ما يحدث في نادي الهلال حاليًا يدعو للحيرة والقلق، بل ويستوجب التوقف طويلًا أمام مشهد لم يعتد عليه جمهور الزعيم، ولا حتى المتابعين المحايدين لمسيرة هذا الكيان الكبير. فمن كان يتوقع أن يتحول الفريق، الذي كان يضرب به المثل في الاستقرار والتميز، إلى كومة من الإحباطات ونسخة باهتة عن تاريخه الزاخر؟ لقد مرت على الهلال محطات صعبة، بل وحتى في ما يعرف بـ”السنة الكبيسة” عام 2019، التي شهدت ضياع أربع بطولات كبرى؛ بسبب التخبط الفني، كان الفريق لا يزال يقدم أداءً مقبولاً، وكان قادراً على الوصول لمراحل متقدمة محليًا وخارجيًا، لكن الوضع اليوم مختلف تمامًا.
الهلال اليوم لا يشبه الهلال. فريق تائه داخل الملعب، فاقد للهوية، هش في الدفاع، متباعد في الخطوط، ضعيف الشخصية في المواجهات الكبيرة. نتائج الفريق أمام فرق المقدمة لا تحتاج إلى محلل، بل يكفي النظر إلى حجم الخسائر والأداء الهزيل؛ لنعرف أن الخلل عميق، وأن الأزمة أكبر من أن تُختزل في انخفاض مستوى لاعب أو غياب عنصر مؤثر. فالهلال خسر من معظم منافسيه المباشرين، وبنتائج كبيرة، دون أن نرى أي ردة فعل توازي حجم النادي وتاريخه. المدرب الحالي، الذي ظهرت بوادر ضعفه منذ مباراة العين في الموسم الماضي، يبدو وكأنه غير قادر على إدارة منظومة بحجم الهلال، لا تكتيكيًا ولا نفسيًا. ملامح التخبط واضحة، والخيارات الفنية لا تليق بفريق ينافس على البطولات. ومع ذلك، فالأغرب من كل هذا أن إدارة النادي لا تزال تُجدد فيه الثقة، وكأنها تبارك هذا الانهيار التدريجي الذي يعصف بالنادي، لقد بات من المؤلم أن نرى الهلال بكل ما يمثله من قيمة كروية وتاريخية، يظهر بهذا الشكل الباهت، بلا روح، وبلا طموح، وكأن ما يجري لا يعني أحدًا.
ما يحدث الآن يتجاوز مرحلة العثرة المؤقتة. فالهلال دخل في نفق مظلم، وكلما مر الوقت دون تدخل حازم وعقلاني، زادت الكلفة، الإدارة مطالبة اليوم بمواجهة الحقيقة: الفريق في أسوأ حالاته، والمدرب لا يملك أدوات النهوض به، والمجاملة على حساب الكيان مؤلمة في حق التاريخ والجماهير، الهلال لا يحتاج لمسكنات، بل لصدمة تصحيحية تعيد الأمور إلى نصابها؛ لأن استمرار الوضع بهذا الشكل، قد يُخرج الهلال من مشهد المنافسة لسنوات قادمة، ويجعله مجرد ذكرى جميلة في ذاكرة عشاقه.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان
إقرأ أيضاً:
عضو مجلس إدارة الأهلي: نريد رياضة تناسب قيمة اسم مصر
علق محمد الجارحي عضو مجلس إدارة الأهلي على مستقبل الرياضة في مصر عبر فيسبوك.
و كتب محمد الجارحي :مستقبل الرياضة في مصر يحتاج لحوار مجتمعي موسع بمشاركة كل الأطراف المعنية، وليس بفرض أمر واقع أو حوار داخل الغرف المغلقة.
و تابع: الأمر يتخطى كرة القدم وتعديلات قانون الرياضة الجديد.
و أضاف: نريد رياضة تناسب قيمة اسم مصر.. هذا هو توجه الدولة والجمهورية الجديدة في كل المجالات.
يواصل فريق الكرة بالنادي الأهلي استعداداته الجادة لمواجهة الهلال السوداني، غداً الثلاثاء، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.
وتُعد هذه المباراة من المحطات المهمة في مشوار الفريق الأحمر للحفاظ على اللقب القاري، الذي تُوّج به في النسخة الماضية، وتحظى باهتمام واسع من جماهير الأهلي في مصر والوطن العربي.
موعد المباراة المرتقبة بين الأهلي والهلال
تنطلق مباراة الأهلي والهلال السوداني في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة، غداً الثلاثاء، على ملعب الشيخة ولد بوضياف في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وكانت مباراة الذهاب قد أُقيمت في القاهرة الأسبوع الماضي، وتمكن الأهلي من تحقيق الفوز بهدف دون رد، أحرزه المدافع محمد هاني، ليمنح فريقه الأفضلية قبل لقاء الإياب.
القنوات الناقلة للمباراة
تنفرد شبكة قنوات “بي إن سبورتس” بحقوق البث الحصري لمباريات دوري أبطال أفريقيا بدءاً من دور المجموعات وحتى النهائي، وتنقل مباراة الأهلي والهلال عبر قناة beIN Sports HD، حيث ينتظر عشاق الكرة الأفريقية مواجهة قوية بين ممثلي مصر والسودان.
الهلال السوداني يخوض مبارياته في موريتانيا
بسبب الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة في السودان، اضطر نادي الهلال السوداني إلى خوض مبارياته الأفريقية خارج البلاد، حيث اختار موريتانيا كأرض بديلة. ويشارك الفريق أيضاً في منافسات الدوري الموريتاني خلال هذه الفترة، الأمر الذي يمنحه نوعاً من التكيف مع الأجواء المحلية هناك.
وتُعد مواجهة الأهلي والهلال من أبرز لقاءات الدور ربع النهائي، لما تحمله من طابع تنافسي كبير وتاريخ طويل بين الفريقين في البطولات القارية.