جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-12@21:37:02 GMT

لحظات الوداع واسترجاع الذكريات

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

لحظات الوداع واسترجاع الذكريات

 

 

 

عائشة بنت محمد الكندية

 

ها نحن نصل إلى ختام مشوارٍ جميل امتدّ على مدى عامين كاملين، مع برنامج "على الطاولة" الذي بُثّ عبر أثير إذاعة رأس الخيمة الإماراتية، لم يكن هذا البرنامج مجرد محتوى يُقدّم في مواعيد مُحددة؛ بل كان مساحة رحبة للعقل والقلب، ومنبرًا للفكر والحوار والتواصل الإنساني العميق، هو برنامجٌ وُلد من رحم الرسالة، ونما برسالة، ويودّعنا اليوم برسالة أخيرة، لكنها ليست نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة، بروح مُتجددة وأفق أوسع.

 

منذ انطلاقة أولى حلقاته، حمل "على الطاولة" همًّا ثقافيًا واجتماعيًا نبيلًا، وحرص على تقديم محتوى يُثري العقول ويُلامس الأرواح، لقد كان مرآة تعكس تراثنا الثقافي، وجسرًا يمتدّ إلى ثقافات الشعوب الأخرى، نتحاور فيها ونتبادل الخبرات، ونبني عبرها فهمًا أعمق لإنسانيتنا المشتركة، لم تقتصر الحوارات على المواضيع النظرية أو النقاشات الجافة، بل كانت نابضة بالحياة، عامرة بالإلهام، حيث استضاف البرنامج شخصيات بارزة ومُلهمة من مختلف التخصصات، ممن أضاءوا الطريق أمام المستمعين وساهموا في رسم ملامح تجربة استثنائية.

 

ولم يكن الجانب الثقافي وحده هو ما ميَّز البرنامج، بل كان له حضور فاعل في الفعاليات والمناسبات المجتمعية، مشاركًا وناقلًا ومحتفيًا، وقد أبدع في تسليط الضوء على القيم الإنسانية والرسائل النبيلة، من خلال حوارات تحمل في طياتها الاحترام والتقدير للتنوع الثقافي والاختلاف الإنساني.

 

وكان للهوية العُمانية نصيبها الأصيل من اهتمام البرنامج؛ حيث فُتحت المساحة أمام عدد من الشخصيات العُمانية المؤثرة لتقديم نماذج حيَّة تعكس القيم العُمانية الأصيلة، وتعزّز الانتماء الوطني والوعي الثقافي لدى المستمعين، كما إنَّ إشراك الأطفال الموهوبين في الحلقات كان لفتة إنسانية رائعة، حيث أُتيحت لهم فرصة الظهور، والدعم، والتشجيع، مما يعكس رؤية البرنامج في احتضان المواهب الصغيرة وتنمية قدراتها.

 

لقد كنتُ جزءًا من هذه الرحلة، ووجدت فيها فسحة للتعبير عن شغفي بالكتابة، سواء من خلال مشاركتي الشخصية أو مع زميلتي، فكل لحظة في هذا البرنامج كانت بمثابة دفعة نحو الأمام، ومصدر إلهام لتطوير الذات، وشهادة حيَّة بأنَّ الكلمة قادرة على صنع فرق، وأن التعبير مسؤولية ورسالة.

 

"على الطاولة" لم يكن برنامجًا جامدًا يقيّد الإبداع؛ بل كان حاضنًا له، يفتح أبواب التفاعل، ويمنح الثقة، ويُطلق الطاقات الكامنة، لقد خرجتُ من هذه التجربة برؤية أوضح، وإيمان أعمق بأنَّ ما نقدمه، وإن بدا بسيطًا، قد يُحدث أثرًا عظيمًا في نفوس الآخرين.

 

ويجدر بي هنا أن أُشيد بالمذيع العُماني المتألق، عبدالله بن خلفان البلوشي، الذي أبدع في تقديم البرنامج بكل حرفية واقتدار، وامتلك قدرة مدهشة على إدارة الحوار والتواصل مع الجمهور، ما جعل من كل حلقة تجربة فريدة مليئة بالإثارة والمتعة، ولا ننسى المخرج المبدع سيف الدين يونس، الذي أبدع خلف الكواليس في إخراج البرنامج بصورة جاذبة تواكب الموضوعات المطروحة، وتمنحها بعدًا بصريًا فريدًا، كما إنَّ فريق العمل بأكمله كان على قدر عالٍ من الحرفية، والدقة، والتنسيق، الأمر الذي انعكس على جودة كل حلقة، وجعل من هذا البرنامج نموذجًا يُحتذى به في تقديم البرامج الحوارية الراقية.

 

وفي الحلقة الأخيرة، لم تكن مجرد وداع، بل لحظة تأمل واسترجاع لكل ما كان، استعرضنا خلالها أجمل الذكريات، واستعدنا أبرز اللحظات التي تركت أثرها فينا، كما استمعنا إلى رسائل الجمهور واتصالاتهم التي كانت شاهدًا حيًّا على مدى تأثير البرنامج في حياتهم، كانت مشاعر الامتنان واضحة، والذكريات تتدفّق كأنها تُعيد سرد حكايتنا من جديد

 

نعم، انتهى البرنامج، ولكن الأثر باقٍ، والرسائل التي حملها لا تزال تنبض فينا، لا نقول وداعًا بأسى، بل بفخر وامتنان، فكل نهاية تحمل في جوفها بذور بداية جديدة، ولعل هذا الوداع هو تمهيد لانطلاقة أخرى، أكثر إشراقًا واتساعًا.

 

شكرًا لكل من شارك، ولكل ضيف أضاف بصمة، ولكل من كان جزءًا من هذا الحلم الجميل، شكرًا لفريق العمل الذي جعل هذه التجربة مُمكنة، "على الطاولة" كان أكثر من مجرد برنامج، كان حياة.. وإلى اللقاء في فضاءات أخرى، وحكايات قادمة، نكتبها معًا بكلماتٍ تنبض بالشغف والإيمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إطلاق أولى فعاليات تدريبات TOT لسفراء مشواري الجدد بالغربية

أطلقت، اليوم، مديرية الشباب والرياضة بالغربية، أولى فعاليات تدريبات TOT لسفراء مشواري الجدد وذلك تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء أشرف الجندي محافظ الغربية وتوجيهات اللواء حسين حنفي وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية.

جهود الشباب والرياضة 

ونفذت الفعاليات بمركز شباب مدينة طنطا والذي يستمر خلال الفترة من ١٠ أبريل وحتى ١٣ ابريل وبمشاركة السفراء الجدد والذين تميزوا في تطبيق المهارات المكتسبة من البرنامج، وتم اختيارهم لاحقًا للتدريب ونقل الخبرات إلي مجتمعاتهم المحلية.

وتأتي هذه التدريبات للعمل على توسيع نطاق الاستفادة من البرنامج وتعزيز تأثيره الإيجابي بين الشباب والنشء، إذ أن التدريب يتضمن تأهيل السفراء الجدد على مهارات العرض والتقديم، وقواعد وأساليب التدريب، وكيفية إعداد الجلسات التدريبية، والتعامل مع الأنماط المختلفة داخل قاعة التدريب.

برنامج مشواري 

كما أن برنامج مشواري يهدف أيضا إلى تأهيل جيل جديد من الشباب يمتلك المهارات الحياتية والعملية اللازمة، ما يعزز قدراتهم على القيادة والتواصل الفعّال، و يؤهلهم لسوق العمل والمشاركة الفعالة في التنمية المجتمعية.

توعية الشباب 

الجدير بالذكر  أن برنامج «مشواري» يهدف إلى تأهيل جيل جديد من الشباب يمتلك المهارات الحياتية والعملية اللازمة، مما يعزز قدراتهم على القيادة والتواصل الفعّال، ويؤهلهم لسوق العمل والمشاركة الفعالة في التنمية المجتمعية، مضيف أن البرنامج يعمل على تطوير مهارات الشباب من خلال تقديم تدريبات متخصصة تعزز من كفاءاتهم وقدرتهم على مواجهة تحديات المستقبل، مما يسهم في إعداد كوادر شبابية قادرة على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات والإعداد الجيد لسوق العمل.

مقالات مشابهة

  • تطبيق نتنياهو وحملة إحنا مش بني آدمين في برنامج الشبكة
  • الكهرباء تُنظم برنامجًا تدريبيًا في السلامة والصحة المهنية للعاملين بشركات التوزيع
  • برنامج الأغذية العالمي: انخفاض الحد الأدنى للإنفاق على سلة الغذاء في ليبيا إلى 4.86%  
  • برنامج الأغذية العالمي: انخفاض ملحوظ في الأسعار بليبيا  
  • فتح باب التقديم لبرنامج زمالــة الأخــوة الإنسانيــة
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تفتح باب التقديم للمشاركة في برنامج الزمالة
  • برنامج تدريبي لتطبيق ميزانية البرامج والأداء بتعليمية ظفار
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يعزّز الحوار الثقافي والتسامح
  • إطلاق أولى فعاليات تدريبات TOT لسفراء مشواري الجدد بالغربية
  • البعثة الأزهرية بنيجيريا تنظِّم برنامجًا تدريبيًّا للأئمة والخطباء بولاية كانو