سعيد بن سالم البادي
انقضى شهر الصيام وذهب في عداد الأشهر المنصرمة من قبله وهو يحمل معه شهاداته التي شهدها لكل منَّا أوعلينا نسأل الله أن تكون لنا وليس علينا، وذهب بتلك الشهادات إلى من يُسجلها ويُوثقها "قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى" (طه: 52).
فمنَّا من شهد له شهر رمضان ومنَّا من شهد عليه فيما قدمنا من الأعمال فيه ومن بذل جهدا مضاعفا ومن تكاسل منَّا ومن أسعد نفسه ومن أسعد غيره منَّا.
وقد أردت في هذا المقام أن أركز وأخص بمقالي هذا لفئة مخصوصة قد ينساها الجميع إلا من رحم ربي ألا وهي تلك الفئة التي كانت تجاهد طوال شهر رمضان جهادًا شرسًا بين جدران المطابخ وقرع الأواني وعلى لهيب النار، جهادًا مسلحًا بسلاح الصبر والصمت.
كانت تلك الفئة تجاهد في ميادين الطبخ وتجهيز الموائد والسفر المكتظة بأنواع المأكولات المطبوخات والمقليات والأنواع المختلفة من الشوربات والمشروبات وغيرها مما أجادت به أيديهن الكريمات.
كانت تلك الفئة من الأمهات والزوجات والبنات والأخوات يكدحن في مطابخهن طوال الشهر الفضيل، جعلن من وجوههن المشرقات بنور الإيمان والصيام تروسًا لمواجهة لهيب النيران أثناء الطبخ ويتعرضن لمخاطر النار وحرارتها من احتراق وحروق ومن جهد الوقوف لمدد تمتد لساعات طويلة فمنهن من يتعرَّض للهيب النار ومنهن من يتعرض للحرق بالزيوت ومنهن من يتعرض لاشتعال غاز الطبخ وغير ذلك من المخاطر التي تعرض حياتهن للخطر وهن صابرات محتسبات بلا شكوى ولا تذمر بل بسعادة ونشاط يتجدَّد كلما تذكرن طبخة مُعينة أردن أن يسعدن بها الزوج أو الابن أو الأب والأخ أو الضيف.
وأغلب الرجال في ذلك الوقت بين متريض وبين نائم أو يمارس هواية معينة لا يكلف نفسه أدنى عناء في سبيل تحضير تلك السُّفر والموائد الزاخرة بمختلف الأنواع من المأكولات والمشروبات التي أعدت بجهد سواعد تلك المجاهدات.
لا يكلفون أنفسهم بأدنى جهد في إعانتهن إلا البعض منهم ينبري مستأسدًا إن لم يرُق له شيء مما أحضرنه له على مائدته من بين شتى المأكولات فأخذ يشحذ لسانه السليط ويهيل عليها سيل من الانتقادات اللاذعة لمجرد عدم وجود الملح أو زيادته في ذلك النوع من الطعام.
فهل أعرنا تلك الفئة الصائمة المجاهدة لأجلنا ولأجل سعادتنا أثناء الإفطار أي كلمة شكر؟
هل حاولنا ولو بكلمة نجعلها تشعر بامتناننا لها بما تقدمه لنا وتبذله من جهد وتعب في سبيل سعادتنا وفي سبيل تقديم ما يُمكن تقديمه لنا أثناء الإفطار من ألذ ما يُمكن من فن الطبخ والتقديم؟
هل أسعدناها بكلمة شكر ترفع من معنوياتها المنهارة أمام لهيب النار التي تلفح وجهها وهي صائمة لأجلنا؟
أكيد نسينا أو أنستنا تلك الموائد حينما أشبعتنا حتى أن نقول لهن شكرًا على جهدهن وعنائهن ويمكن نسينا أن نقول الحمدلله الذي أطعمنا هذا من غير حول منِّا ولا قوة والحمدلله الذي أطعمنا هذا بجهد من سخرها الله لنا لخدمتنا من غير من ولا أذىً منها.
نسينا أن نقول لهن كلمة ترفع من شأنهن وتحفزهن وترفع معنوياتهن، كلمة ترفع من قدرهن، كلمة ثناء تخفف عنائهن وتعبهن الذي سدَّ نفوسهن عن تناول إفطارهن بكل راحة وهناء كغيرهن من الصائمين.
الشكر لكل من تعبت لأجلنا ولكل من سخرت جهدها ووقتها وصحتها لأجلنا ولأجل أسرتها، شكرًا لكل من ضحت بصحتها وبمشاعرها لأجلنا ولأجل سعادتنا، شكرًا لكل أم بذلت وضحت بسعادتها لإسعادنا شكرًا لكل زوجة ضحت بسعادتها لتسعد زوجاً لا يقدر ولا يشعر بتعبها وجهدها وجوعها وظمئها حينما كانت تقف طوال ساعات الطبخ والتحضير والإعداد، شكرًا لكل أخت ولكل بنت بذلت كل ما بوسعها لسعادة غيرها طوال شهر رمضان شكرًا لكنَّ جميعًا وما أعظم أجوركن عند الله على ما قدمتن من خدمة وإطعام وإفطار الصائمين وإيثاركن لغيركن من الآباء والأمهات والأزواج والأولاد والأخوة وسائر من خدمتن في شهر الخير والكرم والصدقة والإيثار وحفظكن الله من كل شرٍّ ومكروهٍ.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إياد نصار وصناع «ظلم المصطبة» في ضيافة «كلمة أخيرة» الليلة | فيديو
يحل صناع مسلسل «ظلم المصطبة» ضيوف على برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي من خلال شاشة قنوات «ON»، اليوم الثلاثاء، والتي من المفترض أن يكشفا خلالها عن أبرز كواليس العمل، بالإضافة إلى، حديثهم عن حياتهم الشخصية والفنية.
وفي هذا السياق، روجت الصفحة الرسمية للإعلامية لميس الحديدي عن استضافة صناع ظلم المصطبة في «كلمة أخيرة»، قائلة: «الليلة، نجوم مسلسل ظلم المصطبة، لـ إياد نصار ووريهام عبد الغفور والمنتجة دينا كريم رئيس قطاع التوزيع بالشركة المتحدة، والكاتب أحمد فوزي صالح في برنامج كلمة أخيرة مع لميس الحديدي».
View this post on InstagramA post shared by كلمة أخيرة مع لميس الحديدي (@kelma.akhira)
تفاصيل مسلسل ظلم المصطبةشارك في بطولة مسلسل ظلم المصطبة، عدد من نجوم الفن أبرزهم: ريهام عبد الغفور، نخبة من نجوم الفن أبرزهم: فتحي عبد الوهاب، بسمة، أحمد عزمي، محمد علي رزق، وأحمد عبد الحميد، والعمل من تأليف أحمد فوزي صالح، سيناريو وحوار محمد رجاء، إخراج هاني خليفة، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
وينتمي المسلسل إلى نوعية مسلسلات الـ 15 حلقة، ومن المتوقع أن يحقق العمل نجاح فني وجماهيري كبير نظرا لتمتع أبطاله بقاعدة جماهيرية كبيرة.
أحداث مسلسل ظلم المصطبةودارت أحداث مسلسل ظلم المصطبة، العمل في مدينة «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة، حول قصص إنسانية ورومانسية مشوقة، تسلط الضوء على الصراعات التي يخوضها الأبطال وسط بيئة تحكمها العادات والتقاليد المتوارثة.
اقرأ أيضاًمسلسل ظلم المصطبة الحلقة الأخيرة.. سجن الشيخ علاء ومقتل هند
مسلسل ظلم المصطبة الحلقة 9.. حسن يحاول كسب قلب هند من جديد
مسلسل ظلم المصطبة الحلقة 5.. هند تطعن زوجها حمادة بالسكين