هل تنجح جماعات الهيكل في ذبح قرابين عيد الفصح بالأقصى؟
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
سيحتفل اليهود ابتداء من مساء السبت 12 أبريل/نيسان الجاري وحتى السبت الذي يليه بعيد الفصح العبري، الذي يعد أحد أكبر مواسم اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
ويرمز العيد إلى الفترة التي خرج فيها بنو إسرائيل من مصر هربا من فرعون بقيادة النبي موسى عليه السلام، وتقول روايتهم إنهم صنعوا خلال خروجهم، وعلى مدار 8 أيام، فطيرا من دون خميرة بأمر من الله وبمثابة شكر له على إنقاذهم من مصر، وفق اعتقادهم.
ولذلك يعتبر هذا العيد – ويعني بالعربية العبور- أحد أكثر المناسبات أهمية لدى اليهود لارتباطه بتقديم قرابين حيوانية لشكر الله على إنقاذ بني إسرائيل حسب تفسيرهم، وتصر جماعات الهيكل المتطرفة على ربط هذا العيد بالمسجد الأقصى، وحشد أنصارها قبل حلوله كل عام لتنفيذ اقتحامات جماعية له.
وضمن التحضيرات الاستثنائية هذا العام نشر الناشط في جماعات الهيكل المتطرفة "أرنون سيغال" صورة بتقنية الذكاء الاصطناعي لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وهو يحمل ماعزا (قربان الفصح) وخلفه الهيكل المزعوم بدلا من المسجد الأقصى، وعلّق على الصورة في حسابه بموقع فيسبوك بعبارة "هذا العام".
وفي 20 مارس/آذار المنصرم نشر هذا المتطرف صورة بالتقنية ذاتها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى وبجواره قربان الفصح وكتب "الاستعداد بالفعل".
كما دعت منظمة "عائدون إلى الجبل" أنصارها إلى الاستعداد لمحاولة ذبح قربان عيد الفصح داخل الأقصى أو على أبوابه قبل حلول العيد بأسبوع، من أجل "تحقيق وصايا التوراة في الوقت المناسب".
إعلانوبشكل يومي تحثُّ منظمة "بيدينو" المستوطنين من خلال صفحتها على فيسبوك على اقتحام الأقصى خلال أيام العيد مرفقة صورة للمسجد الأقصى مع كأس من الخمر، وكُتب عليها تواريخ الاقتحام والمرشدون التابعون لها الذين سيرافقون المقتحمين في جولاتهم ويقدمون لهم الشروحات التوراتية المزعومة عن أولى القبلتين.
كما نشرت إعلانات عن توفير المواصلات مجانا لكل من يرغب في اقتحام المسجد خلال هذا الموسم التهويدي.
أما بخصوص استعدادات شرطة الاحتلال فقالت إنه سيتم نشر الآلاف من عناصرها العلنية والسرية في البلدة القديمة وفي شرقي المدينة وغربيها، "لتأمين مئات الآلاف من الزوّار خلال العيد".
وبلغ عدد المقتحمين خلال عيد الفصح من عام 2024 المنصرم 4345 مستوطنا ومستوطنة، وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية، في حين بلغ عددهم 3430 مستوطنا في الموسم ذاته عام 2023.
وخلال العامين المنصرمين سُجّلت عدة انتهاكات داخل أولى القبلتين، أبرزها تعمد المتطرفين ارتداء الثياب الكهنوتية البيضاء، وأداء كافة الطقوس الدينية شرقي المسجد، وحرص أحد قادة جماعات الهيكل على اقتحام المسجد بالزي العسكري، كما سُجلت عدة محاولات لتهريب القرابين للمسجد الأقصى.
وفي سابقة خطيرة أدى أحد المتطرفين صلاة "بركات الكهنة" قرب باب السلسلة العام الماضي، لكنهم فشلوا في إدخال وذبح قرابين الفصح الحيوانية في الأقصى.
مكافآت مالية ضخمة وحشد من منظمات الهيكل المتطرفة لعناصرها باقتحامات جماعية للأقصى وذبح القرابين داخله خلال عيد الفصح.. تعرف إلى عيد الفصح وأهميته لدى اليهود، وخطره على المسجد الأقصى pic.twitter.com/WiHJnxSrvl
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 7, 2025
توقيت مهمالأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف قال في مستهل حديثه للجزيرة نت إن عيد الفصح هذا العام يكتسب أهمية خاصة لدى جماعات المعبد المتطرفة لأنه يحلّ للمرة الأولى بعد قرار بن غفير السماح لجماعات المعبد المتطرفة بإقامة كافة الطقوس الدينية داخل الأقصى.
إعلانوأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الجماعات المتطرفة تعتبر أن عدم ذبح وتقديم القرابين الحيوانية داخل الأقصى نقيصة أساسية في مشروعها لإقامة كافة الطقوس الدينية الخاصة في الأقصى باعتباره "المعبد".
"لم يبق من هذه الطقوس فعليا إلا أداء القربان، وهو ذبح الماعز الصغير داخل الأقصى وإحراقه بالكامل حسب الطقوس المذكورة في النصوص الدينية" أوضح معروف.
وتحاول الجماعات -وفقا لمعروف- الاستفادة من عودة بن غفير القوية للحكومة وحاجة نتنياهو له في هذا الوقت بالذات، لاقتناص فرصة تراها تاريخية لأجل إقامة هذا الطقس الديني داخل الأقصى.
وتابع: "لذلك رأينا على سبيل المثال أن هذه الجماعات نشرت خلال اليومين الماضيين صورة بالذكاء الاصطناعي لبن غفير وهو يحمل قربانا داخل الأقصى ومكان الأقصى يوجد المعبد".
ومن خلال ما نشرته جماعات الهيكل على صفحاتها في مواقع التواصل، يرى معروف أن ذلك يدل على أن هذه الجماعات قد تكون خططت بالفعل وبشكل غير معلن لمحاولة أداء هذا الطقس الديني داخل الأقصى هذا العام، وقد يكون هذا بموافقة ومباركة بن غفير بالدرجة الأولى.
ويرى معروف ضرورةً للتطرق إلى تعليق محامي اتحاد منظمات الهيكل المتطرفة "أفيعاد فيسولي" قبل يومين عندما قال إن المسلمين لا يرون أي مشكلة في أي طقس ديني يهودي يجرى داخل الأقصى، ولكن يرون أن المشكلة هي دخول بن غفير للأقصى، وأضاف أن "الأصل أن يبتعد بن غفير عن الظهور عن الصورة علنا، وتُجري الجماعات ما ترغب به من طقوس دينية داخل الأقصى".
ووصف معروف هذا التصريح بالخطير لأنه يبين أن التركيز الإعلامي على اقتحام بن غفير للأقصى فُهِم بشكل مغلوط عند جماعات المعبد المتطرفة، التي تظن الآن أنه لا يوجد مشكلة لدى المسلمين في موضوع أداء الطقوس الدينية في الأقصى وتظن أن المشكلة عند المسلمين هي في شخص إيتمار بن غفير فقط.
إعلانوقد يشجع هذا الجماعات المتطرفة هذا العام على القيام بهذه الخطوة الكبيرة والمهمة جدا، وهي إدخال القرابين إلى المسجد بمباركة هذا الوزير، الذي قد يأمر شرطته بغض الطرف عن هذا الانتهاك.
"نحذر من أن هذا الأمر قد يفجر المنطقة بالكامل، والجماعات المتطرفة وعلى رأسها بن غفير ترى أن هذه فرصة تاريخية لأنها لأول مرة تتمكن تقريبا من حسم الصراع بينها وبين الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشاباك لصالح جماعات المعبد، ويجب أن نعلم أن الشاباك هو المؤسسة الأساسية التي كانت تمنع التهور لدى هذه الجماعات ليس حبا في الفلسطينيين وإنما خوفا من رد الفعل الإسلامي على هذا التصرف".
والآن بعد إضعاف هذا الجهاز لصالح جماعات الهيكل فإنه لا يوجد ما يمنعها من تنفيذ وعيدها في الأقصى إلا وقفة الشعب الفلسطيني وفهمه لحقيقة وخطورة الموقف في المسجد وفقا لعبد الله معروف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الهیکل المتطرفة الطقوس الدینیة جماعات الهیکل المسجد الأقصى داخل الأقصى عید الفصح هذا العام فی الأقصى بن غفیر
إقرأ أيضاً:
مقتل مصل طعنا بأحد مساجد فرنسا والشرطة تطارد القاتل.. اشتباه بجريمة كراهية
أقدم شخص على طعن مصل مسلم داخل مسجد في فرنسا عشرات المرات، ثم صوّره بهاتف محمول وردد شتائم ضد الإسلام.
وأظهرت اللقطات التي صوّرها القاتل وهو يشتم الذات الإلهية مباشرةً بعد تنفيذه الهجوم. وأرسل القاتل الفيديو الذي صوّره بهاتفه، والذي يُظهر الضحية وهو يتلوى من الألم، إلى شخص آخَر نشره على منصة للتواصل الاجتماعي قبل أن يحذفه.
ولم تظهر عملية القتل نفسها في الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صُوّرت بكاميرات أمنية داخل المسجد.
في تسجيله الخاص، لاحظ القاتل هذه الكاميرات، وسُمِع يقول "سيتم اعتقالي، هذا مؤكد".
وكان الضحية والمهاجم بمفردهما داخل المسجد وقت الواقعة. وبعد أن صلى المهاجم مع الرجل في البداية، أقدم على طعن الضحية ما يصل إلى 50 طعنة قبل أن يلوذ بالفرار.
ولم تُكتشف جثة الضحية إلا في وقت لاحق من الصباح، عندما وصل مصلون آخرون إلى المسجد لأداء الصلاة.
من جهته دان رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو، السبت، مقتل مصلٍّ مسلم طعنا داخل مسجد في قرية لا غران كومب بمنطقة غارد بجنوب فرنسا.
وكتب بايرو في رسالة على منصة "إكس": "قُتل أحد المصلين أمس. عُرِضت هذه الفظاعة المعادية للإسلام في فيديو".
وأضاف: "نقف إلى جانب أحباء الضحية، ومع المؤمنين الذين أصيبوا بصدمة بالغة. وتمت تعبئة موارد الدولة لضمان القبض على القاتل ومعاقبته".
وفي وقت سابق، السبت، صرّح المحققون بأنهم يتعاملون مع الواقعة باعتبارها جريمة قتل يُحتمل أن تكون معادية للإسلام.
وصرح المدعي العام الإقليمي عبد الكريم غريني لوكالة "فرانس برس" بأن المشتبه به كان لا يزال طليقا، السبت.
وبحسب مصدر آخر طلب عدم ذكر اسمه، فإن المشتبه به لم يتم القبض عليه، ولكن تم التعرف إليه على أنه مواطن فرنسي من أصل بوسني وليس مسلما.
وقال المدعي العام غريني: "يجري البحث عن هذا الشخص بجدية بالغة. هذه مسألة تُؤخذ على محمل الجد". وأضاف: "ندرس جميع الاحتمالات، بما في ذلك احتمال ارتكاب فعل ذي بُعد معادٍ للإسلام".
????ALERTE INFO #Mosquée #Attentat « Ton dieu de merde ».
????Le meurtre survenu à la mosquée de La Grand-Combe, dans le département du Gard, était en réalité un acte de terrorisme. L'individu responsable de cet attentat a filmé la scène avec son téléphone et a proféré des injures… pic.twitter.com/9E1wsYTrBy
وأكد أن النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تدرس تولي القضية.
ووفقا للمدعي العام غريني، كان الضحية الذي يتراوح عمره بين 23 و24 عاما، يتردد على المسجد بانتظام. أما القاتل فلم يُشاهَد هناك من قبل.
وبحسب عدد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم وكالة "فرانس برس" في مكان الواقعة، الجمعة، فإن الضحية كان شابا وصل من مالي قبل بضع سنوات وكان "معروفا جدا" في القرية حيث كان يحظى باحترام كبير.
والجمعة، وصف وزير الداخلية برونو روتايو جريمة القتل بأنها "مروعة". وأعرب عن "دعمه أسرة الضحية وتضامنه مع الجالية المسلمة المتضررة من هذا العنف الوحشي في مكان عبادتها".