هل حقاً ستغير مفاوضات عمان مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
أبريل 9, 2025آخر تحديث: أبريل 9, 2025
المستقلة/- في خطوة أثارت الكثير من الجدل في الساحة السياسية والإعلامية الإيرانية، أعلنت صحيفة “شرق” الإيرانية توقفها عن النشر لمدة يومين بعد نشر تقرير عن اجتماع سري بين رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف وعدد من المسؤولين الإيرانيين مع المرشد الأعلى علي خامنئي، ناقشوا فيه إمكانية بدء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
التوتر داخل إيران: الإصلاحيون في مواجهة المتشددين
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران في سلطنة عمان، دخلت الساحة الإعلامية والسياسية في إيران في دوامة من التراشق والتناقضات. فبينما يشدد الإعلام المتشدد على أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تجلب أي فائدة لإيران، يُصر الإعلام الإصلاحي والمعتدل على أن التفاوض هو السبيل الوحيد لرفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي تؤثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية اليومية في إيران.
التقارير المتضاربة: هل هي مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة؟
واحدة من أكثر النقاط المثيرة للجدل تتعلق بطبيعة المفاوضات القادمة. بينما تصر إيران على أن المفاوضات ستكون “غير مباشرة”، تؤكد الولايات المتحدة أنها ستكون “مباشرة”. هذا التضارب في الروايات يكشف عن عدم التنسيق الكامل بين الطرفين، ويعكس التوتر الداخلي في إيران حول كيفية التعامل مع ملف المفاوضات النووية. فبينما يعتقد البعض في إيران أن الحديث عن المفاوضات هو مجرد إجراء شكلي، يشكك البعض الآخر في جدوى المفاوضات مع الولايات المتحدة التي تعتبرها تهديداً لسيادة البلاد.
من يقرر المصير؟ الإعلام أم السلطات؟
الاعتذار السريع لصحيفة “شرق” يعكس ما يبدو أنه ضغط كبير من السلطات الإيرانية على الإعلام للتخفيف من حدة التقارير التي تروج لفكرة التفاوض المباشر مع واشنطن. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى قدرة الإعلام في إيران على تناول القضايا الحساسة بحرية، خاصة عندما تكون هذه القضايا متعلقة بالعلاقات الدولية والسياسات الكبرى. فبينما يروج الإعلام الإصلاحي لفكرة الانفتاح على الغرب، يظل الإعلام المتشدد في موقف المعارضة الشديدة لهذا التوجه.
هل المفاوضات فعلاً الحل؟
رغم الاختلافات الداخلية حول قضية المفاوضات مع الولايات المتحدة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه المفاوضات في تغيير واقع الاقتصاد الإيراني؟ البعض يرى أن هذه المفاوضات قد تكون فرصة حقيقية لإيران للخروج من أزمتها الاقتصادية عبر رفع العقوبات، بينما يعتقد آخرون أن الولايات المتحدة قد تستخدم هذه المفاوضات كورقة ضغط لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية.
وفي هذا السياق، أشار حسن نمكدوست، أستاذ الصحافة والاتصال، إلى أن ما يتم الإعلان عنه في الإعلام ربما يكون مجرد إجراءات شكلية بعد أن تم التوصل إلى نتائج ملموسة في الأسابيع الماضية. هذا الطرح يعزز الاعتقاد بأن المفاوضات قد تكون قد بدأت بالفعل وراء الكواليس، وأن ما يتم كشفه في وسائل الإعلام ليس سوى جزء من لعبة دبلوماسية معقدة.
مستقبل العلاقات: نافذة دبلوماسية أم طريق مسدود؟
وفي النهاية، يبقى التساؤل الكبير: هل هذه المفاوضات ستكون خطوة نحو تحسين العلاقات بين طهران وواشنطن، أم ستكون مجرد مسرحية سياسية لا تحقق النتائج المرجوة؟ مع توتر الأجواء الداخلية في إيران والاختلافات بين الإصلاحيين والمتشددين، يبقى الموقف الرسمي للبلاد ملتبسًا. ولكن، سواء كانت المفاوضات مباشرة أم غير مباشرة، فإن هذه النافذة الدبلوماسية قد تكون الفرصة الأخيرة للجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل إرساء قاعدة لحل القضايا العالقة بينهما.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة مفاوضات مباشرة هذه المفاوضات المفاوضات مع فی إیران
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: هدف ترمب هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي للأبد
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الجمعة، إن هدف الرئيس دونالد ترمب هو "منع إيران من امتلاك سلاح نووي للأبد"، مشيرةً إلى أن واشنطن تريد أن تعلم طهران أن "جميع الخيارات مطروحة" لمنعها من تطوير أسلحة نووية.
وأضافت ليفيت، في مؤتمر صحافي، أن المحادثات التي ستجرى بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين، السبت، في سلطنة عمان ستكون "مباشرة".
ومضت قائلة: "لكنه يوضح للإيرانيين ولفريقه للأمن القومي أن جميع الخيارات مطروحة وأن على إيران اتخاذ خيار: فإما الموافقة على طلب الرئيس ترمب، أو تحمل عواقب وخيمة، وهذا ما يشعر به الرئيس. إنه متمسك بهذا الرأي بشدة".
ويعقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون محادثات في سلطنة عمان السبت، بشأن برنامج طهران النووي، بعدما حدد ترمب مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وسط تهديدات متكررة باستخدام "القوة العسكرية" في حال لم توافق طهران على إنهاء برنامجها النووي.
وتتبع الولايات المتحدة نهجًا أكثر صرامة تجاه إيران، بسبب نشاطها النووي منذ عودة الرئيس دونالد ترمب للبيت الأبيض في يناير الماضي. وكانت واشنطن انسحبت في ولايته الأولى من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، وفرضت قيودًا على صادراتها النفطية.
"مباشرة أم غير مباشرة"وفي وقت سابق الجمعة، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين كبيرين قولهما إن رؤساء الدولة والبرلمان والسلطة القضائية في إيران حثوا المرشد الأعلى علي خامنئي على قبول التفاوض مع الولايات المتحدة.
وتوقع المسؤولون الإيرانيون عقد لقاء بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، "إذا مضت الأمور بشكل جيد"، حسب الصحيفة.
وقال ترمب إن الولايات المتحدة تجري مباحثات مباشرة مع إيران، لكن وزير الخارجية الإيراني قال إن المفاوضات ستكون غير مباشرة، مؤكدًا على أن طهران لا تقبل أي طريقة أخرى للمفاوضات.
وكان خامنئي رفض مرارًا بشكل علني الانخراط في أي محادثات مع واشنطن، واصفًا هذا القرار بأنه "غير حكيم" و"أحمق"، لكن كبار المسؤولين حثوه على إعادة النظر في موقفه، ووفقًا للمسؤولين.
وفي 28 مارس الماضي، أرسلت إيران ردًا رسميًا على رسالة ترمب أكدت فيه استعدادها للتفاوض، فيما من المقرر أن تُعقد الجولة الأولى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، السبت.