النيازك في سلطنة عُمان .. كنوز من الفضاء تعزز السياحة الجيولوجية
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
تُعد النيازك من الظواهر الفلكية المثيرة التي تجذب انتباه العلماء والمستكشفين على حد سواء، وتتمتع سلطنة عُمان بمكانة فريدة في هذا المجال، حيث تسهم طبيعتها الجغرافية وظروفها المناخية في اكتشافات نادرة لنيازك قادمة من الفضاء الخارجي، وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور علي بن فرج الكثيري، الخبير الجيولوجي، عن الخصائص الفريدة للنيازك، وأسباب شهرة سلطنة عُمان في هذا المجال، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه البحث عن هذه الكتل السماوية.
طبيعة النيازك
قال الدكتور علي الكثيري: إن النيازك هي كتل صخرية ذات أصل سماوي، تتساقط على الأرض من الفضاء الخارجي، وتتكون هذه النيازك من مجموعة من المعادن، أبرزها الأوليفين، والبايروكسين، والبلاجيوكليس، بالإضافة إلى الحديد (سبيكة من الحديد والنيكل) والتروتايت (كبريتيد الحديد)، ومعظم هذه المعادن نادرة على الأرض، بما في ذلك النيازك الكوندريتية، ونيازك الحديد، والنيازك الحديدية الصخرية، فضلًا عن نيازك القمر والمريخ التي تتشابه مع صخور الأرض النارية مثل البازلت والجابرو.
وأشار الكثيري إلى أن معدل سقوط النيازك على الأرض يُقدَّر بحوالي 36 إلى 116 نيزكًا لكل مليون كيلومتر مربع سنويًا، وفي سلطنة عُمان، يتراوح هذا المعدل بين 11 و36 نيزكًا سنويًا، على مساحتها التي تبلغ 309 آلاف كيلومتر مربع، ويُعرّف الشهاب بأنه النيزك الذي يتوهج أثناء مروره عبر الغلاف الجوي، بينما يُطلق على النيزك اسم "نيازك" عندما يصل إلى سطح الأرض كحجر.
لماذا تشتهر عُمان بالنيازك؟
وحول السؤال عن سبب شهرة سلطنة عُمان في استكشاف النيازك، أوضح الكثيري أن الصحاري المنبسطة ذات اللون الفاتح تُعزز من تباين الألوان بين النيازك الداكنة والبيئة المحيطة، كما أن عدم وجود جبال تحتفظ بالنيازك في مواقع سقوطها لآلاف السنين يُسهّل اكتشافها، وقد كشفت مجلة "ميتيوريتكال بولتين" عن وجود 39 نيزكًا تم العثور عليها في سلطنة عُمان عام 1999، ومنذ ذلك الحين أصبحت سلطنة عُمان مقصدًا للباحثين عن النيازك، حيث ارتفع عدد النيازك المُعلَن عنها إلى 4945 نيزكًا حتى عام 2024، مما يُشكّل حوالي 6.9% من النيازك المكتشفة عالميًا.
وجهة للباحثين عن التراث الجيولوجي
استطرد الكثيري قائلًا: بعد أن أصبحت سلطنة عُمان معروفة بوفرة النيازك المكتشفة، يمكن استغلال هذه الميزة في الترويج السياحي، حيث يمكن اعتبار سلطنة عُمان وجهة للباحثين عن السياحة الجيولوجية، عبر المتاحف المنتشرة في مختلف المحافظات.
التحديات التي تواجه النيازك العُمانية
أما عن التحديات، فقد أشار الكثيري إلى أن هناك صعوبات تواجه النيازك العُمانية، منها البحث غير المرخص وتهريب النيازك، وقد نشر الفريق العُماني السويسري حوالي 1700 نيزك في المجلة، مما يعني أن هناك نحو 3245 نيزكًا مُهرّبًا، كما أن فقدان أرقام التعريف الحقلي وإحداثيات مواقع الاكتشاف يشكّل تحديًا إضافيًا.
القوانين والتشريعات
وفي هذا السياق، أضاف الكثيري: إن النيازك ليست معادن فلزية ذات كميات اقتصادية، وبالتالي لا تنطبق عليها قوانين التعدين، وهي صخور طبيعية تكونت في الأجرام السماوية ولم يتدخل الإنسان في تشكيلها، مما يتطلب وجود تشريعات واضحة حول كيفية التعامل معها، ودعا إلى سن تشريعات مرنة تشجع الأفراد على الإفصاح عن النيازك التي يمتلكونها، مع ضرورة تجنّب تقديم مكافآت قد تشجع الناس على البحث عنها بطرق غير آمنة.
أهمية النيازك العلمية
تكمن أهمية النيازك العُمانية في أنها تأتي من الأجرام والكواكب ضمن المجموعة الشمسية، مما يساعد في فهم الظروف الكونية التي مرّت بها المجموعة الشمسية ونشأة الكون، كما تتيح هذه النيازك للباحثين الحصول على عينات شبه مجانية من الفضاء الخارجي، مقارنة بإرسال مركبات لجلب العينات، وبهذا، تظل سلطنة عُمان نقطة انطلاق مثيرة لاستكشاف أسرار النيازك، مما يعزّز من مكانتها في المجتمع العلمي ويوفّر فرصًا جديدة للبحث والتعليم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من الفضاء نیزک ا فی هذا
إقرأ أيضاً:
شرطة دبي تعزز أداء السلامة المرورية
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةترأس اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، القائد العام لشرطة دبي بالوكالة، اجتماع تقييم أداء الإدارة العامة للمرور للربع الأول من العام الجاري، بحضور اللواء سيف مهير المزروعي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات بالوكالة، والعميد الشيخ محمد عبدالله المعلا، مدير الإدارة العامة للتميز والريادة، والعميد جمعة سالم بن سويدان، مدير الإدارة العامة للمرور بالوكالة، والعميد عصام إبراهيم العور، نائب مدير الإدارة العامة للمرور بالوكالة، والعميد سلطان العويس، مدير مركز شرطة القصيص رئيس مجلس مديري مراكز الشرطة بالنيابة، والعقيد أحمد المهيري، مدير إدارة التفتيش والرقابة، وعدد من مديري مراكز الشرطة، ومديري الإدارات الفرعية في الإدارة العامة للمرور وعدد من الضباط.
وأكد اللواء خليل المنصوري، خلال الاجتماع على الدور الرئيسي الذي تلعبه الإدارة العامة للمرور في ضبط الحركة المرورية وتعزيز السلامة العامة على الطرقات، تحقيقاً للتوجهات الاستراتيجية في خفض معدلات الحوادث، ومؤشر الوفيات لكل 100 ألف من السكان، مشيداً في الوقت ذاته بجهود التوعية التي تنفذها الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين من الإدارات العامة ومراكز الشرطة، والشركاء من الدوائر والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.
واستمع اللواء خليل المنصوري والحضور في بداية الاجتماع إلى شرح قدمه العميد جمعة بن سويدان، حول إحصائيات الحوادث والمخالفات المرورية وإحصائيات تقنيات الضبط والفعاليات المرورية ومعدلات الحوادث الخطرة وأوقات وأماكن وقوعها مقارنة بمعدلات عدد السكان في الربع الأول من العام الجاري.
وأوضح العميد جمعة بن سويدان، أن معظم وفيات حوادث السير تتمثل في الانحراف المفاجئ، والإهمال وعدم الانتباه، وعدم ترك مسافة كافية، والدخول في الشارع قبل التأكد من خلوه.
حملات وفعاليات
أوضح العميد جمعة بن سويدان أن الإدارة العامة للمرور قامت بتنظيم حملتين توعويتين في الربع الأول من العام الجاري وتنفيذ 55 محاضرة توعوية بلغ عدد المستفيدين فيها 18 ألفاً و632 مستفيداً، أما على صعيد الفعاليات فقد شاركت الإدارة العامة للمرور في 199 فعالية في الربع الأول من العام الجاري، وبلغ عدد المواكب في الربع الأول من العام الحالي 104 مواكب.
وفيما يتعلق بالمعهد المروري فقد قام بعقد 7 دورات وورش عمل داخلية في الربع الأول من العام الجاري وبلغ عدد المستفيدين منها 78 مستفيداً، كما قام المعهد بتنفيذ 8 دورات خصم للنقاط المرورية استفاد منها 33 مستفيداً في الربع الأول من العام الجاري، ودورتين لحراس الأمن استفاد منها 67 مستفيداً من 15 جهة.
جدير بالذكر أن هذه الاجتماعات تأتي لمتابعة تنفيذ منهجية متكاملة لتقييم نتائج الإدارات العامة الربع سنوية ضمن جدول زمني يشمل جميع الإدارات العامة بحضور القائد العام لشرطة دبي، الأمر الذي يعطي فرصة وإمكانية للاطلاع على الاتجاهات التي تحدد أهداف الإدارات كل حسب اختصاصه والأساليب التي يتم بموجبها تقييم النتائج مقارنة بالسنوات الماضية، وتساهم في إدخال العديد من الخطط التطويرية والوقوف على مدى نجاح تلك الخطط من واقع تلك الأهداف المحققة.
وفي ختام الاجتماع، ثمّن اللواء المنصوري جهود الإدارة العامة للمرور في تحسين مؤشرات السلامة على الطرق، داعياً إلى استمرار الالتزام بأعلى معايير الجودة والتطوير المستدام، بما يدعم مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن أماناً على مستوى العالم في مجال السلامة المرورية.