بغداد اليوم - بغداد

كشف الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، اليوم الثلاثاء (8 نيسان 2025)، عن أبعاد التهديد الإيراني الموجه لخمس دول، من بينها العراق، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد احتمالات المواجهة.

وقال فيصل في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "طهران أصدرت تحذيرا مباشرا يشمل خمس دول، محذرة من أن أي دعم يقدم للولايات المتحدة سيضع تلك الدول في مرمى نيرانها".

وطرح فيصل تساؤلا حول ما تقصده إيران بـ"أي دعم"، معتبرا أن "هذا المصطلح الفضفاض قد يمنح طهران مساحة لتبرير أي رد فعل عسكري مستقبلي".

وأشار إلى أن "هذا التحذير لا يشكل فقط تهديدا أمنيا، بل يهدد حركة التجارة العالمية، وقد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط، ما قد يستدعي تدخل قوى دولية مثل الصين أو الهند للدفاع عن مصالحها الحيوية في المنطقة".

وأضاف أن "أجواء العراق استُخدمت في عمليات سابقة سواء للهجوم أو الرد، مما يطرح تساؤلات حول ما قد يحدث في المرحلة المقبلة، خاصة مع تداول معلومات عن احتمال استخدام إسرائيل للأجواء العراقية في هجوم مرتقب على إيران".

وربط الدبلوماسي السابق بين هذه التهديدات والتحذيرات، وبين وثيقة قانون تحرير العراق من النفوذ الإيراني، مشيرا إلى أن "التوقيت يثير الشكوك حول كون ما يجري مجرد صدفة أم أنه يحمل رسائل ضغط وتهديد مزدوجة من أطراف متصارعة".

وختم بالقول: "الأيام المقبلة ستكون كاشفة لحقيقة هذا التهديد، وما إذا كان موجها للعراق كرسالة ضمن صراع إقليمي أكبر".

ويرى مراقبون أن التحذير الإيراني يأتي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي عقب سلسلة من الأحداث التي وضعت طهران في مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، لا سيما بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن مقتل ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني.

التصعيد الإيراني لم يقتصر على التصريحات، بل ترافق مع رفع مستوى الجاهزية العسكرية داخل إيران، وتحريك وحدات الدفاع الجوي، في ظل ما تقول طهران إنه “استعداد لمواجهة شاملة في حال تم الاعتداء على أراضيها”.

التحذير الإيراني يعكس أيضا رغبة طهران في إرسال رسائل سياسية قوية إلى الداخل والخارج، تؤكد من خلالها أنها لن تتردد في الرد، وأنها ترى نفسها محاطة بتحالفات معادية يجب التعامل معها بصرامة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

قبيل ساعات من انطلاق مباحثات نووية.. أميركا تهدد بمنع صادرات النفط الإيرانية

الاقتصاد نيوز - متابعة

لوّح مسؤول أميركي بشن حرب جديدة ضد صادرات النفط الإيرانية، في إطار محاولات الضغط على طهران لوقف برنامجها النووي.

وقال وزير الطاقة كريس رايت، إن أميركا قد تزيد الضغط على إيران وتفرض قيودًا جديدة على صادراتها من الخام.

وتحفّظ رايت عن ذكر آليات تنفيذ منع الصادرات.

ويبدو أن هناك انفراجة تلوح في الأفق؛ إذ من المتوقع بدء محادثات بين الجانبين في هذا الشأن غدًا السبت.

وهدّد ترمب إيران بالقصف الأميركي، حال فشل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

التهديد الأميركي لإيران

أكد وزير الطاقة كريس رايت، أن خطة الرئيس دونالد ترمب تتيح الضغط على إيران والتهديد بمنع صادراتها النفطية، لحين حسم أمر برنامجها النووي المثير للجدل.

وأضاف أن من ضمن السيناريوهات المحتملة إعادة تطبيق سياسة الضغط القصوى ضد طهران، في تكرار لسياسة الرئيس ترمب خلال مدة رئاسته الأولى.

وأشار رايت إلى إمكان تتبع ناقلات النفط الإيرانية ورصد وجهتها لمنع الصادرات، في حين تحفظ عن الإدلاء بتصريح مباشر حول كيفية تنفيذ ذلك أو احتمال توقيف الناقلات في عرض البحر.

وزعم أن حلفاء أميركا في الخليج أبدوا قلقهم من التطور النووي لطهران، وفق ما نقلته عنه رويترز.

وكان ترمب قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، خلال مدة رئاسته الأولى، وأظهر عداء لبرنامج إيران النووي منذ عودته للبيت الأبيض للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي.

من جانبها، أبدت إيران مرونة في خوض هذه المحادثات بوصفها "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق.

عقوبات جديدة

هدّد كريس رايت إيران بعقوبات أكثر صرامة من الحالية، في حالة عدم انتهاء المشاورات مع "ترمب" إلى اتفاق.

وتوقع فرض بلاده عقوبات قد تجبر طهران على إعادة النظر في برنامجها النووي.

وأكد وزير الطاقة الأميركي أن العقوبات الأميركية المحتملة قد تخفض صادرات النفط الإيرانية إلى "ربع" مستوياتها الحالية، بحسب ما نقلت عنه بلومبرغ.

وقال إن منتجي النفط الصخري في بلاده قادرون -بجانب الموردين العالميين- على تعويض غياب إمدادات طهران بعد العقوبات الجديدة.

واستدعى رايت تراجع صادرات إيران النفطية إلى ما دون 400 ألف برميل يوميًا خلال المدة السابقة لرئاسة ترمب، مشيرًا إلى قدرة العقوبات الجديدة على خفض الصادرات حاليًا إلى المستوى ذاته.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت -أمس (الخميس 10 أبريل/نيسان)- فرض عقوبات على شركة غوانغشا الصينية لتسلمها 8 شحنات من النفط الإيراني خلال السنوات الأخيرة.

وشملت الحزمة -أيضًا- إدراج 3 شركات معنية بإدارة السفن في قائمة العقوبات، لاتهامها بالتورط في نقل وتصدير خامات طهران، وحظرت 30 ناقلة، حسب بيان الوزارة المنشور على موقعها الإلكتروني.

وجدّد البيان التزام أميركا باستهداف سلاسل تصدير النفط الإيراني والمتعاونين في تهريبه وتصديره -خاصة إلى الصين- وانسحبت العقوبات أيضًا على شركات تتخذ من الإمارات والهند مقرًا لها.

وأورد البيان أن ملاحقة صادرات النفط الإيرانية وخفضها إلى "مستوى صفري" -خاصة لبكين- يأتي ضمن التزام ترمب بذلك، لتقييد تمويل برنامج طهران النووي.

صادرات النفط الإيرانية

تعد الصين أبرز مشتري صادرات النفط الإيرانية، خاصة أنها ترفض العقوبات المفروضة من الجانب الأميركي على طهران.

ويُظهر قطاع النفط الإيراني تماسكًا، إذ زادت الصادرات خلال تولي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن منصبه (من 2021 – حتى 2025).

وخلال الأشهر التالية لتولي ترمب الرئاسة الأميركية مرة أخرى حتى الآن، لم تسجل صادرات النفط الإيرانية تراجعًا.

وتلقى إنتاج النفط الإيراني دعمًا بنحو 50 ألف برميل من ارتفاع إنتاج حقل آزادكان، نهاية مارس/آذار الماضي.

وتعزز طهران القطاع بـ15 منصة حفر جديدة خلال العام الجاري باستثمارات تصل إلى 800 مليون دولار.

وارتفع الإنتاج على أساس شهري في فبراير/شباط الماضي، من 3.247 إلى 3.308 مليون برميل يوميًا.

ويعد ذلك ارتفاعًا من متوسط إنتاج الخام خلال العامين الماضيين، البالغين 2.884 و3.257 مليون برميل يوميًا.

وبين الحين والآخر، تضيف أميركا حزمة عقوبات جديدة على صادرات الخام الإيراني، ما يضع القطاع تحت ضغط اقتصادي وتقني تكافح طهران للتغلب عليه عبر: جذب الاستثمارات الأجنبية، وإنعاش الشراكات المحلية، والتحايل على عقوبات الصادرات بأسطول ناقلات الظل.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: غروسي سيصل إلى طهران يوم الأربعاء
  • هل تتحول البوصلة الإيرانية من الشرق إلى الغرب؟
  • طهران: الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية الأمريكية كانت بناءة ومهنية
  • العراق يرحب بالمباحثات الإيرانية – الأمريكية: تُسهم في تخفيف حدة التوتر
  • وزير الخارجية الإيراني: طهران وواشنطن أكدتا حرصهما على إنجاح المفاوضات
  • الخارجية الإيرانية تعلن انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن
  • قبيل ساعات من انطلاق مباحثات نووية.. أميركا تهدد بمنع صادرات النفط الإيرانية
  • وزير الخارجية الإيراني يصل سلطنة عمان
  • الخارجية الإيرانية: وفد التفاوض يتوجه إلى مسقط برئاسة عباس عراقجي
  • عراقجي خبير المفاوضات الإيراني المكلف بتجنب الحرب