مناورات إنزال بحري كبير في سبتة تهدف إلى تعزيز قدرات التنقل والإسقاط للقوات البرية
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
قامت سفينة النقل اللوجستي « El Camino Español »، التي تُشغّلها البحرية الإسبانية، بأولى مناوراتها الخاصة بعمليات التحميل بالتعاون مع وحدات من القيادة العامة لسبتة (Comgeceu)، في تمرين يهدف إلى تعزيز قدرات التنقل والإسقاط للقوات البرية.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الإسبانية عبر قنواتها الرسمية، فإن هذا التعاون يُعد محطة جديدة في تطوير جاهزية السفينة، والتي أصبحت تُعتبر أداة حيوية في عمليات نقل الأفراد والمعدات بين مختلف مناطق التراب الوطني والمهمات الخارجية.
مناورات تحميل استراتيجية في سبتة
جرت المناورات في بيئة منسقة بين البحرية الإسبانية والجيش البري، وأتاحت فرصة لتقييم قدرة السفينة على أداء مهام لوجستية مع القوات البرية، خاصة في إطار الاحتياجات الاستراتيجية لمدينة مثل سبتة، التي تحتل موقعًا جيوسياسيًا هامًا عند مضيق جبل طارق.
تُعد « الطريق الإسباني » سفينة نقل لوجستي متعددة الاستخدامات، صُممت للاستجابة السريعة في المواقف التي تتطلب نشرًا فوريًا للقوات أو المعدات، وكذلك لدعم العمليات الخارجية. ويُمثل إدراجها ضمن منظومة الدعم اللوجستي المشترك للقوات المسلحة الإسبانية خطوة جديدة نحو تعزيز قابلية التشغيل البيني بين مختلف الأفرع العسكرية.
تعزيز الاستقلالية والمرونة
بحسب وزارة الدفاع، فإن هذه القدرة اللوجستية الجديدة تعزز استقلالية وحدات الجيش البري، وتمنح مرونة أكبر في نشر القوات من مواقع مثل سبتة إلى مناطق ذات اهتمام استراتيجي.
وقد قيّمت كل من البحرية الإسبانية والقيادة العامة لسبتة بشكل إيجابي هذه المناورات المشتركة، معتبرين أنها تعزز قدرات الاستجابة وتُكرّس التعاون بين فروع القوات المسلحة المختلفة.
ورغم عدم نشر تفاصيل تقنية إضافية عن العملية، إلا أنه تم التأكيد على أن هذا النوع من التمارين يأتي في إطار برنامج أوسع من التحضير والتطوير اللوجستي، يهدف إلى تكييف القدرات العسكرية مع التحديات الحالية، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
سبتة كمنصة استراتيجية
إن استخدام السفينة « الطريق الإسباني » بالتعاون مع وحدات من سبتة يعزز أيضًا الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المدينة ضمن المنظومة الدفاعية الوطنية، ويُكرّس موقعها كمركز للنشر السريع والاستجابة في حالات الأزمات.
سفينة تُكمل دور « Ysabel »
شاركت وحدات القيادة العامة لسبتة في تجارب التحميل على السفينة اللوجستية A-07 « El Camino Español »، التابعة للجيش البري. وتُكمل هذه السفينة دور نظيرتها A-06 « Ysabel » ضمن خطة تحديث أسطول النقل اللوجستي، ما يعزز قدرات النقل والإسقاط بشكل كبير.
وقد شهدت سبتة أول تمرين تحميل لهذه السفينة A-07 بالتعاون مع وحدات Comgeceu، كجزء من التقييم التشغيلي للسفينة في سيناريوهات واقعية. وقد نُفذت العملية في ميناء المدينة، ووصفتها وزارة الدفاع بأنها تقدم رئيسي في دعم قدرات الجيش البري.
وأكدت القيادة العامة لسبتة على أهمية المشاركة في هذا الاختبار الأولي، لما يتيحه من فرصة لتأهيل الوحدات المحلية على التعامل مع المنصات الجديدة للنقل والتحميل، وتعزيز التوافق والاندماج بين التشكيلات المختلفة. وقالت مصادر عسكرية: « هذا النوع من التمارين يُعدّنا للتحرك بسرعة وفعالية عندما يتطلب الأمر نشر الوسائل من المدينة المستقلة ».
عن (إل فارو)
كلمات دلالية المغرب جيوش سبتةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب جيوش سبتة
إقرأ أيضاً:
عن احتمالات اندلاع المعركة البرية المتعثرة ضد الحوثيين
منذ الخامس عشر من شهر آذار/ مارس الماضي، وهو اليوم الذي وجّه فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببدء عملية عسكرية جوية واسعة ضد جماعة الحوثي، والأنظار تتجه إلى التداعيات المحتملة لهذه العملية التي تشير التصريحات الأمريكية إلى أنها تأتي في إطار مهمة "تفكيك" جماعة الحوثي، والجميع تقريبا ينتظرون بدء عملية عسكرية برية قد تنهي تواجد الحوثيين في الحديدة والساحل الغربي وربما تحييدهم عسكريا وسياسيا على مستوى اليمن.
يصرح ترامب بأن بلاده ستوقف ضرباتها الجوية للحوثيين إذا توقفوا عن استهداف الملاحة الدولية، وهي تصريحات لا تتطابق تماما مع الأهداف الحقيقية للحملة الأمريكية التي تشكل تحولا جادا في الموقف الأمريكي؛ من دعم سياسي وعسكري مكشوف لجماعة الحوثي إلى استهدافهم وتفكيك كيانهم العسكري، وهو أمر سيفضي إلى واقع جيوسياسي جديد لا نضمن ما إذا كان سيندرج ضمن توجه لإعادة تمكين الدولة اليمينة أم إلى وضعها في خانة الاستهداف المريح لهذه الدولة من قبل المتربصين بها من الطامعين الإقليميين والدوليين.
تبدو السعودية في وضعية مريحة تقريبا، وليس لدي أدنى شك في أن الضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع عسكرية حوثية على خطوط التماس مع القوات الحكومية؛ خصوصا في مأرب، تعكس التنسيق المفترض مع الجانب السعودي، وربما تهيئ لإنجاز العملية البرية المتعثرة منذ سنوات ضد الحوثيين
هالني ما سمعته من قائد يمني كبير في السلطة الشرعية، الذي تحدث عن عملية إنزال لأسلحة أمريكية لصالح الحوثيين في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، واستغربت أكثر أن هذه الجريمة السياسية العابرة للحدود، ظلت قيد التداول المحدود في السلطة الشرعية والمعنيين في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن حدثا كهذا مثل حينها رسالة قوية حول طبيعة الموقف الأيديولوجي الأمريكي تجاه الفاعلين في اليمن، والأهم؛ تجاه التدخل العسكري السعودي في اليمن.
حتى اللحظة لا يتوفر اليقين بشأن مصداقية التصريحات التي يأتي معظمها من مصادر أمريكية بشأن عملية برية عسكرية وشيكة في اليمن، من أبرز أهدافها السيطرة على مدينة الحديدة وعلى الموانئ والساحل الغربي لليمن الواقع تحت سيطرة الحوثيين، تتوازى مع تقدم عسكري باتجاه العاصمة صنعاء. وأنا هنا أتحدث عن سيطرة القوات الحكومية التي ستستفيد حتما من الدعم الأمريكي والإقليمي.
وبوسع المراقب أن يتوقع من إدارة ترامب حرصا على إنجاز هدف السيطرة على الحديدة، الذي أفشله ترامب نفسه في ولايته الأولى؛ عندما منع تحرير المدينة ومينائها، وحدد وزير دفاعه حينها الجنرال ماتيس؛ فترة زمنية مدتها شهر لإنجاز اتفاق بين الأطراف اليمنية لإدارة الوضع الناشئ في هذه المدينة اليمنية الساحلية المهمة، ما دفع الجميع إلى الذهاب إلى العاصمة السويدية، حيث عقدت محادثات تحت الهراوة الأمريكية، نتج عنها اتفاق ستوكهولم أو اتفاق الحديدة في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2018، انتهى بتمكين الحوثيين بشكل مطلق من السيطرة على ميناء الحديدة.
على مدى عشر سنوات حاربت السعودية ومعها شريك غير موثوق هو الإمارات في اليمن، تحت أنظار الولايات المتحدة وبالاستفادة من الدعم اللوجستي المقدم من واشنطن، وهو أمر متوقع من حليف لطالما استفاد من التخادم والإسناد الذي حصل عليه من دول الخليج في كل حروبه الصهيونية في منطقتنا.
لكن كما هو معروف تحولت الحرب السعودية في اليمن إلى مستنقع استراتيجي لم يصنعه الحوثيون وإيران وحدهم؛ بل صنعته الصراعات الإقليمية البينية، وعمقته أكثر النخبة السياسية المتصارعة والمنقسمة في واشنطن، والتي تحولت السعودية بسببها إلى هدف لمؤامرة متعددة الأبعاد قادها اليسار الديمقراطي الأمريكي، بلغت ذروتها بوصول الرئيس السابق جو بايدن إلى البيت الأبيض، والذي اتخذ سلسلة من الإجراءات المعززة للموقف العسكري والسياسي لجماعة الحوثي وإيران في الصراع المفتوح الدائر على الساحة اليمنية مع السعودية على وجه الخصوص.
ما كان تهديدا من المحتمل جدا أن يتحول إلى فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، عبر التمكين الحقيقي للسلطة الشرعية من القيام بدورها على أرضية وطنية صلبة وقوية، وأجندة سياسية منسجمة مع إرادة الشعب اليمني وتطلعاته
اليوم تبدو السعودية في وضعية مريحة تقريبا، وليس لدي أدنى شك في أن الضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع عسكرية حوثية على خطوط التماس مع القوات الحكومية؛ خصوصا في مأرب، تعكس التنسيق المفترض مع الجانب السعودي، وربما تهيئ لإنجاز العملية البرية المتعثرة منذ سنوات ضد الحوثيين.
لكن يدهشني هذا الشلل الذي تعاني منه السلطة الشرعية، والذي من المؤسف أنه يمثل حصيلة سنوات من التهشيم المتعمد لهيكلها السلطوي، وإفراغه من مضمونه الوطني الجامع، وتحويله إلى تجمع فوضوي للقيادات المرتهنة أو المنفلتة، والمشاريع السياسية العبثية.
لقد شكلت حالة الضعف المستديمة للسلطة الشرعية، إلى جانب تهاوي البنيان الهش لتحالف دعم الشرعية، إحدى أهم مصادر التهديد للدولة اليمنية ومستقبلها، وتعززت هذه التهديدات بالدعم الأمريكي المفتوح لجماعة الحوثي. أما اليوم فإن ما كان تهديدا من المحتمل جدا أن يتحول إلى فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، عبر التمكين الحقيقي للسلطة الشرعية من القيام بدورها على أرضية وطنية صلبة وقوية، وأجندة سياسية منسجمة مع إرادة الشعب اليمني وتطلعاته.
إن السقوط الوشيك للمشروع الإيراني الطائفي في اليمن، سيقود حتما إلى سقوط الأطماع الإقليمية، لأنها تنتج أسبابا إضافية لنزاعات خطيرة بين الدول المتورطة في هذه الأطماع، أكثر مما تخلق توافقات على تقسيم اليمن وإضعافه. هذا إذا افترضنا أن أكثر من 35 مليون إنسان في اليمن سيقبلون باستمرار هذا العبث إلى ما لا نهاية.
x.com/yaseentamimi68