حصار غزة.. جرائم تجويع تعيد إلى الأذهان مآسي لينينغراد وسراييفو
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، واحدة من أقسى عمليات التجويع في العصر الحديث، والتي تستخدم بصورة ممنهجة ضمن العدوان الوحشي الذي يجري بحق القطاع من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، يمارس الاحتلال سياسة تجويع وحرمان من الوقود والدواء، لضرب البنية السكانية للقطاع، وهو ما أفضى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وأغلبهم من الأطفال، جراء انعدام الطعام، والماء والدواء.
وتسلط عمليات التجويع في غزة، الضوء على حوادث تاريخية مماثلة وقعت خلال الحروب في العقود الماضية، وأودت بحياة مئات الآلاف من البشر، في ممارسة تعد جريمة حرب وفق القانون الدولي، وهي الجريمة المتهم بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لدى محكمة الجنايات الدولية.
حصار لينينغراد:
بدأ حصار مدينة لينينغراد في أيلول/سبتمبر 1941 واستمر حتى كانون ثاني/يناير 1944، بعد أن اجتاحت القوات الألمانية الأراضي السوفياتية في إطار عملية "بربروسا".
ويعد هذا الحصار واحدا من أكثر الأحداث المأساوية في الحرب العالمية الثانية، حيث أودى بحياة حوالي مليون شخص، من بينهم 140 ألف طفل، نتيجة القصف المستمر، الجوع، المرض، وانخفاض درجات الحرارة الشديدة.
وعلى مدار الحصار الذي استمر 842 يوما، تعرضت المدينة للقصف المكثف، مما دمر العديد من المنشآت الحيوية مثل محطات الكهرباء والمصانع، فيما انقطعت الإمدادات الغذائية بشكل شبه كامل، ما دفع السلطات السوفياتية إلى إصدار بطاقات خاصة للطعام. ومع ذلك، لم تكف هذه الحصص اليومية لإطعام السكان، وكان الخبز يحتوي على مكونات رديئة مثل الشعير ونشارة الخشب.
وسط المجاعة، تم تسجيل 2015 حالة اعتقال بسبب أكل لحوم البشر في ظل الظروف القاسية، فضلا عن لجوء السكان إلى أكل الكلاب والقطط من أجل البقاء على قيد الحياة، بسبب الجوع الشديد الذي وصلوا إليه.
حصار سراييفو:
بدأ حصار مدينة سراييفو في 5 نيسان/أبريل 1992 واستمر حتى 29 شباط/فبراير 1996، ويعد أطول حصار لعاصمة حديثة في التاريخ.
فرضت القوات الصربية حصارا محكما حول المدينة، حيث تم قطع خطوط الإمداد بشكل كامل، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء، الماء، الكهرباء، الأدوية، والوقود.
وخلال الحصار، كانت الحصص الغذائية تكاد تكون غير كافية للبقاء على قيد الحياة، وكان العديد من السكان يبحثون عن طعام في النفايات، أو يعتمدون على أكل الحيوانات الأليفة أو النباتات البرية. كما كان القصف والقنص يلاحق السكان خلال محاولاتهم للحصول على الطعام، مما أسفر عن مئات القتلى، وتسبب الحصار في مقتل حوالي 11 ألف شخص، من بينهم 1600 طفل.
التجويع في تيغراي:
منذ تشرين ثاني/نوفمبر 2020، شهد إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا أزمة إنسانية هائلة، بعدما شنت الحكومة الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد هجوما عسكريا ضد "جبهة تحرير تيغراي".
وأدى النزاع إلى حصار كامل على المنطقة، حيث تم منع دخول المواد الغذائية، الأدوية، والوقود.
أثرت الحرب بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان في تيغراي، حيث تم حرق المحاصيل، وتدمير المعدات الزراعية، وسرقة الماشية، بالإضافة إلى تلويث وتدمير مصادر المياه. لم تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المنطقة لفترات طويلة، مما زاد من معاناة السكان الذين تجاوز عددهم 6 ملايين، من بينهم 5.2 مليون بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية، بينما يواجه 400 ألف شخص تهديدا مباشرا بالمجاعة.
نتيجة لهذه الظروف، قالت تقارير دولية إن عشرات الآلاف من السكان قد قضوا بسبب الجوع، فيما يعاني أكثر من 100 ألف طفل من سوء تغذية حاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة التجويع حصار غزة البوسنة حصار تجويع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
المدنيون في حصار: الرصاص والجوع يحصدان سكان الفاشر وزمزم وأم كدادة
الفاشر: أم كدادة : المالحة :12 ابريل 2025 - على أسبوعين قتل وجرح المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء بأحياء مدينة الفاشر ومعسكراتها (ابوشوك والسلام وزمزم) ومدينة ام كدادة بشمال دارفور في اسوء موجة عنف وقتل جماعي شنها الدعم السريع على المدنيين في إطار سعيها الحثيث للسيطرة على مدينة الفاشر واحكام حصارها المستمر لأكثر من
منتدى الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
المصدر: راديو دبنقا
الفاشر: أم كدادة : المالحة :12 ابريل 2025 - على أسبوعين قتل وجرح المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء بأحياء مدينة الفاشر ومعسكراتها (ابوشوك والسلام وزمزم) ومدينة ام كدادة بشمال دارفور في اسوء موجة عنف وقتل جماعي شنها الدعم السريع على المدنيين في إطار سعيها الحثيث للسيطرة على مدينة الفاشر واحكام حصارها المستمر لأكثر من عام. ويزعم الدعم السريع انه يقتال ما اسماه بفلول النظام وجيش الحركة الإسلامية التي يقول انها تستخدم المدنيين في الفاشر وما حولها والمحليات الأخرى بالولاية مثل ام كدادة والمالحة دروعا بشرية.لكن سكان تلك المناطق ينفون هذه المزاعم .
فرار عشرات الالاف
واجبرت الحرب على المدنيين في شمال دارفور بدءا من الأول من ابريل الجاري لفرار عشرات الالاف من مدينة الفاشر وريفها ومعسكراتها ومناطق اخري على راسها المالحة وام كدادة الى مناطق اخري امنة لم تصلها الهجمات بالولاية فيما اعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن وجود 280 ألف لاجئ سوداني عالقين في مواقع عشوائية على الحدود مع تشاد وجنوب السودان.
قتل جماعي بالفاشر
وفي احدث حصيلة للقتلى المدنيين بمدينة الفاشر أعلنت الفرقة السادسة مشاه التابعة للجيش بالفاشر الجمعة عن مقتل (٧٤) مواطنا من بينهم 4 نساء ، و10 أطفال تتراوح أعمارهم من عمر عام إلى خمسة أعوام ، وإصابة 17 آخرين في هجوم شنه الدعم السريع بالمسيرات الانتحارية منذ الساعة الثامنة من صباح الجمعة ، وتبع ذلك قصف مدفعي عيار 120 ، وقناصات من شرق وشمال شرق مدينة الفاشر وشهدت المدينة أيضا يوم الخميس مقتل (20) مواطنا من بينهم نساء ، وإصابة (17) آخرين من ضمنهم أطفال في قصف للدعم السريع لمدينة الفاشر بمدفع عيار 120ملم.وقالت الفرقة السادسة مشاه في بيان ان قوات الدعم السريع أطلقت سربا من الطائرات المسيرة في اتجاهات متفرقة داخل مدينة الفاشر ، مما أسفر عنه احتراق وتدمير عدد من مركبات المواطنين، وإصابة أطفال وباعة متجولين يعيلون عائلاتهم من خلال تجارة الفول السوداني في الأسواق.
أكثر من (100) قتيل في زمزم
في السياق أعلن وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، مقتل ما يزيد عن 100 شخص بينهم 10 من الكوادر الطبية العاملين في منظمة "ريليف" الإنسانية بجانب 4 من سائقي السيارات، إثر الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين جنوب الفاشر يوم الجمعة. وقالت حكومة ولاية شمال دارفور في بيان لها يوم السبت، أن قوات الدعم السريع قامت خلال هجومها على معسكر الجمعة بتصفية العشرات من حفظة القرآن الكريم في خلوة الشيخ فرح بمعسكر زمزم. وأشار والي شمال دارفور الحافظ بخيت بحسب البيان الى توجيه الدعم السريع في ذات اللحظة مدفعيتها الثقيلة صوب معسكر ابوشوك شمال الفاشر مخلفة، عشرات الجثث، والإشلاء من النازحين الأبرياء بجانب المواطنين العزل الذين جاءوا إلى السوق الوحيد فى المدينة لشراء احتياجاتهم الضرورية رغم شحها وانعدامها. وأعلن الوالي في البيان عن تصفية الدعم السريع لمستشفى مدينة أم كدادة الدكتور نور الدين آدم عبد الشافع، وكل الطاقم الطبي، ومرافقي المرضى.
قتل وتشريد بام كدادة
في سياق متصل أوضحت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات انه وفي خلال الأيام الخمسة الماضية قامت قوات الدعم السريع بتهديد سكان مدينة أم كدادة وتوجيه الإنذار المشدد لإجبارهم على إخلائها خلال مدة (٢٤ ساعة) رافعة شعار محاربة الفلول بالمدينة، ثم قامت بتطويق المدينة وقتل عشرات من سكانها وإصابت آخرين جاري حصر اعدادهم. وقالت المجموعة في بيان لها يوم السبت انه بحسب الإفادات الواردة من ذوي الضحايا بأم كدادة فقد طال القتل المرضى والجرحى بالمستشفى، ونتيجة للقتل الجزافي والترويع تفرق الأهالي بين الجبال والأودية في ظل ظروف ومعاناة قاسية.
مجاعة في شمال دارفور
ومع اشتداد المعارك حول الفاشر مع أجزاء اخري من شمال دارفور تزداد معاناة المدنيين جراء انعدام غالب السلع الأساسية والضرورية وتعطل خدمات المياه والصحة وانعدام الادوية وصعوبة الحصول على الوقود والنقود (الكاش) ما جعل الحصول على الطعام صعبا للغاية اضطرت معها بعض الاسر المحاصرة لتناول علف الحيوانات من أجل البقاء. وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن 25 مليون شخص يعانون من جوع شديد في السودان، بينهم 5 ملايين طفل وأم يعانون من سوء تغذية حاد. وحذر البرنامج من خطر وفاة عشرات الآلاف ما لم تُقدم مساعدات فورية.
سياق متصل قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا” إن المنظمات الإنسانية دقت ناقوس الخطر بشأن الأزمة المتصاعدة في معسكر زمزم قرب الفاشر بشمال دارفور. وأشار إلى أن حصار معسكر زمزم، رغم النقص الحاد في السلع الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل كبير، يدفع الأسر الضعيفة إلى جوع كارثي، فيما يتعرض آلاف الأطفال لخطر الموت الوشيك الذي يمكن الوقاية منه. وأوضح مكتب “أوتشا” أن الحصول على المياه النظيفة في معسكر زمزم أصبح محدودًا للغاية، مما يزيد خطر تفشي الأمراض وشدد على أن النظام الصحي في الفاشر ومعسكرات النزوح قربها ينهار، حيث تعطل عمل أكثر من 200 مرفق صحي بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول ونقص الموظفين والإمدادات الطبية
770 ألف طفل يواجهون سوء التغذية
من جانبها حذرت اليونيسيف في المقابل من أن 16 مليون طفل في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري وتوقعت أن يعاني 3.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، منهم 770 ألف طفل يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يجعل الأطفال أكثر عرضة للوفاة من المرض بمقدار 11 مرة. وكشفت وكالات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص يحتاجون إلى المساعدة في السودان، أي ما يعادل 30 مليون شخص، فيما يعاني 25 مليون سوداني من الجوع الحاد، إضافة إلى وأكثر من 12 مليون نازح في بلد يئن تحت وطأة حرب دخلت عامها الثالث.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الخميس، بنزوح 250 ألف شخص من المالحة بولاية شمال دارفور عقب السيطرة عليها من قوات الدعم السريع أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الخميس، بنزوح 250 ألف شخص من المالحة بولاية شمال دارفور عقب السيطرة عليها من قوات الدعم السريع وقدرت السلطات المحلية بالمالحة بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، بنحو 250 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن اجبروا على الفرار من منازلهم في المالحة". وأشارت أوتشا في تقرير لها يوم الخميس إلى أن العديد من النازحين يعيشون في 15 قرية ويفتقرون إلى الضروريات الأساسية. وقال مكتب أوتشا إن النزوح من المالحة يُشير إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني المتردي أصلًا في شمال دارفور، في ظل تصاعد الأعمال العدائية، بما في ذلك داخل وحول مدينة الفاشر.
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum