تغيرات المناخ تهدد سكان بارني السنغالية وتدفعهم إلى الهجرة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
في تقرير نشرته الغارديان البريطانية، عرضت الصحيفة مأساة سكان منطقة بارني في السنغال، حيث يعانون من التغيرات البيئية الشديدة والهجرة الجماعية للشباب.
فاتو سامبا، وهي إحدى سكان المنطقة، تجلس على كرسي بلاستيكي، تنظر إلى البحر الذي كان يومًا ما مصدر رزقها.
أمامها السفن الأجنبية الكبيرة التي تهيمن على المياه، بينما تتأرجح العشرات من الزوارق السنغالية الفارغة في بحر فقير من الأسماك.
"كان هذا المكان مسجدًا"، تقول سامبا مشيرة إلى كومة من الأنقاض على الشاطئ.
وتضيف "في 19 أغسطس، جرف البحر منزلي، وجدرانه وسريري . قريبًا سيبتلع البحر كل شيء، بما في ذلك هذا البيت الذي بناه جدي".
التآكل الساحلي في بارني، حيث نشأت أجيال من الصيادين، فاقمه الحفر لتهيئة ميناء عميق للسفن التجارية، مما أدى إلى فقدان المنازل والممتلكات على الشاطئ.
تقول سامبا، إن 17 أسرة مجاورة فقدت منازلها بفعل المد والجزر المتزايد.
فقد أصبح هذا الوضع مألوفًا في المنطقة، حيث يرتفع منسوب البحر باستمرار، مما يزيد من معاناة السكان.
أكبر معاناة تواجهها سامبا، هي مغادرة ابنها تييرينو، البالغ من العمر 22 عامًا، إلى إسبانيا في نوفمبر الماضي.
وتقول "كنت هنا أراقب مغادرته، وهو يسبح نحو القارب"، مشيرة إلى تأثير الضغوط الاجتماعية على شباب السنغال. وأضافت "أصدقاؤه كانوا يرسلون له رسائل من مدريد، وكان يشعر بالخجل من البقاء هنا".
إعلانالرحلة عبر المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري تعد واحدة من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث يستقل المهاجرون قوارب صغيرة وسط البحر العاتي، معرضين أنفسهم للمخاطر الكبرى.
في عام 2023، وصل نحو 32000 مهاجر إلى جزر الكناري، بينما بلغ العدد القياسي في 2024 أكثر من 46000، وفقًا لوكالة فرونتكس الأوروبية.
وفي الوقت نفسه، هناك العديد من الوفيات غير المسجلة، حيث يموت المهاجرون في البحر دون أن تُسجل أسماؤهم.
قضية الهجرة كانت موضوعًا رئيسيًا في الانتخابات الرئاسية السنغالية في مارس/ آذار الماضي.
فقد دعا الرئيس المنتخب، باسيور ديوماي فاي، الشباب السنغالي إلى البقاء في بلدهم وعدم الانجراف وراء "وهم" حياة أفضل في الخارج.
ومع ذلك، فإن الأوضاع على الأرض لا تزال تشهد تصاعدًا في أعداد المهاجرين الذين يسلكون طريق البحر.
في المجتمع الذي تعيش فيه سامبا، أصبح الفقدان جزءًا من الحياة اليومية. فقد أشارت إلى أن 13 شخصًا من معارفهم غرقوا في البحر خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويقول أصدقاؤها "في العام الماضي كان الوضع أفضل، أما الآن فيذهب الناس في سرية تامة".
تتزايد المخاطر بسبب المعدات المتداعية التي يستخدمها المهاجرون وسوء التنظيم في الرحلات.
كما تروي نداي سال، التي فقدت زوجها عثمان في عمق البحر، معاناتها من الهجرة.
عثمان كان قد غادر على متن قارب صغير، ليغرق بعد أن أصيب بالهذيان بسبب قلة الطعام والماء في الرحلة.
تقول سال، وهي تذرف الدموع "قلت له لا تذهب، لكن كان متعبًا من محاولات العمل لتأمين لقمة العيش".
مدينة كيار، التي كانت يومًا ما مركزًا لصناعة الصيد، شهدت تدهورًا كبيرًا في البنية التحتية، وأصبحت المنازل المهجورة والمرافق المغلقة جزءًا من المشهد.
ويقول جيبان سوبري أحد السياسيين المحليين "في أكتوبر 2023، اختفى قارب من المدينة، وكان يحمل العديد من الأشخاص، ولا توجد معلومات، حتى الآن، عن مصيرهم".
رغم الظروف الصعبة، يبقى الأمل قائمًا لدى العديد من الشبان الذين يحلمون بمستقبل أفضل في الخارج، رغم المخاطر الجسيمة التي يواجهونها في رحلة الهجرة.
إعلانإذ يكشف التقرير الذي نشرته الغارديان عن أزمة إنسانية وبيئية عميقة، تؤثر تأثيرا كبيرا على حياة آلاف السنغاليين، في وقت تزداد فيه الضغوط الاقتصادية والبيئية.
هذه المأساة تكشف عن التحديات التي يواجهها الشعب السنغالي في ظل التغيرات المناخية والهجرة غير القانونية، ويعكس واقعًا مريرًا يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الهجرة وتحقيق التنمية المحلية المستدامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ذكاء اصطناعي يشكك في أزمة المناخ والعلماء يحذرون
أشاد متشككون في قضايا التغير المناخي بدراسة مثيرة للجدل أعدها بالكامل "غروك 3″، وهو برنامج ذكاء اصطناعي طورته شركة تابعة لإيلون ماسك، ترفض تقارير خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة، فيما حذر مختصون من مصداقية الأبحاث القائمة بهذه الأساليب.
وشككت الدراسة، التي تحمل عنوان "إعادة تقييم نقدي لفرضية الاحترار المناخي المرتبط بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون"، في الاستنتاجات والتوقعات الواردة في تقارير خبراء المناخ الأمميين والتي تربط بين استهلاك الوقود الأحفوري والاحترار المناخي وزيادة حدة الظواهر الجوية، وذلك بالاستناد إلى دراسات كانت موضع خلاف لسنوات بين الأوساط العلمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟list 2 of 2بالصور.. ويل سميث من هوليود إلى قمة الويب 2025end of listوتداولت حسابات كثيرة لأشخاص متشككين بالمسائل المناخية، الدراسة بعد نشرها في نهاية مارس/آذار الماضي، بينهم عالم الكيمياء الحيوية الأميركي روبرت مالون الذي عُرف بنشر معلومات مضللة بشأن اللقاحات خلال جائحة كوفيد-19.
وقال مالون إن الدراسة تشير إلى ما وصفه بـ"نهاية الخدعة المناخية"، وقد لاقت تصريحاته رواجا واسعا بين منكري الاحتباس الحراري، إذ حصدت أكثر من مليون تفاعل.
تحذير من الأساليبكما أضاف مالون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث الممولة من القطاع العام سيصبح أمرا معتادا، وسط تحذير العلماء من خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل غير مشروط في تحليل القضايا المعقدة مثل التغير المناخي.
إعلانوأكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي، كأداة إحصائية، لا يمتلك القدرة على التفكير النقدي أو الفهم العميق للموضوعات التي يتعامل معها.
وحذروا مما وصفوه بـ"الشعور الزائف بالحياد تحت غطاء الذكاء الاصطناعي" الذي يُشار إليه على أنه "معد لمقال علمي".
وأشار الأستاذ في العلوم البيئية مارك نيف إلى أن البرامج اللغوية الكبيرة مثل "غروك 3" تعتمد على تنبؤات إحصائية تفتقر إلى التفكير المنطقي، مما يجعلها غير موثوقة في إعداد دراسات علمية جادة.
ويوضح أن "غروك 3" كتب الدراسة بأكملها بمساعدة معدين مشاركين "أدوا دورا حاسما في توجيه تطويرها"، دون معرفة الطريقة التي طلب بها المعدون من الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والبحث عن مصادر.
ومن بين هؤلاء المعدين عالم الفيزياء الفلكية ويلي سون، المتشكك في قضايا المناخ والذي يُعرف أنه تلقى أكثر من مليون دولار من التمويل من قطاع الوقود الأحفوري طيلة حياته المهنية.
شبهة التحيزويعتبر خبراء بالذكاء الاصطناعي أنه من المستحيل التحقق مما إذا كان "غروك 3" أجرى تحليلا لإعداد الدراسة من دون تدخل خارجي يؤثر على حياد البيانات والنتائج.
وشدد عالم المناخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) غافين شميت على أن الدراسة التي أعدها "غروك 3" لا تتمتع بمصداقية تذكر مثل المراجع التي استندت إليها.
كذلك حذرت المؤرخة المتخصصة في العلوم في جامعة هارفارد ناومي أوريسكس من أن استخدام الذكاء الاصطناعي في أبحاث مناخية قد يؤدي إلى تقديم انطباع زائف عن التجديد والحياد العلمي، وهو ما يعد وسيلة جديدة يستغلها المتشككون في المناخ للتشكيك في الأدلة العلمية الراسخة.