يمانيون:
2025-01-30@14:06:06 GMT

ما وراء صراع مليشيات تحالف العدوان في باب المندب؟

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

ما وراء صراع مليشيات تحالف العدوان في باب المندب؟

يمانيون – متابعات
بين الحين والآخر تشهد منطقة باب المندب الواقعة في الغرب الجنوبي لليمن، صراعات محمومة تضع خططها مسبقاً وتدير عملياتها عن بعد أنظمة الاحتلال السعو – أماراتي في حين توكل مهمة التنفيذ إلى ميليشياتها المسلحة.

مؤشرات الصراع المزمن في منطقة باب المندب تلوح بمعركة جديدة قد تدور رحاها قريباً بين شريكي تحالف العدوان السعودي ـ الإماراتي ومرتزقتهم ومن خلفهم القوى الإقليمية والدولية المشرفة على توجيه الأوامر المركزية وصولا إلى السيطرة على بوابه اليمن وشريانه المائي.

أطماع خفية
الاستعراضات المسلحة الأخيرة في منطقة باب المندب ومحيطها المائي، التي بدأت بتصريحات نارية في إطار حربهما الإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي بين عضو ما يسمى مجلس القيادة المرتزق طارق عفاش المدعوم إماراتياً ومرتزقة من الصبيحة موالون للسعودية، تأتي ضمن مخطط الصراع الخفي المستوردة أفكاره من دهاليز دول تحالف العدوان وخبث الأطماع الصهيو-أمريكية للنفوذ على المضيق البحري والممر المائي الأهم في العالم.

توحي تلك الاستعراضات المستبقة تحركات القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر كمحاوله الطرف الأقوى على فرض سيطرته على الأرض ومن ثمَ تقديمها كقربان إثبات ولاء لجنرالات الأسطول الخامس الأمريكي الذي وصل مؤخرا إلى مياه البحر الأحمر.

تكلفة باهظة الثمن
حكومة صنعاء لم تقف صامته، فقد حذرت تحالف العدوان ومرتزقته على لسان وزير دفاعها اللواء ركن محمد ناصر العاطفي، محذراً تواجد دول الاحتلال ومرتزقته غير المشروع في منطقة باب المندب والمياه الإقليمية اليمنية.. وقال: “ستكون كلفة تواجدكم في ‎المضيق الذي يخدم العالم باهظة الثمن”.
وأشار إلى انكشاف سيناريوهات العدو الإرهابية في السيطرة البحرية على الموانئ والجزر والمياه الإقليمية واحتضانه عناصر الإرهاب والقرصنة.
وأضاف العاطفي خلال لقائه قيادات القوات البحرية في ال 31 يوليو 2023، وفقاً لموقع وكالة (سبأ): ” قواتنا البحرية المسلحة قادرة على تأمين وحماية الملاحة البحرية في المنطقة وفقا للقوانين والأعراف الدولية ولن نحيد عنها قيد أنملة”.. مؤكدا أن منطقة البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، والنطاق الحيوي والاستراتيجي للبحر العربي والمحيط الهندي، هي النطاق الجيوبولتيكي للقوات المسلحة اليمنية وسياستها الدفاعية.

وزير الدفاع دول العاطفي خاطب تحالف العدوان محذراً: “سنقابل التحدي بالتحدي، والتصعيد بالتصعيد، والقصف بالقصف، والاحتلال بالمقاومة، والمناورات بالتطبيق العملي، والسلام بالسلام”.

صراع مليشيات العدوان
الرواية الإعلامية تروي قصة صراع مليشيات العدوان في منطقه باب المندب، منذ بدئها نهاية يوليو الماضي 2023، بالتراشق الإعلامي الحاد ومطالب مجاميع قبائل الصبيحة المدعومة سعودياً وإماراتيا بالعتاد العسكري، بتوقف تمدد ميليشيات المرتزق طارق عفاش وانسحابها من مناطق مديرية ذُوباب التي تدعي تبعيتها لمحافظة لحج، في حين تتبع حالياً محافظة تعز وفق التقسيم الإداري بعد العام 1990.

حسب الرواية الإعلامية، فإن مجاميع مسلحي من قبائل الصبيحة وميليشيات ما يسمى اللواء التاسع صاعقة بقيادة المرتزق فاروق الكعلولي، أجبرت عناصر المرتزق عفاش على الانسحاب، في حين نفى إعلام الأخير صحة الخبر وسيطرة قبائل الصبيحة على معسكره المتمركز في منطقة باب المندب.

إلى ذلك وفي محاوله للتهدئة أصدر المرتزق عفاش، بيان نفى فيه أي تحركات ضد أي طرف وانما ضمن خطة عسكرية تأمينية في نطاق المسرح العملياتي.

سبق أن حذر المرتزق فاروق الكعلولي أواخر يوليو الماضي من تقدم عناصر المرتزق عفاش تجاه مناطق مديرية الصبيحة في باب المندب، وقال في منشور له على حسابه بمنصة “فيس بوك”: “على قوات المرتزق طارق عفاش سرعة الانسحاب من باب المندب خلال 24 ساعة مالم جنت على نفسها”.

وتداول ناشطون على منصة تويتر “إكــxـــس”، مقطع فديو يظهر تجوّل مجاميع قبائل الصبيحة في مناطق رأس العارة وباب المندب، كدليل يثبت سيطرتها على المنطقة.

بداية القصة
ترجع خلفية القصة حسب الرواية المحلية، إلى العام الماضي، حين أفتتح المرتزق طارق عفاش مشروعاً لتحلية المياه في منطقة العرضي التابعة لمديرية ذُوباب وفقاً للتقسيم الإداري عقب الوحدة، واضعاً مرتزقته لحماية المشروع الخيري، بالتنسيق مع ما تسمى قيادة اللواء 17 عمالقة المتمركز في المنطقة.

وفي مطلع يونيو 2023، عزز المرتزق عفاش المنطقة ذاتها بمعدات وآليات عسكرية التي سبق تعزيزها بمجاميع مسلحة، والتي اعتبرت ما تسمى قوات العمالقة تلك الخطوة محاولة للسيطرة على المنطقة.

تأجيج الصراع
في السياق، يرى خبراء عسكريون أن دولتي الاحتلال السعو – إماراتي تعملان على تغذية الصراع بين أوساط ميليشياتها لتأجيج الصراع وصولا إلى سيطرة الأقوى على أهم ممر مائي في العالم.

ويرى آخرون، أن التحركات العسكرية والقبلية المسلحة الأخيرة في المنطقة هدفه إذكاء الصراع الشطري المسلح بين القبائل على النقاط الحدودية في إطار المخطط العدواني لتفكيك وحده البلاد.. وأن هناك قوى عالمية تقف وراءه وتراقب نتائجه وانتظار الوقت المناسب لتدخلها العسكري للسيطرة الكاملة على المنطقة.. معزين ذلك الصراع إلى غياب الدولة، وأن تأجيج وإطالة أمد الصراع في المنطقة يأتي ضمن أهداف دولتي الاحتلال السعو – إماراتي الاستعمارية، بغية الحصول على قرار دولي يدرج إدارة منطقة باب المندب تحت وصايتهما لعشرات السنين.

وبنظر عسكريون، فقد كشف الصراع بين أدوات العدوان، مدى التناقض في الأهداف والتوجهات والأطماع بين المرتزقة.. متسائلين، هل تأتمر ما تسمى قوات المرتزقة بأمر المرتزق وزير الدفاع أو أن الصراع خارج سيطرة وزارته.

أطماع سعودية
وفي الآونة الأخيرة زادت حدة الصراعات بين دولتي الاحتلال السعو – أماراتي في جنوب اليمن المحتل والتي تتقاسم السيطرة عليه، حيث دفعت السعودية أواخر يوليو الماضي 2023، عناصر مليشيات ما تسمى قوات درع الوطن المتمركزة في مدينة عدن المحتلة، للتغلغل في محيط منطقة باب المندب.

دولة مصغرة
وحسب ما تداولته المواقع الإعلامية، فإن التحركات العسكرية والإنشائية في الساحل الغربي المحتل إماراتيا والمدار من قبل المرتزق طارق عفاش وتمدده تجاه محافظة لحج المحتلة، تأتي في إطار تنفيذ المخطط الاستعماري الإماراتي الخاص بإعلان إقليم جديد في اليمن والذي يجري تنفيذه بشكل مكثف خصوصاً من بعد تحرير القوات المسلحة واللجان الشعبية مديريات الشريط الساحلي من محافظة الحديدة نهاية2021.

الجدير ذكره أنه تم تدشين مشروع “الإقليم المصغر” رسميا في نوفمبر 2021 بإشراف مباشر من دويلة الاحتلال الإماراتي والتي بدأت تنفيذ خطتها المسربة مسبقاً، باستحداث إقليم “دولة مصغرة” في الغرب الجنوبي من البلاد.

يشار إلى أن دويلة الإمارات تحتل جزيرة “ميون” وأنشأت فيها قاعدة عسكرية في حين تخلو من الوجود العسكري لأي قوات مسلحة يمنية.

وتسيطر ميليشيات المرتزق عفاش على مديريات المخا وذُوباب الواقعة ضمن الشريط الساحلي الغربي لمحافظتي الحديدة وتعز، في حين تتقاسم السيطرة على منطقة ذُوباب مع ما تسمى قوات العمالقة التابعة التي يقودها المرتزق عبدالرحمن المحرمي عضو ما يسمى مجلس القيادة الموالي لتحالف العدوان ويستمر صراع النفوذ بين ميلشياته في مناطق باب المندب.

ومُنذ الـ 26 مارس 2015 ، تشن دول تحالف العدوان على اليمن حربا ظالمه وحصار جائر على اليمن ، انعكست تداعياتها الكارثية على المواطن والاقتصاد الوطني، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.

السياسية: صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: تحالف العدوان قبائل الصبیحة فی المنطقة فی حین

إقرأ أيضاً:

تحالف شعبي ورسمي ضد التهجير

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العائد حديثاً إلى البيت الأبيض، لعادته القديمة، يطلق وعوداً وتصريحات نارية استفزازية ينشغل الجميع بتفسيرها وتحليلها، أو الهجوم عليها وعليه، بينما ينتقل هو إلى ميدان جديد ومعركة أخرى.

كرر هذا السلوك عشرات المرات في فترة الولاية الأولى. هذه المرة، وخلال حملته الانتخابية، أو في حفل تنصيبه، استفز دولاً عديدة شمالاً وجنوباً، الدنمارك، وهي دولة أوروبية حليفة له في «الناتو»، لم تنج منه، حيث وعد ترامب ناخبيه بضم جزيرة غرينلاند في أقصى الشمال، وهي خاضعة للدنمارك، وقد بدأ في صراع على الأرض مع المكسيك لوقف الهجرات غير الشرعية عبر الحدود للولايات المتحدة، مستعيناً بالجيش، وقد أعلنت الحكومة في العاصمة مكسيكو سيتي رفضها سياسات ترامب.. وأنها لن تتعاون معه لتنفيذها، كما أقدم بالفعل على تغيير اسم خليج المكسيك، ليصبح في الولايات المتحدة «خليج أمريكا»، كما يخطط لإعادة السيطرة على قناة بنما.. رغم معارضة قوى سياسية رئيسية في الولايات المتحدة وخارجها هذه الخطوة.
ترامب تاجر شاطر، غير متخصص في السياسة، حصل على شعبيته هذه من تحقيقه إنجازات اقتصادية جيدة لشعبه، ولأنه يعبر عن الأفكار اليمينية التقليدية أو المتطرفة بكل صراحة ودون مواربة، لكن على المستوى الخارجي بلا شعبية واسعة.
قادة الدول، حتى الحلفاء للولايات المتحدة، يتعاملون مع خططه ووعوده هذه بندية وقوة، ولن يوافقوا عليها.. وننتظر مواجهات كثيرة لتفريغ خطابه ووعوده من مضمونها.
غالبية الوعود الدولية التي قدمها في الولاية الأولى لم تتحقق، وفي منطقتنا العربية، لم نعرف، حتى الآن، مضمون «صفقة القرن» لإنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي إلى الأبد، رغم أن عرّابه فيها كان صهره اليهودي المتعصب جاريد كوشنر، وعن علاقتهما الجيدة مع عدة عواصم رئيسية في المنطقة، ورغبتها جميعاً في إنهاء الصراع مع إسرائيل بأي شكل، وفي هذه النقطة أيضاً، أرى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، رغم حنكته السياسية وتاريخه الطويل في الدبلوماسية الدولية، كان أكثر خطورة علينا في المنطقة من كل الإدارات السابقة، هو وفريقه انحازا لإسرائيل لأهداف خافية عنا، قناعتهما تميل للصهيونية المتطرفة، وفي ظني أن ترامب لو كان في البيت الأبيض في العامين الماضيين لانتهت الحرب في غزة أسرع من ذلك، ولتراجعت فاتورة الدماء الفلسطينية لحد كبير.
بعد كل هذه المعطيات، أتوقع أن يسقط مقترح الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين لدول مجاورة، على رأسها مصر والأردن. بداية، المقترح يؤكد أن ترامب لا يقرأ التاريخ، وإن تلقاه بأي صورة فإنه لا يستوعبه بأي صورة، فهل ينتظر هو وإدارته والقيادة في إسرائيل، أن يوافق أى فلسطيني أياً كان انتماؤه على أن يسلم أرضه بكل هذه السهولة، بعد كل هذه التضحيات والحروب التي خاضوها فوقها. لا توجد عائلة فلسطينية واحدة بلا قائمة غالية من الشهداء والأبطال. لم يفهم ترامب أي درس حتى الماثل أمامه في قطاع غزة
ما قلته عن فلسطين عندي أكثر منه عن مصر، فهي بلدنا وكل جزء منها هو الأغلى والأعظم.. ونرفض جميعاً التنازل عنها بأي صورة.. أياً كانت الإغراءات المالية وقيمة الصفقات المتوقعة.
القيادة المصرية والشعب متضامنان في هذا الرفض بأعظم صورة، لقد رفضنا هذا الأمر مرات عديدة. مرت علينا تسريبات وتصريحات وخطط قديمة وحديثة حول اقتطاع جزء من سيناء لتسكين أهل غزة به. لم يكن هناك موقف رسمي أو شعبي من هذه التسريبات، على حد علمي. لكن مع مقترح ترامب، سارعت الخارجية المصرية برفضه.. وأتوقع أن تنهال مواقف برلمانية وتنفيذية أخرى، أما الرفض الشعبي فهو واضح للعيان.. وهناك المزيد على صفحات الجرائد والفضائيات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
الرد الحقيقي على أرض الواقع يأتي بتسريع مخططات التنمية والتعمير وإعادة تعمير المدن والقرى في سيناء، خاصة في الشمال الشرقي.

مقالات مشابهة

  • مليشيات التمرد تغادر الحاج يوسف بأسوأ طريقة
  • الرئيس السيسي: منطقة البحر الأحمر تشهد تهديدات أمنية من شأنها أن توسع رقعة الصراع
  • جوما تحت الحصار .. صراع دامٍ على الموارد يهدد شرق الكونغو | صور
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 28 يناير
  • سفن تجارية تبدأ باختبار العودة إلى البحر الأحمر
  • تحالف شعبي ورسمي ضد التهجير
  • صراع انتخابي مبكر.. تسريبات صوتية وملاحقات قضائية تشعل التنافس بين الكتل السياسية
  • صراع انتخابي مبكر.. تسريبات صوتية وملاحقات قضائية تشعل التنافس بين الكتل السياسية - عاجل
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 27 يناير