يمانيون:
2025-04-15@08:08:49 GMT

سورية بعد السقوط.. غياب التذمر لا يعني رضا الناس

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

سورية بعد السقوط.. غياب التذمر لا يعني رضا الناس

يمانيون ـ  محمد محسن الجوهري*

اعتاد السوريون في ظل حكم نظام الأسد، على التذمر العلني من سوء الخدمات وتدهور الوضع المعيشي، وقد تجلى ذلك في إعلامهم ومسلسلاتهم، والمسرحيات الساخرة، وكافة أشكال الإنتاج الفني والثقافي. كان النقد الشعبي طبيعياً حتى ضمن المساحات الضيقة المتاحة، لأن المواطن كان يؤمن أن له حقاً في حياة أفضل.

وكانت دمشق وحلب واللاذقية وسائر المدن تردد، بشكل مباشر أو رمزي، مطالب تحسين المعيشة وتوفير الحد الأقصى من الرفاهية التي تحظى بها مناطق أخرى في العالم.

لكن منذ ديسمبر 2024، حين فرضت الجماعات التكفيرية سيطرتها الكاملة على سورية، تغيّر المشهد جذرياً. لم يعد التذمر الشعبي موجوداً، لا لأن المشاكل اختفت، بل لأن الخوف عمّ، والصمت أصبح قانوناً غير مكتوب. بات السوري يمرّ على أزمات مضاعفة في الكهرباء، والماء، والدواء، وانهيار العملة، وانعدام فرص العمل، دون أن ينبس ببنت شفة. فالشكوى لم تعد رأيًا شخصيًا، بل “جريمة” تُعرّض صاحبها للاعتقال أو الاختفاء.

وقد وثّقت منظمات حقوق الإنسان، خلال الأشهر التي تلت هذا التحول، الآلاف من حالات الاعتقال والتنكيل بأشخاص لمجرد نشرهم مقطعًا يوثق معاناة الناس في الطوابير أو صعوبة الحصول على الخبز والوقود. في مناطق الجنوب والشمال والشرق، من درعا حتى القامشلي، باتت الحياة خاضعة لحسابات الولاء والسكوت، لا للقانون أو حتى الرحمة.

فقد ألغيت المحاكم المدنية، واستبدلت بمحاكم شرعية تعتمد تفسيرات متطرفة، لا تعترف بالحقوق الفردية. أُغلقت مراكز الفن والموسيقى، وتوقفت الصحف والمجلات، ولم يعد في الأفق صوت ينقل معاناة الناس أو يحاول التعبير عنها، ولو على استحياء.

يُضاف إلى ذلك أن التعليم انهار بالكامل، حيث فرضت الجماعات التكفيرية مناهج دينية صارمة، وألغت المواد العلمية أو خفّضت نسبتها، ما ترك جيلاً كاملاً خارج نطاق العالم الحديث. وبدلاً من الجامعات والبحوث، بات الطلاب يُلقنون العقيدة ومفاهيم الطاعة، تحت أعين رقابة مسلحة.

واليوم، يعيش المواطن السوري في كل شبر من البلاد تحت معادلة واحدة: إن نجوت اليوم، فأنت محظوظ. لم تعد الحياة تتعلق بتحسين المستوى المعيشي، أو المطالبة بحقوق، أو حتى الحلم بمستقبل، بل بالنجاة اليومية من بطش المسلحين، ومن عقوبات متقلبة لا تُعرف أسبابها.

لقد أصبح غياب التذمر نفسه دليلاً على حجم الرعب، لا على الرضا. فمن يرفع صوته، يُقطع رزقه أو يُنتزع من أهله. ومن يكتب رأيًا، قد لا يعود إلى منزله. ومن يحاول النقد، يجد مصيره على أعتاب محاكم لا تعرف الرحمة.

أمام هذه التحولات، لم تعد الحياة اليومية في سورية تُشبه أي شيء مما كان عليه قبل 2024. حتى سنوات الحرب الأولى كانت أقل قسوة على النفس والكرامة. ما نعيشه اليوم هو نموذج قهر شامل، قتل الشخصية السورية التي كانت يومًا ما محبة للحياة، ساخرة، ناقدة، باحثة عن فسحة أمل.

الشارع السوري اليوم صامت. لا لأن الحياة صارت أفضل، بل لأن الصمت صار وسيلة النجاة الوحيدة.

 

* المقال يعبر عن رأي الكاتب

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

شيريهان تظهر بوجه متورم بعد فترة غياب.. فيديو

خاص

حضرت الفنانة المصرية شريهان مؤخرا جنازة حماة الفنان راميصبري، التي أُقيمت يوم الخميس الماضي بمسجد الشرطة في الشيخ زايد، في إطلالة نادرة لها بعد فترة طويلة من الغياب.

ولاحظ الحضور أن شريهان بدت بوجه متورم أثناء التقاط المصورين لصورها خلال الجنازة، ما أثار قلق جمهورها ومحبيها.

وأثار ذلك تساؤلات الجمهور حول حالتها الصحية، خاصة بعدما كشفت عن وجهها بالكامل، حيث كانت شريهان دائمًا حريصة على تغطية الجانب الأيسر منه في الصور.

وكانت شيريهان تعاني مع سرطان الغدد اللعابية عام 2002، مما استلزم خضوعها لعدة عمليات جراحية لإزالة الورم من وجهها. ووفقًا للتقارير، فإن هذه الجراحة تركت آثارًا على وجهها بعد إزالة جزء من فكها.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/AQOyDY_73ZzJERW5-imipqnDbLrgq9ScY0ppw-dOy09h7duvhKzUpb5ftp_8SUIoSNBCVQnT_7kWUqOUnjUWaexM.mp4

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • الغيامة: غياب الحكم السعودي عن المحافل الدولية هو بسبب عدم الثقة
  • رويترز: السعودية بصدد سداد ديون متأخرة على سورية
  • السقوط العربي
  • زيادة لرواتب العسكريين في سورية بالدولار
  • أوكسفام: غياب شبه تام لمقدرات الحياة لـنحو اثنين مليون شخص في غزة
  • نقطة تفتيش عراقية تضبط عائلة سورية تحمل هويات مزورة
  • يافعة سورية تجمع بين موهبتي العزف والرسم بين جوانحها
  • نوتنجهام.. «السقوط المؤلم»!
  • شيريهان تظهر بوجه متورم بعد فترة غياب.. فيديو