استعرضت الطيبة الأسترالية، آمي نيلسون، المختصة بطب الطواري، والمتطوعة في منظمة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر، وذهبت إلى غزة، جانبا من معايشتها لعدد من المسعفين الذين أعدمهم جيش الاحتلال، في واحدة من أسوأ جرائمه بحق القطاع الطبي في غزة.

وقالت في مقال بصحيفة الغارديان، ترجمته "عربي21": "أكتب لأشهد على الروعة العظيمة لهؤلاء الرجال وعلى لطفهم ورقتهم وطيبتهم".



وأضافت: "عندما وردت الأخبار الأولية عن إعدام ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واختفاء مسعف آخر في عيد الفطر، حدقت طويلا في صور الرجال الذين قتلهم الجيش ومنذ ذلك الحين، ازداد تعلقي بهم يوما بعد يوم. فقد عرفت بعضا من هؤلاء الرجال".

وقالت إنها نظرت إلى الصورعن أيامها التي قضتها في غزة العام الماضي "باحثة عن هؤلاء الرجال في ذاكرتي ورأيتهم مع المرضى، راكعين بجانب النقالات التي كانت بمثابة أسرة وهم يضمدون الجروح ويتحدثون ويطمئنون. ورأيتهم يحملون المرضى في سيارات الإسعاف وينطلقون في غبار الصيف، ثم رأيتهم يضحكون ويلعبون كرة القدم في ملعب التنس".



وتابعت: "قتلوا ودفنوا إلى جانب ستة من مسعفي وحدة الدفاع المدني في غزة وموظف من الأمم المتحدة، وفي نيسان/أبريل 2024، كنت جزءا من فريق طبي طارئ يقدم الرعاية الطبية في غزة، وبناء على طلب منظمة الصحة العالمية، عمل فريقنا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نقطة استقرار للصدمات. يا له من شرف".

وأضافت: "في ملعب تنس بخانيونس عملنا من خيمتين، واحدة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأخرى لنا، متعاونين باستمرار وبحرية تامة. عاينا المرضى وعالجنا من استطعنا علاجه، وحققنا استقرار حالتهم وأحلنا من لم نستطع علاجهم إلى أماكن أخرى. وكان المسعفون ينقلون المرضى مباشرة من أماكن الإصابات في الخطوط الأمامية، وعندما تستقر حالتهم، يعيدونهم إلى سيارات الإسعاف وينقلونهم إلى حيث يأملون أن يتلقوا الرعاية التي يحتاجونها".

وشددت بالقول: "لقد تحمل أطباء الهلال الأحمر الفلسطيني الذين عملت معهم في خان يونس مخاطر أكبر بكثير من أي مخاطرة واجهتها خلال عقد من العمل في مناطق النزاع، لتقديم رعاية طبية منقذة لحياة مواطنيهم".

وكانت نيلسون قد كتبت في العام الماضي بعد عودتها من غزة مقالا في "الغارديان" قالت فيه إن "إسرائيل تشكل خطرا ملموسا وغير مسبوق على العاملين في المجالين الإنساني والطبي في غزة".

وتشير آخر التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتل ما لا يقل عن 409 من العاملين في المجال الإنساني في غزة، وأن العدد في ازدياد مستمر. وكانت عاملة الإغاثة الأسترالية زومي فرانكوم واحدة منهم. وقد مرت ذكرى وفاتها قبل أيام قليلة، وبصمت مفرط.

وقالت نيلسون: "العمل الإنساني الطبي، بالنسبة لي، هو المساهمة في توفير الرعاية الصحية للأشخاص في المناطق الأكثر احتياجا وكذلك الشهادة على معاناتهم، بأي طريقة تتطلبها اللحظة. وأكتب في هذه اللحظة لأشهد، ولكن ليس على معاناة الطاقم الطبي للهلال الأحمر الفلسطيني، لأنك تستطيع أن تقرأ عن ذلك بنفسك. في الواقع، إذا لم تر عنف إسرائيل الصارخ ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين في غزة والضفة الغربية، فأنت أعمى".

وأشارت إلى أنها تكتب "لأشهد على الطبيعة المذهلة لهؤلاء الرجال، على حبهم ولطفهم ورقتهم وطيبتهم. نتوقف عن رؤية إنسانية الناس بسرعة كبيرة في الحروب بأي وصف، وخاصة في المذابح الجماعية أو حتى الإبادة الجماعية، فالمحو يتطلب مثل هذا النسيان".

وأضافت:" شاهدت رجال الهلال الأحمر الفلسطيني يعملون بجد وفعالية. جلست معهم بين المرضى، أستمع إلى حديث عاطفي وأُعجب بمعنوياتهم العالية. وفي لحظات أكثر خصوصية وصراحة، كانوا يشرحون: ما الخيار المتاح لهم؟ كانوا بحاجة إلى التحلي بالتفاؤل الكافي للوقوف على أقدامهم كل يوم لمواصلة العمل. كانوا مرهقين وخائفين، لكنهم استمروا".



تابعت: "تناولنا الطعام معا وسط منطقة صراعٍ، ومع التقشف الناتج عن الحصار الإسرائيلي الممنهج للإمدادات في غزة، كان زملاؤنا في الهلال الأحمر الفلسطيني يطعموننا يوميا من مطابخهم. يبدو أن العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني كانوا يعطون من خيرهم الذي لا ينضب".
وتنهي بالقول إن صديقا سابقا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر  كتب على إنستغرام: "لقد فقد الحزن معناه وجميعنا عاجزون عن التعبير". وكتب لي آخر: "إنه لتحد كبير أن نكرم حياتهم كما ينبغي". و "بينما أُكافح للكتابة وأُقتلع الكلمات كالأسنان دون تخدير، أشعر بكلمات أصدقائي بروحي وعضلاتي. لا أستطيع مواجهة هذا التحدي ولا شيء يمكنني قوله يمكن أن يكرم رجال جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بما يكفي. بدلا من ذلك، أكتب بحزن للتاريخ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة المسعفين الاحتلال إعدام غزة إعدام الاحتلال مسعفين صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهلال الأحمر الفلسطینی العاملین فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر ينتقل من الاستجابة الإنسانية إلى مرحلة جديدة في السودان

متابعات ـ تاق برس   ناقش السودان مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، أهمية الانتقال من الاستجابة الإنسانية إلى مراحل التعافي المبكر وإعادة البناء، مع التركيز على خلق الظروف الملائمة لعودة النازحين واللاجئين السودانيين بشكل آمن وكريم، لا سيما بعد استعادة الدولة السيطرة على العديد من المناطق بما في ذلك العاصمة الخرطوم. وشدد وزير الخارجية على يوسف  فى للقاء مع أمين الاتحاد  لجمعيات الهلال والصليب الأحمر جاقان شابقين، على ضرورة الاستثمار في إعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية وشبكات المياه والسكن، ودعم سبل العيش لإنعاش المجتمعات المحلية. وجدد الوزير التزام السودان الكامل بتسهيل العمل الإنساني وضمان سلامة العاملين في هذا المجال، مشيداً بالدور المحوري الذي تضطلع به الجمعية في الوصول للمجتمعات المتضررة في 16 ولاية و46 محلية، حيث تم تقديم المساعدة لأكثر من 1.3 مليون شخص حتى الآن. وامتدح  وزير الخارجية ،جهود الاتحاد الدولي في إعداد وإطلاق نداء الطوارئ لدعم عمليات الهلال الأحمر السوداني، واعرب عن تطلع السودان لاستكمال اتفاق الدولة المضيفة بالتنسيق مع الممثل المقيم للاتحاد الدولي في السودان والجهات ذات الصلة. وبحث الجانبان خلال للقاء لهما  على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي اليوم،  سبل تعزيز التعاون بين حكومة السودان والاتحاد الدولي دعماً لجهود الجمعية الوطنية، الهلال الأحمر السوداني، في الاستجابة الإنسانية المستمرة للأوضاع الطارئة التي تشهدها البلاد. وامن الطرفان على أهمية التضامن الدولي والمسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات الإنسانية التي يمر بها السودان، وأكدا عزمهما على مواصلة التعاون الوثيق لخدمة المتضررين وتعزيز الاستجابة الإنسانية المستدامة.  من جانبه، عبّر  شابقين عن تقدير الاتحاد الدولي للشراكة الراسخة مع الهلال الأحمر السوداني، مؤكداً التزام الاتحاد بمواصلة دعم العمليات الإنسانية وتكثيف الجهود الدبلوماسية الإنسانية لحشد التمويل وسد الفجوة التمويلية التي لا تزال قائمة، إذ لم يتم تغطية سوى 26% من نداء الطوارئ الحالي. السودانالصليب الأحمر

مقالات مشابهة

  • الاحتلال نفسه والمستشفى ذاته.. إسرائيل تكرر عدوانها على المعمداني
  • جريمة حرب .. بيان عاجل من حماس بعد قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: 5 مراكز إسعاف فقط تعمل في محافظات قطاع غزة
  • الغارديان: وحدة إسرائيلية قتلت 15 مسعفا في غزة بقيادة جنرال يحتقر الحياة البشرية
  • الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر ينتقل من الاستجابة الإنسانية إلى مرحلة جديدة في السودان
  • امرأة أسترالية تكتشف صدمة العمر: تلد طفلاً ليس طفلها بعد خطأ فادح في عيادة للخصوبة
  • الصليب والهلال الأحمر: لا نقبل رؤية زملائنا يدفنون بمقابر جماعية في غزة
  • الهلال الأحمر المغربي يقدم حصيلة تدخلاته بعد مرور 18 شهرا على زلزال الحوز 
  • بالصور: غزة: "الهلال الأحمر" يفتتح خدمات التطعيم ومتابعة الحمل في عياداته المركزية
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة طفل برصاص الاحتلال المطاطي بالقدس المحتلة