تحتفي الكنيسة الكاثوليكية اليوم بذكري الطوباوي رينيه من بورغوسان سبولكرو الكبوشي.

ولد سفالديلي عام 1511م في سان سبولكرو-أريتسو بإيطاليا. كان أبواه نوفيلو سفالديلي وجينتل دي كارلوتشي من عائلة فقيرة، لكن لهما غنى القديسين، أي خوف الله. دعي في العماد" سانت" بمعنى قديس. ومنذ نعومة أظافره بدت عليه علامات القداسة الصادقة.

علمته أمه التقية مبادئ حقائق الإيمان وأولى صلواته التي كان يجب أن يتلوها مع أمه كل صباح ومساء. ولما صار شاباً كان يذهب كل صباح الى الكنيسة قبل أن يذهب الى عمله. كان يركع أمام المصلوب ويبسط يديه ويصلى خمس مرات ابانا والسلام إكراماً لجراحات السيد المسيح. وهذا التأمل المتواصل بألآم المسيح الوجيعة هو العبادة المفضلة لكل حياته والمحرك الأول لتقواه المضرمة. وان الله منحه موهبة العجائب قبل أن يترك العالم. 

كان هذا الفتى القديس يرغب أن يتكرس لله منذ الصغر. لكن أباه ألح عليه كثيراً فرضي بالزواج وهو في عمر الثامنة عشر، احتفل بالزواج احتفالاً شائقاً في الكنيسة، ثم توجه موكب العرس الى البيت الأبوي حيث قدمت المآكل الوطنية اللذيذة. وفى أثناء الطعام لاحظ سانت أن عروسه الفتاة جذبتها لذة الأطعمة فاستسلمت للشراهة دون حساب. نبهها بلطف فلم تعبأ لتنبيهه المحب. وفى نهاية الحفل بعد انصراف المدعوين، دخل مخداعه. هناك ألقى بوجهه على الأرض وتوسل بحرارة الى الله والى العذراء مريم كي يحفظا له طهارة الجسد والنفس ووعد إذا استجيب طلبه، أن يذهب إلى لوريتو ويخدم بيت العذراء مريم مدة شهر كامل. فاستجابه الرب، إذ في الليلة ذاتها ماتت عروسه ضحية إفراطها في الطعام. 

بعد انحلال رباطه الزوجي توجه إلى لوريتو ليفي نذره. بينما كان يتمم وعده اجتاح الطاعون فاتكاً في توسكانا وفى براتو بلدته ايضاً ولم تنج عائلته من هذا الوباء المريع. بل مات ابوه وأمه. ولما عاد الى بيته لم يجد إلا أخته التي أوصى بها العذراء بحرارة. في يوم من الأيام كان سانت يصلي الى العذراء مريم فظهرت له العذراء وقالت ياسانت لا تقلق بسبب أختك، سوف أعتني بها . أما أنت فاهتم بخدمتي لتستحق حمايتي. تعزى سانت بهذا الكلام وجد كل الجد في ممارسة الفضيلة والتقوى. فانضم سانت لرهبنة الأخوة الأصاغر الكبوشيين. ولبس الثوب الرهباني في دير صليب نارني واتخذ اسم الأخ رينيه. 

كان ذلك سنة 1531م، وكان عمره عشرين سنة. أن الأخ رينيه كان مزيناً بكرامة وحماس وجد في اقتداء الرهبان الأكثر حرارة في التقوى . كان طائعاً كاملاً يخضع كل شيء لرؤسائه . وكان ينتصر على إغراءات الشياطين بالصلاة والصوم. كانت محبته لا تعرف التعب فكان له اهتمام خاص بالمرضى خصوصاً الموجودين في مستشفى القديس يعقوب بروما . وكانت صلاته مستمرة وكان بعد صلاة نصف الليل يطيل تأمله إلى الصباح. في النهار وأثناء العمل يعيش من الاتحاد بالله. قبل ان يصنع العجائب، كان يصلى وللحال كانت صلاته تستجاب بسرعة وسهولة تدهش الحاضرين. وكان يجلد جسده تذكاراً لآلام المسيح. 

 في دير جوبيو كانوا صنعوا صليباً جديداً وفى ما هم يسمرون المصلوب على الخشب، تأمل رينيه بفائق الحرارة بصلب الفادي إلى أن شعر بآلام هكذا مقدارها كأنه حاضر مشهد الجلجلة . فكافأ الله هذا الاشتراك العاطفي بآلامه مكافأة جزيلة . لكن أسمى الوسائط لقهر التجارب كانت عبادته للقربان الاقدس والتناول. وبقدر ما كانت هذه العبادة مرضية لله، أصبحت مخيفة للشيطان. وفى ليلة عيد الميلاد كان الأخ رينيه في كنيسة كوبيو يتأمل بالسر العظيم الذي يحتفلون به وصلى بحب غير محدود فتنازل الرب وظهر له مثلما كان على تبن المزود. وقبل نصف الليل انعزل رينيه في قليته يتمتع بهدوء أكثر فظهرت له العذراء فائقة البهاء وطفلها الإلهي بين ذراعيها. 

فشعر بالعذوبات تغمر نفسه وبالحب يضرم قلبه . تقبل الطفل الإلهي يسوع من أمه وضمه بعطف الى قلبه وغطاه بملامسات لذيذة . 

كانت دموع السعادة تتساقط من عينيه. وقد نال حظ قبول الطفل يسوع بين ذراعيه مرات كثيرة في عيد الميلاد. وكان يسرع الى الطفل يسوع في كل صعوباته. كان يحث المؤمنين ليكرموا العذراء مريم بتلاوة الوردية ويوصيهم شديداً ليكرموا لأوجاعها السبعة. وقد حظى مرات كثيرة برؤيا ابينا القديس فرنسيس الأسيزي . وصنع أعاجيب كثيرة منها أعاد البصر الى سيدة عمياء وشفاء طفل مشلول. فى ذات يوم أصيب بحمى شديدة بعد ان سمع القداس طلب الغفران من الجميع . ثم قال بصوت مفهوم فعل الندامة وسبع مرات ابانا والسلام. ولما بدأوا طلبه العذراء صاح يا للمرافقة الجميلة ، اتركوا مكاناً هوذا العذراء مريم وهوذا القديس فرنسيس ، اهلاً وسهلاً قال هذا واسلم الروح . في 25 أغسطس سنة 1589م وله من العمر 78 سنة. وادرجت دعوى تطويبه في عهد البابا أوربانوس الثامن في 27 يناير سنة 1644م. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط العذراء مریم

إقرأ أيضاً:

الشيوخ والمسؤولون يعزون آل المانع في وفاة مريم القبيسي

دبي: «الخليج» 
قدّم الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية في الشارقة، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة، أمس السبت، واجب العزاء إلى أسرة المانع، في وفاة المغفور لها بإذن الله مريم بنت خليفة الجلاف القبيسي، أرملة المرحوم سالم بن محمد بن مانع الفلاسي، وذلك خلال زيارتهم مجلس العزاء في منطقة ند الشبا 3 بدبي. 
كما قدم واجب العزاء الشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي والشيوخ، والوزراء، وكبار المسؤولين، والأعيان، والمواطنون، والمقيمون. وأعرب المعزون عن خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيدة وأنجالها، داعين المولى العلي القدير أن يتغمّدها بواسع رحمته ورضوانه، وأن يُلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
كما أعرب أنجال الفقيدة جمال ومحمد وعبدالله ومانع وأحمد بن سالم المانع، عن بالغ امتنانهم إلى المعزين لمواساتهم في مصابهم الجلل.

الصورة

مقالات مشابهة

  • سكرتير عام مطروح يقدم التهنئة للأقباط بكنيسة السيدة العذراء مريم
  • آل المانع يتقبلون التعازي بوفاة مريم القبيسي
  • آل المانع يتقبلون التعازي من شيوخ ومسؤولين في وفاة مريم القبيسي
  • كاتدرائية العذراء مريم والملاك ميخائيل.. رئيس جامعة المنصورة يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد
  • استئناف العمليات في مطار سانت بطرسبرغ في روسيا
  • مش همثل تاني وكان لازم أزور العراق.. لطفي لبيب يكشف سبب اعتزاله الفن
  • «نقطة» تمنح ليل «الرابع»
  • الشيوخ والمسؤولون يعزون آل المانع في وفاة مريم القبيسي
  • مواعيد غلق دير سانت كاترين وعدم استقبال الزوار من المصريين أو الأجانب خلال 2025
  • عبد الرحيم علي يعزي الزميلة مريم العشماوي في وفاة ابن عمها