إنقاذ مغربي من قبضة خاطفين في إسبانيا بعد طلب فدية من أسرته
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
تمكّنت قوات الحرس المدني الإسباني من تحرير عامل مغربي كان قد تعرّض للاختطاف والاحتجاز القسري بمدينة كاستيلون، وذلك بعد تلقي بلاغ حول تحركات مشبوهة في إحدى الشقق السياحية بالمنطقة.
وأفادت مصادر أمنية أن الضحية احتُجز لمدة يومين داخل شقة، حيث تعرّض للتهديد والعنف، وأُجبر على تحويل مبالغ مالية من حساباته البنكية، فيما عمد الجناة إلى تصويره وهو مقيد وإرسال مقاطع الفيديو إلى أسرته في المغرب، للمطالبة بفدية مالية قُدّرت بـ30 ألف يورو (نحو 40 ألف درهم مغربي).
الضحية استغلّ لحظة غفلة من خاطفيه في ساعات الصباح الأولى، ونجح في تحرير نفسه قبل أن يقفز إلى شرفة الشقة المجاورة طلبًا للمساعدة. وقد لفتت استغاثته انتباه الجيران، الذين سارعوا إلى إبلاغ الشرطة.
وبتدخل فوري، داهمت عناصر الحرس المدني الشقة ونجحت في تحرير الضحية، الذي كان يعاني من إصابات طفيفة وآثار عنف واضحة، فيما تم توقيف اثنين من المتورطين في عين المكان، قبل أن يُعتقل المشتبه به الثالث لاحقًا داخل المدينة.
التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن ملابسات الجريمة ودوافعها، فيما تم وضع الموقوفين رهن تدابير الحراسة النظرية في انتظار عرضهم على القضاء.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: إسبانيا ابتزاز اعتقال الاختطاف الحرس المدني الإسباني الشرطة الإسبانية بلاغ أمني تحرير رهينة
إقرأ أيضاً:
كيف تحقق طموحك دون الوقوع فيما نهى عنه الاسلام؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النفس البشرية جبلت على التطلع للمستقبل, والطموح إلى المراتب الأعلى دائما, وهو ما حدا بالبعض إلى الجموح لتحقيق أهدافه وأحلامه, مستندا إلى مبدأ: "الغاية تبرر الوسيلة" دون نظر إلى ما تمثله تلك الوسيلة من خير أو شر, وهو أمر شديد الخطورة, يؤثر بالسلب على الفرد والمجتمع.
ونوه ان الطموح هو السعي باتجاه الوصول إلى أعلى الأهداف, وحتى يصل الإنسان إلى ما تطمح إليه نفسه في ظل الالتزام بالمبادئ التي قررها الإسلام ؛يجب أن يكون لديه الدافع المحاط بالأخلاق التي حددها القرآن الكريم والسنة النبوية، وإلا أصبح الطموح جموحا يوشك أن يودي بصاحبه ويدمره
الطموح الصحيح
وأشار الى ان رسول الله ﷺ أوضح لنا الطموح الصحيح في أسمى صوره، وزرع فينا حب التميز والتفوق والحصول على أسمى المراتب في كل مكان نعمل فيه.
ولفت إلى أن التواضع والزهد في الدنيا لا يعنيان أبدا أن يقبل المسلم الحد الأدنى ، أو ينزوي وراء الآخرين ويكون في ذيلهم، ولذلك حثنا رسول الله ﷺ على العمل لبلوغ الغاية والهدف الأسمى لكل مسلم فقال: «إذا سألتم الله فسلوه الفردوس الأعلى, فإنه سر الجنة» [الكبير للطبراني], كذلك علمنا أن نعظم من رغباتنا عند الدعاء, فقال ﷺ : «إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت, ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة, فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه» [مسلم]
واضاف:الإسلام -كما دعا إلى الطموح لنيل المنزلة العليا في ظل مبادئه السامية- جاء أيضا ليهذب النفس البشرية عن جموحها ويقوم سلوكها ويهديها سبيل الرشاد, فالنفس مائلة بطبعها إلى التوجه إلى السيئ, كما أكد القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي), وهي غالبا ما تتبع الهوى بغية إشباع رغباته, ومن هنا جاء الإسلام ليعلمنا كيف نكبح جماح تلك النفس حتى تستكين وتعود إلى جادة الصراط المستقيم, وسبيل ذلك تربية النفس على طاعة الله ورسوله في كل شيء.
وبين ان الاسلام وازن بين الواجبات التي فرضها على المسلم وبين ما تطمح إليه نفسه البشرية, فعمل على ألا تكون فروض الدين شاغله أمره كله وداعية لترك دنياه, بل أمره بالجد والسعي في طلب الرزق وإعمار الأرض, قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) .
فالاستغراق في المأمول بلا حدود هو الطموح الزائد الذي ينقلب إلى جموح، وهو أمر مرفوض في الإسلام, قال الله عز وجل: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا), أما إذا أعاد الإنسان ضبط هذا المأمول في إطار المشروع, وفي إطار ما أحله الله وأباحه ودون الخروج عن الهدي النبوي الكريم, وبما لا يخالف النظام العام, فسوف يصل إلى هدفه ويحقق طموحه الذي يأمله ،ويكون بهذا قد حقق التوازن والاتساق بين ما تطمح إليه نفسه وبين ما يأمره به ربه.