ألغيت مشاركة الكاتب والروائي المصري المثير للجدل يوسف زيدان إلى معرض أربيل الدولي للكتاب، المقرر إقامته في التاسع من أبريل/نيسان الجاري، وسيستمر عشرة أيام، وذلك بعد أن أعلن المعرض مسبقا مشاركة زيدان في قائمة ضيوف المعرض بعد موجة من الجدل والرفض الشعبي على خلفية تصريحات قديمة للكاتب اعتُبرت مسيئة لشخصية صلاح الدين الأيوبي.

فور إعلان اللجنة المنظمة استضافة زيدان عبر صفحتها الرسمية، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حملة انتقادات واسعة، استندت إلى مقابلة تلفزيونية سابقة له، وصف فيها صلاح الدين الأيوبي بـ"أحقر شخصية في تاريخ البشرية".

وقد أطلق ناشطون وسمًا باللغة الكردية "#نا_بۆ_بانگهێشتکردنی_یوسف_زێدان" (لا لاستضافة يوسف زيدان)، الذي سرعان ما لاقى تفاعلا كبيرا وأثار موجة استنكار واسعة، وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة المعرض الذي سيقام في التاسع من أبريل/نيسان الجاري إذا حضر زيدان.

انقسام

أثار هذا الجدل انقساما لدى المثقفين الكرد؛ حيث رأى فريق، أن استضافة زيدان تمثل إهانة لشخصية تاريخية بارزة يعتبرها كثيرون رمزا قوميا كرديا وحّد وحكم العالم الإسلامي بقومياته المختلفة.

ومن الجهة المقابلة، أدان بعض المثقفين أصحاب التوجه اليساري هذه الحملة، ورأوا فيها استغلالا أيديولوجيا وسياسيا، متهمين جهات حزبية إسلامية كردية بتأجيجها.

إعلان

وذكروا أن ليوسف زيدان مواقف إيجابية في القضية الكردية وكان مساندا دائما لحقوق الشعب الكردي في المنصات المختلفة منذ سنوات، وأن انتقاده لصلاح الدين لا يستدعي هذا القدر من التصعيد، وأنها تأتي من منطلق الاختلاف في الرأي.

وفي تطور لافت، رفع المدعي العام في أربيل، د. محمد ريكاني، شكوى قانونية ضد استضافة زيدان، معتبرا تصريحاته إساءة علنية لشخصية تحظى بتقدير خاص لدى الأكراد والمسلمين، ولا تندرج ضمن النقد التاريخي والأكاديمي.

وجاء في فحوى الشكوى إلى المدعي العام في إقليم كردستان، أن "يوسف زيدان أساء وأهان الشخصية التاريخية للكُرد والمسلمين علنا وعلى القنوات الإعلامية".

وردا على هذه الدعوى قال الكاتب والباحث السياسي سَرو قادر في تصريحات للجزيرة نت، إن "هذه الدعوى القضائية على يوسف زيدان ستضر بسمعة إقليم كردستان وقضيته. لا ينبغي للكُرد أن يهاجموا الآراء المخالفة لهم، صلاح الدين ليس رمزا وطنيا كرديا، بل هو زعيم مسلم في الحروب الصليبية، لذلك من الواضح أن هذه الدعوى القضائية تقف وراءها أيديولوجية معينة".

وعلى الجانب الآخر قال الباحث في الفكر الإسلامي، الدكتور فاتح سنكاوي في تصريحاته للجزيرة "يمكن قراءة جوانب مختلفة من حياة صلاح الدين والتعبير عن وجهات نظر مختلفة، ولكن في سياقها التاريخي. أما شخص مثل يوسف زيدان، الذي يطلق مثل هذا الكلام غير اللائق تحت ستار أيديولوجية بحتة، لا ينبغي أن نكون سعداء جدا بقدومه. لأن صلاح الدين يعد من أعظم القادة في التاريخ، وأصبح رمزا وطنيا كرديا بامتياز".

وأضاف سنكاوي "عندما تريد أن تدافع عن قضية ذات جذور دينية، يأتي بعض من لديهم أحكام مسبقة ليطرحوا فورا قضية الإخوان المسلمين! وهذه في حد ذاتها خطة إقليمية جديدة تم رعايتها والعمل عليها بشكل مكثف منذ ما يقارب عشر سنوات".

إعلان

وقال الكاتب والسياسي أبو بكر كارواني للجزيرة نت، "الهوية القومية لصلاح الدين الأيوبي تم ترسيخها في الوعي الكردي خلال السنوات الـ15 الماضية. ولذلك، سواء أحببنا ذلك أم لا، فمن وجهة نظر غالبية الشعب الكردي، وصف صلاح الدين بالـ"حقير" هو إهانة وجرح غير مقبول لهم وكلمة مثل هذه عن هذا الرمز، يُحقر قائلها أيضا".

وعلى إثر التصعيد واستمرار الحملة والضغوط لعدة أيام، قامت إدارة معرض أربيل الدولي للكتاب بإلغاء دعوة زيدان للمعرض الدولي دون إصدار بيان توضيحي.

في حين أعلن زيدان عبر صفحته على "فيسبوك" اعتذاره عن عدم الحضور في المعرض وإلغاء زيارته الى أربيل بسبب هذه الحملة، واتهم زيدان الجماعات المقربة من الإخوان المسلمين وسماهم "شرذمة من بقايا (الإخوان المسلمين)" وراء ذلك.

وقال زيدان أيضا في منشوره إن "هؤلاء خجلوا لأنني أهاجم الرمز الكردي الموهوم "صلاح الدين الأيوبي" الذي هو في حقيقة الأمر ليس كرديا، وليس رمزا إلا عند المتاجرين بقضية "تحرير القدس".

تفتخر الأكثرية بانتماء صلاح الدين الكردي بينما تذهب أقلية يسارية إلى أنه لم يقدم شيئا للكرد، وأنه تصرف مسلما وليس كرديا (ميدجيرني – الجزيرة) صلاح الدين الأيوبي

الجدير بالذكر، أن يوسف زيدان سبق أن زار أربيل وشارك في فعاليات المعرض دون إثارة مماثلة، أما ما حدث هذه المرة من الضجة الإعلامية والحملة الشعبية يرجع إلى إعادة نشر مقابلته القديمة بشكل واسع النطاق في صفحات التواصل الاجتماعي وترجمتها إلى اللغة الكردية.

وكانت شخصية صلاح الدين الأيوبي على الدوام مثار جدل لدى النخب والمثقفين الكرد، وأساس هذا الجدل يرجع إلى الموقف من الانتماء الكردي لصلاح الدين الأيوبي وعلى أساس التوجه الفكري والأيديولوجي والسياسي لهؤلاء النخب.

فمن جانب تفتخر الأكثرية بانتماء صلاح الدين الكردي بينما تذهب الأقلية من أصحاب الفكر اليساري إلى أن صلاح الدين لم يقدم شيئا للكرد، وأنه تصرف مسلما وليس كرديا.

إعلان

ويُعقد معرض أربيل الدولي للكتاب، هذا العام، تحت شعار "العالم يتكلم كرديا"، بمشاركة 250 دار نشر من 22 دولة عربية وأجنبية. وتركز فعاليات المعرض على ترجمة الكتب إلى اللغة الكردية، احتفاءً بازدهار حركة الترجمة واعتماد الكردية ضمن اللغات الأساسية في محرك البحث العالمي "غوغل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات صلاح الدین الأیوبی یوسف زیدان

إقرأ أيضاً:

لأول مرة منذ 13 عاما.. أردوغان يلتقي وفد الـحزب الكردي

أنقرة (زمان التركية) – التقى وفد من حزب المساواة الشعبية والديمقراطية الكردي بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ليكون هذا هو الاجتماع الأول بين الرئيس أردوغان ووفد كردي منذ 13 عاما.

وبدأ الاجتماع في الساعة 13.30 في المجمع الرئاسي في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة. وانتهى الاجتماع الذي استمر قرابة الساعة ونصف الساعة، عند الساعة 14:55.

وحضر الاجتماع أيضًا مدير جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية إفكان ألا.

وقالت البرلمانية عن حزب المساواة الشعبية والديمقراطية في إسطنبول سري ثريا أوندر في تصريحه بعد الاجتماع: “كان اجتماعًا إيجابيًا للغاية، وسار على ما يرام. نحن أكثر تفاؤلاً بكثير”.

بينما قالت نائبة الحزب في وان بيرفين بولدان، في تصريحها المقتضب للصحافة لدى مغادرتها البرلمان التركي قبل الاجتماع: “أود التأكيد على أهمية هذا الاجتماع، سيلتقينا الرئيس لأول مرة بهذا الشأن، نسأل الله أن يعود علينا وعلى تركيا بالخير والبركات”.

وكان لقاء اليوم هو أول لقاء لأردوغان مع ممثلي السياسة الكردية بعد انقطاع طويل.

التقى أردوغان آخر مرة مع الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش المعتقل منذ عام 2016، وجولتان كيشاناك، في 12 يونيو 2012، خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء.

وفي مارس الماضي، أبدى الرئيس أردوغان، ترحيبا بلقاء الوفد حال ما إن تقدم بطلب وذلك، وجاء هذا خلال إجابته عن سؤال أحد الصحفيين أثناء كلمته باجتماع الكتلة البرلمانية، حول ما إن كان سيلتقي وفد الحزب الكردي المشارك بمفاوضات حل الأزمة الكردية.

وساهم حزب الديمقراطية والمساوة للشعوب، الذي كان ينظر إليه حتى وقت قريب باعتباره “الذراع السياسي للكيان الإرهابي حزب العمال الكردستاني” في جهود الحكومة لحل الأزمة الكردية من خلال حل تنظيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي.

وتسارعت وتيرة إجراءات تحقيق هدف “تركيا بدون إرهاب” عقب الدعوة التاريخية التي أطلقها رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، في الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالإفراج عن عبد الله أوجلان زعيم تنظيم العمال الكردستاني الانفصالي مقابل إعلان الأخير حل التنظيم المسلح.

وأعقبت دعوة بهجلي خطوات متسارعة تخللها ثلاثة لقاءات لوفد حزب الديمقراطية والمساواة الشعبية مع عبد الله أوجلان، الذي بعث رسالة في لقائه الثالث مع الوفد دعا خلالها التنظيم لتفكيك صفوفه وإلقاء سلاحه.

وفي الجولة الثانية من اللقاءات مع مسؤولي الأحزاب السياسة في تركيا عقب إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار من طرفه، زار رئيسا الحزب، تولاي حامد أوغولاري وتونجر بكرهان، أحزاب الشعب الجمهوري والديمقراطية والتقدم وحزب العمال وحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.

Tags: أكرادبرفين بولدانتركياحزب المساواة الشعبية والديمقراطية

مقالات مشابهة

  • السوداني يجري زيارة إلى أربيل اليوم
  • مصدر سياسي: زيارة السوداني إلى أربيل باستدعاء من البارزاني لحسم تصدير النفط من الإقليم عبر تركيا
  • رواتب الموظفين وملف النفك تتصدران أجندة زيارة السوداني الى أربيل
  • الهوية والولاء في عصر السلطان صلاح الدين
  • ترامب يلغي التوقيت الصيفي : لن يكون هناك المزيد من تغيير الساعات
  • العثورعلى جثة شاب تعرض الى تعذيب وحشي بـالتيزاب في صلاح الدين
  • صلاح الدين عووضه.. شفشافة الجيش..!!
  • اعتقال 5 مطلوبين وضبط أكبر كمية من المشروبات الكحولية المهربة في صلاح الدين
  • لأول منذ 13 عاما.. أردوغان يلتقي وفد حزب المساواة الشعبية الكردي
  • لأول مرة منذ 13 عاما.. أردوغان يلتقي وفد الـحزب الكردي