غلوبس: إسرائيل لن تنجو من تأثير رسوم ترامب الجمركية
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
قالت صحيفة غلوبس الإسرائيلية المختصة بالاقتصاد إنه رغم أن إسرائيل قد تنجح في التوصل إلى اتفاق جديد مع الولايات المتحدة يخفف من حدة الرسوم الجمركية المفروضة عليها، فإنها لن تكون بمنأى عن العواقب العالمية المترتبة على "حرب ترامب التجارية" التي تسببت بانهيارات حادة في الأسواق العالمية.
وول ستريت تسجل أسوأ أداء منذ جائحة كوروناوشهد الخميس والجمعة الماضيين واحدة من أسوأ جلسات التداول في تاريخ بورصة وول ستريت.
ويُعد هذا الانهيار استجابة مباشرة لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و54% على ما يقارب جميع شركاء التجارة العالميين، بما في ذلك إسرائيل.
ورغم أن البورصة الإسرائيلية لم تنهر بمستوى نظيراتها الأميركية والأوروبية، فقد خسر مؤشر تل أبيب 35 قرابة 4% الأحد، و0.62% في جلسة الخميس. إلا أن كبار الاقتصاديين يرون أن هذا "الهدوء النسبي" لن يدوم إذا ما دخل الاقتصاد الأميركي في حالة ركود فعلي.
إعلانوحذر مودي شفرير، كبير إستراتيجيي الأسواق في بنك هبوعليم، من أنه "حتى إذا توصلت إسرائيل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يخفف من الرسوم، فإن نمو الاقتصاد المحلي سيتباطأ مع اشتداد الحرب التجارية العالمية".
وفي السياق ذاته، قال جوناثان كاتس، كبير الاقتصاديين في شركة ليدر كابيتال ماركتس، إن "الخبر الجيد لإسرائيل هو أن محرك الاقتصاد الرئيسي فيها هو صادرات الخدمات التكنولوجية، وهي على الأرجح ستُعفى من الرسوم"، مضيفا أن "تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض أسعار السلع سيسهم في خفض أسعار الواردات وبالتالي تقليص التضخم".
لكن كاتس حذر من "أثر الثروة السلبي" الذي سيتولد من خسائر الأسواق، حيث سيتراجع شعور المستهلكين بالثقة والغنى، وهذا سيؤدي إلى خفض في الإنفاق.
تخفيضات في توقعات النمومن جانبه، قال أليكس زابجنسكي، كبير الاقتصاديين في مؤسسة "ميطاف"، إن هذا التأثير السلبي على ثقة المستهلك سينعكس بشكل مباشر على الطلب المحلي خلال العام المقبل، مضيفا أنه خفّض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل من 4% إلى 3.5%.
وأشار إلى أن "الاقتصاد الإسرائيلي سيتأثر بطرق غير مباشرة عديدة، منها ضعف سوق العمل، وتراجع قيمة مدخرات الجمهور، وتدهور في المعنويات العامة"، مؤكدا أن "التراجع في التجارة العالمية سيؤثر سلبا على الشركات الإسرائيلية، خصوصا العاملة في قطاع التكنولوجيا الذي لطالما ارتبط بأداء مؤشر ناسداك".
ورغم الأمل في تفادي أسوأ السيناريوهات عبر ترتيبات تجارية جديدة مع واشنطن، إلا أن تقرير غلوبس يوضح أن الاقتصاد الإسرائيلي ليس محصنا أمام عواقب أزمة تجارية عالمية، تتسارع بوتيرتها وسط تصعيد ترامب، وتراجع الثقة بالأسواق، وخطر ركود عالمي قد لا ينجو منه أحد.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
خسائر كبيرة في البورصات العربية والعالمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
سجلت أسواق المال في آسيا والخليج وأوروبا، الاثنين، خسائر كبيرة بعضها غير مسبوق منذ العام 2008، متأثرة بأزمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام.
وتتخوف الأسواق العالمية والعربية من أن تصل الخسائر إلى ما درجة "الاثنين الأسود" الشهير الذي شهدته أسواق المال العالمية في العام 1987.
وتراجعت بورصة هونغ كونغ الاثنين بنسبة 12 بالمئة مع بداية التداول الاثنين في أسوأ جلسة منذ العام 2008.
كما تراجع مؤشر "إم إس سي آي" لآسيا والمحيط الهادئ (MSCI Asia Pacific Index)، الاثنين بنسبة 7.9 بالمئة في أكبر انخفاض له منذ 2008.
وفي مستهل جلسة الأسبوع بأسواق الإمارات، الاثنين انخفض مؤشر سوق دبي بنسبة 5.01 بالمئة ومؤشر سوق أبوظبي بنسبة 2.74 بالمئة.
وكذلك واصل مؤشر السوق السعودي التراجع مع بدء تداولات الاثنين متراجعا 2 بالمئة، كما انخفض مؤشر الكويت الرئيسي بنسبة 2.67 بالمئة ومؤشر بورصة قطر بأكثر من 1 بالمئة.
وتكبدت أسواق الأسهم الأميركية خسائر فادحة بمليارات الدولارات، في ختام تداولات الأسبوع، "فأطلق على ذلك نزيف الدم إثر فرض الرئيس الأمريكي رسوم جمركية يوم الأربعاء خضت الاقتصاد العالمي"، بحسب ما نقلته سي إن بي سي الأمريكية.
وبعد الأزمة الحادة التي شهدتها الأسواق العالمية، علّق ترامب قائلاً إنه لم يستهدف "حدوث عمليات بيع في أسواق الأسهم"، وفق المصدر ذاته.
وأعلن ترامب الأربعاء، فرض رسوم جمركية على جميع دول العالم بينها حلفاء وخصوم، بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة، معتبرا ذلك "يوم تحرير طال انتظاره (..) وسيعني في نهاية المطاف المزيد من الإنتاج المحلي ومنافسة أقوى وأسعار أقل للمستهلكين".
وقرر تطبيق رسوم جمركية بنسبة 34 بالمئة على الصين (بخلاف 20 بالمئة سابقة عقب وصول ترامب للسلطة)، و20 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، و46 بالمئة على فيتنام، و24 بالمئة على اليابان، و26 بالمئة على الهند، و30 بالمئة على جنوب إفريقيا و37 بالمئة على بنغلاديش و17 بالمئة على إسرائيل، والعراق 39 بالمئة والجزائر 30 بالمئة، بخلاف تطبيق رسوم بنسبة 10 بالمئة على بعض الدول.
ونشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، بأن الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية تعرض لصدمتين كبيرتين: الأزمة المالية عامي 2008-2009 وجائحة كوفيد-19 في 2020، لافتا إلى أن رسوم ترامب إذا استمرت وقوبلت بردود فعل قد تؤدي إلى الصدمة الاقتصادية الثالثة في 17 عاما".