محمود محيي الدين: الحرب التجارية العالمية تفرض على صناع السياسة النقدية أن يكونوا أكثر حذرا
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
كشف الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية 2030، عن التداعيات العميقة للحرب التجارية العالمية التي بدأت رحاها تدور وتأثيرها على دول الإقليم، مؤكدًا أن: "الأهم في هذه المرحلة هو دراسة تأثير تلك الحرب على اقتصاديات دول المنطقة من خلال مؤشرات حقيقية مثل التضخم والبطالة، خاصة وأن هذه المنطقة تعتمد على الاقتصاد التجاري، وتستثمر في السياحة، وهي عناصر مؤثرة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
وأضاف، خلال مداخلة عبر "سكايب" في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON:"هناك من يتحدث عن الفوضى الخلاقة، لكنني شخصيًا لا أؤمن بهذه المقولة، فهي فكرة خاطئة وشائعة. ما يسمى بالفوضى الخلاقة أُطلق ضمن مفهوم التدمير الخلاق المستهدف من أحد كبار الاقتصاديين، لكنه لا ينطبق على واقعنا."
وتابع: "بدأت هذه الأزمة بفرض الرسوم الجمركية، بالتزامن مع سياسات تقيد انتقال العمالة وتمنع الهجرة، بالإضافة إلى تقليص المساعدات الإنمائية، وهو ما يضر الدول النامية بشكل مباشر. فمثلًا، دولة مثل جنوب السودان تعتمد بنسبة 50% من ميزانيتها على المساعدات، بعكس مصر التي تعتمد على المساعدات الفنية وتشجيع القطاع الخاص من خلال تلك المعونات ."
كما توقع محيي الدين أن تشهد المؤسسات الدولية مراجعات قريبًا، معلقًا: “لست متفاجئًا من صمت العاملين في المؤسسات الدولية. في العادة، كانوا يخرجون بمواقف حاسمة عند مثل هذه الأزمات، لكن هذه المرة نراهم صامتين، ربما خوفًا على مواقعهم أو مستقبل مؤسساتهم. ومع ذلك، لا مفر من مراجعة جادة وشاملة داخلها”.
وفيما يتعلق بمسارات قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قال: "تأثير الحرب التجارية كان أحد العوامل الرئيسية التي دفعت رئيس الفيدرالي إلى التردد في اتخاذ قرار جديد. رغم تلميحه إلى أن الأزمة قد تكون عابرة، إلا أن التذبذب في السياسات الجمركية جعله يتريث."
وعن تأثير هذه التطورات على دول الشرق الأوسط، خاصة من المعتمدة على تكلفة التمويل واستقرار سعر الصرف نسبيا ، أوضح: "البنوك المركزية، في المنطقة وصناع السياسة النقدية في المنطقة، يجب أن يكونوا أكثر حذرًا وتحوطًا. فالتقلبات الحالية قد تؤدي إلى تذبذب في أسعار الصرف. حتى الذهب، الذي يُعد ملاذًا آمنًا تقليديًا، لم يسلم من هذه التقلبات."
وختم الدكتور محمود محيي الدين حديثه بالتشديد على أن: "الفترة الحالية تتطلب سياسات اقتصادية أكثر احترافية، وتنسيقًا غير مسبوق بين السياستين المالية والنقدية في المنطقة بشكل غير مسبوق اكثر من أي وقت مضى".
وأشار الدكتور محمود محيي الدين إلى أن الأطراف المعنية بالارتباط بالمنظومة الدولية باتت تواجه تحديات حقيقية، في ظل أجواء دولية وصفها بـ"المسمومة"، نتيجة تراجع التعاون الاقتصادي والدبلوماسي الدولي. وقال: "العالم اليوم يعيش بلا غطاء تأميني حقيقي. لقد سمّمت بعض السياسات الدولية البيئة العالمية للتعاون، وعلى رأسها السياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة، التي لطالما اعتُبرت 'الشرطي الدولي' أو 'رجل الإطفاء العالمي."
وأضاف موضحًا: "هذه الأدوار لم تعد محل ثقة أو اهتمام عالمي كما في السابق. فإذا اندلعت أزمة، أو تفشت جائحة، لم نعد سنرى نفس التعبئة الدولية أو التجنيد الجماعي كما شهدنا في أزمات سابقة. لقد تغيرت ملامح الاستجابة والتعاون العالمي، وهذا يترك فراغًا خطيرًا في المنظومة الدولية."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمود محيي الدين اخبار التوك شو الاقتصاد الحرب التجارية لميس الحديدي المزيد محمود محیی الدین الحرب التجاریة
إقرأ أيضاً:
الصين تنشر فيديو عن الحرب التجارية وتصف الولايات المتحدة بـ”نمر من ورق”
#سواليف
نشرت #الصين #فيديو وجهت فيه #انتقادات حادة للحرب التجارية وحثت المجتمع الدولي على مواجهة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب، مشبّهة #الولايات_المتحدة بـ” #نمر_من_ورق “.
"أنتم نمر من ورق".. #الصين تتحدى #أميركا وترفض التفاوض مع #ترمب #أخبار_الصباح#قناة_العربية pic.twitter.com/9IZllwABDy
— العربية (@AlArabiya) April 30, 2025ووجهت وزارة الخارجية الصينية، عبر فيديو تناقلته منصات التواصل الاجتماعي، اتهامات للرئيس ترامب بشن حرب تجارية غير عادلة ضد بكين، ونشرت المقطع على نطاق واسع داعية دول العالم إلى “التصدي للزعيم الأمريكي المتنمر”.
مقالات ذات صلة جدل تحت القبة 2025/04/30وجاء في الفيديو، الذي نُشر باللغة الإنجليزية وتمت ترجمته إلى الصينية: “الاستسلام للمتنمر كتجرع السم لإرواء العطش، ولن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة”.
وأضافت: “التاريخ أثبت أن الركوع لا يجلب إلا مزيدا من الاستغلال، والصين لن تخضع لهذه الضغوط”. كما استعرض الفيديو الدروس المستفادة من التجارب السابقة لما وصفته بـ”العدوان الاقتصادي الأمريكي”، والذي تسبب – وفقا للرواية الصينية – في إجبار شركات كبرى مثل “توشيبا” و”ألستوم” على التفكك ومواجهة أزمات مالية خانقة، بل وساهم في عقود من الركود الاقتصادي الياباني.
ووصفت الصين الولايات المتحدة بأنها “قوة مهزوزة”، مشيرة إلى أن حجم تجارتها الخارجية لا يتجاوز خُمس التجارة العالمية، وأنها “لا تمثل إرادة المجتمع الدولي”.
وذكرت الخارجية الصينية أن “التضامن العالمي يمكن أن يحوّل الولايات المتحدة إلى قارب صغير منعزل، وسيؤدي حتمًا إلى تراجعها عن سياساتها المتشددة والمتقلبة”.