«بادر ولا تهدر» توعّي بصناعة السماد من بقايا الطعام
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
نظم مركز أصدقاء البيئة التابع لوزارة الرياضة والشباب، ورشة نقاشية عن مبادرة «بادر ولا تهدر» التي أطلقتها الطالبة نورة الدوسري، بحضور مسؤولين من جهات حكومية، ومنظمات المجتمع المدني، وناشطين في مجال البيئة.
في البداية استعرضت نورة الدوسري، الطالبة في أكاديمية قطر الدوحة، مبادرتها «بادر ولا تهدر» التي أطلقتها بدعم من مصنع «الوجبة» للألبان والعصائر وشركة شاطئ البحر للاستدامة.
وأكدت أن المبادرة تهدف إلى التوعية بطرق الترشيد في استهلاك الطعام، والاستفادة من بقاياه من خلال عملية جديدة لإعادة تدوير مخلفاته، عن طريق تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، يمكن الاستفادة منه في تغذية الزراعات المنزلية.
وقالت: «إن فكرة المبادرة جاءت من خلال البحث الذي قامت بإجرائه بالتعاون مع مصنع الوجبة، للاستفادة من هدر الطعام، حيث تشهد تلك الظاهرة انتشارا كبيرا بين طبقات المجتمع، لافتة إلى أن المبادرة تهدف إلى تعريف الجمهور بطرق صناعة السماد العضوي من بقايا الطعام بالمنزل، وذلك من خلال وضعها في صناديق محكمة الإغلاق، ثم إضافة عليها بعض المواد الكيميائية والتي تقوم بعملية التحول.
وبينت صاحبة المبادرة، أنه يتم وضع مواد أخرى تشمل نوعيات من البكتيريا التي تمنع حدوث روائح كريهة أثناء عملية التحلل، حيث تقوم تلك المواد بتحويل الطعام المهدر إلى سماد عضوي خلال فترة من الزمن، تمتد من اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لافتة إلى أنها تقوم بعقد العديد من الورش بعدد من المراكز ومنظمات المجتمع المدني لنشر تلك الفكرة بين جميع أفراد المجتمع المحلي بدولة قطر.
من جانبه قال السيد محمد الهاجري، المدير التنفيذي لمصنع الوجبة للألبان والعصائر: إن المصنع داعم لتلك المبادرة التي نعتبرها من المبادرات المتميزة التي تهدف إلى تقليل الفاقد والاستهلاك في المواد الغذائية، وذلك من خلال العديد من الوسائل والبرامج والمبادرات، مشيراً إلى أن الطالبة نورة الدوسري قدمت فكرة جيدة، حيث نعتبرها خطوة أولى نحو صناعة ثقافة مجتمع، تعمل على المحافظة على الغذاء، وترشيد عملية الاستهلاك والاستفادة من المخلفات، من خلال عمليات إعادة التدوير سواء للمواد الغذائية أو غيرها من المنتجات الأخرى القابلة للتدوير.
وأكدت السيدة إيمان الكعبي، مديرة المركز الإعلامي القطري التابع لوزارة الثقافة، أن الطالبة المبدعة نورة الدوسري قدمت مبادرة متميزة تلبي جزءا مهما من متطلبات المجتمع المحلي، وتعمل على ترشيد استهلاكه من المواد الغذائية، كما أنها تأتي في سياق عملية التنمية المستدامة التي أطلقتها دولة قطر، مضيفة: «مهمتنا في المنظمات المحلية دعم مثل تلك المبادرات التي تعتبر نواة لانتشار فكر أكثر استدامة، كما أنها تعمل على إنشاء وتربية جيل جديد من المبدعين القادرين على العطاء لأمتهم ووطنهم، من خلال أفكارهم ومبادراتهم المبدعة.
وقال السيد فهد عبدالله ملك، مدير العلاقات العامة بمركز أصدقاء البيئة، ان المركز يقوم بدعم كل المبادرات والأفكار التي تساهم في الحافظ على البيئة، وتعمل على ترشيد الاستهلاك في جميع نواحي الحياة، وعمليات إعادة التدوير، مشيراً إلى أن المركز قدم دعما لوجستيا وأفرد مساحة للمبادرة التي أطلقتها الطالبة نورة الدوسري، من حيث تنظيم الورشة ودعوة كل أصحاب الشأن والعلاقة لحضور الورشة للتعرف على المبادرة ودعمها كل حسب مجال عمله، كذلك للاستفادة من فكرة المبادرة والعمل على تطبيقها في المنزل لجميع أفراد المجتمع.
وذكر الدكتور عبدالرحمن عبدالله أخصائي تعديل سلوك، أنه استمع بكل اهتمام لتلك المبادرة التي تعمل على دعم عملية التنمية المستدامة ضمن رؤية قطر 2030، مؤكداً أن الدولة من خلال وزاراتها وجميع مؤسساتها تهتم بمثل هذه الأفكار، وتستمع بشكل جيد لكل أبنائها من المبدعين وتقوم بدعم أفكارهم وتطبيقها، مما يعمل على زيادة الثقة بالنفس لدى هذا الجيل الجديد من المبادرين، ووضعهم على المسار الصحيح للانطلاق نحو المستقبل برؤية واضحة مشرقة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر أصدقاء البيئة
إقرأ أيضاً:
التقيؤ بين الوجبات إحداها.. اكتشفوا أغرب عادات الرومان القدماء خلال الولائم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في زمن الحضارة الرومانية القديمة، كانت استضافة الولائم الباذخة التي تستمر لساعات طويلة بمثابة استعراض للثروة والمكانة في المجتمع الروماني.
وقال ألبيرتو يوري، أستاذ الفلسفة القديمة في جامعة فيرارا بإيطاليا: "تناول الطعام كان الفعل الأسمى للحضارة واحتفالًا بالحياة".
واستمتع الرومان القدماء بتناول شتى أصناف الطعام، الذي أعد بمكونات استُخدمت لصنع الأطباق الحلوة والمالحة أيضاَ، على سبيل المثال، كانت معكرونة "لاجان" الريفية القصيرة التي تقدم عادة مع الحمّص، تستخدم أيضاً لإعداد كعكة العسل مع جبن الريكوتا الطازجة.
لوحة "ورود هيليوغابالوس" من عام 1888 بريشة السير لورنس ألما تاديما، تصور أجواء المأدبة الرومانية Credit: Active Museum/Alamyأما عن البهارات، فكانت تُحضّر من طريق ترك لحوم الأسماك والدم والأمعاء لتتخمر داخل أوعية، تحت أشعة شمس البحر الأبيض المتوسط.
وكانت لحوم الطرائد مثل لحم الغزال، والخنازير البرية، والأرانب إلى جانب المأكولات البحرية مثل المحار النيء، وسرطان البحر، وهي عبارة عن بعض الأطعمة باهظة الثمن التي ظهرت بانتظام خلال الولائم الرومانية القديمة.
وقديماً، تنافس الرومان فيما بينهم على إستضافة ولائم طعام تقدم أطباقاً فريدة من نوعها، مثل طبق يخنة لسان الببغاء أو طبق لأحد أنواع القوارض.
واستعاد جورجيو فرانشيتي، مؤرخ الطعام وباحث التاريخ الروماني القديم، الوصفات المفقودة من هذه الوجبات، التي شاركها في كتابه بعنوان "تناول الطعام مع الرومان القدماء" مع الباحثة والطاهية كريستينا كونتي.
وينظم الثنائي معاً تجارب تناول الطعام بالمواقع الأثرية في إيطاليا التي توفر لمحة للضيوف عن تجربة تناول الطعام مثل النبلاء الرومان.
لوحة تصور مشاركة الإمبراطور نيرون في احتفال عيد باخوس، هو مهرجان روماني كان يُقام تكريماً لباخوس إله الخمرCredit: Universal History Archive/Universal Images Group/Getty Imagesودعا سلوك الانغماس في تناول الطعام لساعات طويلة إلى ما يمكن اعتباره الآن سلوكاً اجتماعياً غير مرغوب به.
وأوضح فرانشتي: "كانت لديهم عادات غريبة لا تتوافق مع آداب المائدة الحديثة، مثل تناول الطعام أثناء الاستلقاء، والتقيؤ بين الوجبات".
ونظراً لأن الولائم كانت رمزاً للمكانة الاجتماعية واستمرت لساعات متأخرة من الليل، كان التقيؤ ممارسة شائعة مطلوبة لإفساح المجال لمزيد من الطعام. وكان الرومان القدماء من أتباع المتعة والسعي وراء ملذات الحياة، وفقاً لما قاله جوري، مؤلف العديد من الكتب عن ثقافة الطهي في روما.
نقش يجسد مأدبة في منزل القائد الروماني القديم، لوشيوس لوكولوس من حوالي عام 80 قبل الميلادCredit: Ullstein Bild/Getty Imagesومع كل ذلك الطعام، تفادى الرومان مشاكل الانتفاخ من خلال تناول الطعام بوضعية الاستلقاء على أريكة مريحة ومبطنة، وكان يُعتقد أن هذه الوضعية الأفقية تساعد على الهضم، كما أنها كانت بمثابة تعبير عن مكانة النخبة.
وسمح لضيوف الولائم بالاستلقاء في بعض الأحيان والاستمتاع بقيلولة سريعة بين الوجبات، ما يمنح معدتهم استراحة من الطعام.
وكان الاستلقاء أثناء تناول الطعام امتيازاً مخصصاً للرجال فقط، بينما كانت المرأة إما تتناول الطعام على مائدة أخرى، أو تجلس بوضعية جلوس على الركبتين أو بجانب زوجها، فيما يستمتع هو بوجباته.
فسيفساء من القرن الثاني الميلادي تصور أرضية متسخة بعد انتهاء المأدبةCredit: De Agostini/Getty Imagesوكان الرومان أيضاً يؤمنون بالخرافات، إذ أشار فرانشتي إلى أن سقوط أي غرض من المائدة يعني أنه أصبح ينتمي إلى العالم الآخر، ولا يمكن إعادته خوفاً من أن يأتي الموتى سعياً للانتقام، بينما اعتبر رش الملح نذير شؤم. وإذا صاح ديك في ساعة غير معتادة، كان يتم إرسال الخدم لإحضاره، وذبحه وتقديمه على المائدة فورا.
وكانت الولائم في زمن الرومان القدماء وسيلة لإبقاء الموت بعيداً، وفقاً لما قاله فرانشتي.