زيارات الزعماء تُنعش السياحة.. تجول ماكرون في خان الخليلي يبرز الإرث الحضاري المصري
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت أزقة خان الخليلي التاريخية حدثًا استثنائيًا، حيث تجول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفقة السيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جولة حملت أبعادًا سياسية وثقافية عميقة، وألقت الضوء على الإرث الحضاري المصري.. هذه الزيارة، التي جاءت ضمن زيارة رسمية لماكرون إلى مصر استمرت يومين، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل تحولت إلى حملة ترويجية قوية للسياحة المصرية، وسط توقعات بأن تُحدث انتعاشًا ملحوظًا في هذا القطاع الحيوي.
وصل الرئيس ماكرون إلى القاهرة يوم الأحد، 6 أبريل، حيث استقبلته العاصمة بحفاوة كبيرة.. وفي لفتة رمزية، رافقت طائرات الرافال المصرية طائرته أثناء هبوطها، وهو ما أشاد به ماكرون عبر منصة "إكس"، واصفًا إياه بـ"رمز قوي للتعاون الاستراتيجي بين فرنسا ومصر".
وفي اليوم التالي، اصطحب السيد الرئيس السيسي ضيفه الفرنسي في جولة مميزة شملت خان الخليلي وحي الحسين، وهما من أقدم وأعرق المناطق التاريخية في القاهرة.. خلال الجولة، تفاعل الرئيسان مع الباعة والحرفيين المحليين، والتقطا الصور التذكارية وسط هتافات الجماهير المتحمسة، كما زارا المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه رسميًا في يوليو المقبل، واختتما اليوم بتناول العشاء في مطعم نجيب محفوظ، وهو مكان يحمل رمزية ثقافية كبيرة بسبب ارتباطه بالأديب المصري الحائز على جائزة نوبل.
وحظيت الزيارة بتغطية إعلامية عالمية واسعة، مما يُتوقع أن يُترجم إلى زيادة ملحوظة في أعداد السياح الوافدين إلى مصر، خاصة من فرنسا ودول أوروبا الأخرى.. ويؤكد خبراء السياحة أن تجول رئيس دولة كبرى مثل فرنسا في منطقة شعبية مثل خان الخليلي يُرسل رسالة واضحة للعالم بأن مصر وجهة آمنة ومستقرة، مما يعزز صورتها كمقصد سياحي غني بالمعالم الثقافية والتاريخية، كما أن التغطية الإعلامية المكثفة، إلى جانب انتشار الصور ومقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ستُحفز فضول السياح الأجانب لاستكشاف هذه المناطق التاريخية.
ومن المتوقع أن تُشجع هذه الزيارة الجهات المعنية على تطوير البنية التحتية والخدمات في المناطق السياحية، استعدادًا لاستقبال أعداد أكبر من الزوار، كما يمكن أن تُلهم هذه الزيارة الشركات والجهات المسئولة لتصميم "حزم سياحية" جديدة تجمع بين الجولات التاريخية والتجارب الثقافية التفاعلية، مثل تعليم الزوار صناعة الفخار أو النسيج اليدوي أو الطهي الشعبي المصري، مما يُتيح للسائح تجربة الثقافة المصرية بشكل أعمق.
وتمتد دلالات الزيارة إلى الجانب الاقتصادي، حيث تُعد بمثابة رسالة طمأنة للمستثمرين الدوليين، تُظهر التزام الحكومة المصرية بتنمية القطاع السياحي، ومن المتوقع أن تُحفز هذه الزيارة شركات فرنسية كبرى في مجال السياحة والفندقة على استكشاف فرص التوسع في السوق المصري، خاصة مع توجه الدولة نحو تطوير أنماط سياحية جديدة مثل السياحة البيئية، وسياحة المغامرة، وسياحة المؤتمرات.
وتُعد فرنسا واحدة من أهم الأسواق السياحية المصدرة للسياح إلى مصر، بفضل الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين البلدين، مما يجعل هذه الزيارة فرصة ذهبية لتعزيز التعاون السياحي بينهما.
وليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها زعيم دولة معالم سياحية في مصر، فقد شهد التاريخ القريب زيارات مماثلة تركت أثرًا إيجابيًا على السياحة المصرية.. فعلى سبيل المثال، زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يونيو 2009 جامع السلطان حسن والأزهر الشريف، مما سلط الضوء على التراث الإسلامي في مصر وأسهم في تعزيز السياحة الثقافية والدينية. وفي عام 2006، زار الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني آنذاك، واحة سيوة، مما زاد الاهتمام السياحي بهذه المنطقة الفريدة وجذب المزيد من السياح البريطانيين، كما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهرامات الجيزة في عام 2005، مما عزز العلاقات السياحية بين مصر وروسيا وزاد من أعداد السياح الروس الوافدين.
ومن الأمثلة الأخرى، زيارة ميلانيا ترامب للأهرامات في أكتوبر 2019، التي أبرزت جهود مصر في الحفاظ على تراثها، وزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 2017، حيث أُقيم حفل فني في منطقة الأهرامات، مما عزز الاهتمام السياحي الألماني بمصر.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة المصرية لتعزيز قطاع السياحة، الذي يُعد أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني. ولا تقتصر أهمية الزيارة على بعدها السياسي أو البروتوكولي، بل تمتد لتُحدث تأثيرًا مباشرًا على النشاط السياحي، من خلال تنشيط السياحة الثقافية والدينية، وتحسين الصورة الذهنية لمصر عالميًا، وتشجيع الاستثمارات السياحية. كما تُعيد تسليط الضوء محليًا على أهمية الأماكن التراثية لدى المصريين أنفسهم، مما قد يُسهم في زيادة إقبال المواطنين على هذه المناطق، خاصة خلال المناسبات والعطلات، وهو ما يدعم اقتصاديات السياحة المحلية الصغيرة مثل البازارات والمقاهي التقليدية والحرفيين.
وتُعد هذه الزيارة فرصة مثالية لتعزيز جهود الترويج الدولي لمصر، خاصة إذا تم استثمارها بشكل احترافي من خلال الحملات الدعائية والمنصات الرقمية. وقد بدأت وزارة السياحة بالفعل في تنفيذ حملات ترويجية مكثفة، ومن المتوقع أن تُعزز هذه الزيارة هذه الجهود، مما يُسهم في تسويق مصر كوجهة سياحية بطريقة غير مباشرة ولكن فعالة للغاية.
زيارة الرئيس ماكرون والرئيس السيسي لخان الخليلي لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت بمثابة دفعة قوية للسياحة المصرية، وأكدت مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.. ومع استمرار مثل هذه الزيارات، وتكثيف الجهود لتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية، تتجه السياحة المصرية نحو طفرة جديدة تُعيد لها مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السياحة ماكرون في خان الخليلي خان الخلیلی هذه الزیارة
إقرأ أيضاً:
«الخارجية الفرنسية»: زيارة الرئيس ماكرون إلى مصر كانت مهمة للغاية وشاملة
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، اليوم /الخميس/ أن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر والتي استمرت ثلاثة أيام كانت "مهمة للغاية وشاملة" حيث تضمنت شقين رئيسيين، الأول خاص بالعلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا والثاني تعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخاصة الوضع في قطاع غزة.
وقال لوموان، في تصريح خاص لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، إن الزيارة كانت مهمة للغاية، فقد تضمنت شقين أساسيين أولهما تعلق بالعلاقات الثنائية، حيث كانت الزيارة فرصة لمناقشة سلسلة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة المسائل الاقتصادية، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات خلال هذه الزيارة، وتم عقد منتدى الأعمال المصري الفرنسي، فضلا عن مناقشة سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات منها الثقافية والتعليمية، وبذلك كانت زيارة شاملة لمناقشة كافة القضايا الثنائية".
كما أضاف المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن الزيارة كانت أيضا فرصة لمناقشة الخطة التي قدمتها الدول العربية للأراضي الفلسطينية مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال إن الرئيس الفرنسي أكد دعمه لهذه الخطة العربية، وتوجه إلى مدينة العريش تحديدا ليكون أقرب ما يمكن إلى قطاع غزة (حيث أنها تبعد 50 كيلومترا عن القطاع)، وهناك، التقى الرئيس ماكرون مع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني التي تعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتابع "لذا كانت زيارة شاملة للغاية ومهمة ومثمرة أتاحت مناقشة القضايا الثنائية مع توقيع العديد من الاتفاقيات، وكذلك القضايا الإقليمية وخاصة مسألة قطاع غزة".
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث أوضح وزير الخارجية الفرنسي في تصريح سابق أن بلاده أرسلت 1200 طن من المساعدات إلى قطاع غزة، ولكن تم تعليق جزء منها على الحدود بسبب قرار إسرائيل وقف دخول المساعدات إلى غزة، أكد المتحدث باسم الخارجية أن فرنسا مستمرة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل منتظم، ولكن كل هذا مشروط بالطبع بفتح المعابر إلى القطاع، "وبالتالي فإننا في الواقع نجري مناقشات مستمرة مع السلطات الإسرائيلية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.. من المهم للغاية استئناف إدخال هذه المساعدات، إنه أمر أساسي".
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة رسمية رفيعة المستوى إلى مصر في الفترة من 6 إلى 8 أبريل الجاري وكانت حافلة بالفعاليات والنقاشات والاتفاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية.
هذه الزيارة الناجحة التي قام بها ماكرون بدعوة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدت عدة مباحثات بين الجانبين وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي واتفاق على رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، الأمر الذي أشاد به الرئيس الفرنسي.
كما تناولت المباحثات بين الرئيسين الملفات الإقليمية، وخاصة الوضع في قطاع غزة.
وأكد الرئيس الفرنسي خلال زيارته لمصر دعم الخطة العربية لإعمار غزة مشددا على أهمية إعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، واكتسبت محطته الأخيرة إلى مدينة العريش أهمية قصوى، حيث التقى بجهات فاعلة إنسانية وأمنية وذلك تأكيدا على أهمية وقف إطلاق النار واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة.