لمن يسأل عن دوافع وأسباب اندلاع الصراعات أو الحروب، باردة أو ساخنة، بين الغرب بقيادة أميركية، وبين قوى أخرى، عليه أن يتذكّر تحذير الرئيس الأميركي السابق، الجنرال دوايت أيزنهاور (1952-1960)، قائد قوات الحلفاء بالحرب العالمية الثانية، في خطابه الوداعي.

حذّر أيزنهاور من تمدد نفوذ المجمّع الصناعي العسكري، الذي يجني أرباحًا هائلة من عقود التسليح والبحث والتطوير والتدريب، مع وزارة الدفاع بأميركا وغيرها، تمكنه بأريحية من اختراق الحياة السياسية وتمويل وشراء السياسيين والمسؤولين عن سياسات الدفاع والصراع وإقرار موازناتها، والرقابة على العقود العسكرية، وما يتصل بها.

بل ويجنِّد جنرالات ومسؤولين سابقين بعد تركهم الخدمة لمكافأتهم على تعاونهم أثناء توليهم مناصب رسمية.

إشعال الحرائق وإطفاؤها

منذ انهيار السوفيات وانتهاء الحرب الباردة، جرت مياه وأحداث كثيرة تحت جسور الأنهار والأزمان، لكن عقلية الصراع المهيمنة على واشنطن، أي البيت الأبيض، والكونغرس، والدولة العميقة، ولوبيات المصالح، ومراكز تفكير وتنظير وقدح ذهني يمولها المجمّع الصناعي العسكري، وصحافة، وشبكات إعلام وفضائيات، أدمنت إشعال الصراعات والتربّح من الحروب والدمار، ودور مشعِل الحرائق والإطفائي معًا.

إعلان

وفي حين خلص الغرب الأوروبي، منذ نهاية الحربين العالميتين إلى عدمية حروب العصر الصناعي وعبثيتها ودمارها الشامل وعدم جدواها في حلّ الصراعات الكبرى؛ استمرّ الهوس الأميركي والإسرائيلي بالحروب والإبادة.

يلفت الكولونيل الأميركي السابق وأستاذ العلاقات الدولية المخضرم بجامعة بوسطن، أندرو باسيفيتش، إلى أن السلام بين أميركا أو إسرائيل وبين أي "عدو" حقيقي أو متوهَّم يقوم حصرًا على علاقة دونية مستمرة.

كما يظهر تاريخ وحاضر علاقات أميركا باليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وروسيا بعد الحرب الباردة، مما سبّب استياء وعداء روسيا وعودتها إلى العسكرة والتشدد وسباق التسلح وإقامة الأسوار الحديدية وإستراتيجية الردع النووي بينها وبين الغرب.

وواجهت روسيا عدوانية الغرب وثوراته "الملونة" بالجمهوريات السوفياتية السابقة وتمدد الناتو نحو حدودها بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، مما يعتبره المفكر الروسي، ألكسندر دوغين، معجزة بوتين!

لقد استقر في وعي أو لاوعي واشنطن وعقليتها الصراعية أن نهوض أي أمة من الأمم، خارج نطاق السيطرة الأميركية، يمثل تهديدًا أكيدًا للولايات المتحدة.

نقطة تحول تاريخي

عندما اجتمع قادة أوروبا في بروكسل مؤخرًا (فبراير/ شباط 2025) لمناقشة مآلات حرب أوكرانيا ومستقبل الأمن الأوروبي، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه اللحظة بـ"نقطة تحول تاريخي". يتفق قادة الغرب على أن هذه لحظة تاريخية تستدعي اتخاذ إجراء حاسم، لكن طبيعته تعتمد على تفسيرهم لطبيعتها.

يتساءل الباحثان ميديا بنجامين، ونيكولاس ديفيز، مؤلفا كتاب "الحرب في أوكرانيا: نحو فهم صراع لا معنى له"، هل نشهد الآن بداية حرب باردة جديدة بين أميركا وحلف الناتو، وبين روسيا، أم إننا نشهد نهايتها؟ هل ستبقى روسيا والغرب أعداءً ألداء بالمستقبل المنظور، مع ستار حديدي جديد يفصلهما عبر ما كان يُعرف سابقًا بقلب أوكرانيا، أم يمكن للولايات المتحدة وروسيا حل الخلافات والعداء الذي أدى إلى هذه الحرب أصلًا، بما يضمن لأوكرانيا سلامًا مستقرًا ودائمًا؟

إعلان

يرى قادة أوروبيون هذه اللحظة بداية صراع طويل مع روسيا، أشبه ببداية الحرب الباردة عام 1946، عندما حذّر ونستون تشرشل من "هبوط ستار حديدي" على أوروبا.

قنفذ فولاذي

في الثاني من مارس/ آذار، وفي صدى لتشرشل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن على أوروبا أن تُحوّل أوكرانيا إلى "قنفذ فولاذي". وصرح الرئيس زيلينسكي بأنه يريد 200 ألف جندي أوروبي على خط وقف إطلاق النار النهائي بين روسيا وأوكرانيا؛ لضمان أي اتفاق سلام، ويصرّ على أن الولايات المتحدة يجب أن تُقدّم "شبكة أمان"، أي التزامًا بإرسال قوات أميركية للقتال بأوكرانيا لدى اندلاع الحرب مجددًا.

أكدت روسيا مرارًا وتكرارًا أنها لن توافق على تمركز قوات الناتو بأوكرانيا تحت أي غطاء. فقد قال وزير الخارجية سيرغي لافروف في 18 فبراير/ شباط: "أوضحنا اليوم أن ظهور قوات مسلحة من دول الناتو نفسها، لكن تحت راية زائفة، أو راية الاتحاد الأوروبي، أو رايات وطنية، لا يغير شيئًا في هذا الصدد". وأضاف: "بالطبع، هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا".

لكن بريطانيا تُصرّ على حملة لتجنيد "تحالف الراغبين"، وهو المصطلح الذي صاغته أميركا وبريطانيا لدول أقنعتاها بدعم الغزو غير الشرعي للعراق عام 2003.

في تلك الحالة، لم تشارك سوى أستراليا والدانمارك وبولندا بأدوار صغيرة في غزو العراق، بينما أصرَّت كوستاريكا علنًا على إزالة اسمها من القائمة، ووُصف المصطلح بشكل واسع بأنه "تحالف الفواتير"؛ لأن واشنطن جنّدت دولًا عديدة للانضمام إليها على وعد بمساعدات خارجية مربحة.

بعيدًا عن بداية حرب باردة جديدة، يرى الرئيس ترامب وقادة آخرون أن هذه اللحظة أقرب إلى نهاية الحرب الباردة الأولى، عندما التقى الرئيس الأميركي رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف في ريكيافيك بآيسلندا عام 1986، وشرعا في رأب صدع أحدثته أربعة عقود من العداء والحرب الباردة.

إعلان صدمة أوروبا

ومثل ترامب وبوتين اليوم، لم يُتوقّع أن يكون ريغان وغورباتشوف صانعَي سلام. فقد ارتقى غورباتشوف في الحزب الشيوعي السوفياتي ليصبح أمينه العام ورئيس وزرائه في مارس/ آذار 1985، في خضم حرب السوفيات بأفغانستان، ولم يبدأ سحب القوات السوفياتية منها إلا عام 1988.

بدوره، أشرف ريغان على تسلح غير مسبوق خلال الحرب الباردة، وإبادة جماعية بدعم أميركي وحروب سرية وبالوكالة في أميركا الوسطى. ومع ذلك، يُذكر غورباتشوف وريغان الآن كصانعَي سلام.

ورغم اعتبار الديمقراطيين ترامب أداةً بيد بوتين، كان ترامب مسؤولًا عن تصعيد الحرب الباردة مع روسيا بولايته الأولى. فبعد استغلال البنتاغون نزوةَ الحرب السخيفة على الإرهاب، وحصد تريليونات الدولارات، أعلن ترامب ووزير دفاعه، الجنرال ماتيس، العودة للتدافع الإستراتيجي مع روسيا والصين كأداةٍ جديدةٍ للبنتاغون في إستراتيجية الدفاع الوطني عام 2018. كما رفع ترامب قيودًا فرضها الرئيس أوباما على إرسال أسلحة هجومية لأوكرانيا.

أدّى انقلاب ترامب المُذهل في السياسة الأميركية إلى صدمةٍ كبيرةٍ لحلفائه الأوروبيين، وعكس الأدوار التي لعبها كلٌ منهم لأجيال. فقد لعبت فرنسا وألمانيا طويلًا دور الدبلوماسية وصنع السلام في التحالف الغربي، بينما أصيبت الولايات المتحدة وبريطانيا بحمى حرب مزمنة أثبتت مقاومتها لسلسلة طويلة من الهزائم العسكرية والآثار الكارثية على كل دولة وقعت فريسة لحروبهما.

 كل شيء تقرر في واشنطن!

في عام 2003، قاد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان معارضة غزو العراق بمجلس الأمن الدولي. وأصدرت فرنسا وألمانيا وروسيا بيانًا مشتركًا أكدت فيه أنها "لن تسمح بتمرير قرار يجيز استخدام القوة. وستتحمل روسيا وفرنسا، كعضوين دائمين بمجلس الأمن الدولي، مسؤولياتهما في هذا الشأن".

في مؤتمر صحفي عُقد في باريس آنذاك مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: "يجب بذل كل جهد ممكن لتجنب الحرب.. بالنسبة لنا، الحرب تعني الفشل دائمًا".

إعلان

في عام 2022، وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا وعرقلتا مفاوضات السلام، وفضلتا حربًا طويلة الأمد، بينما استمرت دعوة فرنسا وألمانيا وإيطاليا لمفاوضات جديدة، رغم انسجامها تدريجيًا مع سياسة الحرب الطويلة الأميركية.

شارك المستشار الألماني (السابق) شرودر في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا بتركيا في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2022، وسافر إلى موسكو بطلب من أوكرانيا للقاء بوتين. وفي مقابلة مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" عام 2023، أكد شرودر أن محادثات السلام فشلت فقط "لأن كل شيء تقرر في واشنطن".

ومع استمرار بايدن في عرقلة أي مفاوضات جديدة عام 2023، سأل أحد المحاورين شرودر: "هل بإمكانك استئناف خطتك للسلام؟"

أجاب شرودر: "نعم، والوحيدتان القادرتان على المبادرة لهذا فرنسا وألمانيا… ماكرون وشولتس هما الوحيدان القادران على التحدث مع بوتين. لقد فعلتُ أنا وشيراك الشيء نفسه في حرب العراق. لماذا لا يجتمع دعم أوكرانيا مع عرض إجراء محادثات مع روسيا؟ إن تسليم شحنات الأسلحة ليس حلًا أبديًا. لكن لا أحد يريد التحدث. الجميع في الخنادق. كم من الناس يجب أن يموتوا؟"

منذ عام 2022، روّج الرئيس ماكرون وفريق النساء الحديديات "شبيهات تاتشر": رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين؛ ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (التي تستعد لمغادرة منصبها)؛ ورئيسة وزراء إستونيا السابقة كايا كالاس والآن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، لعسكرة أوروبية جديدة، بتحريض المجمع الصناعي العسكري بأوروبا وأميركا من وراء الكواليس.

يتساءل الباحثان بنجامين وديفيز: هل محا مرور الزمن ورحيل جيل الحرب العالمية الثانية وتشويه التاريخ، الذاكرة التاريخية لحربين عالميتين من قارة دمرتها الحرب قبل 80 عامًا فقط؟ أين جيل الدبلوماسيين الفرنسيين والألمان القادم والسائر على خطى دوفيلبان وشرودر اليوم؟

إعلان

كيف يُعقَل أن إرسال الدبابات الألمانية للقتال بأوكرانيا، والآن في روسيا نفسها، لا يُذكّر الروس بغزوات ألمانية سابقة ويعزز دعمهم للحرب؟ ألن تُسهم حتمًا دعوة أوروبا لمواجهة روسيا وانتقال أوروبا من "دولة الرفاهية إلى دولة الحرب" في تعزيز صعود اليمين المتطرف الأوروبي؟

وهل يُدرك دعاة العسكرة الأوروبيون الجدد هذه اللحظة التاريخية بشكل صحيح؟ أم ينضمون لموجة حرب باردة كارثية قد تفضي، كما حذّر بايدن وترامب، لحرب عالمية ثالثة؟

عالم متعدد الأقطاب

عندما التقى فريق السياسة الخارجية الأميركي بنظرائهم الروس بالرياض في 18 فبراير/ شباط، كان إنهاء الحرب في أوكرانيا هو المرحلة الثانية من خطة ثلاثية المراحل اتفقوا عليها: المرحلة الأولى استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة الأميركية الروسية، والمرحلة الثالثة معالجة سلسلة مشكلات أخرى في العلاقات الأميركية الروسية.

يُثير ترتيب هذه المراحل الثلاث الاهتمام، لأنه، كما أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يعني أن المفاوضات بشأن أوكرانيا ستكون الاختبار الأول لاستعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

إذا نجحت مفاوضات السلام في أوكرانيا، فقد تؤدّي لمزيد من المفاوضات حول استعادة معاهدات الحد من التسلح، ونزع السلاح النووي، وحل مشكلات عالمية أخرى استحال حلها في عالم غارق في حرب باردة أشبه بزومبي لا يفنى، ولا تسمح المصالح القوية بزوالها.

كان تغيرًا إيجابيًا ومفاجئًا قولُ الوزير روبيو: إن عالم ما بعد الحرب الباردة أحادي القطبية كان حالة شاذة، وأن علينا الآن التكيف مع واقع عالم متعدد الأقطاب.

لكن إذا كان ترامب ومستشاروه المتشددون يسعون فقط لاستعادة العلاقات الأميركية الروسية كجزء من مخطط لعزل الصين، يعاكس مخطط كيسنجر لاستمالة الصين ضد السوفيات، فذلك سيُديم الأزمة الجيوسياسية الأميركية المُنهكة بدل حلّها.

إعلان

أمام أميركا وأوروبا فرصة جديدة لانفصال تام عن صراع قوة جيوسياسي ثلاثي بين أميركا وروسيا والصين، أعاق العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، ولإيجاد أدوار وأولويات جديدة لبلادهم في عالم ناشئ متعدد الأقطاب بهذا القرن.

يُؤمل أن يُدرك ترامب وقادة أوروبا مفترق الطرق الذي يقفون عنده، والفرصة التي يُتيحها لهم التاريخ لاختيار طريق السلام. على فرنسا وألمانيا، بخاصة، أن تتذكرا حكمة دومينيك دوفيلبان وجاك شيراك وغيرهارد شرودر بمواجهة الخطط الأميركية والبريطانية للعدوان على العراق عام 2003.

فهل نشهد بدء نهاية حالة الحرب الدائمة والحرب الباردة التي سيطرت على العالم أكثر من قرن؟!

سيتيح إنهاؤها منح أولوية للتقدم والتعاون المطلوبين بشدة لحل معضلات حرجة أخرى يواجهها العالم أجمع بالقرن الحالي. وكما قال الجنرال ميلي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 عندما دعا لمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، يجب علينا "اغتنام الفرصة".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فرنسا وألمانیا الحرب الباردة فی أوکرانیا هذه اللحظة حرب باردة مع روسیا

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تنفي تقدم روسيا في سومي وزيلينسكي ينتقد تزايد الهجمات

قالت روسيا، اليوم الأحد، إن قواتها تمكنت من السيطرة على قرية في منطقة سومي بجنوب شرق أوكرانيا وإنها تقاتل قوات كييف في عدة قرى بالمنطقة.

وقد نفت كييف هذه الأنباء وأكد حرس الحدود الأوكرانيون أن إعلان روسيا السيطرة على قرية في باسيفكا بمنطقة سومي هو مجرد "تضليل إعلامي".

وقال المتحدث باسم حرس الحدود، أندريه ديمتشنكو، إن "العدو يواصل حملته من التضليل الإعلامي في ما يتعلق بالسيطرة على بلدات في منطقة سومي أو التوغل داخل الحدود".

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، بالسيطرة على قرية في هذه المنطقة الحدودية التي احتلها الروس جزئيا في بداية الحرب، قبل أن يضطروا إلى الانسحاب منها في ربيع 2022.

تأتي هذه التطورات بعد أن شنت روسيا هجوما صاروخيا على كييف قتل رجلا وأصاب 3 أشخاص وأسفر عن أضرار وحرائق في عدة مناطق، وهو أكبر هجوم من نوعه على أوكرانيا منذ أسابيع.

وقد أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم تزايد الهجمات الجوية الروسية على بلاده بعد الهجوم الصاروخي.

كما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم بـ"الضربات الدامية" التي شنتها روسيا في أوكرانيا، وكتب على منصة إكس "يجب أن تتوقف هذه الضربات من جانب روسيا. ينبغي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت، إضافة إلى خطوات قوية إذا واصلت روسيا السعي إلى كسب الوقت ورفض السلام".

إعلان مساعي ترامب

وتتزامن هذه الهجمات مع مساع يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق نار جزئي في الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، والتقرب من الكرملين.

لكن وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أكد أن "الرد الوحيد" لروسيا كان إطلاق "مزيد من الصواريخ والمسيّرات والقنابل".

كما أكد زيلينسكي الأحد أن "الضغط على روسيا لا يزال غير كافٍ، والضربات الروسية اليومية على أوكرانيا تثبت ذلك".

وتدعو أوكرانيا إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، في حين تسعى موسكو لتخفيفها.

وأثارت يد ترامب الممدودة لموسكو استياء في كييف رغم تهديد ترامب روسيا لاحقا بعقوبات جديدة.

تضارب بشأن سومي

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إنها سيطرت على قرية باسيفكا التي تقع على الجانب الآخر من الحدود من مدينة سودجا في مقاطعة كورسك الروسية.

وأضافت أنها وجهت ضربات للقوات الأوكرانية في 12 منطقة أخرى في سومي.

ونفى مسؤولون أوكرانيون في وقت لاحق بيان وزارة الدفاع الروسية، قائلين إن القوات الروسية لم تسيطر على باسيفكا.

وقال أندريه كوفالينكو، المسؤول في مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، في منشور على تليغرام "حتى اليوم، لم يسيطر الروس على باسيفكا في منطقة سومي. يحاولون التسلل إلى هناك في مجموعات هجومية والبحث عن مخابئ لترسيخ أقدامهم، لكننا ندمر العدو".

وأضاف "القتال في منطقة الحدود بسومي معقد ويستمر يوميا في عدة مناطق، ويدور أيضا في منطقة الحدود في كورسك".

وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضا إن روسيا هزمت الوحدات الأوكرانية في قرى جورنال وجويفو وأوليشنيا الروسية.

سيطرة روسية

وأظهر موقع ديب ستيت الموالي لأوكرانيا والذي ينشر خرائط لتفاصيل الحرب أن أوكرانيا تسيطر حاليا على نحو 63 كيلومترا مربعا من الأراضي الروسية انخفاضا من 1400 كيلومتر مربع تقريبا كانت تحت سيطرتها العام الماضي.

إعلان

وقال ديب ستيت إن السيطرة على 81 كيلومترا مربعا أخرى من الأراضي على طول الحدود، بما في ذلك باسيفكا، "غير معروفة".

وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20% من مساحة أوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومعظم المناطق الأربع التي أعلنت ضمها من جانب واحد، في خطوة لم تعترف بها أغلب دول العالم.

وتشير تقديرات روسية إلى أن روسيا تسيطر على كامل شبه جزيرة القرم، وكامل لوغانسك تقريبا، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون. كما تسيطر على جزء صغير من منطقة خاركيف.

مقالات مشابهة

  • روسيا تضع شروطا للتوصل إلى هدنة في أزمة أوكرانيا
  • أوكرانيا تنفي تقدم روسيا في سومي وزيلينسكي ينتقد تزايد الهجمات
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
  • الجيش الألماني يستعد لأكبر مناورات عسكرية منذ الحرب الباردة
  • الغضب يجتاح دول العالم .. مظاهرات ضد ترامب وماسك تزلزل أمريكا وعواصم أوروبا الكبرى | شاهد
  • روسيا توجه اتهاما إلى أوكرانيا بشأن منشآت الطاقة
  • روسيا تعلن هجوماً أوكرانياً بطائرات دون طيار على منشأة صناعية
  • روسيا تعلن إسقاط 49 مسيرة أطلقتها أوكرانيا الليلة الماضية
  • أوكرانيا تتهم روسيا بقتـ ل 19 مدنيا في مسقط رأس زيلينسكي