حين يُستهدف الرأس: إيران ومصير مشروع المقاومة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
7 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: علي قاسم ممتاز
لم تعد إيران اليوم مجرد دولة تُواجه بسبب برنامجها النووي أو صواريخها الباليستية، بل باتت تمثل مشروعًا إقليميًا متكاملًا، تنظر إليه واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم العربية باعتباره التهديد الأكبر لتوازنات الشرق الأوسط. الصراع لم يعد تقنيًا أو أمنيًا، بل أصبح سياسيًا-استراتيجيًا، تدور رحاه بين مشروعين: مشروع أميركي-إسرائيلي جديد يسعى لإعادة هندسة المنطقة، وآخر تتزعمه إيران من خلال شبكاتها الإقليمية
من الأطراف إلى الرأس: تحوّل في قواعد المواجهة
على مدى سنوات، اعتمدت الاستراتيجية الغربية على تحجيم نفوذ إيران من خلال استهداف وكلائها الإقليميين، إلا أن النتائج بقيت محدودة.
من هذا المنطلق، فإن أي عمل عسكري ضد إيران لن يُقرأ داخل محور المقاومة على أنه ضربة تكتيكية، بل محاولة ممنهجة لإنهاء مشروع وجودي. وبالتالي، فإن الردّ المتوقع سيكون على مستوى الإقليم بأكمله، انطلاقًا من اليمن والعراق ولبنان، باعتبار أن سقوط إيران يُنذر بانهيار المنظومة كلها كما أن العهد القائم بين إيران وهذه الفصائل، لم يعد مجرد دعم سياسي أو لوجستي، بل هو تحالف وجودي قائم على مبدأ “الوحدة في المصير”. أي ضربة توجه إلى إيران، لن تُعتبر عدواناً على دولة فقط، بل على محور كامل، ما يستدعي تدخلاً مباشراً من جميع فصائل هذا المحور.
العقيدة الأميركية: السلام في ظل القوة
الولايات المتحدة، لاسيما في عهد الرئيس دونالد ترامب، تبنّت مبدأ “السلام في ظل القوة” كركيزة لسياستها الخارجية. هذا المبدأ يقوم على أن الاستقرار لا يتحقق من خلال التفاهمات، بل من خلال استعراض القوة وفرضها عند الضرورة. وعليه، فإن تصاعد الخطاب التصعيدي تجاه إيران، بما في ذلك العقوبات القصوى والتهديد بالخيار العسكري، يُمكن فهمه ضمن هذه المقاربة التي تفضل فرض الشروط من موقع الهيمنة، وليس عبر التفاوض المتكافئ.
ضرب إيران: إشعال للمنطقة وتهديد للنظام العالمي
إذا تعرضت إيران لضربة عسكرية، فإن تداعياتها لن تكون محصورة في الجغرافيا الإيرانية. بل إن الرد سيكون على شكل تصعيد شامل يشمل قواعد أميركية في الخليج، ومصالح إسرائيلية، وهجمات منسقة من قبل حزب الله في الشمال، والفصائل العراقية واليمنية في العمق الإقليمي. الحرب ستكون إقليمية، وقد تتطور لتصبح عالمية.
النفط والقواعد: مفاتيح الرد الإيراني
أي رد إيراني لن يكون عشوائياً. من المرجح أن ترد طهران باستهداف حقول النفط في الخليج، ما يعني إشعال أسعار الطاقة عالمياً، والدفع باتجاه أزمة اقتصادية شاملة. كما أن القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا ودول الخليج ستكون أهدافاً محتملة، ما يفتح الباب أمام دخول أطراف دولية إضافية في الصراع.
روسيا والصين: مراقبون أم شركاء؟
في حال تطورت الأمور إلى مواجهة شاملة، فإن الموقفين الروسي والصيني سيكونان بالغَي الأهمية. روسيا، المنهكة من حرب استنزاف طويلة مع الناتو في أوكرانيا، قد ترى في سقوط إيران تمهيدًا لاستهدافها لاحقًا. أما الصين، المرتبطة بإيران عبر مبادرة الاتفاقية الاقتصادية والعقود النفطية، فلن تكون بمنأى عن التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية.
يبقى السؤال: هل ستكتفي موسكو وبكين بلعب دور الوسيط، أم أنهما سترى المساس بإيران تهديدًا مباشرًا لمصالحهما، يستدعي تدخلًا فاعلًا أو تصعيدًا مضادًا
المشروع يتجاوز الجغرافيا
في ضوء كل ما تقدم، يتبيّن أن استهداف إيران ليس مجرد عمل عسكري محتمل، بل يمثل لحظة فارقة في تاريخ التوازنات الإقليمية والدولية. إن إقدام واشنطن على ضرب إيران لن يُنظر إليه كحدث معزول، بل كإعلان صريح بفشل الحلول الجزئية، والتوجه نحو تصفية المشروع من جذوره.
لكن مثل هذا القرار لا يمكن اتخاذه بمعزل عن كلفته، ليس فقط العسكرية، بل السياسية والاقتصادية والإنسانية، سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى النظام الدولي ككل
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
استجابة لطلب المستخدمين.. واتساب يطلق 3 مزايا طال انتظارها
كشفت النسخة التجريبية الأخيرة من تطبيق واتساب عن ثلاث ميزات جديدة، تُركز بشكل خاص على تحسين تجربة المكالمات الصوتية والفيديو، وهي استجابة مباشرة لطلبات الملايين من المستخدمين حول العالم.
هذه الميزات تم رصدها في النسخة التجريبية الأخيرة من التطبيق على متجر Google Play، حيث بدأ عدد من مستخدمي النسخة التجريبية بتجربتها بالفعل، تمهيداً لإطلاقها رسمياً خلال الفترة القادمة.
الميزة الأولىتتيح لمستخدم واتساب كتم صوت المكالمة الواردة قبل الرد عليها، أي الرد على المكالمة دون تفعيل الميكروفون بشكل مباشر، وهو أمر كان يفتقده كثير من المستخدمين، خصوصاً في البيئات التي تتطلب قدراً من الخصوصية أو الهدوء.
بريطانيا.. اعتقال أولياء أمور اشتكوا في محادثة "واتساب" مدرسية! - موقع 24في حادثة غير مسبوقة، تعرض زوجان بريطانيان للاعتقال والاحتجاز لمدة 11 ساعة بعد انتقادهما لإجراءات التوظيف في مدرسة ابنتهما عبر مجموعة واتساب، قبل أن تؤكد الشرطة عدم وجود أي تهم ضدهما بعد خمسة أسابيع من التحقيق.
ميزة موجهة خصيصاً لمكالمات الفيديو، حيث أصبح من الممكن الآن إيقاف تشغيل الكاميرا قبل الرد على المكالمة، بينما في السابق كان على المستخدم الرد أولاً ثم تعطيل الكاميرا، الأمر الذي كان يسبب إزعاجاً أو إحراجاً في بعض الأحيان. لذا يقدم التحديث الجديد حلاً عملياً وسريعاً يعزز من مرونة التواصل ويحترم خصوصية المستخدم.
الميزة الثالثةإمكانية إرسال رموز تعبيرية (إيموجي) أثناء مكالمات الفيديو، في خطوة تهدف إلى جعل التفاعل خلال الاتصال أكثر ديناميكية وواقعية.
هذه الخاصية ستسمح للمستخدم بالتعبير عن مشاعره بشكل لحظي من خلال الرموز التعبيرية التي تظهر على الشاشة أثناء المكالمة، مما يضيف طابعاً ممتعاً وتفاعلياً للتواصل المرئي.