صحيفة الاتحاد:
2024-11-22@12:11:29 GMT

«ع الزيرو».. رحلة كفاح

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

أبوظبي (الاتحاد)
يسلط فيلم «ع الزيرو» الذي يعرض حالياً في السينما المحلية، قصة إنسانية اجتماعية، تستعرض رحلة كفاح وقصة مؤثرة لأب توفيت زوجته، ويعيش من أجل إنقاذ ابنه من مرض سرطان الدم «اللوكيميا»، كما يناقش ضمن أحداث درامية، قضية تجارة الأعضاء البشرية.
يشارك في بطولة الفيلم، محمد رمضان ونيللي كريم وجومانا مراد وإسلام إبراهيم، وهو من تأليف مدحت العدل وإنتاج استديوهات فوكس، وإخراج محمد جمال العدل.



صعوبات الحياة
ابتعد محمد رمضان في هذا الفيلم، عن أدوار الأكشن والحركة التي تعود جمهوره عليها، ليظهر في شخصية الشاب الفقير «حمزة» الملقب بـ «دراجون» الذي يعمل في تسجيل الأغنيات والـ «دي جي»، ويعيش مع ابنه الذي جسد دوره ببراعة الطفل منذر مهران. فبالرغم من صعوبات الحياة التي يعيشها، كونه يلعب دوري الأب والأم، إلا أنه يكتشف في أحد الأيام أن ابنه يعاني مرض «اللوكيميا»، ويحاول بشتى الطرق توفير علاج ابنه بأي ثمن، حتى ولو كلفه ذلك بيع جزء من جسمه.

انسجام فني
حالة من الانسجام الفني الكبير جمعت بين رمضان ومهران، خلال تأديتهما مشاهدهما التمثيلية أو الاستعراضية الغنائية، كما أن الشبه الكبير بينهما يجعل المشاهد يشعر وكأنه ابنه في الحقيقة.
نجح المخرج ماندو العدل في إظهار رمضان بشكل مغاير عن أدواره السابقة، بتقديم قصة إنسانية يظهر خلالها تضحيات الأب تجاه ابنه، الذي اضطر إلى الاتفاق مع مافيا تجارة الأعضاء البشرية، لكي يبيع جزءاً من جسمه حتى يستطع توفير ثمن إجراء العملية لابنه بعدما عانى الكثير. كما أتقن ماندو في اختياراته لتوظيف الأدوار بشكل مناسب لكل شخصية، حيث يظهر كل أبطال العمل بالرغم من أوضاعهم الاجتماعية والثقافية المختلفة، إلا أنهم جميعاً اتحدوا من أجل مساعدة «حمزة» لإنقاذه ابنه من الموت، ومن بينهم «مريم» التي جسدتها نيللي كريم، التي تعمل في مجال الطب، وتعرف إليها «حمزة» في أحد المستشفيات، وعندما علمت بحالة ابنه الصعبة، وقفت إلى جانبه لمساعدته، لدرجة أنها وافقت على الزواج من رجل كبير في العمر من أجل الحصول على المهر والمساهمة في علاج ابنه.

صديق وفي
بالرغم من أن «ع الزيرو» حكاية درامية وقصة اجتماعية مؤثرة، إلا أن الممثل إسلام إبراهيم الذي لعب دور صديق «حمزة» الوفي، أظهر عدداً من المشاهد الكوميدية التي أضفت توازناً فنياً بين المضمون الجاد والهادف ورسم الابتسامة على وجوه المشاهدين.

أخبار ذات صلة ليلى علوي لـ«الاتحاد»: أعيش حياة «مشتتة» «المؤثرون» الجدد يهددون عرش نقاد السينما.. ونجومها

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السينما الأفلام السينمائية السينما المصرية الأفلام المصرية

إقرأ أيضاً:

رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟

صديق عبد الهادي

(1)
للشاعر الألماني "برشت" او "بريخت" كما ينطقه آخرون، قصيدة بليغة، محتواً ونصاً، وخاصة عند الإطلاع على تلك النسخة من ترجمتها البديعة التي بذلها صديقنا ومربينا العزيز دكتور محمد سليمان. ولتلك الدرجة التي يحار فيها المرء في أي لغةٍ أصلٍ كتبها "برشت"؟! وقد جاءت القصيدة تحت عنوان "أسئلةُ عاملٍ قارئ".
إنه لمن الصعب الإقتطاف منها، لأن الإقتطاف يهدمها مبناً ومعناً، أو يكاد! ولكن، لابد مما ليس منه بد. إذ يقول/
"منْ بنى طيبة ذات الأبواب السبع
الكتب لا تحوي غير أسماء الملوك
هل حمل الملوك كتل الصخر يا ترى؟!
وبابل التي حُطِمتْ مرات عديدات
منْ أعاد بناءها كل هذه المرات؟!
وفي أي المنازل كان يسكن عمال ليما
الذهبية المشرقة؟!
وفي المساء - حين إكتمل سور الصين العظيم –
أين ذهب البناؤون؟!
روما الجبارة مليئة بأقواس النصر
منْ شيَّدها؟
وعلى منْ إنتصر القياصرة؟!
وهل كانت بيزنطة الجميلة تحوي قصوراً
لكل ساكنيها؟!".
كلما أطلَّتْ هذه القصيدة أمامي ساءلتُ نفسي، ألا تنطبق تلك التساؤلات، الثرة والغارقة في الجدل، على النشاطات الإنسانية والنضالية في حقول الحياة الأخرى؟، وبالطبع، دائماً في البال أولئك "الفعلة" "المجهولين" "تحت الأرض"، الذين كلما تحطمت "بابلنا"، أو كادت، أعادوها لنا في كامل عافيتها وبهائها!
كان الراحل محمد حسن وهبه، وعن جدارة، أحد أولئك الــــــــ"تحت الأرض"، ولشطرٍ كبيرٍ من حياته.

(2)
تعرفت على رفيقنا الراحل في تقاطعات "العمل العام"، بعد عودة الحياة الديمقرطية إثر إنتفاضة مارس/أبريل في العام 1985. فمن الوهلة الأولى لا يعطيك الإنطباع بحبه للعمل العام وحسب وإنما، وفي يسر، بأنه إنسانٌ صُمم لذلك. رجلٌ سهل وودودٌ وذو تجربة صلدة، تتقمصه روحٌ آسرة ومتأصلة لا فكاك للمرء من إيحائها، بأنك تعرفه ومنذ زمن طويل. كان يتوسل المزحة ودونما تكلف في تجاوز المواقف المربكة، وكم هي غاصةٌ بها الحياة ومسروفةٌ بها غضون العمل العام ومطارفه!
عملت في صحبته وصحبة صديقنا المناضل الراحل محمد بابكر. والأثنان كانا يمثلان مورداً ثراً في التصدي لقضايا العمل العام، وخاصةً النقابي. طاقات مدهشه يحفها تواضع جم، أكثر إدهاشٍ هو الآخر. تعرفت على الراحل محمد بابكر في قسم المديرية بسجن كوبر إبان نظام المخلوع نميري ولفترة امتدت لأكثر من عام. وهو الذي قدمني للراحل "محمد حسن وهبه"، ومنذها كانت صداقة ثلاثتنا.
جرتْ انتخابات النقابات الفرعية منها والعامة في العام 1988، وفازت "قوى الإنتفاضة"، التي كانت تضم كل الإتجاهات، ما عدا الإسلاميين الذين كانوا يمثلون او بالأحرى يطلق عليهم "سدنة مايو". فازت "قوى الإنتفاضة" بما مجموعه 48 من عدد 52 نقابة عامة لاجل تكوين الإتحاد العام للموظفين في السودان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما تمّ بعد إنتفاضة مارس/ ابريل 1985 في شأن إستعادة النقابات وفرض شرعيتها من خلال الإنتخاب الحر والديمقراطي هو ما لم تنجح في فعله قوى الثورة عقب ثورة ديسمبر 2018 مما كان له الأثر الكبير في كشف ضعف الثورة وفي وتأكيد غفلتها. فلقد ظلت كل القوانين كما هي وكأن ثورة لم تكن!
كان "محمد حسن وهبه" أحد الذين كانوا من وراء إنجاز قيام الإتحاد العام للموظفين، والذي تمً على إثره إنتخاب الراحل محمد بابكر وبشكل ديمقراطي أميناً عاماً له. كان "محمد حسن وهبه" مسؤولنا الأول عن إدارة تلك الحملة وقيادة ذلك العمل. كان أحد المعنيين بإعادة "بناء بابل"، وقد فعل ذلك على أكمل وجه. والآن جاء يوم شكره المستحق.

(3)
لم يجمع بيننا العمل العام لوحده وإنما جمعت بيننا "البراري" بكل تفردها وزخم "قواها الإشتراكية" التليدة إن كان في ترشيحها لـ"فاطمة" أو في تكريمها لـ"سكينة عالم"، والذي كان وبعقودٍ طويلة قبل تجشم "هيلاري" و"كاميلا" لمصاعب المعاظلة مع عتاة الرأسمال!.
كنت أغشاه كثيراً، وليس لماماً، للتزود من معارفه الحياتية ومن فيض روحه السمح، ومن لطائفه كذلك. كنت أسكن "كوريا" ويقطن هو في "إمتداد ناصر". ذات مساء وجدت في معيته المناضل الراحل "يوسف حسين"، وكما هو معلوم فهو رجل صارم القسمات وللذي يراه لأول مرة لا شك أنه سيظن أن هذا الرجل بينه والإبتسام ما تصنعه القطيعة البائنة!. أنهما صديقان، ولكن للمرء أن يعجب كيف تسنى ذلك، فــ"وهبه" سيلٌ متدفق من "الحكاوي" و"المِلَح" والضحك المجلجل؟!
إن لوهبه قدرة فائقة على صناعة الأصدقاء، إن جاز القول.
وهبه حكاءٌ بإمتياز، لا يدانيه أحد. كان يبدع حين يحكي عن طُرَفِ زميله الراحل الأستاذ "أبو بكر أبو الريش" المحامي، الذي تميز هو الآخر بالحس الفكه والروح اللطيف، والطيب. كانت طرفته الأثيرة لوهبه، وهما طلاب في المدرسة الثانوية في مدينة بورتسودان، حين سأل أحد الأساتذة "ابوبكر" عن إسمه بالكامل فقال له :إسمي أبو بكر أبو الريش. فأردف الأستاذ: هل فعلاً اسم أبيك أبو الريش؟، فرد عليه أبو بكر: "بالمناسبة يا أستاذ أمي ذاتها إسمها أبو الريش!"، فإنفجر الطلاب بالضحك. حينما يحكي وهبة هذه الطرفة يحكيها وكأنها حدثت بالأمس، وحتى حينما يعيد "حكوتها" يعيدها بشكلٍ مختلف، في كل مرة، عن سابقتها. فتلك موهبة لا يتوفر عليها الكثيرون!
إن في مرافقة رواد العمل العام من أمثال وهبه، والذين يجمعون كل تلك المواهب، يصير العمل العام وبكل صعوباته وتعقيداته متعة، فضلاً عن كونه في معيتهم يمثل مدرسة حياتية نوعية ترقى إلى مستوى الرسالة المقدسة، التي يكون المرء على إستعدادٍ كاملٍ للتضحية بحياته من أجلها.

(4)
إن رفيقنا الراحل "محمد حسن وهبه" هو أحد الذين قدموا التضحيات الجسام بدون منٍ او سعيٍ مبغوضٍ للشهرة. عاش بسيطاً بين الناس وكريماً ذا "يدٍ خرقاء" حينما يطلب الناس بيته. إنه أحد أولئك الذين هم "زيت القناديل"، الذين تساكنوا، " تحت الأرض "، وتآلفوا مع الحرمان من طيب العيش والأهل، ولردحٍ طويلٍ من حيواتهم! إنه أحدُ منْ عناهم "برشت" أيضاً، حين قال/
"والعظمة تبرز من داخل أكواخٍ بالية
تتقدم في ثقة
تزحم كل الآماد
والشهرة تسأل حائرة - دون جواب –
عمنْ أقْدَمَ، أفْلَحَ، أنْجَزَ هاتيك الأمجاد!
فلتتقدم للضوء وجوهكم، لحظات
فلتتقدم هاتيك المغمورة مستورة
فلتتقدم كي تتقبل من أيدينا
كل الشكر
وكل الحب" (*)
فلك كل الشكر، رفيقنا "محمد حسن وهبه"، ولك كل الحب.
ولتخلد روحك في عليين.
___________________.
(*) من قصيدة "تقريظ العمل السري".

نقلا من صفحة الاستاذ صديق عبد الهادي على الفيس بوك  

مقالات مشابهة

  • رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟
  • سيد الناس.. ريم مصطفى تشارك البطولة مع عمرو سعد رمضان 2025
  • منتخب 2008 يتفوق على تونس في رابع جولات بطولة شمال أفريقيا
  • منتخب مصر للناشئين يحقق الفوز على تونس
  • تونس تتقدم على الفراعنة الناشئين بدورة شمال أفريقيا
  • حمزة عبد الكريم يقود تشكل منتخب الناشئين أمام تونس
  • طارق النهري يودع فيلم «المدرسة» لـ حورية فرغلي
  • افتتحه حاكم الشارقة.. معرض مخطوطات قرآنية يقدم رحلة عبر 1300 عام
  • محمد رمضان يتولى ملف رحيل بيرسي تاو عن الأهلي في يناير
  • إصابة قوية لبيكهام في مباراة مصر وبوتسوانا