د. أحمد التيجاني سيد أحمد

لعل مأساة المتحف القومي، الذي استباحه العقائديون “الكيزان”، تُشكّل ناقوس خطر يدفع النوبيين إلى التحرك، كما تحرّك اليهود بعد المحرقة فأسّسوا “الوكالة اليهودية”. لقد كانت الوكالة اليهودية صرحاً استراتيجياً مكّنهم من استعادة ما سُرق منهم: من قطع نقدية وذهب ومخطوطات وعلماء وغير ذلك.

كما أسّسوا من خلالها مؤسسات علمية ومالية واقتصادية وتنموية، بل ودفاعية وهجومية، مكّنتهم لاحقاً من السيطرة على مفاصل عديدة في العالم.

وفي المقابل، ظللنا نحن النوبيين، وبكل أسف، نُبدع فقط في قذف اليهود وشتمهم. والأسوأ أن كثيراً من أبنائنا وبناتنا من النخبة النوبية، ممن ينطبق عليهم المثل “السواي ما حداث”، لا يساهمون إلا في ملء الأفق نميمةً وشتماً واستعلاءً أجوف. ظل صراخهم عجيجاً بلا طحن، وسيولهم غُثاءً.

وبمناسبة الحديث عن “الوكالة النوبية”، أذكر أن بعض الكرام من أهلنا قد طرحوا فكرة تأسيسها في عام ٢٠١٧، بتوافق من سعادة السفير الوزير المناضل إبراهيم أيوب، وبتزكية ومباركة من الراحل الفذ، صاحب “نوبيا نت” وصاحب المبادرات العديدة، أبوبكر سيد أحمد. وقد أنشأنا نواة فكرة “الوكالة النوبية” عبر وسيلة تواصل إسفيرية، في يوم ٢٤ يونيو ٢٠١٧.

لا يزال الموقع/المجموعة يحمل الحلم الذي نرجو أن يتحقق: أن يتوحد النوبيون على كلمة سواء، وأن يحملوا على أكتافهم انتصارات ترهاقا، الذي شغل العالم وهو دون الثلاثين من عمره، وجهود نجمي شريف، وإصرار أحمد خيري على البقاء، ونبوغ خليل فرح ومحمد وردي، وحرص الدكتور عبد الحليم صبار على اللغة النوبية.

لعلنا، ولعل الأجيال القادمة، نحقق هذا الحلم النوبي العريض.

نواصل

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٨ أبريل ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السفير أحمد حجاج: مصر من الدول القليلة المساعدة للسوادنيين ولا توجد بها أى معسكرات لاجئين

اليوم السابع: قال السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، إنه منذ إندلاع القتال من عدة سنوات داخل السودان، سارع الاتحاد الأفريقي لتجميد عضوية السودان داخل المنظمة الأفريقية، ولكن الأوضاع تغيرت فى الآونة الأخيرة وعادت عضوية السودان.

وأضاف أحمد حجاج خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن الأوضاع فى جنوب السودان خطيرة وقد تدفع لحرب أهلية فى هذه البلد الصديق، والأزمة الإنسانية متفاقمة، وهناك عدد كبير من اللاجئين السودانيين داخل الحدود السودانية لتجعل عدد كبير منهم إلى تشاد التى تفتقر إلى موارد لإيواء مثل هذا العدد الكبير من السودانيين.

تابع السفير أحمد حجاج، يجب أن يُعترف أن مصر من الدول القليلة التى تساعد اللاجئين السوادنيين ولا توجد بها أى معسكرات لاجئين كما يحدث فى الدول الأخرى، لافتا إلى أن إرتريا من الدول المتعاطفة مع الحكومة السودانية وكانت تلعب دورا كبيرا فى المفاوضات الخاصة بدارفور.  

مقالات مشابهة

  • اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة (2 من 2)
  • المشاط تلتقي مدير الوكالة الفرنسية للتنمية
  • وزيرة التخطيط تبحث مع مدير الوكالة الفرنسية للتنمية مستقبل العلاقات
  • الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان
  • وزير صحة الخرطوم يقف على حجم الدمار الكبير والتخريب الذي الحقته المليشيا المتمردة بمستشفى بن سينا
  • المحافظ يطلق شارة البدء.. سوهاج تحتفي بشبابها في ماراثون المشي احتفالًا بالعيد القومي
  • جامعة أفريقيا العالمية.. جسر السودان الذي مزقته الحرب
  • السفير أحمد حجاج: مصر من الدول القليلة المساعدة للسوادنيين ولا توجد بها أى معسكرات لاجئين
  • في ذكرى 11 /أبريل : إبدال الكيزان وجه البشير بوجه البرهان المقنع
  • إيران تهدد بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وواشنطن: تصعيد وسوء تقدير