خبير دولي لـ «الأسبوع»: الشراكة المصرية الفرنسية نموذج للدبلوماسية الفعّالة في زمن الأزمات
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
اعتبر الدكتور محمد محمود مهران، الخبير في القانون الدولي، أن التقارب المصري-الفرنسي الذي توج بزيارة الرئيس ماكرون لمصر يمثل نموذجاً للدبلوماسية المتوازنة وسط تحديات إقليمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية ليس مجرد خطوة رمزية بل استجابة عملية لواقع إقليمي متأزم.
وقال الدكتور مهران في حوار خاص مع «الأسبوع» إن التوافق المصري-الفرنسي حول الأزمة الإنسانية في غزة يكتسب أهمية استثنائية في ظل المخاطر التي تهدد الأمن الإقليمي، مضيفاً أن تأكيد الرئيسين على أهمية وقف إطلاق النار ورفض التهجير القسري للفلسطينيين يمثل سداً منيعاً أمام المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح مهران أن الموقف المشترك الرافض للتهجير يستند إلى نصوص صريحة في القانون الدولي الإنساني، أبرزها المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر الترحيل القسري للمدنيين تحت أي ظرف، مشدداً على أن مصر وفرنسا تقفان في موقع المدافع عن الشرعية الدولية وليس في موقع المناصر السياسي لطرف ضد آخر.
ولفت أستاذ القانون الدولي، إلى أهمية الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة التي حظيت بدعم فرنسي واضح، معتبراً أنها مبادرة استباقية لمرحلة ما بعد الحرب، تؤكد أن مصر مستعدة لتحمل مسؤولياتها الإقليمية رغم التحديات الاقتصادية الحالية.
وحول دلالات زيارة الرئيس ماكرون للقاهرة القديمة برفقة الرئيس السيسي، رأى الدكتور مهران أنها رسالة دبلوماسية ذكية تتجاوز البروتوكولات التقليدية، فاختيار منطقة عاش فيها الرئيس السيسي يضفي بُعداً إنسانياً على العلاقات الرسمية، ويعكس عمق التفاهم بين الزعيمين، فضلا عن الإشارة إلى أن مصر هي بلد الأمن والأمان لأن مثل هذه الزيارات تحتاج إلي تنسيق وتأمين قوي.
وبشأن ملف الأمن المائي وسد النهضة، أكد مهران أن الدعم الفرنسي لموقف مصر له وزن دبلوماسي كبير، خاصة أن فرنسا من الدول المؤثرة في القارة الأفريقية، وتأييدها لمبدأ عدم الإضرار بالحقوق المائية المصرية يستند إلى قواعد راسخة في القانون الدولي للأنهار.
وفيما يتعلق بالأزمات الإقليمية الأخرى، أشار الخبير القانوني إلى أن اتفاق القاهرة وباريس على ضرورة احترام السيادة السورية ووحدة أراضيها، وكذلك دعم تطبيق القرار 1701 في لبنان، يشكل إطاراً متكاملاً لرؤية مشتركة لاستقرار المنطقة.
كما أضاف أن المثير للاهتمام أن الزيارة تزامنت مع توترات متصاعدة في الشرق الأوسط، لكنها نجحت في تقديم مقاربة متوازنة تجمع بين المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة، وهو ما يعكس نضج الدبلوماسية المصرية في التعامل مع الأزمات المتعددة.
وعن المكاسب الاقتصادية للزيارة، اعتبر مهران أن موافقة البرلمان الأوروبي على الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي لمصر بقيمة 4 مليارات يورو تعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في توظيف التحالفات الاستراتيجية لخدمة الأهداف التنموية.
وتطرق الدكتور مهران إلى أهمية التعاون المصري-الفرنسي في مواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن استضافة مصر لأكثر من 9 ملايين لاجئ يضعها في موقع الشريك الأساسي لأوروبا في إدارة أزمة الهجرة، وهو دور يستحق دعماً دولياً أكبر.
وشدد على أن زيارة ماكرون لمصر تُظهر أن القاهرة ما زالت محوراً دبلوماسياً رئيسياً في المنطقة رغم كل التحديات، وأن الدبلوماسية المصرية المعاصرة نجحت في الجمع بين ثوابت السياسة الخارجية التاريخية والتكيف مع متغيرات الساحة الدولية بمرونة وفعالية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الخبير في القانون الدولي الشراكة المصرية الفرنسية زيارة الرئيس ماكرون لمصر القانون الدولی إلى أن
إقرأ أيضاً:
برلماني: زيارة الرئيس الفرنسي تعزز الشراكة الثنائية بين البلدين على جميع المستويات
أكد محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، أمين حزب مستقبل وطن بالبحيرة، أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، والتي شملت زيارته عدد من المناطق الثقافية والتاريخية منها منطقة خان الخليلي، واصفًا إياها بأنها خطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتُبرز مكانة مصر كقلبة حضارية وثقافية عالمية.
وقال «زين الدين» في تصريحات له اليوم، إن اختيار منطقة خان الخليلي، التي وهي إحدى أبرز المعالم السياحية والتاريخية في القاهرة الإسلامية، لاستقبال الرئيس الفرنسي، رسالة قوية عن التقدير المتبادل للتراث الثقافي والإرث الإنساني الذي تتمتع به مصر.
وأشار إلى أن اختيار تلك المناطق يؤكد قوة مصر واستقرار الأوضاع الأمنية، وهي رسالة للعالم تؤكد ما تتمتع به مصر من الأمن والأمان.
وأكد محمد زين الدين، أن زيارة الرئيس ماكرون فرصة لتعزيز الشراكة الثنائية في كافة المجالات الاقتصاد، الثقافة، والتنمية المستدامة، فضلا عن تعزيز دور مصر المحوري في تحقيق الاستقرار الاقليمي، خصوصا في ظل عدد من التحديات، وأبرزها القضية الفلسطينية.
وأوضح زين الدين، أن هذه الزيارة تعزز موقف مصر تجاه القضية الفلسطينينة، وتؤكد دعم فرنسا للموقف المصري الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين.