يمانيون:
2025-04-07@22:24:34 GMT

ترامب يتسلّح بالأوهام: لا صورة انتصار في اليمن

تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT

ترامب يتسلّح بالأوهام: لا صورة انتصار في اليمن

لقمان عبد الله |  «كدنا نقول إن الحقيقة أصبحت غيورة من الخيال، وإنّ الواقع أصبح غيوراً من الصورة» -الفيلسوف الفرنسي جان بورديار.

لطالما فشلت الولايات المتحدة، طوال فترة عدوانها على اليمن، في خلق «صورة» يمكن أن ترتكز عليها في حربها الدعائية والنفسية، كما في تعزيز معادلات ردعها – إن كانت الأخيرة موجودة فعلاً -، في وجه عدو «غير مرئي» يتخفّى في التضاريس والتشعّبات، ويستفيد من تكنولوجيا الاستخدام المزدوج، للتصدي باستمرار لأي عدوان يواجهه.

وعليه، اكتفت «القيادة الوسطى الأميركية»، خلال جولتي الحرب على اليمن، بنشر مقاطع فيديو، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، للطائرات الأميركية وهي تقلع من حاملات الطائرات في عرض البحر، لاستهداف الأراضي اليمنية، ما جعل العدوان الأميركي، وقبله الأميركي – البريطاني – الإسرائيلي، وقبلهما السعودي، تفتقر كلها ولو إلى صورة رمزية توحي بالانتصار والسيطرة والتفوّق، أو يمكن استخدامها كجزء من التكتيكات العسكرية والحرب النفسيّة وأرشيف المعارك المصوّرة في اليمن.

والواقع أن الحرب الإسرائيلية – الأميركية على قوات صنعاء والمقاومة في غزة شكّلت علامة فارقة، ولا سيما في ما يتعلق بمعركة السردية، بعدما «احتكرت» واشنطن وتل أبيب هذه الأخيرة، لعقود، مستفيدتَين من «إمبراطورية» إعلامية ضخمة، تتولى، عادة، الترويج لـ«انتصارات» جيوشهما على «قوى الشر»، بهدف إحلال «الخير والسلام».

إلا أنه بعد ثلاثة أسابيع من إعلانه بدء هجوم أميركي واسع على اليمن، تصوّر ترامب، أخيراً، أنه استطاع «تقديم» الصورة المنتظرة لـ«معجبيه»، من خلال نشر مقطع فيديو يظهر استهداف تجمع على الأراضي اليمنية، قبل أن يتضح أن المستهدَف هو مجرد تجمع قبلي تقليدي بالقرب من الحديدة.

وعلى الرغم من تبجّح الرئيس الأميركي بالمقطع، وكأنه وجد «ضالته» التي ستثبت، أخيراً، أن غاراته على اليمن تنجح في استهداف مواقع عسكرية، فقد بدا واضحاً، بالنسبة إلى المشاهد العادي حتى، أنّ من استُهدفوا كانوا من المدنيين الذين يشاركون في مناسبة عيدية، وفي موقع مخصّص للمدنيين.

على أنّ الخطوة الأخيرة غير نابعة من مجرد «سوء تقدير» من جانب ترامب، بل إن الأخير، على الأرجح، على اضطلاع على التقارير والاستنتاجات التي خلصت إليها وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع، والتي تولّت شبكة «سي أن أن» الأميركية، أخيراً، نشر جزء منها.

وتشير التقديرات المشار إليها، بوضوح، إلى «النتائج المحدودة جداً للضربات الجوية على اليمن وتكلفتها الباهظة»، والتي لطالما عارضها ترامب نفسه.

أما في الكونغرس، فهناك «من ينتظر الرئيس الأميركي ليسأله عن حقيقة وجود استراتيجية للتعامل مع الأزمة في البحر الأحمر، وما إذا كان الحل الفعلي يكمن في اليمن أم في قطاع غزة»، فيما يحتمل البعض أن تكون الإدارة الأميركية في طور تمهيد الطريق لطلب المزيد من الأموال لاستكمال عدوان، يقرّ الخبراء وكثير من أعضاء الكونغرس بأنه «ليس ذا جدوى».

وإزاء ذلك، يأتي مقطع الفيديو الأخير الذي يزعم استهداف مقاتلين «كانوا يخططون للزحف إلى البحر الأحمر» طبقاً لترامب، كمحاولة للإيحاء بأنّ الأخير يمتلك أجوبة على الأسئلة المشار إليها.

على أنّ تلك المحاولة قوبلت بمزيج من السخرية والازدراء، ليس لدى الشعب اليمني والعربي فحسب، بل في أوساط الخبراء وحلفاء الرئيس الأميركي والمقرّبين منه حتى.

وفي مقابل تعثّر السردية الأميركية، فإن «فيديو ترامب» يأتي في وقت لا يزال فيه المقطع المصوّر للمواطن اليمني، وهو جالس في بقالته إبان استهداف منطقة تبعد عنه أمتاراً قليلة بأربع غارات متتالية، يتصدّر وسائل التواصل الاجتماعي منذ عشرة أيام على التوالي، ولا سيما أن الرجل أدهش العالم بشجاعته، بعدما حافظ على ثباته، محاولاً تهدئة طفله، غير آبه بالقنابل التي تسقط بالقرب منه.

إلى ذلك، وفي محاولة على ما يبدو لتحقيق نتائج فعلية على أرض المعركة، كشف موقع «War Zone» العسكري الأميركي، الثلاثاء، عن استخدام واشنطن قنابل «ارتجاجية فتّاكة» لأول مرة في حربها ضدّ «أنصار الله»، من بينها القنبلة الانزلاقية «StormBreaker GBU-53/B»، باستخدام طائرات «أف -18»، وقنبلة «AGM-154»، ذات سلاح المواجهة المشتركة «JSOW»، جنباً إلى جنب الصواريخ المضادة للإشعاع وذخائر «الهجوم المباشر المشتركة» (JDAM)

ترامب يتسلّح بالأوهام: لا صورة انتصار في اليمن

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على الیمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أزمة الرسوم تعصف بأسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية

 

لندن(رويترز)
تراجعت أسهم «العظماء السبعة»، اليوم الاثنين، في موجة هبوط خسرت خلالها كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية تلك نحو تريليوني دولار من قيمتها الإجمالية في ظل قلق المستثمرين من التداعيات المالية لحرب رسوم جمركية عالمية شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
و«العظماء السبعة» هي آبل ومايكروسوفت وإنفيديا وألفابت، مالكة جوجل، وميتا بلاتفورمز، شركة فيسبوك الأم، وأمازون وتسلا.
وجاء أحدث تراجع بعد أن خفض دان إيفز، وهو من أكثر محللي التكنولوجيا تفاؤلاً في وول ستريت، السعر المستهدف لسهمي آبل وتسلا، وحذر من «كارثة اقتصادية بسبب الرسوم الجمركية».
ويأتي خفض السعر المستهدف في وقت رفع فيه ترامب الرسوم الجمركية، ودعا المستثمرين إلى تحمل العواقب، كما استبعد إجراء محادثات تجارية مع الصين في الوقت الحالي.
وهوى سهم تسلا 7% إلى 223 دولاراً في أكبر خسارة بين العظماء السبعة.
وخسرت تلك الشركات مجتمعة أكثر من 6 تريليونات دولار من قيمتها السوقية منذ أن بلغت مستويات غير مسبوقة أواخر 2024.
وجرى التداول على أسهم آبل وألفابت ومايكروسوفت عند أدنى مستوياتها في عام، إذ انخفض سهم الشركة المصنعة لهواتف آيفون 4.8%، بينما انخفضت أسهم شركات أخرى بين العظماء السبعة بين 1.5 إلى 4.8%.
وتركزت في تلك الشركات نسبة كبيرة من خسائر المؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي تجاوزت 5 تريليونات دولار خلال جلستي التداول الماضيتين.
وقال إيفز، المحلل في ويدبوش، إن شركة التكنولوجيا الأميركية آبل هي الأكثر تأثراً بالرسوم الجمركية على السلع الواردة من الصين، حيث يجري تجميع معظم أجهزة آيفون.
وأضاف أن الحرب التجارية ستزيد من التحديات التي تواجه شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا، ومنها أزمة أثارها دعم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك للرئيس ترامب، وسياسات اليمين المتطرف في أوروبا.
ويؤكد ذلك التحذير المخاوف المتزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تؤثر على هوامش الأرباح، وتعطل سلاسل التوريد، في وقت تواجه فيه العديد من شركات التكنولوجيا تدقيقاً بشأن إنفاقها الضخم على الذكاء الاصطناعي.
وحصلت آبل على إعفاء من الرسوم الجمركية الأميركية على الصين خلال ولاية ترامب الأولى، لكن المحللين غير متأكدين من قدرتها على الحصول على إعفاءات هذه المرة رغم إعلانها استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 500 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وفيما يتعلق بشركة تسلا، قال إيفز إن التوتر التجاري قد يدفع المشترين في الصين إلى المنافسين المحليين مثل بي.واي.دي.

أخبار ذات صلة تذبذب حاد للأسهم الأميركية في تعاملات صباح اليوم رسوم ترامب الجمركية تثير مخاوف ارتفاع التضخم

مقالات مشابهة

  • بعد إعلان الحوثيين عن استهداف مدمرة أمريكية.. واشنطن تشن غارات على اليمن
  • أزمة الرسوم تعصف بأسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية
  • الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان": رسوم ترامب الجمركية ستزيد التضخم وتُبطئ الاقتصاد الأميركي
  • النفط الأميركي يهبط إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2021
  • الحوثيون: استهداف سفينة إمداد لحاملة الطائرات الأميركية "ترومان" في البحر الأحمر
  • حصيلة أولية.. مقتل وإصابة 5 في تجدد الغارات الأميركية على اليمن
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: اليمن لايزال صامدا على الرغم من القصف الأميركي المستمر
  • ثنائي الشر في المنطقة «الحرس الثوري وحزب الله» يستحدثان قنوات بحرية استراتيجية في اليمن
  • إصرار ترامب على بسط النفوذ الأميركي على جزيرة غرينلاند