الفضاء، ويؤهلها للعمل على تطوير مهام تمثل إسهاماً في تعزيز الجهود التنموية الشاملة لصالح خير وازدهار كافة المجتمعات'.
شراكات استراتيجية
قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: 'تُشكّل محطة الفضاء القمرية ركيزة أساسية في تطوير البنية التحتية الداعمة للمهام المستقبلية إلى القمر وما بعده، ما يضمن جاهزية رواد الفضاء لتنفيذ أبحاث علمية متقدمة على سطح القمر'.
وأضاف: 'تعزز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الرائدة عالمياً في قطاع الفضاء، مثل شركة تاليس، من قدرات المركز على تطوير حلول وتقنيات متقدمة تدعم مستقبل استكشاف الفضاء. ومن خلال مشروعات طموحة تجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة، يواصل المركز ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمساهم رئيس في مسيرة الاستكشاف الفضائي والتطور التكنولوجي العالمي'.
فيما قال هيرفي ديري، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس ألينيا سبيس: 'أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لمركز محمد بن راشد للفضاء على ثقته بشركتنا، حيث تشكل وحدة معادلة الضغط جزءاً جوهرياً من محطة الفضاء القمرية، وستُصمَّم خصيصًا لتمكين رواد الفضاء من تنفيذ أنشطة في الفضاء. ونحن فخورون بمواكبة رؤية دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء ودعم التزام مركز محمد بن راشد للفضاء بشراكاته الدولية'.
وستتولى الإمارات مهمة تطوير وتشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد، ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 متراً).
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
5 مراحل تطويرية
ستشهد عملية تطوير وحدة معالجة الضغط 5 مراحل مختلفة، أولها مرحلة التخطيط، ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات، واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لوحدة معادلة الضغط، ثم يتبعها مرحلة التصميم بوضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها، فيما تشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل، وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة معادلة الضغط، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي الإطلاق وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية، ودمجها بمحطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل والتي سيتولى خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بوحدة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء هام من محطة الفضاء القمرية.
وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج 'أرتميس' التابع لوكالة 'ناسا' الأمريكية، خاصة وأنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر، وستوفر المحطة التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما ستسمح باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.
وأعلنت دولة الإمارات في يناير 2024 عن انضمامها لمشروع تطوير محطة الفضاء القمرية إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.