أدب الرحلات.. تجربة جديدة في الكتابات القطرية
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
يمثل كتاب «كوريا الشمالية بعين قطرية» لأحمد بن محمد الجابر، الصادر في عام 2021 عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع، تجربة جديدة في الكتابات القطرية، وهي الكتابات في أدب الرحالة، فإذا كان الرحالة الغربيون في القرون الماضية قد جابوا صحراء شبه الجزيرة العربية وقطر، وكتبوا عنها، في يوميات رحلاتهم، في وقت لم يكن أهل المنطقة مهتمين بالتدوين، وتركوا مؤلفات صارت رافدًا مهمًا للكتابة التاريخية، فإن كتاب الجابر يضعه في مصاف الرحالة الذين يتحدون الصعاب، ويذهبون للمجهول، بحثًا عن التشويق والإثارة وحب المغامرة، وربما قام كثيرون برحلات مماثلة، إلا أن القلة هم من فكروا في تدوين يومياتهم.
رحلة قبل «كورونا»
يدوّن الجابر على صفحات كتابه كما يقول في المقدمة يوميات رحلة قام بها في أواخر عام 2019 إلى الصين وكوريا الشمالية، وذلك قبل أن تجتاح جائحة كورونا العالم بقليل، وتغلق المطارات، وتتوقف رحلات الطيران، ليدون ما شاهده من عادات وتقاليد وقيم وقوانين، جاعلا من رحلته تجربة مفيدة للقارئ بما تحمله من التعريف بمظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية والإنسانية في دولة شبه منغلقة عن العالم وعن التطور الحداثي والتكنولوجي الذي يجتاح العالم في عصر السوبر حداثة، مدونًا تجربته في شكل يوميات تذكرنا بالرحالة القدامى.
يعرف الكاتب جمهورية كوريا الشمالية أو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية متحدثًا عن موقعها الجغرافي ومناخها، وجانب من تاريخها، ولغاتها، ودياناتها، ودلالات الألوان في علمها، ثم النباتات والزهور والطيور والحيوانات التي تحظى باهتمامات أهلها، وفكرة الحكم فيها، وجوانب من تراثها وآثارها وثقافاتها، وبعض مبادئها الفلسفية الحياتية.
تدوين يوميات
ينطلق بعد ذلك في تدوين يوميات رحلته التي يدعمها بالكثير من الصور، مصطحبا القارئ منذ فكر في الانطلاق في رحلته من العاصمة الصينية بكين، فيستعرض معنا أماكن سياحية وآثارية صينية زارها، كالمدينة المحرمة وحديقة الحيوان، وتجربة صلاة الجمعة في مسجد صيني، ثم كيف حصل على التأشيرة لزيارة كوريا الشمالية والصعاب التي واجهته في البداية وكيف تغلب عليها، والتوصيات التي قدمت له من الفريق السياحي لأجل تحقيق السلامة والأمن له، ثم يوضح الاستعدادات التي قام بها للرحلة، والانطلاق إلى تلك الدولة في مغامرة، واجراءات السفر وتسجيل الدخول مقدمًا وصفًا لأدق التفاصيل، وكيف كانت صدمة اللقاء الأول الذي جمعه بالعاصمة الكورية، وكيف تعامل مع الأجواء الباردة، لافتًا الانتباه لكل ما صادفه في طريقه بالشوارع من لوحات دعائية، وتصاميم معمارية بنائية، وكيف أن المجتمع منعزل إعلاميًا عن العالم الخارجي، لافتًا الانتباه إلى أن قناة الجزيرة القطرية، ربما هي القناة الأجنبية الوحيدة المتاح مشاهدتها في داخل الدولة، حيث لا شبكة إنترنت ولا فضائيات ولا مواقع للتواصل الاجتماعي، ويمنع التصوير في الكثير من الأماكن.
المنطقة الآمنة
يصطحبنا الجابر بعد ذلك في رحلت للمنطقة الآمنة بين الكوريتين، والطاولات التي أبرم عليها الاتفاق بين الدولتين، ويضع قائمة تتضمن أسماء الكثيرين ممن زاروا هذا المكان من العرب والعجم، فقد لفت انتباهه وجود بعض السفراء العرب فيها، ووجود بعض المسلمين الكوريين، ووجود متحف يتضمن صورا للرؤساء والملوك والزعماء الذين زاروا المنطقة، ووسائل الاتصال، والمزروعات والأنهار، والشوارع والأعلام، والملابس التقليدية والعسكرية، والمتاحف التي تتضمن نصبا تذكارية للتحرير، وبعض الأسلحة القديمة والسفن الحربية ومحطات السكك الحديدية والمطارات، وعربات القطار ليهبط بنا في النهاية بمحطة الوطن، دولة قطر، بعد تلك الرحلة الشائقة والممتعة، رغم ما فيها من مشاق ومتاعب كما يذكر في خاتمة كتابه.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر دار الشرق کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية: رقم قياسي لتجربتنا الصاروخية العابرة للقارات
أعلنت كوريا الشمالية، عن تحقيق رقم قياسي لتجربتها الصاروخية العابرة للقارات، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ «القاهرة الإخبارية».