زوجة تطلب الطلاق بعد إصابتها بعاهة مستديمة: حول حياتي لجحيم ورفض يعالجني
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
في قاعة محكمة الأسرة بالجيزة، جلست سيدة شابة ترتجف بين يديها أوراق طبية وتقارير قانونية، تحكي مأساتها التي خرجت بها من زواج دام ثلاث سنوات، انتهت بتحول شريك حياتها إلى جلاد، أصابها بعاهة مستديمة افقدتها القدرة عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
محكمة الأسرةقالت الزوجة أمام المحكمة “دخلت هذا الزواج بحلم بناء بيت مستقر، لكني كنت أعيش في زنزانة حقيقية، تحت سطوة رجل لا يعرف الرحمة، كل خلاف بيننا كان يتحول إلى حفلة تعذيب، إلى أن كانت النهاية حين ضربني بعنف وهمجية أفقدتني وعيي، ودخلت على إثرها المستشفى، وحملت التقارير الطبية دليل على ما سببه لي من أذى”.
لم يتوقف الزوج عن إذلال الزوجة، حيث الإنفاق على علاجها، وامتنع عن تطليقها، ويلاحقها بدعاوى نشوز وإسقاط حضانة.
لجأت الزوجة إلى المحكمة، مطالبة بتعويض مالي ورفعت دعوى حبس لما لمتجمد نفقات لطفلتهما، ولا تزال الدعوى بين يدي القضاء بانتظار الفصل فيها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محكمة الأسرة اخبار الحوادث المزيد
إقرأ أيضاً:
موت النفوس حياتها
قد تكون الحياة مجردة قنطرة عبور عند آخرين، وعند آخرين هي اتساع أفق ممتد لما بعد القنطرة، وإذا نظر إلى أن تجارب الحياة، والمواقف التي يتخذها الإنسان، والظروف التي تمر عليه هي مجموعة قناطر، فماذا إذن بعد هذه القناطر؟ لذلك تذهب حياة الكثيرين منا هباء منثورا لا قيمة لها، ولا طعم ولا رائحة، يأتي الغد؛ كما يذهب اليوم، لا تغيير فـي القناعات، ولا إعادة جدولة لكثير منها، فمن هو ظالم - وفق موقف معين - يظل هو ظالما بحكم بقائه، ومن هو سخي وعدل - وفق موقف معين -يظل هو سخيا وعدلا كذلك، وهذا ليس صحيحا إطلاقا، فقد تتغير ظروف الحياة اليومية، فتتغير؛ فـي المقابل القناعات، والمواقف، ولولا هذا التغير الدائم، والتشكيل المستمر لصور الحياة المختلفة، لما وصلنا اليوم إلى هذا الإنجاز المادي والمعنوي فـي حياة الناس، مع أن هناك حقيقة غائبة عن البعض؛ وهي: لهاثهم الشديد، نحو التغيير، الكل يود التغيير؛ إلا الاستثناء؛ والذين لا يؤمنون بحقيقة الوجود المتغير فـي كل لحظة وحين، ومع أن هذا اللهاث نحو التغيير، ونحو الجديد، إلا أن هؤلاء الغالبية، ليس من اليسير أن تتغير قناعاتهم، ومواقفهم من الآخرين، حيث أنه وفق قناعاتهم أن الظالم يراكم فـي ظلمه، وأن الصالح يضاعف من صلاحه، وهي مسألة نسبية، وهذا الأمر يتنافى مع الحقيقة الإنسانية التي تعيش متضاداتهم المستمرة، والإنسان محكوم بالأهواء، وبكثير من هواجسه النفسية لا تسعفه على البقاء صامدا طوال سنوات عمره الممتدة، وهذه من الفطرة، وليس حالة مكتسبة، نعم؛ قد يكون هناك ثبات نسبي محكوم بزمن ما، ولكن أن يظل كذلك، فهذا مما يتنافى مع الحقيقة الإنسانية.
ولفظة الموت الواردة فـي العنوان، ليس شرطا أن يكون الموت البيولوجي الملتحم بالكائن الحي، ولكن قد يكون شدة الجهد المبذول؛ وهو الملتحم بحقيقة الحياة، فلكي تنجز أمرا حقيقيا، ويكون لك فـيه فضل الحياة، فلا بد أن تموت من الجهد والمشقة، والتضحية، سواء على مستواك الشخصي، أو على مستواك الجمعي، أو على مستواك الوطني، فالذين يموتون دون أعراضهم، ودون حياة مجتمعاتهم، ودون أوطانهم؛ هم فـي المقابل «يُوَلِّدُونَ» حيوات أخرى لمن يأتي بعدهم، من أبنائهم، ومن أصدقائهم، ومن أفراد مجتمعهم الكبير فـي الوطن، فقيد الحياة مرتبط ارتباطا كبيرا ووثيقا بما ينجزه الإنسان فـي حياته، ولذلك فالذين يبذلون الغالي والنفـيس؛ ليس شرطا أن يحققوا مآلات هذا البذل لأنفسهم، وإنما يتحقق ذلك لآخرين يأتون من بعدهم، وهذا مصداقا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» - وفق المصدر - فعدم انقطاع جريان الخير عن الفرد بعد موته من هذه المصادر المذكورة فـي الحديث، هي فـي مجملها ديمومة لحياة آخرين، يأتون بعد هذا الفرد الذي استطاع؛ بتوفـيق الله أن ينجز هذه المشاريع الحيوية، له وللآخرين من بعده، ولذلك قيل: «السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان هناك حياة أخرى بعد الموت، السؤال الحقيقي هو هل كنت على قيد الحياة قبل الموت؟»- انتهى النص؛ حسب المصدر. والسؤال الاستنفاري؛ يذهب إلى حث الإنسان لأن يبذل ما يستطيع بذله قبل أن يغادر هذه الحياة، فحياته بعد موته، وليس قبلا، وكما يقال أيضا: «من لم يزد طوبة على بنيان الحياة؛ فهو عبء على الحياة».
«موت النفوس حياتها»: دعوة للبقاء الموسوم بترك الأثر، والبذل والعطاء، فحياة الإنسان قصيرة؛ مهما طالت، فـ «لا يغر بطيب العيش إنسان» وتكملة البيت «إن شئت أن تحيا فمت» ويقال أن قائله عنترة بن شداد.