(عمان) تستمر فعاليات عروض الأفلام المفتوحة للجمهور ضمن ملتقى قمرة السينمائي 2025، في مسرح متحف الفن الإسلامي، مستقطبًا جمهورًا متنوعًا من مختلف أنحاء العالم، وتقدم هذه العروض، التي تُقام يوميًا مجموعة مميزة من الأفلام التي تلقت دعمًا من مؤسسة الدوحة للأفلام، في إطار النسخة الحادية عشرة من الملتقى، الذي يُعد منصة داعمة للمخرجين الشباب من مختلف الدول.

وعرض اليوم الاثنين الفيلم الوثائقي الطويل «النهوض ليلاً» من إخراج نيلسون ماكينغو، وهو إنتاج مشترك بين (جمهورية الكونغو الديمقراطية، بلجيكا، ألمانيا، بوركينا فاسو، قطر)، والذي يرصد معاناة سكان العاصمة كينشاسا مع انقطاع الكهرباء وسط أوضاع أمنية صعبة، متناولاً بعمق مشاعر الأمل وخيبة الأمل والعقيدة الدينية لدى سكان المدينة.

أما يوم غدا الثلاثاء، فيُعرض فيلم «صرخة الصمت» للمخرج ثي ماو نينغ (ميانمار، كوريا الجنوبية، فرنسا، سنغافورة، النرويج، قطر)، الذي يتناول قصة الشابة "مي-ثيت" العاملة بأحد مصانع الملابس، حيث يؤدي اشتراكها في إضراب عمالي إلى تنامي وعيها السياسي، وتعمّق ارتباطها بتاريخ النضال في ميانمار.

وتُختتم العروض العامة يوم الأربعاء مع فيلم «الذراري الأحمر» من إخراج لطفي عاشور (تونس، فرنسا، بلجيكا، بولندا، السعودية، قطر)، والذي يعرض قصة الراعي الشاب أشرف، وكيف تغيرت حياته إلى الأبد إثر مأساة فقدان ابن عمه، مقدّمًا تصويرًا حساسًا ومؤثرًا لتجربة الفقد والتحولات التي تليه.

ويقدم ملتقى قمرة 2025 للجمهور سبعة أفلام روائية طويلة، تتمتع بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام ونالت تقديرًا نقديًا كبيرًا، وتُعبّر عن أصوات مهمة في عالم السينما المستقلة، وويشارك في النسخة الحالية من الملتقى 49 مشروعًا سينمائيًا، يمثلها صُناع أفلام شباب من 23 دولة ما يعكس التطور اللافت لصناعة السينما الإبداعية في الدولة.

قوة السرد البصري

وفي حديثه عن تجربته الأولى مع قمرة، أكد المصور السينمائي الإيراني-الفرنسي الشهير داريوس خنجي، الذي اشتهر بأعمال بصرية مميزة مثل "سبعة" و"مأكولات فاخرة" و"جواهر غير مصقولة"، أن الضوء هو العنصر الأهم في صناعة الفن الأصيل، وما تقدمه المؤسسة من دعم حقيقي لصناع الأفلام أمر رائع، وأتمنى لو يتوفر نموذج مشابه في بلدان أخرى".

وخلال ندوته الممتدة لساعتين، شارك خنجي الجمهور جوانب من تجاربه الفنية، وتطرق تحديدًا لفيلم "طوبى" للمخرجة شيرين نشأت، مشيرًا إلى أن دوره كمصور سينمائي يُشبه دور الموسيقي الذي يعزف لحن الملحن، من خلال ترجمة رؤية المخرج عبر الصورة.

كما تحدث عن إلهامه المبكر الذي بدأ مع شغفه بالتصوير الفوتوغرافي في متحف اللوفر، حيث كان يجذب انتباهه بساطة الضوء وانعكاساته، مشيرًا إلى أن مهاراته الإبداعية تطورت بفضل تجاوزه المستمر للتقاليد الفنية المعتادة.

وذكر خنجي أن ذكرياته السينمائية المبكرة ارتبطت بالموسيقى التصويرية للأفلام المصرية والهندية والإيطالية، مؤكداً أهمية الموسيقى في عمله، حيث قال: "إذا لم تعجبني الموسيقى، لن أتمكن من الاندماج التام مع التصوير".

وأشار إلى أن رغبته الأولى كانت في أن يصبح مخرجًا، لكن حبه للتصوير السينمائي غيّر مساره المهني، وعبّر عن تفضيله للعمل الجماعي مع فرق التصوير والإخراج على استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، معتبرًا أن التعاون الإنساني هو جوهر العمل السينمائي.

ووجه خنجي نصيحة هامة لصنّاع الأفلام الناشئين قائلاً: "كل شخص لديه صوت فني خاص، علينا أن نكتشف هذا الصوت ونترجمه على الشاشة، مع قبول تام لاختلافاتنا".

وأخيرًا أكد أن مهمة التصوير السينمائي لا تقتصر على جمال الصورة فحسب، بل تكمن أهميتها في خدمة رواية القصص، وهو المبدأ الذي سار عليه في أعماله السينمائية المميزة على مدى أربعة عقود.

وسيلة للحوار والفهم

من جانبه تحدث المخرج الفلبيني لاف دياز خلال ندوة أقيمت ضمن ملتقى قمرة السينمائي، مؤكدًا أن السينما تمثل وسيلة للحوار والفهم الإنساني، وأنها تعكس الواقع بشكل شعري وروحي. تطرّق دياز إلى التاريخ المضطرب لبلاده ومعاناة شعبها تحت الأنظمة الديكتاتورية، معبرًا عن أسفه لانتشار الجهل وتعمق الصراعات الإنسانية، ودعا صانعي الأفلام للتحرك بفاعلية أكبر.

وتحدث دياز عن نشأته في بيت يولي اهتمامًا خاصًا بالأدب الروسي، بتأثير من والده، مستشهدًا بأثر أعمال دوستويفسكي وتولستوي في أفلامه، خاصة فيلمه "المرأة التي غادرت" (2016)، الفائز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، والمستوحى من قصة قصيرة لتولستوي. وأشار إلى تأثير المخرج الفلبيني لينو بروكا عليه، وخاصة فيلمه "مانيلا في مخالب النور" (1975)، الذي غيّر مفهومه للسينما باعتبارها وسيلة للتغيير الاجتماعي.

وأوضح دياز أن انتقاله للولايات المتحدة وعمله صحفيًا كان نقطة تحول في مساره الفني، حيث بدأ يطور فلسفته الخاصة بالسينما التي تتحدى التقسيم التقليدي بين الوثائقي والخيالي. وتحدث عن تجربته في صناعة الأفلام الطويلة مثل فيلم "تطور أسرة فلبينية"، الذي استغرق إنجازه عقدًا كاملًا، معتبرًا السينما رحلة في المنفى وفعلًا فرديًا وحيدًا يوازن بين الواقع والشعر.

وأشاد دياز بالدور الإيجابي لمؤسسة الدوحة للأفلام في تطوير صناعة السينما بمنطقة الشرق الأوسط من خلال ملتقى قمرة، مقدمًا نصيحته لصنّاع الأفلام الشباب بالمبادرة والعمل الدائم، ودمج تجارب الحياة والشعر في أعمالهم السينمائية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملتقى قمرة

إقرأ أيضاً:

الهلال يمطر شباك غوانغجو بسباعية والصحف العالمية تُشيد بالاكتساح

ماجد محمد

واصل الهلال عروضه القوية في دوري أبطال آسيا للنخبة، بعدما أمطر شباك غوانغجو الصيني بسبعة أهداف دون رد، ليحجز مقعده بجدارة في نصف نهائي البطولة. الانتصار العريض الذي حمل توقيع سبعة لاعبين مختلفين جذب أنظار الصحافة العالمية، التي سلطت الضوء على الأداء الكاسح للفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس.

وأشادت شبكة CNN الأمريكية بالفوز، ووصفت الهلال بـ”الساحق” بقيادة جيسوس، مؤكدة أن الزعيم وجه رسالة قوية لبقية المنافسين في البطولة.

أما صحيفة ريكورد البرتغالية، فأشارت إلى أن الهلال حقق فوزًا كاسحًا رغم “النبأ المزعج” بإصابة نجمه البرتغالي جواو كانسيلو.

من جانبها، ركزت صحيفة OJogo على التألق اللافت للثلاثي البرتغالي جيسوس، نيفيز وكانسيلو، مؤكدة أن الهلال صعد للمربع الذهبي بثقة وثبات.

وتناولت صحيفة أبولا جانبًا آخر من اللقاء، بتسليط الضوء على ردّة فعل ليوناردو، لاعب بنفيكا السابق، بعد استبداله، حيث عبّر عن غضبه بشكل ملحوظ تجاه قرار المدرب.

أما شبكة ESPN الأمريكية فقد نشرت تقريرًا مفصلًا عن المباراة، معدّدة أسماء مسجلي الأهداف: سافيتش، ليوناردو، سالم الدوسري، ميتروفيتش، مالكوم، ناصر الدوسري، وعبدالله الحمدان، مشيرة إلى أن تنوع الأسماء يعكس تنوع الحلول الهجومية لدى الهلال.

انتصار الهلال التاريخي وضعه في واجهة الترشيحات للمنافسة على اللقب، في ظل الأداء الجماعي والصلابة الفنية التي ظهر بها في لقاء غوانغجو.

مقالات مشابهة

  • أبوظبي للكتاب يناقش دور الحكاية العربية في السينما العالمية
  • "ملتقى شركاء التميز" يسلط الضوء على إنجازات مدرسة التآلف ببركاء
  • أفاتار: النار والرماد.. كيف غيّر جيمس كاميرون مستقبل صناعة السينما؟
  • عمرو الليثي يكشف سبب اعتذاره عن تقديم برنامج «كلمتين وبس»
  • مارين آدي تترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان كان السينمائي
  • صناعة السينما في رؤية السعودية 2030.. خطوات مبهرة وإشادة عالمية
  • عرض فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو بنادي السينما.. الأربعاء
  • الهلال يمطر شباك غوانغجو بسباعية والصحف العالمية تُشيد بالاكتساح
  • كريستن ستيوارت مخرجة لأول مرة في مهرجان كان السينمائي
  • علي بدرخان.. المخرج الذي قدّم السينما المصرية من منظور جديد