أكد الدكتور أيمن بهاء الدين، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن تحويل المدارس إلى أهداف عسكرية من أكبر الجرائم ضد الإنسانية.

ورحب الدكتور أيمن بهاء الدينـ بكل من نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، خلف الزناتي، وموغوين مالوليكي رئيس المنظمة الدولية للتربية، وديفيد إدوارد، الأمين العام للمنظمة الدولية للتربية، ونال حديفة رئيسة البنية عبر الإقليمية بمنظمة الدولية للتربية، وذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السابع «التعليم في مناطق الصراع - التحديات والحلول- البنية التعليمية في الدول العربية.

بدأ نائب وزير التربية والتعليم كلمته بأبيات شعرية مقتبسة من أمير الشعراء أحمد شوقي والتي تعبر عن مكانة المعلم، قائلاً أبدأ كلمتي بأبيات أمير الشعراء: «قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا.. كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا.. أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا».

وتابع الدكتور أيمن بهاء الدين، إنه لمن دواعي سروري أن أشارك معكم اليوم في أعمال المؤتمر السنوي للمنظمة الدولية للتعليم، الذي يقام تحت عنوان: «التعليم في ظل النزاع: التحديات والفرص في المنطقة العربية».

في ظل تزايد الأزمات والحروب في منطقتنا العربية، وخاصة على أرض فلسطين الحبيبة، وازدياد أعداد الأطفال والطلاب المحرومين من التعليم، تبرز الحاجة الملحة إلى تنظيم هذا المؤتمر المهم الذي يناقش عدة قضايا محورية يأتي على رأسها قضية الوصول إلى التعليم في مناطق النزاعات، واستراتيجيات التغلب عليها.

وتابع: «مما لا شك فيه أن التعليم يُشكل في مناطق الصراع والنزاعات المسلحة أحد أكثر القضايا إلحاحا على الصعيدين الإنساني والتنموي، حيث يتأثر ملايين الأطفال والشباب بعدم قدرتهم على الوصول إلى فرص التعليم الأمن والجيد، حيث يُحرم فيها الطفل من أبسط حقوقه، وهو حقه في التعليم».

وأضاف: «والتعليم ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هو ضرورة إنسانية لبناء السلام، وإعادة الإعمار، فالأطفال الذين يُحرمون من التعليم اليوم يمثلون الجيل الذي سيقود مستقبل مجتمعاتهم، وهم الأساس لإعادة بنائها، والطريق نحو السلام الدائم».

واستكمل نائب وزير التربية والتعليم: «من أخطر التحديات التي تواجه التعليم في تلك المناطق الانهيار الأمني وتدمير البنية التحتية، وتحول المدارس إلى أهداف عسكرية أو استخدامها كثكنات، ومراكز احتجاز. شنه بحر البقر، وإلى جانب ذلك، فهناك ملايين الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر، حيث تُسرق أحلامهم، ويُحرمون من حقهم في التعليم، نتيجة إجبارهم على مغادرة منازلهم، ومدارسهم، متنقلين بين المخيمات والملاجئ أو عبورهم حدودا دولية لا تضمن لهم حق التعليم، إما بسبب غياب الأوراق والمستندات اللازمة أو لاختلاف النظم التعليمية، فضلا عن نقص أعداد المعلمين والكوادر التربوية المؤهلة، نتيجة قتل بعضهم أو إجبارهم على الفرار».

وتابع حديثه: «يتعرض الأطفال في تلك المناطق لأزمات نفسية لا يمكن إغفال آثارها العميقة، نتيجة مشاهدة مظاهر القتل والتدمير، وهدم المنازل، والمدارس والمستشفيات، وتعرضهم الدائم للتوتر والصدمات المتتالية، ونشوء مشاعر الخوف الشديد لديهم، مما يؤثر سلبًا على تركيزهم، وتحصيلهم الدراسي، لطالما كانت مصر - عبر تاريخها - ملاذا آمنا، ومركزا حضاريا وإنسانيا في محيطها العربي والإفريقي».

وأوضح أنه في ظل ما شهده العالم في العقود الأخيرة من نزاعات مسلحة واضطرابات، برزت مصر كإحدى الدول التي فتحت أبوابها للطلاب الوافدين من مناطق النزاع، إيمانًا منها بأهمية التعليم كوسيلة لإزالة آثار الحروب، وبناء مستقبل أفضل لهم، وانطلاقا من التزام مصر الثابت برعاية كافة الأشقاء، وفي ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية استقبلت المدارس المصرية عددًا كبيرًا من الطلاب الوافدين من مختلف مناطق الصراع في الشرق الأوسط، والتي تعاني من ويلات الحروب، والدمار، وتم إدماجهم مع الطلاب المصريين. وأتاحت مصر للطلاب القادمين من دول مثل: «سوريا، واليمن، والسودان، وليبيا، وفلسطين، وجنوب السودان، والصومال، وغيرها» فرصًا للالتحاق بمختلف المراحل الدراسية، من التعليم الأساسي حتى الجامعي.

وصدرت قرارات بمعاملتهم معاملة الطلاب المصريين في التعليم الحكومي، سواء من حيث المصروفات الدراسية أو فرص القبول، ورغم التحديات، فإن التجربة المصرية أثبتت أن الاستثمار في تعليم هؤلاء الطلاب هو استثمار في السلام، وفي بناء مستقبل مشرق يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة.

تشير تقديرات منظمة اليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس من «5-18» عاما قد ارتفع إلى 30 مليونا على الأقل، مما يعني أن طفلًا واحدًا على الأقل من كل ثلاثة أطفال في هذه البلدان غير ملتحق بالمدارس، ومما لا شك فيه أن الفتيات من الأكثر تضررًا، حيث تزيد نسبة حرمانهن من التعليم عن 65% في مناطق الصراع.

وتابع لقد ظهرت بعض النماذج الملهمة مثل التعليم الرقمي، فقد استخدمت منظمات محلية منصات افتراضية لتوصيل الدروس إلى الطلاب تحت الحصار، إلى جانب المدارس المتنقلة، ففي مخيمات النازحين، تحولت الحافلات إلى فصول دراسية، فضلا عن التوسع في التعليم المجتمعي، وإطلاق الشراكات العالمية، التي تظهر كيف يمكن للتضامن الدولي أن يُعيد فرص التعلم.

واستكمل هذه الحلول ليست بديلًا عن النظام التعليمي التقليدي، لكنها تثبت أن الإرادة الإنسانية الصلبة قادرة على تجاوز العقبات، وإن التعليم في زمن الحرب هو استثمار في السلام، ولكي نحميه

وأكد نائب الوزير أننا نحتاج إلى:

- ضمان التمويل المستدام لدعم المبادرات المحلية والاستجابة الطارئة.

- إعطاء الأولوية للمدارس المستدامة والخضراء.

- يجب مراعاة أن تكون المدارس التي يُعاد بناؤها بعد النزاعات أو الكوارث مستدامة، لتصبح أصولا دائمة للأجيال القادمة.

- تعزيز الحماية القانونية للمدارس والمعلمين، كتطبيق "إعلان المدارس الآمنة الدولي.

- دمج الدعم النفسي والاجتماعي في البرامج التعليمية، لمساعدة الأطفال على تجاوز الصدمات.

- تلبية احتياجات الفئات المهمشة، والمحرومة من الحصول على التعليم، والأسر الأشد فقراء والمناطق الريفية، والفتيات واللاجئين، والأطفال ذوي الإعاقة.

وأكد أن كل طفل تعيده إلى المدرسة، وكل معلم ندعمه، وكل منصة تعليمية ننشئها، هي خطوة صغيرة نحو عالم أكثر إشراقا. فلنعمل معا كشركاء في إعادة كتابة مستقبل منطقتنا العربية.

واختتم كلمته، في هذه المناسبة الطيبة، لا يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لجميع القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وخروجه بهذه الصورة المشرفة متمنيا لجميع المشاركين فيه عقد مناقشات ثرية حول محاور المؤتمر والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

اقرأ أيضاًنقيب المعلمين: مصر استقبلت 100 ألف طالب وافد بمدارسها الحكومية

باحثة: التعليم فى فلسطين نوع من أنواع المقاومة ضد الاحتلال

طفرة غير مسبوقة.. وزير التعليم العالي يشيد بملتقى الجامعات المصرية الفرنسية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الإنسانية خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب محمد عبداللطيف الدكتور أيمن بهاء الدين وزیر التربیة والتعلیم مناطق الصراع من التعلیم فی التعلیم التعلیم فی نائب وزیر فی مناطق

إقرأ أيضاً:

وزارة التربية والتعليم تصدر برامج امتحانات شهادتي التعليم الثانوي ‏والأساسي العام ‌‏والشرعي في منطقة إدلب وريفها وريف حلب ‏

دمشق-سانا‏

أصدرت وزارة التربية والتعليم، اليوم، برامج امتحانات شهادتي التعليم الثانوي ‏والأساسي ‏العام والشرعي لعام 2025، في منطقة إدلب وريفها وريف حلب ‌‏(المنطقة ‏المحررة قديماً).‏

وذكرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على التلغرام أن امتحانات ‏الشهادة ‏الثانوية العامة للفرعين العلمي والأدبي والثانوية الشرعية تبدأ يوم ‏السبت ‏الواقع في الـ 5 من شهر تموز القادم، وتنتهي يوم الخميس الواقع في الـ 24 ‏من ‏الشهر نفسه للفرع الأدبي، ويوم الأحد الواقع في الـ 27 منه للفرع العلمي، ‏بينما ‏تنتهي امتحانات الثانوية الشرعية يوم الإثنين الواقع في الـ 28 من شهر ‏تموز ‏القادم أيضاً.‏

كما ذكرت الوزارة أن امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية ‏تبدأ يوم السبت الـ 14 من شهر حزيران المقبل، وتستمر حتى يوم الأربعاء الـ 2 من ‏شهر تموز القادم للتعليم الأساسي، وليوم الخميس الـ 3 منه الإعدادية الشرعية.‏

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يشارك في مؤتمر "القدرات البشرية" بالرياض لاستعراض التجربة المصرية في تطوير المنظومة
  • وزير التعليم يتوجه إلى الرياض للمشاركة في مبادرة القدرات البشرية (HCI)
  • وزير التربية والتعليم يشارك في مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية (HCI)» بالرياض
  • التربية والتعليم تصدر برامج امتحانات شهادتي التعليم الثانوي والأساسي ‏العام والشرعي في المحافظات المحررة حديثاً لدورة عام 2025‏
  • وزارة التربية والتعليم تصدر برامج امتحانات شهادتي التعليم الثانوي ‏والأساسي العام ‌‏والشرعي في منطقة إدلب وريفها وريف حلب ‏
  • في زيارته الأولى إلى محافظة إدلب ‏… وزير التربية والتعليم يؤكد ضرورة ‏ترميم المدارس المدمرة لتسهيل عودة الطلاب المهجرين إليها ‏
  • نحقق.. أول رد من التعليم على فيديو رقص الطلاب على مقطع لـ رورو البلد
  • وزير التربية والتعليم: العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة
  • دون تحميل أولياء الأمور تكاليف مالية.. "التعليم": احتفالات المدارس اختيارية
  • دون تحميل أولياء الأمور تكاليف مالية.. "التعليم": احتفالات المدارس اختيارية - عاجل