نظم مركز أصدقاء البيئة التابع لوزارة الرياضة والشباب، ورشة نقاشية عن مبادرة «بادر ولا تهدر» التي أطلقتها الطالبة نورة الدوسري، بحضور مسؤولين من جهات حكومية، ومنظمات المجتمع المدني، وناشطين في مجال البيئة.
في البداية استعرضت نورة الدوسري، الطالبة في أكاديمية قطر الدوحة، مبادرتها «بادر ولا تهدر» التي أطلقتها بدعم من مصنع «الوجبة» للألبان والعصائر وشركة شاطئ البحر للاستدامة.


وأكدت أن المبادرة تهدف إلى التوعية بطرق الترشيد في استهلاك الطعام، والاستفادة من بقاياه من خلال عملية جديدة لإعادة تدوير مخلفاته، عن طريق تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، يمكن الاستفادة منه في تغذية الزراعات المنزلية.
وقالت: «إن فكرة المبادرة جاءت من خلال البحث الذي قامت بإجرائه بالتعاون مع مصنع الوجبة، للاستفادة من هدر الطعام، حيث تشهد تلك الظاهرة انتشارا كبيرا بين طبقات المجتمع، لافتة إلى أن المبادرة تهدف إلى تعريف الجمهور بطرق صناعة السماد العضوي من بقايا الطعام بالمنزل، وذلك من خلال وضعها في صناديق محكمة الإغلاق، ثم إضافة عليها بعض المواد الكيميائية والتي تقوم بعملية التحول.
وبينت صاحبة المبادرة، أنه يتم وضع مواد أخرى تشمل نوعيات من البكتيريا التي تمنع حدوث روائح كريهة أثناء عملية التحلل، حيث تقوم تلك المواد بتحويل الطعام المهدر إلى سماد عضوي خلال فترة من الزمن، تمتد من اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لافتة إلى أنها تقوم بعقد العديد من الورش بعدد من المراكز ومنظمات المجتمع المدني لنشر تلك الفكرة بين جميع أفراد المجتمع المحلي بدولة قطر.
من جانبه قال السيد محمد الهاجري، المدير التنفيذي لمصنع الوجبة للألبان والعصائر: إن المصنع داعم لتلك المبادرة التي نعتبرها من المبادرات المتميزة التي تهدف إلى تقليل الفاقد والاستهلاك في المواد الغذائية، وذلك من خلال العديد من الوسائل والبرامج والمبادرات، مشيراً إلى أن الطالبة نورة الدوسري قدمت فكرة جيدة، حيث نعتبرها خطوة أولى نحو صناعة ثقافة مجتمع، تعمل على المحافظة على الغذاء، وترشيد عملية الاستهلاك والاستفادة من المخلفات، من خلال عمليات إعادة التدوير سواء للمواد الغذائية أو غيرها من المنتجات الأخرى القابلة للتدوير.
وأكدت السيدة إيمان الكعبي، مديرة المركز الإعلامي القطري التابع لوزارة الثقافة، أن الطالبة المبدعة نورة الدوسري قدمت مبادرة متميزة تلبي جزءا مهما من متطلبات المجتمع المحلي، وتعمل على ترشيد استهلاكه من المواد الغذائية، كما أنها تأتي في سياق عملية التنمية المستدامة التي أطلقتها دولة قطر، مضيفة: «مهمتنا في المنظمات المحلية دعم مثل تلك المبادرات التي تعتبر نواة لانتشار فكر أكثر استدامة، كما أنها تعمل على إنشاء وتربية جيل جديد من المبدعين القادرين على العطاء لأمتهم ووطنهم، من خلال أفكارهم ومبادراتهم المبدعة.
وقال السيد فهد عبدالله ملك، مدير العلاقات العامة بمركز أصدقاء البيئة، ان المركز يقوم بدعم كل المبادرات والأفكار التي تساهم في الحافظ على البيئة، وتعمل على ترشيد الاستهلاك في جميع نواحي الحياة، وعمليات إعادة التدوير، مشيراً إلى أن المركز قدم دعما لوجستيا وأفرد مساحة للمبادرة التي أطلقتها الطالبة نورة الدوسري، من حيث تنظيم الورشة ودعوة كل أصحاب الشأن والعلاقة لحضور الورشة للتعرف على المبادرة ودعمها كل حسب مجال عمله، كذلك للاستفادة من فكرة المبادرة والعمل على تطبيقها في المنزل لجميع أفراد المجتمع.
وذكر الدكتور عبدالرحمن عبدالله أخصائي تعديل سلوك، أنه استمع بكل اهتمام لتلك المبادرة التي تعمل على دعم عملية التنمية المستدامة ضمن رؤية قطر 2030، مؤكداً أن الدولة من خلال وزاراتها وجميع مؤسساتها تهتم بمثل هذه الأفكار، وتستمع بشكل جيد لكل أبنائها من المبدعين وتقوم بدعم أفكارهم وتطبيقها، مما يعمل على زيادة الثقة بالنفس لدى هذا الجيل الجديد من المبادرين، ووضعهم على المسار الصحيح للانطلاق نحو المستقبل برؤية واضحة مشرقة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر أصدقاء البيئة

إقرأ أيضاً:

نازح من جباليا يبحث عن بقايا ذاكرته وسط الدمار الهائل.. أين بيتي؟ (شاهد)

يقف ياسر حسين حائرا أمام أكوام هائلة من الأنقاض والركام، في شارع "الهوجا" عله يجد أثار منزله الذي دمرته قوات الاحتلال خلال العدوان الأخير على مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.

اختلطت بقايا منزل حسين المدمر والمكون من ثلاث طوابق، مع منازل جيرانه التي لاقت نفس المصير، بفعل آلة التدمير الوحشية الإسرائيلية التي عصفت بالمخيم على مدار أكثر من 105 أيام متواصلة من التخريب والتدمير، فأحالته إلى أثر بعد عين.

تعرض مخيم جباليا إلى اجتياحين في كانون الأول/ ديسمبر 2023 وآيار/ مايو 2024، لكن في الـ5 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تعرض المخيم لاجتياح ثالث هو الأعنف على الإطلاق منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.



لم تكتف قوات الاحتلال بهدف المنازل في مخيم جباليا، بل عمدت إلى تجريف العديد منها ونقل ركامها إلى مناطق أخرى، لتمعن بذلك في قهر النازحين العائدين للبحث عن بقايا بيوتهم، علهم يجدوا في جدرانها المهدمة سلوة من عبق الذكريات.

يقول ياسر حسين في حديث لمراسل "عربي21"، إنه بنى منزله من عرق جبينه حجرا حجرا على مدار سنوات عديدة، ليتمكن من السكن فيه مع عائلته الكبيرة المكونة من إخوته وأمه وأولاده.

يضيف حسين: "بدأت في بناء المنزل عام 2000، وتمكنت حينها من بناء الدور الأول الذي سكنت فيه مع زوجتي وأمي وإخوتي الثلاثة، وفي عام 2010 بنيت الطابق الثاني، على مساحة بلغت 250 مترا مربعا، وفي عام 2015 قمت ببناء الدور الثالث لي ولأولادي الثلاثة".


يسكن حسين مع عائلته الكبيرة التي لا تقل عن 20 شخصا في منزلهم الذي ولدوا وعاشوا فيه طفولتهم وشبابهم، حيث ذكرياتهم التي امتدت على مدار أكثر من 50 سنة من عمر المكان الذي أواهم بين جدرانه، وبنوه حجرا حجرا على مدار سنوات من الشقاء والعناء والمكابدة.

تابع: "لم أدخر جهدا في إضافة كل وسائل الراحة في بيتنا، فلقد حرصت على تجهيزه بأفضل المواد الأساسية، كأطقم النوم وغرف الضيافة ونظام المطابخ الحديثة المجهزة بأفضل الأجهزة والمعدات (..) فلقد كان بيت عائلي بامتياز فيه كل وسائل وأسباب الراحة والأمان".

يشير ياسر حسين في حديث لمراسل "عربي21" إلى أن كل ما بناه هدم في لحظة حين قصف الاحتلال منزله، وأحاله إلى دمار، إبان الاجتياح الثاني لمخيم جباليا في آيار/ مايو 2024. 

لكن الاحتلال لم يكتف بذلك فلقد عمدت جرافات الاحتلال إلى تدمير ونقل أنقاض المنزل خلال الاجتياح الأخير، الذي بدأ في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر واستمر لـ105 أيام متواصلة، ليكتشف حسين أنه عاجز عن تحديد موقع بيته حين عاد قبل أيام، بالتزامن مع وقف إطلاق النار.


قال حسين لمراسل "عربي21" وهو يحاول منع نزول الدموع من عينيه: "أعلم أني بيتي مهدم لكن عند عودتي كنت آمل أن أتمكن من نصب خيمة على أنقاضه والسكن فيها، حبا في بيتي وحارتي ومنطقتي وتأكيدا على رفضنا الرحيل، لكن ذلك أيضا لم يتحقق فلقد جرف الاحتلال أعمدة وأحجار المنزل، وشوه معالم المنطقة حتى أنني لم أتمكن من تحديد موقع المنزل بالضبط".


عمد ياسر كبقية جيرانه إلى وضع خيمة في منطقة قريبة من "بحر الركام الكبير" في المنطقة، قائلا : "روحي وقلبي معلق في هذه المنطقة، لا يمكن أن أفارقها حتى وإن عشت في خيمة ما تبقى لي من عمر".


مقالات مشابهة

  • رقم 8 سر تعدي بلوجر شهير على طالبة مدرسة خاصة بالتجمع
  • عام المجتمع يرسخ التقاليد الإماراتية العريقة
  • توتال لم تتحرّك حتى الآن فهل تُبادر قريباً؟
  • غزة فى قلب الأزهر
  • رئيس جامعة الأقصر تستقبل مؤسسي "ظواهر" لتعزيز التعاون المشترك
  • العثور على بقايا جثتي شخصين جنوبي ذي قار
  • ريمونتادا لـ طلائع الجيش أمام الإسماعيلي في الدوري
  • وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تواصل توزيع السماد على المزارعين في إدلب ضمن مشروع القرض الحسن
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية
  • نازح من جباليا يبحث عن بقايا ذاكرته وسط الدمار الهائل.. أين بيتي؟ (شاهد)