المسلة:
2025-04-07@21:43:34 GMT

واشنطن وطهران إلى التفاوض.. في غضون أسابيع

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

واشنطن وطهران إلى التفاوض.. في غضون أسابيع

7 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:

محمد صالح صدقيان

أثارت الحشود العسكرية الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط الكثير من اللغط علی خلفية التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران والتي عبّرت عنها الرسالة التي أرسلها للقيادة الإيرانية ويبدي فيها رغبة بلاده بفتح باب المفاوضات بشأن قضايا تهم الجانبين، وهي رسالة لم تستبعد الخيارات الأخری في حال فشل الخيار التفاوضي.

تعامل الإيرانيون بواقعية مع الرسالة الأمريكية، فيما كانت بعض عواصم المنطقة تأخذ مهلة الشهرين للتوصل لاتفاق مع إيران في غير محلها لأسباب تتعلق بالنوايا وليس بالوقائع، وذلك لسبب بسيط هو أن رسالة ترامب لم تكن تحمل مهلة شهرين، وثانياً، صحيح أن الرسالة تضمنت “لغة تهديدية”، كما عبّر عنها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لكنها كانت تحمل أيضاً روحية إيجابية من خلال مفردات التعاون والإستقرار والأمن والسلام إضافة إلی التلميح بإزالة العقوبات الإقتصادية.

من هذه الزاوية تحديداً؛ قرّرت طهران التعامل بإيجابية مع هذه الرسالة وذلك علی خلاف تعاملها مع رسالة ترامب التي بعث بها خلال ولايته الأولی مع رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي والتي رفضت القيادة الإيرانية استلامها وبالتالي الرد عليها؛ أما هذه المرة، فقد قرّرت طهران الرد بشكل “متزن” ومناقشة كافة القضايا التي وردت في رسالة ترامب.

ووفق المعلومات الإيرانية، تعامل ترامب وفريقه المفاوض مع رد طهران بارتياح وهو الذي قال “إنّه سعيدٌ لقبول الجانب الإيراني بحث المسألة النووية”، وترجم ايجابيته بالطلب من فريقه اطلاق آلية لبدء المفاوضات بين الجانبين، وعندما سُئل عن الرد الإيراني وهو علی متن طائرته، قال للصحافيين “اتركوا مضمون هذه الرسائل وفكّروا بما هو أهم”!

وفي هذا السياق، تتحدث مصادر إيرانية غير رسمية عن اتفاق تم بين طهران وواشنطن على بدء مفاوضات “غير مباشرة” بين الطرفين في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة في سلطنة عمان. وسيضم الوفد الإيراني معاون وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، إضافة إلی معاون وزير الخارجية للشؤون القانونية كاظم غريب أبادي، على أن يكون الملف النووي هو الملف الأول على جدول أعمال المفاوضات.

وتقول المصادر إنه اذا ما تقدمت المفاوضات غير المباشرة ولمس الطرفان جدية متبادلة عندها تصبح المفاوضات مباشرة. والملاحظ أن الجانب الأمريكي وافق علی مقترحات طهران لبدء المفاوضات غير المباشرة حيث كان لافتاً للانتباه تعليق المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف علی تغريدة كتبها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي علی منصة X باللغة الانكليزية دعا فيها إلی اعتماد الخيارات السياسية والدبلوماسية للتوصل لاتفاق كالذي حصل في العام 2015 بدلاً من استخدام خيارات الحرب والتوتر التي لن يكتب لها النجاح. ويتكوف علّق علی هذه التغريدة بكلمة “Great” (رائع)، وهو ما أعطی انطباعاً بشأن ارتياح الجانب الأمريكي لنتائج المباحثات التمهيدية التي توصل إليها مندوبو البلدين الذين اجتمعوا بشكل غير مباشر- كما نقلت مصادر- في باريس ومسقط، وربما في نيويورك.

وتقول مصادر إيرانية مطلعة “ثمة نقاط إطارية ستحكم المسار التفاوضي في المرحلة المقبلة وتتضمن الآتي:

أولاً؛ إن إيران لا يمكن أن تجلس علی طاولة المفاوضات تحت طائلة “التهديد” و”الضغوط القصوی” وإن مثل هذه العوامل يجب وضع حد لها من أجل نجاح المفاوضات.

ثانياً؛ يتعهد الجانبان بتعزيز مناخ الثقة من خلال ممارسات أو اجراءات معينة تخدم هذا الهدف علی أن تبدأ هذه الإجراءات فوراً قبل الدخول في المفاوضات.

ثالثاً؛ أن تبدأ المفاوضات بالملف النووي الإيراني من أجل ازالة القلق عند المجتمع الدولي بشأن عسكرة البرنامج النووي الإيراني.

رابعاً؛ استبعاد المنظومة الصاروخية والطائرات المُسيرة من المباحثات لأنها تدخل في صلب الأمن القومي الدفاعي الإيراني وكونها مسألة سيادية بالدرجة الأولى.

خامساً؛ أن تحاط المفاوضات بسرية عالية في كافة مراحلها حتی يتم التوصل بشكل كامل لاتفاق بشأن كافة المواضيع المطروحة.

سادساً؛ عدم دمج الملفات موضوع البحث وتفكيك هذه الملفات من أجل تسهيل عملية التوصل إلى اتفاق.

سابعاً؛ في ما يخص الأمن الإقليمي، أعربت إيران عن استعدادها للمساهمة في خفض التوتر في المنطقة.

ثامناً؛ أن تكون الجولة الأولی من المفاوضات بشكل “غير مباشر” علی أن تكون بشكل “مباشر” إذا حصل تقدم في الجولة الأولی.

تاسعاً؛ أن يلتزم الجانب الأمريكي بهدف هذه المفاوضات وهو إزالة العقوبات المفروضة على الإقتصاد الإيراني.

عاشراً؛ لا تريد إيران حروباً ومواجهات في المنطقة، وإذا كانت الولايات المتحدة راغبة بالسلام الإقليمي فلتعمل على حل مشاكل المنطقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية”.

واستناداً لهذا الإطار التفاوضي، ليس متوقعاً أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق خلال ليلة وضحاها أو خلال شهر أو شهرين أو.. ذلك أننا فعلياً أمام مشهد تفاوضي معقد وصعب ويرتبط بعوامل كثيرة لا تخص الجانبين وحدهما. وحسب المعلومات المتواترة عن اجتماعات المندوبين، تبدو مسألة إزالة العقوبات الأمريكية مسألة معقدة، اللهم إلا إذا اتخذ الرئيس الأمريكي قراراً شجاعاً واستخدم صلاحياته في ازالة العقوبات وبعد ذلك يتم استحصال قرار من الكونغرس وهي الخطوات التي لم يجرؤ الرئيسان الأمريكيان السابقان باراك أوباما وجو بايدن علی الاقدام عليها. أما بالنسبة لإيران، فإن عدم الثقة الموجودة لدی الإيرانيين من الرئيس ترامب تجعل طهران غير مستعجلة لاتخاذ قرارات سريعة وهذا يعني اتباع الحذر الشديد وفق قاعدة “المؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرتين”.

وحسب مصادر مواكبة فان إيران ستُوقت ساعتها التفاوضية علی سلوك الجانب الأمريكي، فإذا خطت إدارة ترامب خطوة ايجابية إلى الأمام، فإن طهران ستخطو خطوتين مثلهما بكل حسن نية، وسيكون العكس صحيحاً في أي مرحلة من المراحل ودائماً على قاعدة حفظ أمنها القومي ومستقبل هذا الأمن.

وتبقی قضية “الاحترام المتبادل” التي تنشدها طهران، فإنها وإن كانت غير أساسية في هكذا مفاوضات، لكن القيادة الإيرانية لا تريد لنفسها أن تكون قيادة أوكرانيا، ولا يريد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن يجلس محل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي! ويبدو أن المندوبين تحدثوا في هذه النقطة أيضاً.

وبمعزل عن سؤال هل قدّمت طهران تنازلات ما أو أنها ستُقدم تنازلات معينة لاحقاً، ينبغي التركيز علی مساهمة إيران في تحديد أبعاد طاولة المفاوضات، وهذا شيء مهم يدل علی أنها تريد من خلال الخطوة الأولی انتزاع احترام الجانب الآخر بما ينسجم مع كبرياء المفاوض الإيراني الذي يريد التوصل إلی اتفاق وفق قاعدة “رابح/ رابح” لكن ليس علی حساب المبادىء والقيم والتاريخ.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الجانب الأمریکی وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

إيران تبدي استعداداً للمفاوضات مع أمريكا.. ونائب يدعو لامتلاك «قدرات الردع النووي»

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، “أن طهران ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة”.

وقال عراقجي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية: “رد إيران على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء متوافقا مع مضمون ونبرة رسالته، مع الحفاظ في الوقت نفسه على فرصة استخدام الدبلوماسية”.

وأشار إلى أنه “من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باللجوء إلى القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ويعبر عن مواقف متناقضة من قبل مسؤوليه المختلفين ستكون بلا معنى، لكننا نبقى ملتزمين بالدبلوماسية ومستعدين لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة”.

وأضاف: “نحن على استعداد لمواصلة الحوار بشأن برنامجنا النووي ورفع العقوبات مقابل رفع العقوبات القمعية ضد إيران”.

وتابع وزير الخارجية الإيراني: “مع التزامها بمسار الدبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم وحل الخلافات، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى مستعدة لكل الأحداث المحتملة أو المحتملة، وكما هي جادة في الدبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون حاسمة وجادة أيضا في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية”.

وكانت وسائل إعلام أمريكية أفادت في 30 مارس الماضي، بأن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد إيران بـ”قصف غير مسبوق”، إذا لم تتوصل مع الولايات المتحدة إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي”.

وفي وقت سابق، قلل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، “من إمكانية تحول التهديدات العسكرية الأمريكية لبلاده إلى إجراءات عملية”، وقال عراقجي في تصريح لقناة “العالم”، إن “موقف إيران في المفاوضات واضح تماما”، مشددا على أن طهران لن تتفاوض تحت الضغط أو التهديد بأي شكل من الأشكال.

وأضاف عراقجي أن “المفاوضات يجب أن تجرى على أساس المساواة وبدون ضغوط”، مؤكدا أن “التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية مرفوض، لكن المحادثات غير المباشرة قد تعقد عند الضرورة”.

وأشار إلى أن “إيران سترد على أي تهديد بنفس الأسلوب، مشددا على أن بلاده تتحرك وفق منطق واضح وأهداف محددة”.

ويتبنى “ترامب”، سياسة الضغوط القصوى ضد طهران لإجبارها على التفاوض حول برنامجها النووي، الذي تريد واشنطن أن تدفع إيران للتخلي عنه، بينما تؤكد الأخيرة أن برنامجها سلمي يهدف إلى تعزيز قطاع الطاقة لديها.

مستلهما تجربة كوريا الشمالية.. نائب إيراني بارز يدعو لامتلاك قدرات الردع النووي

أكد عضو الهيئة الرئاسية بالبرلمان الإيراني، أحمد نادري، “ضرورة امتلاك طهران لقدرات الردع النووي، مبررا هذا الموقف بتجربة تعامل الولايات المتحدة مع دول مثل كوريا الشمالية”.

وقال نادري في حوار مع وكالة “نوفوستي”: “سبق أن شددت على ضرورة امتلاك إيران لردع نووي. هذا الموقف ليس مجرد رأي شخصي، بل يحظى باهتمام قطاع كبير من النخبة السياسية وأعضاء البرلمان وحتى الرأي العام (في إيران). فالتجربة التاريخية، وخاصة تعامل الولايات المتحدة مع دول مثل كوريا الشمالية، تثبت أن امتلاك القدرة النووية يزيد بشكل كبير من تكلفة أي إجراءات عسكرية محتملة”.

ولفت النائب الإيراني إلى “حالة كوريا الشمالية خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث لم تتجرأ واشنطن على اتخاذ إجراءات عسكرية ضد بيونغ يانغ رغم التهديدات اللفظية، وذلك بسبب امتلاك الأخيرة لبرنامج نووي متطور وقدرات صاروخية باليستية”.

واعتبر نادري “أن توازن القوى في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بامتلاك إيران وإسرائيل ترسانات عسكرية متكافئة، كما دعا إلى إعادة النظر في عضوية إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بل ودراسة احتمال انسحابها منها”، مشيرا إلى “أن استمرار العضوية دون ضمانات أمنية حقيقية قد يضعف قدرات الردع الإيرانية”.

جاءت تصريحات النائب الإيراني “في وقت تشهد فيه الاتصالات بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الإيراني نشاطا ملحوظا”، وكان الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان قد أعلن سابقا “رفض طهران لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، مشيرا إلى أن أي محادثات يجب أن تتم عبر وساطة طرف ثالث”.

وأكد بزشكيان “استعداد طهران للحوار مع واشنطن من “موقع الندية”، مجددا رفضه “للتهديدات الأمريكية” واعتبر أن “سلوك الولايات المتحدة تجاه إيران يتناقض مع طلبها التفاوض”.

وتوعد ترامب، إيران نهاية مارس الماضي بقصف “لم يروا مثله من قبل” إذا لم توافق طهران على اتفاق نووي جديد، وذلك بعد أن حدد لها مهلة شهرين لتوقيع الإتفاق.

وفي وقت سابق أكد الرئيس الأمريكي أن “واشنطن تدرس مسارين محتملين لحل الملف النووي الإيراني – عسكري أو دبلوماسي – معربا عن تفضيله خيار المفاوضات”.

وصرح مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في “بأن طهران قد تضطر لتطوير أسلحة نووية إذا استمرت الضغوط الأمريكية”، مؤكدا أن “الشعب الإيراني سيطالب بهذه الخطوة لحماية أمن البلاد”.

مقالات مشابهة

  • ترامب: نجري مباحثات مباشرة مع إيران.. ومن مصلحة طهران نجاح المفاوضات
  • إيران ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن وعرض روسي للوساطة
  • طهران: لا صحة لما يتم تداوله عن بدء المفاوضات مع واشنطن
  • لماذا أفرز الرد الإيراني على رسالة ترامب تباينا في طهران؟
  • اسرائيل تروج لوثائق سرية تُشعل الاتهامات ضد إيران .. وطهران ترد بقوة
  • رداً على رسالة ترامب.. الجيش الإيراني "سنصد أي اعتداء بحسم"
  • عراقجي: لا جدوى من المفاوضات مباشرة مع واشنطن
  • إيران تبدي استعداداً للمفاوضات مع أمريكا.. ونائب يدعو لامتلاك «قدرات الردع النووي»
  • الرئيس الإيراني: طهران مستعدة للحوار مع واشنطن “من موقع الندية وليس من خلال التهديدات”