تاج السر عثمان بابو ١ اشرنا سابقا الي أن سياسات ترامب التي أعلنها بعد إعادة انتخابه سوف تؤدي إلى انفجار الأوضاع الداخلية والخارجية ضده، وسوف تقبض أمريكا الريح من تلك السياسات غير العقلانية. كان طبيعيا أن تنفجر المظاهرات في ولايات أمريكا السبت ٥ أبريل ضد سياسات ترامب التي انتهجها كما في فرض الرسوم الجمركية، التي تعنى المزيد من المعاناة والارتفاع في الأسعار، ومعلوم أنه مع إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، رفع شعاره في إعادة أمريكا عظيمة مرة أخرى مع تنامي اقتصاد الصين، ودول البريكس، الخ، في ظروف الركود الاقتصادي وتفاقم أزمة الرأسمالية بعد كارثة كرونا، إضافة لعجز الميزان التجاري “للسلع والخدمات” الذي بلغ 131.
4 مليار دولار خلال يناير ٢٠٢٥ ، بزيادة 34% عما كان عليه الوضع في ديسمبر ٢٠٢٤. عاد ترامب للحكم ممثلا لاقصى اليمين المتطرف الفاشي، واعلى ما في خيل النيوليبرالية المتمثلة فى سحب الدعم عن الضمان الاجتماعي والسلع والخدمات، والمزيد من جعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقرا، وطرح عددا من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى تغيير الخرائط، مثل : – شراء غرينلاند، والسيطرة على قناة بنما، وجعل كندا ولاية امريكية، وتغيير اسم خليج المكسيك إلى الخليج الأمريكي. – تهجير الفلسطينيين والاستيلاء المباشر على غزة باسم الولايات المتحدة، بهدف الاستيلاء على مواردها من الطاقة،ونقلها الي الأسواق العالمية، والهيمنة على الشرق الأوسط. فضلا عن سعي ترامب إلى جعل كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل طرفين رئيسيين في المعادلة الجديدة للطاقة في شرق المتوسط، مستغلاً الموقع الاستراتيجي لغزة، كما هو معلوم من يهيمن على شرق المتوسط سيكون لاعباً رئيسياً في معادلة
الطاقة العالمية.
٢ مؤكد إن السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستزيد من حدة الاضطرابات الاقتصادية العالمية، وتعزز حالة عدم الاستقرار، فضلا عن زيادة احتمال نشوب حروب وفوضى جديدة. فترامب بدأ برفع الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة إلى الولايات المتحدة بهدف الاستحواذ على حصة أكبر من التجارة العالمية، وتوجيه الإنتاج الصناعي إلى الداخل الأمريكي، وتعزيز الإيرادات الضريبية، واستهل برفع الرسوم على الصين المنافس التجاري لأمريكا، ومتوقع أن تمتد هذه السياسة لتشمل دولًا أخرى، فضلًا عن مجموعات اقتصادية كمجموعة بريكس التي تضم منافسين استراتيجيين لواشنطن. إضافة لهدف ترامب لتغيير النظام الاقتصادي لصالحه حيث برزت قضايا الطاقة ومسارات التجارة والتجارة
العالمية في صدارة أجندته، وأعلن “حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة” لتعزيز إنتاج الطاقة، مما كشف عن خطته للتعامل مع الدول التي تمتلك موارد الطاقة. يسعى ترامب الي فرض سيطرته على الممرات التجارية، لا سيما البحرية، ضمن النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي يحلم بتشكيله كما في اهتمامه بقناة بنما، إذ إن الهيمنة على هذا الممر الحيوي تعني السيطرة على جزء كبير من التجارة البحرية، ولا سيما حركة التبادل التجاري بين آسيا وأمريكا وأوروبا. فهذه القناة كما هو معلوم تُعد ممرًا استراتيجيًا حيويًا، يؤثر بشكل كبير على حجم التجارة العالمية، ويعزز الترابط بين الأسواق الدولية، ويوفر مسارات نقل سريعة بين الدول.
٣ بالتالي فإن السياسات الاقتصادية التي انتهجها الرئيس الأميركي ترامب تضرب الأسر الأكثر فقراً في الولايات المتحدة” والتي ستدفع الجزء الأكبر من عبء 500 مليار دولار سنوياً. وكان طبيعيا ان تنفجر تظاهرات يوم السبت شارك فيها الآلاف من المواطنين، احتجاجًا على سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك المتعلقة بتقليص النفقات الحكومية، الاقتصاد، حقوق الإنسان، وقضايا أخرى. وتم انتقاد من المتظاهرين إجراءات إدارة ترامب التي تضمنت تقليص دور بعض الوكالات الحكومية، وفصل آلاف الموظفين الفدراليين، وإغلاق مكاتب إدارة الضمان الاجتماعي وخفض التمويل الفدرالي لبرامج الصحة، إضافة إلى ترحيل المهاجرين، الخ من مطالب المتظاهرين. وأخيرا، مؤكد تصاعد الحركة الجماهيرية في امريكا وبقية البلدان الرأسمالية وغيرها دفاعا عن مطالب الطبقة العاملة والكادحين والجماهير التي أكتوت بتيران سياسات رفع الدعم عن السلع والخدمات الأساسية والتعليم والصحة والضمان الاجتماعي التى كرست الفوارق الطبقية، ومواصلة النضال حتى وقف الحروب، تحقيق السلام، تحقيق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، فالعالم عاد الي القرون الوسطى كما في الابادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يحدث في حروب غزة والسودان الخ، بحيث اصبح الخيار اما اشتراكية أو بربرية. الوسومتاج السر عثمان بابو
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية:
الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزير الطاقة الأميركي: قادرون على وقف صادرات إيران النفطية
قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة يمكنها زيادة التضييق على إيران ووقف صادراتها النفطية في إطار خطة للضغط عليها بشأن برنامجها النووي.
وتتبع الولايات المتحدة نهجا أكثر صرامة تجاه إيران بسبب نشاطها النووي منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
وكانت واشنطن انسحبت في ولايته الأولى من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015 وفرضت قيودا على صادراتها النفطية.
ووفقا لبيانات من قطاع النفط، انتعشت صادرات النفط الإيرانية في عهد جو بايدن، الذي تولى الرئاسة بعد ولاية ترامب الأولى، ولم تشهد أي انخفاض حتى الآن في عام 2025.
وتشتري الصين، التي تعارض العقوبات أحادية الجانب، الجزء الأكبر من شحنات إيران.
وقال رايت في حديثه لرويترز، ردا على سؤال حول كيفية تطبيق الولايات المتحدة لسياسة "أقصى الضغوط" على طهران: "هذا في الواقع ممكن جدا. لقد فعل الرئيس ترامب ذلك بالفعل في ولايته الأولى. يمكننا تتبع السفن المغادرة من إيران".
وأضاف خلال زيارة لأبوظبي "نعرف إلى أين تذهب. يمكننا إيقاف صادرات النفط الإيرانية".
وتابع -ردا على سؤال حول هل ستعترض الولايات المتحدة السفن الإيرانية في البحر-: "لن أتحدث عن المنهجية المحددة لكيفية تحقيق ذلك. ولكن يمكننا تضييق الخناق على إيران بنسبة 100%".
إعلان
كما قال رايت أيضا، إن التوقعات بالنسبة للعرض والطلب على النفط ستتحسن خلال السنوات القليلة المقبلة في ظل سياسات دونالد ترامب، وإن مخاوف الأسواق بشأن النمو الاقتصادي سيتبين أنها على خطأ.
وقالت إيران اليوم الجمعة إنها ستمنح المحادثات النووية عالية المستوى مع الولايات المتحدة غدا السبت "فرصة حقيقية"، وذلك بعد أن هدد ترامب بقصف إيران إذا فشلت المحادثات.