مفوضية اللاجئين: باكستان ترحل نحو 9 آلاف لاجئ أفغاني في غضون أسبوع
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -اليوم الثلاثاء- إن باكستان رحلت أكثر من 8 آلاف مواطن أفغاني خلال الأسبوع الماضي، في حملة جديدة لإعادتهم إلى وطنهم بعد انتهاء المهلة المحددة في 31 مارس/آذار الماضي.
وأصدرت إسلام آباد تحذيرا لجميع المواطنين الأفغان الذين لا يملكون وثائق إقامة قانونية ولا يحملون بطاقات المواطنة الأفغانية بالعودة إلى وطنهم، وإلا سيواجهون الترحيل.
وقالت السلطات الباكستانية إنها أنشأت مراكز مؤقتة في مدن مختلفة لإيواء المواطنين الأفغان قبل نقلهم إلى معبر طورخم الحدودي شمال غربي البلاد.
وأفادت المفوضية الأممية -في رسالة عبر تطبيق واتساب- بأنه جرى ترحيل ما لا يقل عن 8906 مواطنين أفغانيين منذ الأول من أبريل/نيسان الجاري.
أما إسلام آباد فتؤكد أن عملية الترحيل الحالية جزء من حملة تسمى "خطة إعادة الأجانب غير الشرعيين" التي أُطلقت أواخر 2023.
وبينما تلقي باكستان باللائمة في الهجمات والجرائم المسلحة على المواطنين الأفغان الذين يشكلون النسبة الكبرى من المهاجرين في البلاد، ترفض أفغانستان هذه الاتهامات، وتصف عملية إعادة مواطنيها بأنها ترحيل "قسري".
إعلانوتفاعلا مع الأحداث الجارية، قال عبد المطلب حقاني، المتحدث باسم وزارة توطين اللاجئين الأفغانية، في بيان اليوم: "لا شك أن الترحيل القسري للمهاجرين الأفغان والإجراء الأحادي الجانب يتعارض مع جميع المبادئ الدولية والإسلامية ومبادئ حسن الجوار".
وأضاف المسؤول الأفغاني "بما أن هذه المسألة تتعلق ببلدين، فمن الضروري العمل على آلية متفق عليها بشكل متبادل، لضمان العودة الكريمة للأفغان إلى وطنهم".
وأعلنت باكستان أنها تخطط لتسريع جهود إعادة نحو 4 ملايين أفغاني عبروا الحدود خلال 40 عاما من الصراع المسلح في بلدهم الأصلي، وبعد وصول طالبان إلى السلطة عام 2021.
وأثارت عملية الترحيل الجارية مخاوف لدى ممثلي الهيئات والمنظمات الحقوقية، إذ اعتبرت ممثلة منظمة هيومن رايتس ووتش في أفغانستان أن باكستان "تتخلى عن التزامها الدولي بعدم إعادة الأشخاص إلى حيث تتعرض حقوقهم للخطر".
وأكدت المنظمة أن جميع الدول التي تستضيف اللاجئين الأفغان يجب عليها أن "تحافظ على موقفها الذي ينص على أن أفغانستان غير آمنة للعودة"، وفق تعبيرها.
ويشعر عدد من اللاجئين الأفغان المقيمين في باكستان بالقلق بشأن ترحيلهم القسري من باكستان بعد انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة الباكستانية، ويقولون إنه بالإضافة إلى البطالة والضغوط الاقتصادية، فإنهم سيواجهون تهديدات أمنية في أفغانستان.
ومع القلق الذي ينتابهم من العودة إلى أفغانستان، فإن كثيرا من العائلات الأفغانية اللاجئة في باكستان تعيش أوضاعا إنسانية قاسية، حيث يضطر كثير منهم إلى الإقامة في مخيمات مؤقتة مزدحمة، وتفتقر هذه المخيمات إلى الخدمات الأساسية، مثل الماء النظيف والصرف الصحي، مما يجعل سكانها عرضة لخطر انتشار الأمراض والأوبئة.
كما أن نقص المساعدات الغذائية والطبية أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، الذين يواجهون خطرا متزايدا بسبب ضعف الرعاية الصحية المتاحة لهم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقتل 100 شخص في مخيم زمزم و280 ألف لاجئ عالقون.. السودان.. «الدعم» يرتكب مجزرة في دارفور وأزمة إنسانية على الحدود
البلاد – الخرطوم
في تصعيد دموي جديد يفاقم من مأساة الحرب والنزوح واللجوء، قُتل أكثر من 100 شخص بينهم تسعة من كوادر منظمة إغاثة دولية، في هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مخيّم زمزم للنازحين جنوب مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، بينما تتكشف ملامح أزمة إنسانية حادة مع وجود 280 ألف لاجئ سوداني عالقين في مواقع حدودية دون حماية أو خدمات أساسية.
وأكد وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، أن هجوم ميليشيا الدعم السريع الذي بدأ الجمعة واستُكمل السبت، أسفر عن مذبحة مروّعة طالت نازحين وأطفالًا وكوادر إغاثية تابعة لمنظمة “ريليف إنترناشيونال”، كانوا يعملون في مستشفى ميداني داخل المخيم. وأظهر مقطع مصوّر بثّته منصات موالية للدعم السريع تنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق العشرات، بينهم أطفال وشيوخ، إلى جانب إشعال النيران في المنازل.
وأفادت مصادر محلية بأن القوات المهاجمة اقتحمت مركزًا لتحفيظ القرآن داخل المخيم، وقامت بقتل نحو 15 من الطلاب وناشطين كانوا يقدّمون وجبات طعام لهم. ووصفت وزارة الصحة الوضع في مخيم زمزم بالمأساوي، في ظل عمليات إبادة جماعية تجري بأسلحة ثقيلة، وانتهاكات منهجية تُمارسها قوات الدعم السريع.
وتزامن الهجوم مع سعي تلك القوات إلى تضييق الخناق على مدينة الفاشر من الجهة الجنوبية، في ظل تصاعد الاشتباكات منذ مطلع العام الجاري. وأشار بيان صادر عن تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إلى أن المهاجمين استخدموا راجمات بعيدة المدى، وسط استمرار سقوط القذائف بشكل كثيف على المخيم.
في غضون ذلك، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أزمة متصاعدة على الحدود، حيث يتكدس 280 ألف لاجئ سوداني في مواقع عشوائية لا تتوفر فيها الحماية ولا الخدمات الأساسية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية، أولغا سارادو، إن نقص التمويل يحول دون نقل هؤلاء إلى مناطق أكثر أمانًا.
وأشارت سارادو إلى أن خطة الاستجابة الإقليمية لم تتلق سوى 10% من أصل 1.8 مليار دولار، مما يهدد حياة ملايين اللاجئين في دول الجوار، بينهم نحو 767 ألفًا في تشاد، و341 ألفًا في جنوب السودان، إضافة إلى 1.5 مليون شخص استقروا في مصر منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وحذّرت المتحدثة الأممية من أن تدهور الوضع يدفع البعض إلى اتخاذ طرق هجرة خطرة نحو أوروبا، حيث ارتفع عدد السودانيين الوافدين إلى القارة بنسبة 38 % في أول شهرين من عام 2025. كما أن انعدام المياه النظيفة يهدد نصف مليون نازح بانتشار الكوليرا والأمراض المنقولة عبر المياه.
ورغم توقف القتال مؤخرًا في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، وعودة نحو 400 ألف شخص إلى ديارهم، فإن عدد العائدين يظل ضئيلًا مقارنة بحجم النزوح الجماعي داخل السودان، والذي يشمل أكثر من 11.6 مليون نازح، وسط دمار واسع في البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية.