رئيس غرفة التجارة الأمريكية: إجراءات ترامب تسببت في توتر جيوسياسي واقتصادي بالعالم
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
قال طارق توفيق، نائب رئيس اتحاد الصناعات المصرية ورئيس غرفة التجارة الأمريكية، أن السياسات الاقتصادية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتسم بـ"عدم الوضوح" و"الضبابية"، معتبراً ما يتم تنفيذه ليس مجرد خطوات عشوائية، بل هو "برنامج ممنهج".
وأضاف طارق توفيق، خلال كلمته بندوة بعنوان: "ما التأثير المتوقع على مصر للجمارك الجديدة التي فرضها ترامب؟"، أن العالم يواجه حالة من التوتر الجيوسياسي والاقتصادي في ظل إجراءات ترامب الحمائية.
وأشار إلى أن الهدف الحقيقي لهذه السياسات غير واضح تماماً، خاصة في ظل الضغوط التي تعرضت لها بعض القطاعات الأمريكية جراء الانفتاح التجاري الذي كان سائدًا طوال السنوات الماضية.
الدولار الأمريكي
وأوضح توفيق أن أمريكا لا تزال أكبر مستفيد من النظام الاقتصادي العالمي، إذ يسيطر الدولار الأمريكي على 80% من العملات المتداولة عالمياً، و60% من الاحتياطات العالمية، مما يعكس القوة الاقتصادية الكبيرة للولايات المتحدة.
وأكد أن المواطن الأمريكي اليوم لا يقبل العمل في الوظائف البسيطة، مما دفع الولايات المتحدة إلى توظيف المجتمعات حول العالم لإنتاج السلع اليومية، مما ساعد فى الحفاظ على أدنى معدلات تضخم وأعلى مستوى توظيف.
وتطرق توفيق إلى تاريخ السياسات الحمائية الأمريكية، موضحاً أن هذه السياسات بدأت في القرن التاسع عشر، لكن التكرار المستمر لهذه الإجراءات كان يؤدي إلى نتائج عكسية مثل الحروب العالمية.
وأشار إلى أن أحد التطورات الأخيرة المقلقة هو قيام الصين بمنع صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعكس التصعيد في الحرب التجارية بين البلدين.
وأبدى توفيق قلقه من تأثير هذه السياسات على مصر والدول الأخرى في المنطقة، مشيراً إلى أن أي تصعيد جيوسياسي قد يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال للخارج، كما حدث مؤخراً في مصر.
وأضاف أن التوترات في المنطقة قد تؤثر على الاستثمارات وعلى العملة الوطنية، ما يشكل تحدياً جديداً للاقتصاد المصري.
الإصلاحات الاقتصادية في مصر
وفي سياق الإصلاحات الاقتصادية في مصر، أشار توفيق إلى أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة، إلا أن الاقتصاد المصري لا يزال يعتمد بشكل كبير على الأنشطة الريعية مثل بيع الأراضي والموارد الطبيعية.
وأكد أن مصر بحاجة إلى تغيير طريقة التفكير من التركيز على صفقات سريعة إلى تبني استراتيجية صناعية طويلة الأمد، تشمل تطوير المناطق الصناعية وتحفيز الاستثمار في الصناعات المتقدمة.
وأشار توفيق إلى أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، موضحًا أن القطاع الخاص يجب أن يتحمل جزءًا أكبر من عبء الدين الخارجي، بدلاً من أن يكون العبء كاملاً على الدولة.
وأكد أن مصر بحاجة إلى أن تكون أكثر مرونة في تخصيص الأراضي وتحفيز الاستثمارات الصناعية لتسريع النمو الاقتصادي.
واختتم توفيق حديثه بالدعوة إلى إعادة النظر في إدارة المالية العامة للدولة وتطبيق مبدأ وحدة الموازنة، مؤكدًا أن هناك ضرورة لتحسين التنسيق بين المؤسسات الحكومية وفتح آفاق جديدة لتحسين الوضع المالي العام في الفترة القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غرفة التجارة الأمريكية اتحاد الصناعات دونالد ترامب السياسات الاقتصادية مريكا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجمارك الأمريكية: إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من رسوم ترامب الجمركية
(CNN)-- أفادت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في إشعار صدر، مساء الجمعة، أنه سيتم إعفاء الأجهزة الإلكترونية المستوردة إلى الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية التبادلية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وتعتبر الهواتف الذكية وشاشات الكمبيوتر ومختلف المكونات الإلكترونية من بين المنتجات المُعفاة. وينطبق الإعفاء على المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة أو التي يتم سحبها من المستودعات اعتبارًا من 5 أبريل/نيسان الجاري، بحسب الإشعار.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فرضت إدارة ترامب حدًا أدنى للرسوم الجمركية بنسبة 145% على السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة. وسيكون لهذه الرسوم تأثير كبير على شركات التكنولوجيا العملاقة مثل آبل، التي تقوم بتصنيع هواتف آيفون ومنتجات أخرى في الصين.
وبحسب تقديرات شركة Wedbush للأوراق المالية، فإنه يتم إنتاج وتجميع حوالي 90% من هواتف آيفون التي تنتجها شركة آبل في الصين.
ووصف محللون في Wedbush، السبت، هذا الإعفاء من الرسوم الجمركية بأنه "أفضل خبر يمكن سماعه لمستثمري التكنولوجيا".
وقالت شركة Wedbush في بيان: "يمكن لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وإنفيديا ومايكروسوفت، وقطاع التكنولوجيا الأوسع، أن يتنفسوا الصعداء بداية من عطلة نهاية الأسبوع وحتى الاثنين". وأضافت: "خطوة كبيرة إلى الأمام لشركات التكنولوجيا الأمريكية للحصول على هذه الإعفاءات، وهي أكثر الأخبار التي يمكن أن نسمعها في عطلة نهاية الأسبوع تفاؤلا. والآن، ننتقل إلى الخطوة التالية في مفاوضات حرب الرسوم الجمركية الأوسع نطاقا مع الصين، والتي سوف تستغرق عدة أشهر على الأقل".
ورفضت شركة إنفيديا التعليق لشبكة CNN. ولم تستجب مايكروسوفت وآبل لطلب التعليق على الفور.
ومن جانبها، قدرت شركة Counterpoint Research، التي تراقب شحنات الهواتف الذكية العالمية، أن لدى شركة آبل في الولايات المتحدة مخزونا يكفي لستة أسابيع. وبمجرد نفاد هذا المخزون، يُتوقع أن ترتفع الأسعار.
وكان الرئيس دونالد ترامب قال للصحفيين، الجمعة، على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، إنه قد تكون هناك استثناءات محتملة من رسومه الجمركية الشاملة.
وقال ترامب: "قد تكون هناك استثناءات لأسباب واضحة، لكنني أعتقد أن 10% هي الحد الأدنى".
ولم يرد البيت الأبيض على طلب شبكة CNN للتعليق.
وحذّر خبراء اقتصاديون من أن تكلفة الرسوم الجمركية قد تنتقل في النهاية إلى المستهلك. وقد يدفع هذا الخوف العديد من الأمريكيين إلى التهافت لشراء سلع باهظة الثمن، مثل السيارات والإلكترونيات، مع تراجع ثقة المستهلكين إلى مستويات قياسية.
وقالت شركة نينتندو في 4 أبريل/نيسان إنها ستؤجل موعد الطلبات المسبقة في الولايات المتحدة لجهاز Switch 2 للألعاب من أجل "تقييم التأثير المحتمل للرسوم الجمركية وظروف السوق المتغيرة". وبحسب خبراء، فإن جهاز Switch 2 الذي كان سعره في البداية 450 دولارًا، قد يبلغ ثمنه 600 دولار بفعل الرسوم الجمركية.
وتقول إدارة ترامب إن هذه الرسوم الجمركية ستوفر المزيد من الوظائف في قطاع التصنيع بالولايات المتحدة، وستعكس مسار التراجع الذي دام لعقود. لكن بعض المنتجات يصعب تصنيعها أو العثور عليها في الولايات المتحدة، مما يزيد تكلفة إنتاجها في المصانع الأمريكية.
وتعتبر أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة من بين المنتجات التي يتم اللجوء لمصادر خارجية كبيرة لتصنيعها بمصانع آسيوية بسبب انخفاض تكاليفها. ووفقًا للإشعار الصادر، الجمعة، أصبحت هذه المكونات الإلكترونية مُعفاة من الرسوم الجمركية. وهو ما قد يخدم شركات تصنيع الرقائق الإليكترونية الآسيوية، مثل شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، وشركة سامسونغ الكورية الجنوبية، وشركة SK Hynix.
وخلال فعالية للجنة الوطنية للحزب الجمهوري بالكونغرس، الثلاثاء، انتقد ترامب قرار إدارة جو بايدن بتقديم منحة لشركة TSMC التايوانية بقيمة 6.6 مليار دولار لإنتاج أشباه الموصلات في فينيكس، كجزء من قانون الرقائق الإليكترونية والعلوم لعام 2022.
وقال ترامب إنه لم يمنح شركة TSMC أية أموال، وخاطب الشركة قائلا: "إذا لم تبنوا مصنعكم هنا، فستدفعون ضريبة باهظة، 25%، أو 50%، وربما 75%، وربما 100%".