بمشاركة 50 منظمة.. المخا تحتضن احتفاءً للأمم المتحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
المخا (عدن الغد) خاص
احتضنت مدينة المخا على الساحل الغربي، امس الخميس فعالية نظمتها الأمم المتحدة عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لها، لتمجيد الدور الكبير الذي يقوم به عمال الإغاثة وشركاء العمل الإنساني في مديريات الساحل الغربي.
ووقف الحاضرون دقيقة حداد على روح منسق برنامج الأغذية العالمي في تعز مؤيد حميدي، الذي قتل برصاص مسلحين بداية الشهر الجاري في مدينة التربة جنوب محافظة تعز.
وشارك في الحدث، الذي يعد الأول من نوعه، 50 منظمة وهيئة اغاثية، حيث قدمت العديد من المنظمات نبذة عن الأنشطة والبرامج والمشاريع الإنسانية التي نُفذت في الساحل الغربي طوال السنوات الماضية في مختلف المجالات التنموية والإنسانية والخدمية.
وفي مستهل الفعالية، أشاد السيد سانتوس، ممثل مكتب الأوتشا في الساحل الغربي بالجهود الكبيرة التي يبذلها الشركاء الإنسانيين في الساحل الغربي؛ منوها بمستوى التعاون والتسهيلات التي يقدمها مكتب شؤون المنظمات والسلطات المحلية لدعم الأنشطة الإنسانية.
وأعرب السيد سانتوس عن بالغ شكره لرجال الأمن لمساهمتهم الفاعلة "في تسهيل مهامنا لإيصال المساعدات إلى مستحقيها"؛ مؤكدا التزام الأمم المتحدة بتقديم المساعدة للمحتاجين في كل مديريات الساحل الغربي واليمن على وجه العموم.
وقال السيد سانتوس، إن "هدفنا فقط مساعدة النازحين والمستضعفين وليس لدينا أهداف أخرى غير القيام بالأعمال الإنسانية"؛ مزيدًا: "سنواصل العمل مع السلطات المحلية لتسهيل الأعمال والأنشطة التي تقوم بها المنظمات في هذه المنطقة".
بدورهم قال ممثلو المنظمات والهيئات الإنسانية إنهم لمسوا أثناء عملهم في الساحل الغربي تعاونا كبيرا من الجهات المعنية؛ مؤكدين أن أعمالهم في المناطق المحررة لا تواجه أي صعوبات أو معوقات وأنهم يحظون بكل التسهيلات.
من جانبه، نقل الدكتور عادل المسعودي رئيس مكتب شؤون المنظمات في الساحل الغربي للحاضرين تحايا العميد طارق محمد عبدالله صالح؛ مؤكدا حاجة الساحل الغربي لمشاريع تنموية مستدامة إلى جانب المشاريع الطارئة.
والقى مدير عام مديرية حيس كلمة باسم السلطات المحلية في الساحل الغربي، اشاد من خلالها بجهود العميد طارق صالح والخلية الإنسانية في توفير مشاريع مستدامة، منوها بأدوار المنظمات الإنسانية وداعيا إلى التوجه نحو اقامة مشاريع خدمية لها منافعها على المدى الطويل.
واختتمت الفعالية بقيام مكتب شؤون المنظمات بتكريم مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (الأوتشا)، وخلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية، ومدراء المديريات المحررة بالساحل الغربي، وعددًا من المنظمات الدولية والمحلية بدروع خاصة تقديرا لجهودهم الكبيرة والملموسة في دعم المنكوبين من حرب مليشيا الحوثي.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فی الساحل الغربی
إقرأ أيضاً:
المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله
يمانيون/ تقارير
غاب زمن نصر الله، وحضر زمن جديد.. هذا لا يعني أن النسيان سيكون سيد الموقف لشخصية عظيمة استثنائية صنعت الكثير من المتغيرات والتحولات في المنطقة، وإنما هو الوفاء والسير على دربه رحمه الله.
اليوم يبتسم الأعداء، ويتنفسون الصعداء، ومعهم كل أزلامهم من العرب المنبطحين الأذلاء، في حين يبكيه كل حر وشريف، كل مقاوم، كل مؤمن، عرف معنى الإنسانية، والجهاد، والعزة والكرامة.
بالنسبة للقائد حسن نصر الله، فإن الشهادة في سبيل الله، كانت أمنية مقدسة لديه، وقد نال ما تمنى، ويكفيه شرفاً أن جريمة اغتياله تعد سابقة في التاريخ، فهو أول زعيم على وجه هذه الأرض تلقى عليه القنابل الأمريكية الثقيلة والتي تزن ألفي رطل؛ ولهذا فإن الأمة التي تفقد روح الاستشهاد والتضحية لا تستطيع أن تحافظ على أرضها ومقدساتها، وهكذا هم رجال المقاومة وقادتها، ولقد كان السيد حسن نصر الله –رحمه الله- يعيش بين الناس، لكن قلبه معلق بالملأ الأعلى، يناجي الله في ظلمة الليل والناس نيام بأن يمنحه الله هذا الوسام الرفيع ليفوز برضا الله ونعيم الآخرة.
وفي الكثير من خطاباته كان يؤكد -سلام الله عليه- بأن الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء الهي، فالشهداء هم السالكون إلى الله، وهم سراج الأمة، وهم أهل اليقين، فالله الذي يختار الأنبياء هو أيضاً يختار الشهداء ويصطفيهم، والشهادة وسام إلهي رفيع يهبه الله للمستحقين واللائقين، ليكون لهم شرف أن يحملوا عنوان الشهادة، وكلما كان الشهيد له موقعية جهادية بارك الله في دمائه وجعلها زيتاً يضيء سراج النصر.
إن شهادة القادة -كما يقول الشهيد القائد حسن نصر الله- هي ولادة جديدة للمقاومة، ولشعب المقاومة، ورجال المقاومة، ومشروع المقاومة، وشهادة القائد تضع المقاومة على طريق النصر النهائي، وتختصر العديد من المراحل والمسافات، وتستنهض الكثير من الهمم.
المقاومة ثقافة وقيموإذا كان سماحته يتحدث عن الشهادة وعظمتها، فإن هذا لن يتحقق إلا بمشروع المقاومة والتي كانت تشكل المحور المركزي لديه، فالمقاومة هي المثال للخروج من حالة الإحباط والشعارات التي عايشتها الأمة، ومقاومة لبنان ضد العدو الإسرائيلي لم تولد صدفة، ولم تكن حدثاً عابراً، وإنما صنعتها إرادة الرجال المقاومين المجاهدين الصادقين والمخلصين، فالمقاومة هي صورة السيد عباس، أعطاها من صدقه، واخلاصه، وتواضعه، ومن السيد عباس تعلم الشهيد القائد حسن نصر الله، كل معاني الصدق والإخلاص والتواضع.
والمقاومة عند انطلاقها ألصقت عليها صفة “الإسلامية”، وهي ليست طائفية، وإنما تجسد الهوية الإيمانية، وتجعلها مقاومة فوق الطوائف، وفوق المناطق، وفوق الأقطار بالمعنى القطري الضيق، ويجعلها مقاومة تدافع عن الأمة، ومقاومة تدافع عن الإنسان في لبنان والمنطقة، فهي تقاتل في سبيل الله، ومن أجل الله، وطلباً لرضا الله واستجابة لأمره.
هذه الأفكار كان يقدمها شهيد الإنسانية في خطاباته بكل وعي، لتصبح منهجاً في عقول المقاومين الأحرار، ليس في لبنان فحسب، وإنما في المنطقة والعالم برمته.
والمقاومة كما يقول -رحمه الله- هي مثال تحرري، وهي تنظر إلى فعلها الجهادي، كإعادة تحريك للواقع الإنساني، الذي طرأت عليه الكثير من معالم الغطرسة، نتيجة سياسة الاستكبار الأمريكية والصهيونية، وقد استطاعت أن تعيد جذوة الجهاد إلى الشعب الفلسطيني، الذي أخذ يرفض الحلول التفاوضية من بعد اتفاقية [أوسلو]، ولذلك فإن المقاومة ليست يداً تحمل البندقية، وإصبعاً يضغط على الزناد فقط، وإنما هي جسم كامل فيه عقل يفكر، وعينان تريان، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، وقلب يملؤه الحنان، أو يمتلكه الغضب.
والمقاومة كما يقول شهيد الإنسانية، هي قيم وثقافة، ترفض العبودية لغير الله، وترفض الظلم والقهر والاضطهاد، وما دام الاحتلال يمثل كل هذه المعاني المشينة من إذلال وإهانة وهتك للحرمات وتعرض للشرف وعبودية وأسر وقهر واضطهاد، فلا بد لمن يحمل قيم الكرامة والسيادة والعز والشرف ورفض العبودية والذل أن يقاوم، وإلا فهو خال من كل هذه القيم ومن كل هذه المشاعر.
النصر من عند اللهويَعُد سماحة الأمين العام لحزب الله شهيد الإنسانية القائد السيد حسن نصر الله النصرَ هبة إلهية، يمنحها الله للمخلصين، فالله هو الذي ملأ قلوبنا بالطمأنينة، وأنفسنا عشقاً للشهادة، وهو الذي رمى وهو أصاب، وهو الذي دمر المواقع، وهدم الحصون، وقتل الجبابرة، وهو الذي يصنع النصر.
وهنا يشدد -رحمه الله- على ضرورة الأخذ بعوامل النصر، فالمقاومة تستمد رؤيتها من الأئمة عليهم السلام، وأرواح الشهداء، والنصر الإلهي مشروط بالجهاد والصبر والتضحية والصدق والإخلاص، والله لا يعطي النصر لمن ليس جديرا به.
ويقول شهيد الإنسانية: “المقاومة وجمهورها أثبتوا جدارتهم، فهؤلاء لم تسقطهم مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والنبطية والمنصوري وغيرها، وأثبتوا أنهم لائقون، وجاء الانتصار شهادة من الله لهؤلاء لأنهم لائقون بهذا الوسام من الانتصار.
سيظل الشهيد القائد حسن نصر الله مدرسة نستلهم منها كل المعاني السامية، فهو لا يعلمنا معنى المقاومة والشهادة والانتصار فحسب، وإنما يعلمنا معنى الحياة، وكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا، وقد عرف القيمة والهدف الذي خلقه الله من أجله، ويعلمنا أن الضعف والاستسلام والهوان ليس من شيم الرجال ونخوتهم، وأن بقاء الأمة وحفظها وأمنها وعزتها وكرامتها لا يمكن أن يأتي دون مقاومة ودون شهادة، ولقد انتصر -سلام الله عليه- لكل قيمه ومبادئه وأخلاقه، ونال الوسام الأكبر، وختم حياته في أعز وأشرف معركة، شهيداً في سبيل الله على طريق القدس.
نقلا عن موقع أنصار الله