إيران تحذر: أي صراع جديد سيكلّف تريليونات ويتجاوز حربَي أفغانستان والعراق
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في رسالة تحذيرية واضحة إلى واشنطن، أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن أي صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط سيحمل كلفة باهظة تفوق ما أنفقته الولايات المتحدة في حربَي أفغانستان والعراق مجتمعين، مشددًا على أن "الثمن سيكون تريليونات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين".
وجاءت تصريحات عراقجي في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، اليوم الثلاثاء (8 نيسان 2025)، تابعته "بغداد اليوم"، حيث تناول فيه تطورات التواصل غير المباشر مع الإدارة الأمريكية، كاشفًا عن تبادل رسائل في الأسابيع الأخيرة بين طهران وواشنطن، واستعداد إيران لعقد جولة مفاوضات غير مباشرة يوم السبت المقبل في سلطنة عُمان، واصفًا اللقاء المرتقب بأنه "فرصة بقدر ما هو اختبار".
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن السعي إلى المفاوضات ليس تكتيكًا مرحليًا أو أيديولوجيًا، بل "خيار استراتيجي" اتخذته طهران رغم "جدار كبير من انعدام الثقة وشكوك جدية في النوايا الأمريكية"، مؤكدًا أن إيران مستعدة للعمل بجدية للوصول إلى اتفاق يعالج المخاوف المتبادلة.
وأشار عراقجي إلى أن استمرار سياسة "الضغط الأقصى" من قبل الإدارة الأمريكية يزيد الوضع تعقيدًا، معتبرًا أن أي خيار عسكري لن يكون فقط خطيرًا، بل "باهظ الكلفة إلى حد غير مسبوق"، مستشهدًا بتجربة الولايات المتحدة في حربي أفغانستان والعراق، اللتين كلفتا الخزينة الأمريكية ما يُقدّر بتريليونات الدولارات.
الملف النووي في صلب التفاوضوفيما يخص الاتفاق النووي، شدّد عراقجي على أن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وأن التزامها بالاتفاق لا يزال قائمًا حتى بعد سبع سنوات من انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب منه، موضحًا أن الاتفاق "قد لا يرضي البعض في واشنطن، لكنه يفي بالغرض"، وفق تعبيره.
وختم مقاله برسالة ضمنية إلى صقور الإدارة الأمريكية قائلاً: "علينا أولًا أن نتفق جميعًا على استحالة وجود خيار عسكري... وترامب نفسه يعلم هذه الحقيقة".
مؤشرات انفتاح في ظل تصعيدتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الإقليم تصعيدًا متسارعًا منذ أحداث 7 تشرين الأول، ما أعاد خلط الأوراق في المنطقة، ودفع واشنطن وطهران إلى محاولة إعادة فتح قنوات التواصل عبر أطراف وسيطة، مثل سلطنة عمان وقطر.
وتزامنت هذه الرسائل الدبلوماسية مع تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، لا سيما بعد تزايد الضربات الجوية المتبادلة في سوريا والعراق، وتصاعد التوتر على جبهات أخرى كاليمن ولبنان، الأمر الذي جعل الملف النووي الإيراني يعود إلى الواجهة كمفتاح محتمل للتهدئة أو التصعيد، بحسب تطورات المشهد في الأيام المقبلة.
المصدر: واشنطن بوست + وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
عراقجي خبير المفاوضات الإيراني المكلف بتجنب الحرب
(رويترز) – يواجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني والدبلوماسي المخضرم، أحد أكثر التحديات في مسيرته المهنية إذ يستعد لقيادة المحادثات مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب توجيه ضربة عسكرية لبلاده.
وتتعامل المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران مع المحادثات التي ستجرى في سلطنة عمان بحذر، إذ تتشكك في إحراز تقدم وفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي هدد مرارا بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وسواء كانت المحادثات مباشرة، كما يقول ترامب، أو غير مباشرة، كما تصر طهران، فإن عراقجي يتأهب لمواجهة مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قطب العقارات الذي لا يتمتع بأي خبرة سابقة في عالم السياسة الخارجية ناهيك عن الخلاف الشائك طويل الأمد حول طموحات إيران النووية.
لكن رغم خبرته الطويلة، فالأمر لن يكون نزهة بالنسبة لعراقجي، وهو سليل عائلة من تجار أصفهان وانضم إلى الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 عندما كان شابا يافعا وقاتل في الحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين قبل أن يبدأ مسيرة دبلوماسية باهرة.
ورغم ضعف التفاؤل في طهران بشأن إحراز تقدم في المحادثات، فإن المؤسسة السياسية تبدو واثقة من قدرة عراقجي على اللعب بأوراق إيران بحنكة ودهاء.
وقال المحلل السياسي سعيد ليلاز المقيم في إيران وهو أيضا من المطلعين على الشأن السياسي “عراقجي هو الشخص المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب”.
وأضاف “إنه أحد أقوى وزراء الخارجية في تاريخ الجمهورية الإسلامية، ويمنحه الزعيم الأعلى صلاحيات كاملة، ويتمتع بدراية عميقة بجميع جوانب القضية النووية”.
ووقع اختيار الرئيس مسعود بزشكيان على عراقجي ليكون وزيرا للخارجية العام الماضي، إذ اكتسب الرجل دمث الأخلاق سمعة طيبة باعتباره “سيد المفاوضات” الصعبة عندما اضطلع بدور رئيسي في المحادثات التي أسفرت عن إبرام الاتفاق النووي في عام 2015.
ويصف دبلوماسيون غربيون شاركوا في المحادثات بين إيران وست قوى عالمية عراقجي بأنه “دبلوماسي جاد وصريح يتمتع بالكفاءة والمعرفة الفنية”.
وفي 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى، وجه ترامب ضربة قاصمة للاتفاق النووي بالانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران. وخفف الاتفاق العقوبات الدولية على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
لعب عراقجي أيضا دورا محوريا في محادثات غير مباشرة سعت لإحياء الاتفاق خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن (2021-2025)، وهي محادثات باءت بالفشل. واستبدل عراقجي بأحد غلاة المحافظين المناهضين للغرب.
وبعد ذلك بقليل، عين عراقجي في منصب الأمين العام للمجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية وهو هيئة مهمة تقدم المشورة للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، مما أدخله إلى الدائرة المقربة لمن له القول الفصل في شؤون البلاد.
* عليم ببواطن الأمور
ولد عراقجي في طهران عام 1962 لأسرة ثرية متدينة تمتهن التجارة. وكان في السابعة عشرة من عمره عندما اندلعت الثورة الإسلامية وأشعلت حماسة راديكالية في نفوس الكثير من الشبان الإيرانيين.
وبعد الإطاحة بنظام الشاه المدعوم من الولايات المتحدة ووسط وعود المستقبل الجديد، انضم عراقجي للحرس الثوري ليقاتل في الحرب مع العراق بين 1980 و1988.
وبعد انتهاء الحرب، انضم لوزارة الخارجية في 1989 وأصبح سفيرا لبلاده لدى فنلندا من 1999 إلى 2003 ولدى اليابان من 2007 إلى 2011 قبل أن يصبح المتحدث باسم وزارة الخارجية في 2013.
حصل عراقجي على درجة الدكتوراه في السياسة من جامعة كنت البريطانية ثم عين نائبا لوزير الخارجية في 2013.
ومعروف عن عراقجي تدينه وإيمانه القوي بمبادئ الثورة الإسلامية، وشغل مناصب في عهد رؤساء براجماتيين وآخرين من غلاة المحافظين.
وخلال تلك السنوات، حدد البرنامج النووي علاقة إيران بالعالم إلى حد كبير. وتقول طهران إنه مخصص لأغراض مدنية لكن الكثير من الدول الغربية تصر على أن هدف البرنامج هو تطوير وسائل تصنيع قنابل نووية.
وقد تحميه سمعته في طهران من الانتقادات الداخلية إذا اضطرت إيران إلى التنازل عن قضايا رئيسية في المحادثات مع الولايات المتحدة.
يقول مسؤول إيراني كبير إن عراقجي، رغم أنه عليم ببواطن الأمور السياسية ووثيق الصلة بخامنئي، فقد نأى بنفسه عن “الصراعات والخلافات الداخلية السياسية” بين الأطراف المختلفة.
وتابع المسؤول قائلا “تربطه علاقات جيدة بالزعيم الأعلى وبالحرس الثوري وبكل الأطراف السياسية في إيران”.
ولدى عراقجي من زواجه الأول ابنان وابنة ورزق بابنة ثانية من زواجه الثاني.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةطيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...
رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...
اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...