نريدها شرطة في الميدان قبل الديوان!
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
أتابع عن كثب، وباهتمام كبير، الجهد المضني والعمل المتواصل الذي تقوم به قيادة الشرطة، لا سيما في ولاية الخرطوم، من أجل إعادة الحياة الأمنية إلى طبيعتها، عبر إعادة فتح أقسام الشرطة التي بلغ عددها حتى الآن 18 قسماً من أصل 22، بنسبة تجاوزت الـ80٪، وهي نسبة تُعد ممتازة، بل واستثنائية، إذا ما قارناها بالظروف الأمنية واللوجستية المعقدة التي تمر بها البلاد.
لا شك أن هذا الجهد يتم وفق خطة مدروسة تراعي مختلف الجوانب الأمنية والإنسانية، وتسير بخطى حثيثة لإعادة بناء الثقة بين المواطن وجهاز الشرطة. وهو مجهود مقدر ومستحق، يعكس حرص القيادة على بسط هيبة الدولة وتفعيل مؤسساتها.
لكن، من وجهة نظر صاحب المصلحة المواطن متلقي الخدمة، أعتقد أن المرحلة الحالية تتطلب أولوية واضحة لا تحتمل التأجيل: نريدها شرطة في الميدان، قبل الديوان!
المواطنين في الخرطوم يريدون أن يروا الشرطة رأي العين، في الشوارع، في الأحياء، في الأسواق، عبر دوريات راجلة وراكبة، ليلية ونهارية، وقوات ضاربة تبث الطمأنينة وتفرض هيبة الدولة. “الشرطة ليست مجرد قوة للحفاظ على النظام، بل هي أداة لبث الطمأنينة في نفوس الناس.” هذه الصورة وحدها كفيلة ببث الأمان في النفوس، وإيصال رسالة قاطعة بأن الخرطوم ليست سائبة، وأن يد الدولة ما زالت قوية وحاضرة.
أما العمل الديواني في الأقسام من فتح البلاغات والتحريات فهو ضرورة لا جدال فيها، لكنه ينبغي أن يأتي لاحقاً. فالمواطن البسيط لا يطلب تعقيداً في الإجراءات أو كثافة في التقارير، بل يطلب شرطياً في الشارع يردع الجريمة قبل أن تقع، ويطمئنه على يومه وغده. “الأمن العام هو صمام الأمان لأي مجتمع، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا إذا كانت الأجهزة الأمنية قريبة من الناس، متواجدة في الشارع وفي قلب الحدث.”
إن الظهور العلني للشرطة في الميدان هو أول مؤشرات التعافي، وأقوى أدوات الردع، وهو ما يجعل الناس يشعرون بأن هناك من يحميهم ويرعى مصالحهم. فالثقة تُبنى بالأفعال، والميدان هو مسرح الأفعال الحقيقي. “إذا كانت الشرطة في الميدان، فالقلوب تطمئن، وإذا غابت فالتساؤلات تبدأ.” هذه العلاقة القوية بين الشرطة والمجتمع هي التي تضمن استقرار الوطن وطمأنينة المواطنين.
هذه رسالة لقيادات الشرطة: لقد عرفناكم في وقت الشدة، وراهنّا عليكم، وكنتم عند حسن الظن. فامضوا على هذا الدرب، وكونوا حيث يحتاج إليكم الناس، فالميدان ينتظر أبناءه، والقلوب تتوق إلى الأمان، والأمل معقود على شرطتنا السودانية التي لا تزال أحد أعمدة الدولة رغم كل التحديات.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
7 أبريل 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی المیدان
إقرأ أيضاً:
محافظة دمشق: صيانة وتركيب أجهزة إنارة بالطاقة الشمسية في طرق رئيسة وإزالة منصف طريق كورنيش الميدان
دمشق-سانا
أعمال تأهيل وصيانة وتركيب أجهزة إنارة في عدد من الطرق الرئيسة، وإزالة منصف طريق كورنيش الميدان، قامت بها ورشات محافظة دمشق، ضمن خطتها للنهوض بالواقع الخدمي والطرقي.
مدير الصيانة في المحافظة أحمد الفارس بين في تصريح لـ سانا أن ورشات مديرية الصيانة تنفذ أعمال تأهيل وصيانة وتركيب شبكة الإنارة في عدد من الطرق الرئيسة، حيث قامت بتركيب أجهزة إنارة تعمل على الكهرباء والطاقة الشمسية في شارع رشيد كرامي – مشفى الشفاء كمرحلة أولى من المشروع.
وأشار الفارس إلى أن الورشات أزالت منصف الطريق بكورنيش الميدان، لتوحيد السير في الطريق ليصبح باتجاه واحد فقط، من دوار جامع الحسن حتى تقاطع إشارة المجتهد، للتخفيف من الازدحام المروري، وتعزيز انسيابية الحركة، لافتاً إلى أنه بدءاً من يوم الأحد القادم سيكون الطريق باتجاه واحد.
وبين الفارس أنه بعد إزالة منصف الطريق، قامت ورشات مديرية النظافة اليوم بحملة تنظيف شملت ترحيل الأتربة والمخلفات وشطف الطريق بالكامل.