مصير الجات والبريكس والكوميسا بعد فرض الرسوم الجمركية على 200 دولة.. كيف تستفيد مصر من قرارات يوم التحرير؟
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
لم يكتفِ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإعلانه حربا تجارية على أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة الأمريكية، وهم الصين، وكندا، والمكسيك من خلال فرض رسوم جمركية على صادرات تلك الدول لأمريكا تخطت نسبة الـ30%، وذلك منذ شهرين فور توليه مهامه الرئاسية رسميا، وتنفيذ مخططه الاقتصادي، الذي وعد بتحقيقه أثناء فترة انتخابه لتوليه ولاية رئاسية ثانية، لتفاجأ الأسواق العالمية بقرار ترامب الجديد الذي زاد من حالة التوتر الاقتصادية العالمية، وأشعل حربا تجارية عالميا عندما كشف عن زيادة نسبة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من 200 دولة وجزيرة وإقليم، تضمنت دولا أجنبية وعربية، تخطت الـ50% في بعض الدول، ولم تقل عن 10% نسبة الرسوم الجمركية المفروضة.
علل ترامب سبب تطبيقه تعريفات جمركية بنسب كبيرة لبعض الدول بعينها وخاصة أسواق الدول الأسيوية، بأن تلك الأسواق لا تنفك في ممارساتها غير العادلة في التجارة العالمية.
وعلى الجانب الآخر كانت الدول العربية ومنها مصر الأقل حظًّا في تطبيق نسبة الرسوم الجمركية على صادراتها لأمريكا والتي وصلت لـ10% فقط.
وبلغت صادرات مصر لأمريكا بنهاية عام 2024 ما قيمته 2.247 مليار دولار، بنمو سنوي سجل 6.7%، وتتضمن صادرات مصر لأمريكا مجموعة من المنتجات والسلع تتنوع ما بين «الملابس، ومحضرات خضر وفواكه، وسجاد، وحديد وصلب»، حيث سجلت الصادرات المصرية لأمريكا من الملابس والمنسوجات في عام 2024، ما قيمته 739.9 مليون دولار، ووصلت حجم صادرات مصر لأمريكا من محضرات الخضر والفواكه في عام 2024 لما قيمته 113.8 مليون دولار، وفي السجاد وبعض المواد النسيجية ما قيمته 123.3 مليون دولار، وفي الحديد والصلب ما قيمته 126.6 مليون دولار.
بينما تستورد مصر من الولايات المتحدة سلعًا ومنتجات تتضمن وقود وزيوت معدنية، حبوب وأثمار زيتية ونباتات طبية، وعلف، وطائرات وسفن فضائية، وأجهزة آلية وسجل حجم الواردات المصرية من أمريكا خلال عام 2024 ما قيمته 6.1 مليار دولار، بزيادة 36%، ليصل إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر وأمريكا في 2024 حوالي 8.6 مليار دولار.
جديرًا بالذكر أن قطاع صادرات الملابس الجاهزة على وجه التحديد الذي تصدره مصر لأمريكا لن يتأثر بنسبة الـ 10% من الرسوم التي فرضها ترامب على مصر مقارنة بباقي القطاعات المُصدرة من مصر لأمريكا، نتيجة سريان اتفاقية «الكويز» المبرمة بين مصر وأمريكا عام 2004م، والتي تسمح بإمكانية تصدير المنتجات المصرية إلى الأسواق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة.
وقال الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي إن وجود تكتلات اقتصادية مثل «البريكس- والكوميسا» بمثابة ملاذ آمن ليس للدول العربية فقط التي ستتأثر بنسبة الرسوم الجمركية المفروضة من ترامب وإن كانت ضئيلة، بل أيضًا للدول الأجنبية من أعضاء التكتل، في مواجهة هذه الأزمة التجارية العالمية، حيث تضم مجموعة البريكس نسبة 45% من سكان العالم، وتتيح فرصة للتبادل التجاري بين أعضائها وفق قواعد وقوانين واضحة، ما يجعلها خيارًا أكثر استقرارًا من الاعتماد على دولة واحدة، مشيرًا إلى عمق الدور المصري في خضم هذه الحرب التجارية، كونه بوابة رئيسية للتجارة والاستثمار في إفريقيا والشرق الأوسط.
وفي ذات السياق، فإن الولايات المتحدة تعتبر من الدول الرئيسة التي ساهمت في تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995. بهدف تعامل الدول أجمع من خلال نظام تجاري دولي يضمن وجود حرية في عمليات التبادل التجاري المُختارة بين الدول وبعضها وتخفيض الرسوم الجمركية، لتأتي أمريكا بعد عدة أعوام لخرق تلك القواعد بعد ما كانت الداعم الأساسي لتدشين تلك المنظمة.
كما تُصنف الرسوم الجمركية المفروضة من ترامب تجاه الـ 200 دولة، وبالأخص الدول التي كان لها الحظ الأوفر من زيادة التعريفة المقررة على صادراتها لأمريكا، خرقًا لمبادئ وشروط الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة «الجات»، التي تهدف للتحرر من قيود التجارة الدولية، وتحديد كمية السلعة المستوردة، وخفض الرسوم الجمركية على عدد من السلع.
وعن مدى تأثر الاقتصاد الأمريكي بقــرارات ترامــب بشــأن رفــع ســعر التعريفــة الجمركيــة التــي أحدثت خللا في الأسواق العالمية، يقول الدكتور سمير رؤوف، الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد الأمريكي لن يكــون بمأمن على الإطلاق مــن حجم مــا ألحقــه ترامب به بســبب قرارات التعريفــة الجمركية حيث يتوقع أن يواجه السوق الأمريكي ركودا، ويزيد معدل التضخــم الذى ظلت لمــدة عامين تنتهــج سياســة التشــديد النقديــة لكبح عجــلات التضخم، والوصــول بالمعدلات لمســتويات مقبولة، بعــد أن اعتمد البنك الفيدرالــي الأمريكي من آخر عام 2024 سياســة التيســير النقدية، وخفض سعر الفائدة.
ويمكــن أن تصبــح مصر فــي ظل تلك الاضطرابات السوقية عالميا بفعل قرارات ترامب، سوقا بديل وتســتفيد من الأزمة العالميــة القائمة، فيما يخص زيــادة التعريفــات الجمركية، من خلال امتيازات للشركات التي تصدر للولايات المتحدة، والسعي لجذب شركات أجنبية إلى المناطق الصناعيــة في مصر بهدف التصنيــع والتصديــر إلــى أمريــكا كون مصر تمثل نســبة 10% فقط من الرسوم على الواردات الأمريكية، وهى أقل نسبة مــن بــين النســب المفروضــة علــى باقي الدول.
اقرأ أيضاًما تأثير تعريفات ترامب الجمركية؟.. «فيتش»: حرب الرئيس الأمريكي تهدد الاقتصاد
«حرب تجارية عالمية».. انهيار الأسواق الآسيوية بعد فرض رسوم ترامب الجمركية
خبير اقتصادي أمريكي: تعريفات ترامب الجمركية ستكلف كل أسرة أمريكية 5 آلاف دولار سنويا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرسوم الجمركية الصادرات المصرية الكوميسا الاقتصاد الأمريكي الفيدرالي الأمريكي البنك الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة الاقتصاد اليوم الاقتصاد الآن البريكس فرض الرسوم الجمركية فرض الرسوم الجمركية من ترامب الجات الرسوم الجمرکیة المفروضة الرسوم الجمرکیة على مصر لأمریکا ملیون دولار ما قیمته عام 2024
إقرأ أيضاً:
اضطرابات الرسوم الجمركية تعزز مكانة الذهب كـأفضل استثمار
ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي تجاوز 3200 دولار للأونصة، مدفوعاً بالمخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، مما عزّز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين.
وارتفعت الأسعار بنسبة وصلت إلى 2.5% لتبلغ 3255 دولار يوم الجمعة، متجاوزة المستوى القياسي السابق الذي سُجّل يوم الخميس. وتتجه الأسعار نحو تسجيل مكاسب أسبوعية تُقدّر بحوالي 6%.
وقد تأكدت مكانة الذهب كملاذ آمن هذا الأسبوع، في ظل تقلبات الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية، ما أشعل موجة بيع عشوائي في الأسهم والسندات الأميركية والدولار، مع تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي يُخيّم على السوق الأميركية.
ورغم إعلان الرئيس ترمب هدنة جمركية لمدة 90 يوماً لمعظم الشركاء التجاريين، ظلت المخاطر وحالة عدم اليقين قائمة، حيث أصبحت الرسوم المفروضة على جميع الواردات من الصين خاضعة لرسوم لا تقل عن 145%. ورداً على ذلك، رفعت الصين يوم الجمعة الرسوم على السلع الأمريكية إلى 125%، ووصفت تصرفات الإدارة الأمريكية بـ"المهزلة"، مؤكدة أنها لم تعد ترى في الرد بالمثل أمراً مجدياً.
وقالت ليو يوشوان، الباحثة المتخصصة في المعادن الثمينة لدى شركة "قوتاي جونآن فيوتشرز" ومقرها شنغهاي: "الذهب هو أفضل مكان يمكن أن تتواجد فيه في السوق حالياً". و"التوترات التجارية غير المسبوقة عمّقت حالة عدم الثقة في الدولار الأمريكي، ما زاد من الطلب على الأصول الآمنة الأخرى".
وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، يُنظر إلى الذهب كملاذ آمن لأي محفظة استثمارية، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
شكوك بشأن سرعة التوصل لاتفاقات تجارية
وتتزايد الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري قبل انقضاء مهلة التسعين يوماً المقبلة، رغم تأكيد مدير المجلس الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن الولايات المتحدة "حققت تقدماً كبيراً" في محادثاتها مع شركائها الاقتصاديين.
وقد ساهمت مشتريات البنوك المركزية وآمال المزيد من التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي أيضاً في دعم ارتفاع الذهب بأكثر من خمس قيمته هذا العام. وأظهرت بيانات نُشرت يوم الخميس أن معدل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة تراجع بشكل عام في مارس، مما دفع المتداولين إلى تسعير توقعات بثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام، مع احتمال رابع لتخفيض إضافي. وتُعتبر أسعار الفائدة المنخفضة داعمة للذهب، كونه لا يُدرّ عائداً.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.4% ليبلغ 3222.16 دولار للأونصة عند الساعة 12:09 مساءً بتوقيت لندن. في الوقت ذاته، تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار لليوم الرابع على التوالي، بينما ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم جميعها.