قال الأكاديمي والمحلل السياسي رولاند بيجاموف إن تأخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإعلان عن مقتل مالك ومؤسس مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين يرجع إلى طبيعته الهادئة وأسلوبه المعتاد في التعامل مع مثل هذه الأحداث.

وأضاف أنه رغم أن مقتل بريغوجين كان معلوما منذ لحظة إعلان شركة الطيران عن وقوع حادث الطائرة ووجود اسمه ضمن قائمة ركابها، فإن بوتين فضّل الانتظار حتى الانتهاء من التحقيقات الأولية حتى تكون لديه الإثباتات على ما سيعلن عنه، مشددا على عدم علاقة بوتين بسقوط الطائرة.

جاء حديث بيجاموف خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" -بتاريخ (2023/8/24)- لإعلان الرئيس الروسي مقتل مالك ومؤسس مجموعة فاغنر بعد يوم كامل من تحطم طائرته فوق موسكو، وغموض لف مصيره هو وعدد من قيادات المجموعة.

وقدم بوتين تعازيه لعائلة مؤسس فاغنر وبقية ضحايا الحادث، ومن بينهم ديمتري أوتكين (نائب بريغوجين)، متعهدا بمواصلة التحقيق في الحادث حتى النهاية، حسب قوله، في حين لمّح مسؤولون غربيون لمسؤولية الكرملين عن الحادث.

وتساءلت الحلقة عن الأسباب التي أدت إلى تأخر الإعلان عن مصير بريغوجين وما يضيفه ذلك إلى الجدل بشأن ظروف وملابسات تحطم طائرته، وعن الجهات المستفيدة من غياب بريغوجين ونائبه أوتكين عن المشهد في روسيا، وتأثير ذلك الغياب على أدوار فاغنر في مناطق مختلفة، خاصة أوكرانيا وأفريقيا.

ونفى بيجاموف -في حديثه لـ"ما وراء الخبر"- أن يكون هذا الحادث ناتجا عن استهداف خارجي بواسطة صاروخ، إذ لم يتم رصد إصابة الطائرة، كما أنه لم تكن هناك شظايا، إذ كان لا بد من وجودها في حال أصيبت من الخارج، وإنما تم رصد قطع كبيرة في أثناء سقوط الطائرة.

كرتونة شامبانيا

ورجح المحلل الروسي أن يكون ذلك السقوط ناجما عن قنبلة تم نقلها عبر كرتونة شامبانيا إلى الطائرة في اللحظات الأخيرة قبل إقلاعها، لافتا إلى أن هذا هو الأسلوب الذي اتبع في اغتيال شخصيات روسية سابقة، ومنها عمليات اغتيال على يد المخابرات الأوكرانية.

وفي سياق اتهامه الضمني لكييف بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة، أشار بيجاموف إلى تصريحات سابقة لرئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف قال فيها إن مفاجآت كبيرة ستحدث في روسيا، واعتبر تزامن ذلك مع عيد الاستقلال الأوكراني مقصودا على شكل هدية للأوكرانيين في هذه المناسبة.

واعتبر فرضية مسؤولية بوتين عن إسقاط الطائرة لا أساس لها من الصحة، وهي تعتمد "منطق أفلام المافيا"، على حد قوله، ذاهبا إلى أن مقتل بريغوجين لن يكون له تأثير على الحرب في أوكرانيا، بل يمكن أن يؤثر في الحضور الروسي بالقارة الأفريقية.

ورأى أن هذه العملية تمثل ضربة للنفوذ الروسي في أفريقيا لما تلعبه فاغنر من دور فيها، خاصة في شمال القارة، مؤكدا أن الشركة ستستمر في أداء دورها رغم اغتيال رأسها الكاريزماتي، الذي أصبح بطلا قوميا لدى الشعب الروسي بعد مقتله، على حد تعبيره.

بوتين المسؤول

من جهتها، ترى مديرة مركز الدراسات الروسية والأوروبية والآسيوية تيريزا فالون أن هناك دلائل متعددة ترجح وقوف بوتين خلف هذه العملية التي نجحت في القضاء على قائد فاغنر ونائبه وقيادات للمجموعة، لافتة إلى أن كثيرين توقعوا حدوث ذلك، لكن الأمر كان مسألة وقت، على حد تعبيرها.

وأضافت، في حديثها لبرنامج "ما وراء الخبر"، يبدو أن من قام بالانتقام فضّل أن يتأخر الأمر لشهرين بعد محاولة زعيم فاغنر تنفيذ محاولته الانقلابية على بوتين، لافتة إلى أن لقاء بوتين ببريغوجين يأتي في سياق محاولة الرئيس الروسي للسيطرة على فاغنر، والتي لم تنجح بسبب عدم قبول دمج المجموعة في الجيش الروسي.

واعتبرت فالون أن عملية التخلص من قائد فاغنر تمثل كذلك رسالة لكل مناوئ لبوتين بأنه سيلقى المصير نفسه، وتخالف ما تصوره البعض من ضعف موقف بوتين، الذي بات يسيطر على المشهد الروسي بشكل كامل.

وترى مديرة مركز الدراسات الروسية والأوروبية والآسيوية أن أمر السيطرة على قوات فاغنر بات أسهل على بوتين، الذي سيحرص على استمرار نشاط المجموعة للحفاظ على مصالح بلاده في أفريقيا، إذ ترى أنه من الصعب إيجاد مجموعة بديلة تقوم بأدوارها في هذه المرحلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

انفجار ليموزين فاخرة من أسطول سيارات بوتين في موسكو يثير تساؤلات حول محاولة اغتيال | فيديو وصور

وقع انفجار سيارة ليموزين فاخرة من طراز "أوروس سينات" تُعتبر جزءًا من أسطول السيارات الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في شارع قريب من مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) في موسكو. 

وأظهرت مقاطع فيديو السيارة وهي تشتعل بالنيران، حيث بدأ الحريق في المحرك وامتد إلى داخل المركبة. 

وتدخل المارة وعمال من مطاعم ومقاهي مجاورة لمحاولة إخماد الحريق قبل وصول فرق الإطفاء. لم ترد تقارير عن وقوع إصابات بين ركاب السيارة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة ذا صن

ولم تُعلن السلطات الروسية عن سبب الحريق حتى الآن، مما أدى إلى تكهنات حول احتمال أن يكون الحادث محاولة اغتيال تستهدف الرئيس بوتين. 

بوتين يعلن تعزيز الوجود العسكري الروسي في القطب الشماليبوتين: القوات الروسية تحرر البلدة تلو الأخرى

ويأتي الحادث في ظل تزايد المخاوف الأمنية المحيطة بالرئيس الروسي، حيث تم مؤخرًا تنفيذ إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك تفتيش أفراد الحرس الشرفي شخصيًا والبحث عن متفجرات محتملة في المجاري القريبة من أماكن تواجده.

ويُذكر أن الرئيس بوتين يستخدم بانتظام سيارات "أوروس سينات" الروسية الصنع في تنقلاته الرسمية، وقد قام سابقًا بإهداء نماذج منها لزعماء دول أخرى، مثل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. تُقدر قيمة هذه السيارة بحوالي 275,000 جنيه إسترليني (حوالي 357,000 دولار أمريكي). ​
 

حتى الآن، لم تصدر السلطات الروسية بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل الحادث أو يحدد ما إذا كان مرتبطًا بمحاولة اغتيال. تستمر التحقيقات لمعرفة ملابسات الانفجار وأسبابه المحتملة.​


مقالات مشابهة

  • هل ينفذ ترامب تهديداته بقصف إيران؟ محللون يجيبون
  • ترامب "غاضب جدًا" من بوتين ويهدد بفرض رسوم على النفط الروسي بسبب انتقاد القيادة الأوكرانية
  • ترامب ينتقد اقتراح بوتين بشأن أوكرانيا ويهدد برسوم على النفط الروسي
  • مقتل شخصين جراء تحطم طائرة صغيرة في الفلبين
  • مقتل شخص جراء اصطدام طائرة بمنزل في مينيسوتا الأمريكية
  • انفجار ليموزين فاخرة من أسطول سيارات بوتين في موسكو يثير تساؤلات حول محاولة اغتيال | فيديو وصور
  • ألمانيا.. مقتل شخص جرّاء تحطّم طائرة بولاية «بادن»
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: مقتل قرنق
  • لماذا ظل حميدتي مطمئناً في الخرطوم حتى آخر لحظة، وكيف خرج وإلى أين؟
  • لماذا قصفت إسرائيل ضاحية بيروت الجنوبية؟ محللون يجيبون