شريطة تطويرها.. كيف تشكل مبادرة عقار منطلقا لحل الصراع في السودان؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تشكّل مبادرة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، شريطة تطويرها، منطلقًا للوصول إلى صيغة للحل في البلاد الذي يمزقها الاقتتال الداخلي.
هكذا يخلص تحليل "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، الذي يلفت إلى أنه بعد أكثر من 4 شهور على اندلاع القتال، وسقوط آلاف القتلى والجرحى، وتشريد نحو 3.5 ملايين إنسان، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، تبدو إمكانات الحسم العسكري التي راودت الطرفين في بداية الحرب أبعد من أي وقت مضى.
وتقدم عقار، في 15 أغسطس/آب الجاري، بمبادرة تتضمن "خريطة طريق" لوقف الصراع الدائر في السودان، تبدأ بإعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار، والانخراط في عملية سياسية تفضي إلى انتخابات عامة، تنبثق منها حكومة مدنية، تتولى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية.
ويقف السودان حاليا أمام احتمالين، الاستمرار في حرب مدمرة طويلة تأتي على ما تبقى من وحدة البلاد وتماسكها، أو وقف القتال والذهاب في اتجاه حل سياسي توافقي جوهره، وجود جيش واحد في البلاد، وعدم المساواة بين الجيش وميليشيا عسكرية (في المكانة والمسؤولية تجاه الشعب السوداني، والانتهاكات في حق المدنيين)، واستيعاب جميع القوى الفاعلة ومشاركتها في إعادة بناء الدولة التعددية الديمقراطية.
جاءت مبادرة عقار، الذي جرى تعيينه نائبًا لرئيس مجلس السيادة في 19 مايو/أيار، بعد مرور 4 أشهر على تفجّر الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ووصول المعارك إلى نقطة الجمود، مع عدم التمكن من الحسم عسكريًا، وتعثر محادثات الوساطة التي رعتها السعودية والولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
السودان.. مقتل نحو 500 طفل جوعا منذ اندلاع الحرب
وتباينت ردات الفعل على المبادرة، بين مؤيد لها باعتبارها تمثل مخرجًا ممكنًا من الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبين رافض لها، أو مشكك فيها، على أساس أنها غير واقعية في ظروف الاستقطاب الراهنة.
ولم يُبْدِ الجيش موقفًا محددًا من مبادرة عقار، وهو ما اعتبره مراقبون دليلًا على وجود تباينات داخل مجلس السيادة، فسّره آخرون بأنه تعارض، أو توزيع أدوار، خاصة مع تصريحات قائد الجيش القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان، قبل يوم واحد من الإعلان عن المبادرة، والتي أكد فيها ضرورة الحسم العسكري ضد من وصفهم بـ"المتمردين والخونة".
في المقابل، رفضت قوات الدعم السريع المبادرة، لأنها "لا تعترف بسلطة عقار"، مؤكدة التزامها فقط بمحادثات جدة، وسط اتهامات لعقار بالانحياز إلى الجيش.
أما قوى الحرية والتغيير، فأعلنت عن اتفاقها مع أغلب ما جاء في مبادرة عقار، ولكنها تحفظت في الوقت نفسه عن مقترح حكومة تسيير الأعمال.
وعلى الرغم من ذلك، استنتجت بعض القوى السياسية أن التوافق الكبير بين ما طرحته المبادرة التي أطلقها عقار، ونتائج اجتماع القوى المدنية في أديس أبابا بمشاركة قوى الحرية والتغيير، قد يشير إلى احتمال التوصل إلى اتفاق بين مجلس السيادة وقوات الدعم على وقف القتال، لكن لا يوجد دليل على وجود تنسيق بين قوى الحرية والتغيير وقوات الدعم السريع، بخصوص الأفكار التي طُرِحت في اجتماعات أديس أبابا لتأكيد صحة هذا الاستنتاج.
بينما رفضت الحركة الإسلامية مبادرة عقار، وأصدرت بيانًا فندت فيه ما جاء فيها.
اقرأ أيضاً
الصراع في السودان ينذر بحرب أهلية تؤثر على جيرانه والخليج.. كيف؟
دوليا، لم تجد مبادرة مالك عقار تفاعلًا واضحًا من القوى الإقليمية والدولية، فعلى الرغم من الزيارات الخارجية المكثفة التي قام بها عقار، والتي شملت روسيا ومصر وكينيا وأوغندا، طلبًا لدعم مواقفه الداعية إلى وقف القتال وإطلاق حوار وطني شامل، فإن هذه الدول لم تعلن موقفًا محددًا من مبادرته حين أطلقها.
كما لم يصدر رد فعل من جانب السعودية أو الولايات المتحدة اللتين ترعيان محادثات جدة، وإن أشار البعض إلى وجود ترحيب غير رسمي في دوائر الخارجية الأمريكية بفحوى المبادرة.
ويقول التحليل: "جاءت المبادرة، بعد تعثر مفاوضات جدة وفشل جهود وقف القتال، باعتبارها محاولة نابعة من داخل السودان لحل الأزمة، خاصة أنها اشتملت على نقاط عديدة يمكن أن تكون محل توافق بين مختلف القوى السياسية السودانية".
ويضيف: "على الرغم من أن البعض أخذ عليها تجاوزها لبعض القضايا المهمة التي تمثل تحديًا كبيرًا أمام أي تسوية سياسية، وكانت في الأصل أحد الأسباب الرئيسة لاندلاع القتال، مثل مصير قوات الدعم السريع (الدمج في الجيش أم التسريح، أو دمج جزء وتسريح آخر)، فإن المبادرة تمثل فرصة للخروج من الأزمة، إذا ارتبطت بخطوات يمكن أن تساهم في وقف الحرب".
ويختتم التحليل: "إذا نجحت المبادرة في بناء تحالف واسع من القوى الوطنية، والتوجه نحو تشكيل حكومة انتقالية لفترة محددة وبمهمات واضحة، تنتهي بإجراء انتخابات عامة، وتشكيل حكومة دائمة منبثقة من إرادة الشعب، فإنها ستكون علامة فاصلة تطوي صفحة الصراع، وتركز على التنمية وبناء الدولة".
اقرأ أيضاً
مصير مجهول للنازحين السودانيين مع تمدد المعارك إلى دارفور
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان البرهان الدعم السريع اشتباكات السودان مالك عقار مبادرة وساطة الدعم السریع مجلس السیادة مبادرة عقار وقوات الدعم وقف القتال
إقرأ أيضاً:
سوهاج تحصل على المركز الخامس في تقديم خدمات مبادرة دعم صحة المرأة المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت مديرية الصحة بسوهاج عن حصول القطاع الصحي بالمحافظة على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في تقديم خدمات مبادرة دعم صحة المرأة المصرية، وذلك خلال شهر مارس 2025، منذ إطلاق المبادرة في المحافظة، وجاء هذا التميز في إطار الجهود المستمرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتوجيهات الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، واللواء الدكتور عبدالفتاح سراج محافظ سوهاج.
وأشاد الدكتور عمرو دويدار وكيل وزارة الصحة بسوهاج بهذا الإنجاز، مثمنًا الجهود الكبيرة التي بذلها الفرق الطبية في المحافظة. كما وجه دويدار بتكريم المتميزين من الكوادر الطبية وفرق العمل، مؤكدًا أهمية استمرار بذل الجهود لتحقيق المزيد من التميز في تقديم خدمات الصحة العامة، خاصة في مجال صحة المرأة.
وأوضح دويدار أن هذا التميز جاء نتيجة للجهود المستمرة التي تبذلها مديرية الصحة بسوهاج في التوسع في مراكز الفحص الخاصة بالمبادرة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الطبية، وتنظيم حملات توعية مستمرة بأهمية الكشف المبكر عن الأمراض، وقد أسهمت هذه الإجراءات في تحسين معدلات الاكتشاف المبكر للأمراض وتعزيز الوعي الصحي بين السيدات.
وأكد وكيل وزارة الصحة بسوهاج أن المبادرة تقدم مجموعة من الخدمات الصحية المتكاملة التي تشمل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مما يساعد في رفع نسب الشفاء وتقليل المضاعفات، كما تتضمن المبادرة فحص الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، والتي تشكل عوامل خطر تؤثر على صحة المرأة.
وأضاف دويدار أن المبادرة تهدف أيضًا إلى تقديم التوعية والتثقيف الصحي حول أهمية أنماط الحياة الصحية والفحوصات الدورية، والتي تعد خطوة أساسية في الحفاظ على صحة المرأة والوقاية من الأمراض المزمنة.
كما أشاد دويدار بالدور الكبير الذي قام به الدكتور محمود خلف مدير إدارة الرعاية الأساسية، والدكتورة شيماء علاء كريم مسئول المبادرات الرئاسية، والدكتور إيهاب يوسف مدير مركز المعلومات، وجميع الفرق الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية.
وتقديرًا للمجهودات المجتمعية، ونوه دويدار إلى دور المجتمع المدني في دعم المبادرة، والذي ساهم في الوصول إلى هذا المركز المتقدم.
وأعرب دويدار عن تطلعه لاستمرار العمل على تطوير الخدمات الصحية في إطار المبادرة، مشيرًا إلى أنه سيتم توسيع نطاق المبادرة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من السيدات، لضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة عالية.
وفي الختام، أكد وكيل وزارة الصحة بسوهاج أن المحافظة ستواصل العمل بكل جدية لتقديم أفضل خدمات صحية للمواطنين، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعد بداية لمزيد من النجاحات في خدمة صحة المرأة المصرية.
وتعد مبادرة دعم صحة المرأة المصرية إحدى المبادرات الرئاسية التي تهدف إلى تحسين صحة المرأة، وتشجيع الكشف المبكر عن الأمراض، خاصة سرطان الثدي والأمراض المزمنة. وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030 في تحسين جودة الخدمات الصحية وتحقيق أعلى مستويات الرعاية الصحية لجميع المواطنين.