يمانيون/ تقارير بعد عامٍ وسبعة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وفي وقتٍ كانت فيه حكومة الاحتلال تُروّج لانتهاء “مرحلة التهديد” من غزة، جاءت رشقة صاروخية من كتائب القسام لتقلب المعادلة رأسًا على عقب.

وفي توقيتٍ محسوب بعناية، وبالتزامن مع زيارة مجرم الحرب نتنياهو إلى واشنطن، دوّت صافرات الإنذار من عسقلان إلى أسدود، وعادت مشاهد الهلع والرعب إلى شوارع المستوطنات.

في هذا التقرير نوجز تفاصيل ما وراء هذه الرشقة الصواريخ، أكانت مجرد رشقةٍ عابرة، أم أنها رسائل استراتيجية تُعيد العدوّ الصهيوني إلى نقطة الصفر.

رغم مرور أكثر من عامٍ ونصف على العدوان الشامل، والذي خلّف آلاف الشهداء ودمارًا واسعًا في البنية التحتية المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء، تثبت كتائب القسام أن قدراتها لم تُقضَ، وأن يدها لا تزال قادرة على الوصول إلى عمق المستوطنات الصهيونية.

الصواريخ التي أُطلقت من دير البلح، وهي المنطقة التي شهدت وجودًا عسكريًّا لجيش الاحتلال منذ بداية الحرب، أصابت أهدافها بدقة، ما يعني أن القسام تحتفظ بمفاجآتٍ تكتيكية كبرى، وتعمل وفق استراتيجية منضبطة، بعيدة عن الفوضى أو العشوائية.

ويرى خبراء عسكريون، أن تزامن القصف مع زيارة نتنياهو لواشنطن لم يكن صدفة؛ فالرسالة موجهة بشكلٍ واضح للقيادة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية: أن “لا أمن دون وقف العدوان، ولا صفقات دون الإفراج عن الأسرى ورفع الحصار”.

القسام بهذه الخطوة، تعيد خلط أوراق الملف السياسي، وتؤكد أن الحرب لم تُنهِ المقاومة، بل زادتها مرونة وقدرة على إيصال رسائلها بصوت الصواريخ لا البيانات.

مشاهد الرعب في “أسدود وعسقلان وتل أبيب”، وسقوط صواريخ على مركبات ومبانٍ، وتوثيق لحظة وصول سيارات الإسعاف والإطفاء، كلها أعادت للأذهان مشاهد 7 أكتوبر “يوم العبور العظيم”.

كما أن اعتراف وسائل الإعلام العبرية بوقوع إصابات وأضرار مباشرة، وحديثها عن احتمال وجود “تشتيت جهود؛ تمهيدًا لتسلل بري من عناصر المقاومة”؛ يعكس حجم القلق والخوف الذي لا يزال يسيطر على الجبهة الداخلية رغم كلّ الادّعاءات الرسمية بالنصر.

مأزق القيادة الصهيونية – انقسام داخلي وتآكل الثقة:

التباينات في التصريحات بين قادة الاحتلال توضح أزمة القيادة، فبين من يطالب بالقضاء على حماس كالمجرم “سموتريتش”، ومن يرى الفشل الذريع كالصهيوني “يائير غولان”، هناك إدراك داخلي بأن الحكومة الحالية تقود الكيان نحو المجهول.

وهكذا، تُكتب فصائل الجهاد والمقاومة المعادلة من جديد، أن لا أمن للاحتلال، ما دام الدم الفلسطيني يسيل بلا حساب، كما أن الخلافات حول الرهائن، واستمرار القصف، وتآكل الردع، كلها مؤشرات على هشاشة الوضع الأمني والسياسي في الكيان.

وبحسب المراقبين، فإن رشقة واحدة فقط كانت كفيلة بإظهار كذب الادّعاءات حول تدمير بنية المقاومة؛ ما يعني أن خيار الحسم العسكري وصل إلى طريق مسدود.

كما أن استمرار إطلاق الصواريخ بعد كلّ هذه المدة، رغم الحصار الشامل، يضع تساؤلات كبرى حول كفاءة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدرة استخباراته على التنبؤ والتعطيل.

وتثبت المقاومة في غزة مجددًا أنها لم تُهزم، بل تتطور وتختار التوقيت والمكان والسلاح بعناية، والاحتلال رغم كلّ أدواته العسكرية والدبلوماسية، لم يتمكن من تحقيق “النصر الكامل”.

وعليه؛ وفي ظل غياب أفق سياسي حقيقي، وتصاعد الضغط الشعبي والدولي، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد جولات جديدة من التصعيد، ما لم يفرض اتفاق شامل يلبي الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين.

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

غداً في واشنطن.. لماذا سيلتقي مجرم الحرب “نتنياهو” براعيه “المجرم ترامب”..!

 

 

الجديد برس|

 

أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أنّ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، سيلتقي غدا الاثنين، بشكل عاجل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

 

ولفتت الصحيفة العبرية الى أنّ ديوان “نتنياهو” يجهل سبب إصرار واشنطن على عقد لقاء مستعجل بين نتنياهو وترامب.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، سيُشارك في اللقاء، موضحةً أنّه “جرى تنسيق حضوره بسرعة في مؤشر على مناقشة ترامب ونتنياهو ملف الأسرى”.

 

وكان موقع “أكسيوس” الأميركي، قد تحدّث عن زيارة متوقّعة لنتنياهو إلى البيت الأبيض يوم غدٍ الاثنين.

 

وذكر الموقع أنّ نتنياهو وفريقه، فوجئوا بتصريح ترامب بعد ساعات، عندما قال للصحافيين من على متن طائرة الرئاسة الأميركية، إنّ نتنياهو سيزور واشنطن قريباً، “ربما حتى الأسبوع المقبل”.

 

ولفت الموقع إلى أنّ المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، توقّعوا أن تجري الزيارة في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري، أو خلال أسبوع عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في 14 أبريل.

 

وتأتي زيارة نتنياهو إلى واشنطن في ظل تصاعد الاحتجاجات في “الداخل الإسرائيلي” والتي تطالب بالعودة لصفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية والذي تنصل منه الاحتلال واستأنف عدوانه الواسع على القطاع غزة، وارتكب عشرات المجازر ومنع دخول أي مساعدات إنسانية غذائية او طبية للقطاع .

مقالات مشابهة

  • الدويري: إطلاق الصواريخ من غزة رسالة سياسية تفوق أهميتها العسكرية
  • نتنياهو يأمر برد قوي على إطلاق الصواريخ من غزة
  • خبير عسكري: هذه رسائل رشقة المقاومة الصاروخية الأكبر منذ أشهر
  • شاهد وصول صواريخ “المقاومة الفلسطينية” الى اسدود المحتلة .. (فيديو) 
  • غداً في واشنطن.. لماذا سيلتقي مجرم الحرب “نتنياهو” براعيه “المجرم ترامب”..!
  • رشقة صاروخية من غزة باتجاه تل أبيب وأسدود .. وإنذارات تدوي في مدن الاحتلال
  • نتنياهو في المجر.. معزولا عن العالم
  • نتنياهو في المجر.. ومعزولا عن العالم
  • الآلاف يتظاهرون ضد نتنياهو في “تل أبيب” / شاهد