دراسة تكشف تأثيراً صادماً للباراسيتامول على خصوبة الرجال
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
يواجه العالم حالياً أزمة متزايدة في الخصوبة، مما يدفع الأزواج إلى اللجوء إلى إجراءات طبية معقدة ومكلفة للحصول على أطفال.
تراجع معدلات الولادةوتشهد معدلات الولادة تراجعاً عالمياً، في حين تحذر الحكومات من أن المستقبل قد يكون مهدداً إذا استمر هذا التراجع، فيما يشير العديد من الخبراء إلى أن هذا الوضع قد يكون نذيراً لمستقبل قاسي.
ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل” فإن العديد من الدراسات الحديثة تكشف عن انخفاض كبير في عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال حول العالم، حيث تشير بعض التقديرات إلى انخفاض يصل إلى 60% في غضون جيل واحد فقط.
وفي السنوات التي سبقت عام 2000، كان الانخفاض السنوي في عدد الحيوانات المنوية بنحو 1%، ولكن منذ ذلك الحين تضاعف هذا المعدل بشكل ملحوظ.
وتشير الدراسات إلى أن الشباب في الوقت الحالي هم أكثر عرضة للمشاكل المتعلقة بالخصوبة، مقارنةً بالأجيال السابقة.
ووفقاً للتوقعات، بحلول عام 2045، قد يصل عدد الحيوانات المنوية إلى حد قريب من الصفر، ما يشكل تهديداً حقيقياً للعائلات التي تعتمد على التكاثر الطبيعي.
علاقة الباراسيتامول بانخفاض الخصوبةوأشار عدد من الخبراء إلى أن العوامل التي تساهم في هذا التراجع قد تكون مرتبطة بعقاقير شائعة مثل الباراسيتامول.
فقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول مسكنات الألم من هذا النوع قد يكون له تأثير مدمر على الأنظمة التناسلية لدى الرجال، حيث يتراكم الباراسيتامول في الجسم ويؤدي إلى انخفاض كبير في عدد الحيوانات المنوية.
وقد يكون للباراسيتامول تأثير ضار على مستوى الخصوبة؛ بسبب تأثيره على إنتاج أكسيد النيتريك، وهو المادة التي تتحكم في حركة الحيوانات المنوية.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على معالجة هرمون التستوستيرون، مما يؤثر بشكل سلبي على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها.
وفي دراسة أجريت في جامعة برونيل بلندن، تم فحص مستويات الباراسيتامول في بول ما يقارب 1000 رجل دنماركي.
ووجد الباحثون أن مستويات الباراسيتامول كانت أعلى من الحد الآمن، ما يشير إلى تراكم سموم قد تؤدي إلى تقليص عدد الحيوانات المنوية بشكل مستمر.
تأثير الباراسيتامول على الحوامللكن ما يثير القلق بشكل أكبر هو تأثير الباراسيتامول على النساء الحوامل، إذ أظهرت تجارب مخبرية أن تناول الباراسيتامول قد يقلل من إنتاج التستوستيرون في الأجنة الذكور، ما قد يؤثر على قدرتهم على إنتاج الحيوانات المنوية في مرحلة البلوغ.
وفي حالات تعرض الأجنة لهذه المواد في الرحم، يكون التأثير دائماً، ولا يمكن عكسه بسهولة.
ودعا الدكتور رود ميتشل، أستاذ الغدد الصماء للأطفال في جامعة إدنبرة، إلى توخي الحذر من تناول هذا المسكن في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مؤكداً أن هذا قد يزيد من خطر مشاكل الخصوبة وأيضاً خطر الإصابة بسرطان الخصية في المستقبل.
تأثير أسلوب الحياة على الخصوبةفي ضوء هذه المعطيات، يشير الخبراء إلى أن هناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها في الحياة اليومية، لتقليل التعرض للمواد السامة التي تؤثر على الخصوبة.
فبإجراء تغييرات بسيطة مثل استبدال منتجات العناية الشخصية المعطرة بأخرى غير معطرة، واتباع نظام غذائي خالٍ من الأطعمة المعالجة، والتخلص من المواد البلاستيكية في المطبخ، يمكن للأفراد أن يقللوا من تعرضهم للسموم.
وعلى الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن العوامل الوراثية هي السبب وراء انخفاض الخصوبة، إلا أن دراسات أخرى تشير إلى أن نمط الحياة العصري قد يلعب دوراً كبيراً في هذه المشكلة.
كما تشير الدراسات إلى أن قلة النشاط البدني وارتفاع معدلات السمنة يمكن أن تؤدي إلى اختلالات هرمونية وضعف جودة الحيوانات المنوية.
كما يعد التعرض للمواد الكيميائية السامة من أبرز العوامل التي قد تؤثر على صحة الرجال الإنجابية، المواد المعروفة بـ”مقوضات الغدد الصماء” هي المواد الكيميائية التي يمكن أن تحاكي الهرمونات، وتؤثر على النظام الهرموني للإنسان، ما يؤدي إلى اضطراب العمليات الطبيعية في الجسم.
وتتواجد هذه المواد في العديد من المنتجات اليومية مثل الفواتير الورقية، علب الحليب، وكريمات الترطيب.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: عدد الحیوانات المنویة قد یکون إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة عالمية تكشف خطرا حقيقيا للأطعمة فائقة المعالجة
ربطت دراسة حديثة بين أكثر من 124 ألف حالة وفاة مبكرة يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة على مدار عامين، وبين الآثار الصحية الضارة الناجمة عن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.
وقاد الدراسة باحثون برازيليون، وحللوا بيانات استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة من عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والبرازيل وكندا وكولومبيا وتشيلي والمكسيك.
ولحساب التأثير، طور المؤلفون تقييما مقارنا للمخاطر، فحصوا فيه العلاقة بين نسبة الأطعمة فائقة المعالجة في النظام الغذائي ومعدل الوفيات لجميع الأسباب في كل دولة.
وباستخدام نموذج إحصائي، قدروا نسبة الوفيات المبكرة القابلة للوقاية المرتبطة باستهلاك هذه الأطعمة.
واستندت نتائجهم إلى بيانات مستخلصة من دراسات دولية متعددة ومن تقرير "العبء العالمي للأمراض" لعام 2021، وفقا لما ذكره المؤلف الرئيسي "إدواردو إيه. إف. نيلسون"، الباحث في مجال التغذية بجامعة ساو باولو.
وأظهرت النتائج أن نسبة الوفيات المبكرة المرتبطة بالأطعمة فائقة المعالجة تراوحت بين نحو 4% في الدول ذات الاستهلاك المنخفض، إلى ما يقرب من 14% في الدول ذات الاستهلاك المرتفع مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي الولايات المتحدة وحدها، ارتبط ما يقرب من 125 ألف حالة وفاة مبكرة خلال عامي 2017 و2018 باستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة. وفي البرازيل، تجاوز عدد الوفيات المرتبطة بها 25 ألف حالة خلال نفس الفترة.
كما قدرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "أميركان جورنال برفينتاتيف مديسين"، أن بريطانيا سجلت أكثر من 17 ألف حالة وفاة مرتبطة بالأطعمة المعالجة بين عامي 2018 و2019، بينما سجلت المكسيك نحو 17 ألف حالة في عام 2016. كما سجلت كندا أكثر من 7700 حالة وفاة من هذا النوع في 2016، وأستراليا 3277 حالة، وكولومبيا 2813 حالة في 2015، وتشيلي 1874 حالة في 2010.
ووجد الباحثون أن كل زيادة بنسبة 10% في استهلاك الأطعمة المعالجة مثل الخبز والكعك والوجبات الجاهزة، ترفع خطر الوفاة قبل سن 75 عاما بنسبة 3%.
وأشار نيلسون، الذي يعمل أيضا مع مؤسسة أوزوالدو كروز في البرازيل، إلى أن المخاطر الصحية لا تعود فقط إلى المحتوى العالي من الدهون والملح والسكر في هذه الأطعمة، بل أيضا إلى الإضافات مثل المحليات والنكهات الاصطناعية.
كما لاحظ الباحثون أن معدلات الوفاة كانت أعلى في الدول التي يعتمد فيها السكان على نسبة أكبر من مدخولهم اليومي للطاقة من الأطعمة فائقة المعالجة.
وتضيف هذه النتائج إلى الأدلة المتزايدة التي تربط استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة مثل السرطان وأمراض القلب، بالإضافة إلى ارتفاع خطر الوفاة المبكرة بشكل عام.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الدراسة وجدت علاقة ارتباطية فقط، وليس علاقة سببية مؤكدة، بين استهلاك هذه الأطعمة والوفاة المبكرة.