بعد انضمام مصر لـ بريكس.. خبراء لـ صدى البلد: مكاسب اقتصادية عديدة والتحالف الجديد نواة مهمة في تغيير السياسة الدولية
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
بعد انضمام مصر لـ بريكس.. خبراء اقتصاديون لـ صدى البلد:مكاسب اقتصادية عديدة من انضمام مصر لمجموعة "بريكس"تحالف البريكس نواة مهمة في تغيير السياسة الدوليةبنك التنمية الجديد يلعب دوراً مهماً في دعم الدول النامية
قال محمد محمود باحث في شئون الاقتصاد إن تحالف البريكس يسعى لكسر الهيمنة الغربية على الساحة الدولية، وخصوصًا في ظل توجه دول البريكس لتخفيض التعامل بالدولار ، وخصوصًا في ظل تأكيد الرئيس الروسي على نيته بالتخلى عن التعامل بالدولار الأمريكي ، كما أن بنك التنمية الجديد يعد نتاج جهود البريكس في تقديم حلول بديلة على الساحة الدولية حيث يتم تقديم بنك التنمية الجديد على أنه بديل للبنك الدولي و صندوق النقد الدولي ، وبالتالي قد يلعب الكيان الجديد دوراً مهماً في دعم الدول النامية .
أضاف أن هناك تحديات ليست بالقليلة فالبرازيل على سبيل المثال ضد إثارة الغرب فيما يتعلق بتحالف البريكس كما أن الهند تتحفظ على الدور الصيني في المجموعة وخصوصًا في ظل خلاف حدودي بينهم ، كما أن روسيا منشغلة بالفعل في الحرب الروسية الأوكرانية وهناك عقوبات اقتصادية بالفعل مطبقة على روسيا .
لافتا إلى أن البريكس في النهاية وبالرغم من هذه العوامل قد يشكل نواة هامة في تغيير السياسة الدولية خلال العقود القادمة، البريكس لديها نقاط يمكن البناء عليها كتكتل اقتصادي واعد حيث أن دول البريكس تمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي تقريبًا بالإضافة إلى مجموع سكان البريكس يمثل نحو 40%تقريبًا من إجمالي عدد سكان العالم ، وبانضمام الدول الست الجديدة سيزيد الناتج المحلي الإجمالي للمجموعة بنحو أكثر من 10%
وبالحديث عن انضمام مصر لمجموعة البريكس قال الباحث في شئون الاقتصاد أن هناك فرص كبيرة يمكن أن يستفيد منها الطرفين ومنها التعاون في مجال السياحة والعلوم و توطين التكنولوجيا و زيادة التبادل التجاري وخصوصًا في إطار اتجاه الدول الأعضاء لزيادة الاعتماد على العملات المحلية فى تسوية المدفوعات البينية بين الدول الأعضاء وبعيدا عن الدولار ، والانضمام للبريكس أمر يعكس وزن مصر ولكن في نفس الإطارلا يزال الطريق طويل امام تحقيق طموحات دول المجموعة .
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن انضمام مصر لمجموعة البريكس، يعزز من الشراكة الاقتصادية الثنائية بين مصر ودول التجمع ما يعود عليها بالكثير من المكاسب الاقتصادية، خاصة أن دول تجمع البريكس تمثل نحو 30% من حجم الاقتصاد العالمي وتنتج 35% من حجم الإنتاج العالمي للحبوب، ما سيكون له انعكاسات إيجابية على الإقتصاد المصرى وتحسن قيمة الجنيه المصري.
وأضاف غراب، أن انضمام مصر لمجموعة البريكس سيزيد من حجم التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع بعملات أخرى غير الدولار، وهذا سيقلل من الاعتماد على الدولار ويخفض الطلب عليه، وهذا سينتج عنه صعود العملات المحلية وارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار، موضحا أن الصين تعد أكبر ثاني اقتصاد في العالم ويتوقع أن تصبح في عام 2025 أكبر اقتصاديات العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى أنها أكبر مصدر المواد الخام في العالم، وهناك حجم تبادل تجاري كبير بين مصر والصين وهذا يساهم في دعم الصناعة المصرية وسيعود على مصر بالمكاسب.
أوضح غراب، أن انضمام مصر لبريكس يعزز علاقات التعاون الإنمائي مع شركاء التنمية، إضافة لتعزيز الاستفادة البينية بين مصر ودول التجمع وذلك بزيادة حجم التبادل التجاري وفتح أسواق جديدة للمنتج المصري بدول التجمع، إضافة لزيادة حجم الشراكات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات من الدول الأعضاء بتجمع بريكس في مصر، موضحا أن زيادة الشراكات الاقتصادية بين مصر ودول التجمع يزيد من قوة وحجم الاقتصاد المصري.
وأشار غراب، إلى أن انضمام مصر لبنك التنمية الجديد كانت الخطوة الأولى باتجاه مصر للانضمام لدول تجمع البريكس، موضحا أن انضمام مصر لتجمع بريكس سيؤدي للتعاون التجاري مصر ودول التجمع بالتعامل بالعملات المحلية خاصة بعد اعتماد أحد دول التجمع وهي روسيا للجنيه المصري ضمن سلة عملاتها، موضحا أن هناك دول أخرى في التجمع تسعى لاعتماد الجنيه المصري ضمن سلة عملاتها، هذا بالإضافة إلى أن الفترة القادمة ستشهد زيادة في الوفود السياحية لمصر من دول التجمع، بالإضافة إلى زيادة في حجم الصادرات المصرية لها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: انضمام مصر لمجموعة التنمیة الجدید دول التجمع إلى أن
إقرأ أيضاً:
ليلى عبدالله: هذه القصص تحدّتني وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم
تدخل ليلى عبدالله عبر مجموعتها "فهرس الملوك" دهاليز قصور الملوك لتسبر ما وراء الحكايات، متأثرة بالتراث ومستلهمة من ألف ليلة وليلة حكايات أعادت تشكيلها برؤية ونهايات جديدة. خمسة عشرة قصة قصيرة ترجمت بشكل كامل إلى اللغة المالايالمية في كيرلا بالهند، كما اختيرت قصة من قصصها للنشر في مجلة تعنى بترجمة القصة المنشورة بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وألمانية وتصدر في ألمانيا، كما نشرت ثلاث قصص بالعربية والإنجليزية والفرنسية في مجلة تعنى بنشر الأدب العربي المركزي.
نفتح مع ليلى عبدالله في هذا الحوار أبواب القصور لنستشكف رحلة كتابتها لهذه المجموعة....
************************************************************************************************************
1.نبدأ مع العنوان الذي اتخذ الملوك ثيمة وأحال لما داخل المجموعة، ما قصة اختيارك للعنوان "فهرس الملوك"؟
عادة أقوم باختيار العنوان بعد الانتهاء من مسودة الكتابة. في هذه المجموعة وجدتني أميل نحو عنوان عام يلامس جميع الملوك في القصص. العنوان خطر ببالي في لحظة ما. فوجدته معبّرًا وتأويليًّا للآخر القارئ.
************************************************************
2.افتتحت المجموعة باقتباس يحمل رمزية عالية، للشاعر الكردي لطيف هملت. كيف ساهم هذا الاقتباس في توجيه القارئ لفهم المسار السردي لقصصك قبل أن يخطو إلى عوالمها؟
الاقتباس ذاته قمت باستعارته من مقالة سابقة لي. كانت تتناول موضوعا سياسيا في زمن ثورات الربيع العربي. اتخذتها عتبة للولوج إلى ما وراء الحكايات. وتعد في الآن نفسه مفتاحا أوليا لفهم المسار الذي تذهب إليه الحكايات في المجموعة.
************************************************************
3.تقنية "المكان الواحد"، التي استخدمت في المجموعة، هل كانت تحد؟ وكيف تغلبت على القيود التي تفرضها هذه التقنية؟
هل تعنين بالمكان الواحد بأنها تتناول قصور الملوك؟ لعل الغرض من الحكايات هم الملوك أنفسهم ورعاياهم، لذا لم يكن المكان هنا هاجسًا، لأن الملوك هم الأبطال حتى في القصص تسيّدوا المشهد كله. فعلى الرغم من توظيف الثيمة نفسها عبر كل القصص إلا أن لكل قصة طابعها الخاص والمتباين، حتى تعاطي الملوك مع شعوبها تحمل طباعا قد تكون مشابهة لكنهم يمضون فيها كل بأسلوبه.
************************************************************
4.في مجموعتك القصصية، يتجلى تأثرك بالتراث وقصص "ألف ليلة وليلة"، لكنك لا تكتفين باستلهامها، بل تعيدين تشكيلها برؤية ونهايات جديدة. برأيك، كيف يمكن للموروث السردي أن يظل حيا ومؤثرا في الأدب المعاصر دون أن يصبح مجرد إعادة إنتاج للماضي؟
دعيني أسرد عليك طريقتي في كتابة هذه القصص، لم أخطط بأن تكون مجموعة قصصية، جاءتني القصة الأولى كحلم لذيذ، فهي تحدثت عن رجل يود أن يعمل ذواقا للملك وتذهب القصة إلى اكتمالها، حين قرأها أصدقائي أعجبتهم ، ثم تركتها جانبا. لكن بعد مرور عدة أيام وجدتني مندفعة إلى كتابة قصة بالطريقة ذاتها. بعد القصة الثانية وجدتني أمام اقتراح مربك من قبل الأصدقاء بالاشتغال على الثيمة نفسها لتكون مجموعة قصصية، وأغوتني الفكرة. أخذت استذكر حكايات الطفولية التي قرأتها والتي شاهدتها من التلفزيون وصارت شخصياتها تتقافز في رأسي. فحاولت أن أوظفها بطريقتي الخاصة، أن اجعلها تخوض مغامرات أخرى، تشبهنا وتشبه كل العصور. ويبدو أن هذه القصص تحدّتني، وصار لها طابعها الخاص، حتى أنها في بعض الحكايات تجاوزت حدودها، وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم . فهل ما نقل لنا عن سير الملوك في قديم الزمان صحيح؟ وهل التاريخ المدون عن صولاتهم وجولاتهم حقيقي أم أنه كان بدوره خاضعا لسلطة ما ؟ اعتقد أن الأجيال القادمة ستغربل كل تلك الوقائع التاريخية.
************************************************************
5.كتابتك الساخرة في المجموعة جذبت القراء ووصفوها بـ"الذكية" وجعلتهم في حالة ما بين الضحك/الابتسام، والتأمل العميق. كيف تعاملت مع السخرية بجانب الطرح الجاد للقضايا؟
جاءت الفكاهة هنا لتخففّ من حدّة قوة الملوك وجبروتهم. أيضا يمكن القول أن لدى بعضهم طباع غريبة تدعو إلى السخرية بحد ذاته. وتبدو هذه الطرافة مهيمنة في ثنايا السرد بشكل مكثف. حتى أنني كنت أذيّل الإهداءات إلى القراء والزملاء بعبارة: عسى أن تضحكك هذه الحكايات!
وأيضا لأنفي عن نفسي تهمة التعرض للذات الملوكية لا- سمح الله- مستقبلاً..
************************************************************
6.بعد ترجمة المجموعة إلى المالايالمية، كيف ترين تفاعل القارئ من ثقافة مختلفة مع ثيمة الملوك المستمدة من التراث العربي؟ وهل كشفت لك الترجمة عن زوايا جديدة في نصوصك لم تلاحظيها أثناء الكتابة؟
يبدو أن للملوك حظوظ في كل زمان ومكان، فهذه المجموعة منذ صدورها وهي تجد طريقها نحو ترجمات مختلفة، فالإضافة إلى ترجمة كامل المجموعة إلى اللغة المالايالمية في كيرلا الهند. اختيرت قصة من قصصها من قبل مجلة تصدر في ألمانيا، وهي مجلة تقوم بترجمة القصة المنشورة بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وألمانية. كما تم أيضا انتقاء ثلاث قصص منها لنشرها في مجلة تعنى بنشر الأدب العربي المركزي، ونشرت بثلاث لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية.
أعتقد تكمن أهمية الترجمة في رؤية الآخرين لثقافتنا عموما. هم أقوام يقدّرون الحكايات المنغمسة في الماضي العتيق. حكايات تعطي لمحة عن سحر الشرق وخباياه. وهذا يدفعني شخصيا للتأمل حول كيفية تناول تلك العقليات والبيئات المتباينة لثقافة كاتبة من بيئة خليجية وعربية. فهل تخلق هذه القصص مستقبلا صلة ما من قبلهم؟
لدي فعلا تساؤلات كثيرة بهذا الشأن.
************************************************************
7.في مجموعتك القصصية تبدأ القصص ببدايات مألوفة تقود إلى نهايات غير متوقعة، وأحيانًا مخالفة تمامًا لما بدأته القصة. هل كان ذلك محاولة لمساءلة ثوابت السرد الكلاسيكي، أم أنه انعكاس لرؤيتك حول مفاجآت الواقع نفسه؟ وكيف تعاملتِ مع هذا التكنيك لضمان أن تكون المفاجأة في النهاية منطقية وليست مجرد صدمة للقارئ؟
لست من النوع الذي يقيّد الفكرة حين تضيئ في رأسي، وأمنحها حرية التعبير عن نفسها ، نعم هذا ما أفعله! الفكرة الحرة تمنحك بقوة، تكون معطاءة وتتفتت إلى تفاصيل خلاقة أثناء عملية الكتابة. أما الفكرة المقيدة فإرغامها قد توصلنا إلى طريق مسدود ومحبط. لذا كل قصة في فهرس الملوك جاءت مطواعة وفاجأتني أثناء الكتابة، وهنا يحضرني عبارة ملهمة - ألهمتني شخصيًّا - للكاتب الأمريكي رأي برادبيري حين كان يردد في حوار له: أحب أن أفاجئ نفسي أثناء الكتابة.
************************************************************
8.في "فهرس الملوك" تتلاشى الحدود بين الوهم والواقع، ويصبح الملوك أسرى أكاذيبهم، بينما تُقاد الشعوب بسذاجة إلى تصديق السراب. لكن رغم عبثية المشهد، فإن التحولات النفسية في قصصك تجعل الوهم أكثر إقناعًا من الحقيقة. كيف تعاملت سرديا مع هذا التأرجح بحيث لا تمنحي القارئ يقينا واضحا، بل تجعليه أسيرا لنفس الدوامة التي يعيشها أبطالك؟
ربما لأن دهاليز قصور الملوك وحياتهم عموما تبدو لنا ولشعوبهم في كل الحقب مماثلة، فكل ما يشاع عنهم من حكايات حتى وإن بدت معلقة على خيط رفيع من الأكاذيب والتهويمات تظل تحتمل التصديق لاسيما كما تقدم الزمن، وهناك كثير من الملوك والملكات أيضا، تفاصيلهم مثيرة للجدل، وتثير فضول العديد من الناس حتى هذه اللحظة. ولأنهم أموات ولا يمكنهم نفي كل ما ينسب إليهم، فإن احتمالية تصديقها تكاد تكون أقرب بل ألذ من تكذيبها، فالجميع يحب النميمة لاسيما حين تتعلق بشخصيات مهمة كالملوك.
هذا الغموض المحاط بحياة أصحاب القصور والمملكات يظل مثيرًا، كفن المنمنمات وهذا ما يمنحها الخلود.
************************************************************
9.أدخلت عوالم غرائبية حيث تظهر كائنات أو قوى مجهولة وغير مرئية تهدد حياة الشعب، كما في قصة "جحافل الشيطان". كيف استطعت توظيف الغرائبية بحيث تبقى في منطقة بين الرمز والواقع، فلا تكون مجرد عنصر خيالي، بل مفتاح لفهم ما هو أعمق؟
أغلب سيّر الملوك لاسيما المستبدين منهم، يبرعون من أجل وهم الخلود صناعة الخوف في قلوب رعاياهم. من خلالها يخضعون شعوبهم في المقابل يسيدون أنفسهم كأبطال يكفون عنهم مخاطر الكون!
فتتضخم ذواتهم في عقلية رعاياهم، ويجعلهم الخوف بدورهم خاضعين بل يغالون في تقديسهم، فتتصدّر صورهم على كل جدار وتتجسّد تماثيلهم في الشوارع. وتلهج صدورهم بدعوات العمر الطويل. لطالما بدت صناعة الخوف وما تزال سياسة رابحة للتربع على العروش.
************************************************************
10.قرأنا شخصيات نعرفها، مثلا شهرزاد في "ليلة سقوط شهريار"، ومرّرتِ كذلك قصة "أليس في بلاد العجائب" في قصتك "ملكة القلوب" كيف تعاملتِ مع هذا التحدي السردي دون أن تفقد الشخصيات أو القصص هويتها الأصلية؟
هذه القصص بشخصياتها باقية ومتوارثة وخالدة في ذهن جيل الماضي، جيل الطيبين كما يلقبون أنفسهم. تعايشوا مع هذه الشخصيات في ألف ليلة وليلة ومن خلال رسوم الكرتون، لكن ماذا عن الجيل الحالي، هل يعرفون هذه الشخصيات؟ هي لا تنتمي إلى طفولتهم رغم أنها امتداد مهم لذاكرة آبائهم، لذا لعل استعارتها من ذاكرتنا ومحاولة انعاشها في قالب قصصي، قد تكون فرصة لتقريبها من الجيل الحالي من خلال بعثها بأسلوب غير متآلف، وهي بطبيعة الحال ستجيش الحنين في صدور الجيل الطيب دون شك.