وقفة على قرار منع استيراد مواد ورفع التعرفة الكمركية لأخرى
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
كتب: د. بلال الخليفة
أصدر مجلس الوزراء مؤخرًا قرارًا يقضي بمنع استيراد العصائر، والمرطبات، والمعجنات لمدة 6 أشهر، وفرض ضرائب بنسبة 20% على الصابون المستورد.
التحليلإذا ما أردنا تفسير هذا القرار، وافترضنا أن الحكومة تفكر بصورة علمية، فإن أحد أبرز الدوافع قد يكون متعلقًا بقدرة البنك المركزي على الاستمرار في بيع الدولار عبر نافذة بيع العملة بنفس الوتيرة السابقة، حيث كانت تُباع يوميًا قرابة 300 مليون دولار.
لكن مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط – حيث يبلغ سعر البرميل اليوم 60 دولار فقط، نتيجة قرارات الرئيس الأمريكي الصادرة في 2 نيسان 2025، والتي تضمنت رفع التعرفة الجمركية على العديد من الدول، ومنها العراق، بنسبة 39% – فإن الإيرادات النفطية اليومية للعراق لا تتجاوز 200 مليون دولار. وهذا يعني وجود فجوة يومية تُقدّر بـ 100 مليون دولار.
النتيجة المنطقية أمام الحكومة هي أحد خيارين:
إما تقليل بيع الدولار، ما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في سعره داخل السوق الموازي.
أو السحب من احتياطي العملة الصعبة لتعويض الفرق والحفاظ على وتيرة البيع السابقة.
لكن الحل الأكثر واقعية هو تقليل سحب الدولار من قبل التجار، من خلال فرض قيود ومنع استيراد بعض السلع، أو رفع التعرفة الكمركية عليها.
التأثيرات والمقترحاتالمواد التي سيتم منع استيرادها أو رفع كلفتها عبر التعرفة، سترتفع أسعارها في السوق المحلي، والمواطن سيكون المتضرر الأول من هذا الإجراء.
أغلب تلك المواد تُستورد من الخارج، في حين أن الإنتاج المحلي منها يكاد لا يُذكر، ما يعني أن هذا القرار لن يدعم المنتج الوطني فعليًا، ما لم تسبقه خطوات حقيقية، مثل إنشاء معامل وتشغيل المصانع المتوقفة.
إذا كان الهدف من القرار يشبه ما تبنّاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتمثل في تعديل الميزان التجاري، فإن هذا الهدف غير قابل للتطبيق في العراق؛ لأن البلاد لا تُصدّر إلا النفط، ولا تمتلك صادرات صناعية أو زراعية كافية، ما يجعل القرار بلا جدوى في هذا السياق.
كان الأجدر بالحكومة أن تبدأ بفرض القيود ورفع الرسوم على السلع التكميلية والكمالية غير الضرورية، مثل السيارات الفارهة (كـ Tahoe وRange Rover وCadillac)، والتي تُستورد بكثافة، وغالبًا ما تذهب إلى ما يُعرف بـ"الفاشنستات"، ونعرف جميعًا طبيعة أعمال بعضهن.
الأهم من كل ما سبق، أننا – إلى جانب أصوات عديدة – حذرنا مرارًا وتكرارًا من الاعتماد على النفط فقط، وضرورة تنويع مصادر إيرادات الدولة للخروج من الاقتصاد الأحادي، المعروف بـ"المرض الهولندي". لكن للأسف، لم يتم الأخذ بأي من تلك التوصيات، وها نحن نواجه حلولًا غير استراتيجية، آنية ومؤقتة، لا تعالج جذور المشكلة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
بنك «غولدمان ساكس» الأمريكي: نتوقع انخفاض أسعار النفط حتى 2026
توقعت مؤسسة الخدمات المالية والإستثمارية الأمريكية «غولدمان ساكس»، أن تنخفض أسعار النفط حتى نهاية العام الحالي والعام المقبل بسبب ارتفاع مخاطر الركود وارتفاع المعروض من مجموعة أوبك بلس.
وقالت وكالة رويترز في تقرير لها، رصدته وترجمته «الساعة 24»: “يتوقع البنك الأمريكي أن تنخفض أسعار نفط برنت وخام غرب تكساس الوسيط، بمتوسط 63 دولارًا و59 دولارًا للبرميل على التوالي للفترة المتبقية من عام 2025، و58 دولارًا و55 دولارًا في عام 2026”.
وأضافت الوكالة “نظراً لتوقعات النمو الضعيفة في ظل الحرب التجارية العالمية، يتوقع البنك أن يرتفع الطلب على النفط بمقدار 300 ألف برميل يومياً فقط بين نهاية العام الماضي ونهاية عام 2025، وقد خفض البنك توقعاته لنمو الطلب العالمي للربع الأخير من عام 2026 بمقدار 900 ألف برميل يوميًا منذ منتصف مارس بسبب الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين”.
وتابعت “زادت بكين من رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125% يوم الجمعة، لترد على قرار الرئيس دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية وتزيد من المخاطر في الحرب التجارية التي تهدد بقلب سلاسل الإمداد العالمية، وتتوقع شركة وول ستريت للوساطة المالية أنه على الرغم من أن السوق قد أخذت في الحسبان بالفعل بعض تراكم المخزونات في المستقبل، فإن الفوائض الكبيرة البالغة 800 ألف برميل يوميًا في عام 2025 و1.4 مليون برميل يوميًا في عام 2026 ستستمر في الضغط على أسعار النفط”.
وأوضحت المؤسسة الأمريكة التي تُعدّ من أشهر المؤسسات المصرفيَّة في الولايات المتَّحدة والعالم، أنه في سيناريو التباطؤ الاقتصادي العالمي أو التراجع الكامل عن التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، والتي يطلق عليها معًا اسم «أوبك بلس»، من المحتمل أن تنخفض أسعار نفط برنت إلى نطاق 40 دولارًا في عام 2026، ومن المحتمل أن تنخفض إلى ما دون 40 دولارًا في سيناريو مشترك متطرف.
وقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت لتتداول حول 64.72 دولار للبرميل حتى الساعة 0155 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين، في حين بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 61.44 دولار، كما خفضت «غولدمان ساكس» توقعاتها لإمدادات النفط الصخري الأمريكي للربع الرابع من عام 2026 بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.
الوسومأسعار النفط أمريكا ليبيا