صحيفة صدى:
2025-04-29@23:14:08 GMT

البذخ في حلوى العيد.. هدية بطعم الضرر

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

البذخ في حلوى العيد.. هدية بطعم الضرر

السلوكيات الاجتماعية في الأعياد تُعد من العادات المحببة التي تجمع الناس على المحبة والتآلف. ومع تغير الزمن وتطور الحياة الاجتماعية، شهدت هذه السلوكيات تغييرات واضحة، خاصة فيما يتعلق بالعطايا والهدايا في مناسبات الأعياد والأفراح، الأمر الذي أثر على طبيعة السلوك الاجتماعي الجمعي بخصوص هذه العادات.

في السابق، بعد عيد الفطر، كان الناس يجتمعون في فناء المساجد، ويُحضر كل شخص طبقًا شعبيًا من الأكلات الصحية مثل المرقوق أو المصابيب أو غيرها من المأكولات التقليدية.

ثم يتشارك الجميع في تناولها في أجواء من الألفة والبساطة، دون هدر أو إسراف. هذه العادة الجميلة كانت تعكس قيم التكاتف والتقدير للنعم، إذ كان الهدف من الاجتماع هو التآلف والتقارب الاجتماعي، وليس التفاخر أو التباهي.

أما في الوقت الحالي، فقد اندثرت هذه العادة الطيبة، وحلّت محلها تقديم الحلويات، وعلى وجه الخصوص الشوكولاتة، كهدية رئيسية للضيوف عند زيارة الأقارب. هذا التغير أدى إلى رفع أسعار الشوكولاتة بشكل مبالغ فيه، وكأنها منٌّ وسلوى نزلت على موسى، أو مائدة حواريين نزلت على عيسى، أو حتى حلوى نابوليتان الإيطالية الشهيرة. او حلوى الفراعنة الممزوجة بالعسل والفواكه او حلوى الحرب العالمية التي تمد الجنود بالطاقة و في النهاية، الشوكولاتة تباع لدينا ماهي إلا سوى حلوى محشوة بالكريمة والسكر، وربما يكون ضررها أكثر من نفعها، لا سيما مع انتشار الأمراض المرتبطة بالإفراط في استهلاك السكر، مثل السكري والسمنة.

الأدهى من ذلك أن هذه الحلويات لا تُؤكل في كثير من الأحيان؛ فعندما تُعرض في المجالس، تجد من يعتذر عنها قائلاً باللهجة العامية: “بس يا من العافية، توي أكلت”، أو “عندي سكر”، أو “تهيجات في المعدة”. وهكذا، ينتهي المطاف بهذه الحلوى إلى أن تصبح طعامًا للأطفال، ثم يُرمى ما تبقى منها أو يُوزع حسب كل منزل. وهذا يعكس حالة من الهدر في النعم، وهو أمر يتنافى مع القيم الاجتماعية والدينية التي تدعو إلى الترشيد وعدم الإسراف.

المقارنة بين الماضي والحاضر تكشف عن فارق جوهري؛ ففي الماضي كانت العطايا بسيطة ومُتمثلة في أطباق شعبية صحية، تُعبر عن التقدير والاحترام للنعم. أما اليوم، فقد أصبح التفاخر والبذخ في تقديم الشوكولاتة والحلويات هو السائد، مما أدى إلى الهدر والإسراف، فضلاً عن التأثير السلبي على الصحة. وكما يقول المثل: “لا ضرر ولا ضرار”.

ولعل العودة إلى العادات القديمة تُعد خطوة حكيمة في ظل التحديات الصحية والاجتماعية الحالية. تقديم الأطباق الشعبية الصحية في الأعياد لا يعزز فقط من قيم المشاركة والتكاتف، لكنه أيضًا يسهم في نشر ثقافة الغذاء الصحي، ويُجنب المجتمعات مشكلات الهدر والتبذير. إن الأعياد فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والتمسك بالقيم الأصيلة، وليس لإثقال الكواهل بالمجاملات المكلفة التي لا طائل منها. التوسط في العطاء هو السبيل للحفاظ على روح العيد وجماله، فالبساطة والعطاء النابع من القلب هما سر بهجة العيد الحقيقية.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

بعد الأحداث الأخيرة في جرمانا… الاتفاق على ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لذوي الضحايا ومحاسبة المتورطين وتوضيح حقيقة ما جرى إعلامياً

دمشق-سانا

أعلنت الأطراف المعنية بالأحداث التي جرت في مدينة جرمانا بريف دمشق عن الاتفاق على ضمان إعادة الحقوق، وجبر الضرر لذوي الضحايا، ومحاسبة المتورطين، وتوضيح حقيقة ما جرى إعلامياً، والحد من التجييش الطائفي والمناطقي.

وجاء في بيان مشترك أصدرته الأطراف المعنية اليوم: بعد تسارع الأحداث التي بلغت ذروتها يوم الاثنين 28 نيسان في مدينة جرمانا، والتي أودت بحياة عدد من الشهداء وجرح عدد من الأشخاص، وبعد اجتماع كل من الدكتور محمد علي عامر مسؤول منطقة الغوطة الشرقية ممثلاً عن محافظ ريف دمشق السيد عامر الشيخ، والأستاذ أحمد طعمة مسؤول الشؤون السياسية في ريف دمشق، وسماحة المشايخ الأفاضل، وممثلين عن المجتمع الأهلي والمحلي في مدينة جرمانا، تم الاتفاق خلال هذا الاجتماع على البنود التالية:

– ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لذوي الضحايا الذين سقطوا في المدينة نتيجة الأحداث الأخيرة.

– التعهد بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير وتقديمهم للقضاء العادل.

– توضيح حقيقة ما جرى إعلامياً والحد من التجييش الطائفي والمناطقي.

– العمل على تأمين حركة السير بين محافظة دمشق ومحافظة السويداء أمام المدنيين.

وأوضح البيان أنه سيتم العمل مباشرة على تنفيذ كافة البنود أعلاه من قبل الجهات الحكومية المختصة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • برادة: الوزارة ستعمل على تقليص الهدر المدرسي إلى النصف بعد تسجيل مغادرة 280 ألف تلميذ سنويا
  • تعادل بطعم السيطرة.. الأهلي طرابلس يفرض إيقاعه ويتعادل مع الاتحاد في ديربي طرابلس
  • طريقة عمل السجق الشرقي بطعم احترافي
  • بعد الأحداث الأخيرة في جرمانا… الاتفاق على ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لذوي الضحايا ومحاسبة المتورطين وتوضيح حقيقة ما جرى إعلامياً
  • منتصف الثلاثينيات: مرحلة مفصلية تتطلب مراجعة العادات اليومية
  • أطعمة شائعة تُلحق الضرر بالكبد في صمت.. فاحذروها
  • في أي عمر تظهر آثار العادات السيئة على صحتك؟
  • السبب وراء ارتفاع أسعار الشوكولاتة.. الحقيقة المرّة
  • لمنع الإرهاق الذهني.. تجنب هذه العادات اليومية
  • لن تصدق.. أضرار الإكثار من تناول الشوكولاتة على الأطفال